الانسجام مع فريق العمل
فمهما كنت بارعا ومتمكنا من وظيفتك ومهما كنت موهوبا أو ماهرا أو عالما، يظل العامل الأهم في تحديد مدى نجاحك ورضاك في عملك هو قدرتك على إقامة علاقات فعالة مع الآخرين.
علاقات متشابكة
تتطلب كل الوظائف التفاعل مع الآخرين، فكلنا لدينا رؤساء وزملاء نشاركهم الأماكن والموارد والوقت، وننسق معهم الجهود وندير معهم السياسات والعقود، ونحدد معهم الحقوق والواجبات والعهود، لكن مجرد براعتك وإتقانك ما تؤديه من عمل لا يكفى إذا كنت غير قادر على العمل مع أحرين، وقدراتك الفنية قد تصل بك إلى وظيفة قيادية، غير أن احتفاظك بتلك الوظيفة مرهون بامتلاكك لقدرات الاتصال الشخصي، ولكن الترقيات ليست هي السبب الوحيد المؤثر على قدرتك على العمل بصورة جيدة مع الآخرين، فالرضا الوظيفي سبب أخر.
الأصدقاء والزملاء
العلاقات الشخصية في العمل مهمة بالنسبة للصداقة والدعم المتبادل. حاول أن تعود بذاكرتك إلى الوظيفة التي كنت تشغلها سابقا، ربما تتذكر بعض الأشخاص بحب وحنين صادقين وربما تدرك أنك كنت مجبرا على التعامل والتعايش مع أحرين دون حب أو مودة. والحقيقة أن هناك نوعين من العلاقات التي تنشأ في العمل، علاقات شخصية وعلاقات مهنية.
العلاقة المهنية هي الأهم، فهدفك الرئيسي من الوظيفة هو إنجاز عمل من أجل مؤسستك، ولكي تنجح العلاقات الشخصية والمهنية معا عليك أن تعي المشكلات النابعة من الخلط بين علاقات العمل والعلاقات الشخصية، وذلك بسبب.
1- عدم القدرة على التفريق بين ما هو شخصي ما هو مهني.
2- عدم إدراك أن للعلاقات الشخصية والمهنية أغراضا مختلفة.
3- عدم إدراك أن العلاقات الشخصية والمهنية تتطلب طرق اتصال مختلفة.
تهدف العلاقة المهنية لإنجاز العمل فقط، وحتى وإن قدر لك أن تعمل مع أبيك أو أخيك أو صاحبك الذي يرضيك. ففي العلاقات المهنية عليك أن تنحى جانبا مشاعرك الشخصية حيال الجميع. فهذه العلاقة رسمية وهرمية وتصاعدية. أما في العلاقات الشخصية، فيفترض وجود تكافؤ بين الطرفين، ولعل من أصعب المواقف أن يصبح المرء مديرا لشخص ما كان في السابق زميلا له، حيث يستحيل استمرار العلاقات الشخصية بعد الترقية، والمدير الجدير يدرك هذه الحقيقة ويتقبلها.
فكيف يمكنك إذن أن تخلط العلاقات الشخصية بالعلاقات المهنية؟ الأمر صعب ولكنه ليس مستحيلا. يجب أولا على كل الأطراف المعنية أن تفهم الفرق بين العلاقتين. وينبغي بعد ذلك أن يتعلم كل طرف كيف يتواصل مهنيا وأن يتم التركيز عل إنجاز العمل لا على العلاقة نفسها
عندما تسوء العلاقات
تفترض شركات كثيرة أن عامليها يعرفون بالفطرة كيفية إقامة علاقات عمل جيدة مع زملائهم وأنهم يعرفون تشخيص المشكلات وتسوية الصراعات. صحيح أن معظم الناس يتعاملون بشكل جيد وسليم، ولكن هذا لا يحدث دائما، فأعباء العمل الثقيلة وساعاته الطويلة تؤدي إلى الإجهاد والإحباط فتدفع الناس للتصرف بطرق مخالفة لطبيعتهم، وهناك أساليب كثيرة لإدارة الصراع. لكن المشكلة لا تكمن في الصراع نفسه. لأن وجود قدر معين من الصراع يكون مفيدا، حيث يسمح لأفراد الفريق بالتعبير عن أراء وأفكار متعارضة، ويتيح للمجموعة الاستفادة من ذكائها الجماعي. أما الصراع الغائر والعنف الغادر فيمزق أي فريق، والناس يرجعون الصراع غالبا لواحد من سببين:
1- عيب في شخصية الطرف الأخر، فهو”غبي وأحمق ومتعال ومتغطرس وعدواني وأناني”. أي يعزى الصراع للخلاف بين الشخصيات، وتكون الشخصية المعيبة هي شخصية الطرف الأخر، أما المتحدث أو المدعى (صاحب الدعوى) فهو مثالي وانسانى ومتعاون مئة بالمئة.
2- أما التشخيص الثاني فمفادة أن الشخص الأخر (غير كفء)فهو يفتقر إلى الذكاء والمهارات والتدريب. ومرة أخرى يعزى الصراع إلى وجود نقائص في الطرف الآخر.
إرشادات للعمل الجماعي
لكي تغير أسلوبك في العمل، يلزمك أن تغير تفكيرك أولا، فأنت بحاجة للانتقال بمفهوم العمل بروح الفريق إلى مستوي جديد، افعل ذلك بتطبيق بعض القواعد الإرشادية البسيطة والعملية الخاصة بالعمل الجماعي في مكان العمل، فالقواعد الإرشادية ضرورية علاقات فعالة ورصد وعلاج إخفاقات الجماعات.
ومن أجل بناء أساس أو ركيزة للعمل الجماعي الفعال، ابدأ بالاتفاق على الأهداف والأدوار الإجراءات. وعلى أفراد الفريق أن يوجهوا لأنفسهم الأسئلة التالية:
– ما هي الأهداف التي سنحققها؟
– كيف سننسق عملنا فيما بيننا؟
– ما هو الدور الذي يتوقع أن يؤديه كل عضو في الفريق؟
وهذه القواعد الإرشادية تساعد على تحديد مصادر الصراعات في فرق العمل وبالتالي تحاشيها في المستقبل