الجهاز الدوري
من المعلوم أن الجهاز الهضمي يقوم بهضم الطعام ، ثم يتم امتصاصه ونقله إلى جميع خلايا الجسم ، ولكي يستفيد الجسم من هذا الغذاء المهضوم ، يتم احتراق الغذاء في وجود الأكسجين الذي يتم نقله من الرئتين إلى جميع خلايا الجسم ، وبذلك تتولد الطاقة اللازمة للجسم .
ولكن هل تعلم كيف ينتقل الغذاء المهضوم ، وكذلك الأكسجين إلى جميع خلايا الجسم؟
يتم ذلك بواسطة الجهاز الدوري.
مكونات الجهاز الدوري في الانسان:
1-القلب:
القلب هو عبارة عن عضلة صغيرة بحجم قبضة اليد الكبيرة تعمل مثل مضخة تضخ الدم في الشرايين ومنه إلى أنحاء الجسم الأخرى كما أنها تستقبل الدم العائد من الأوردة، وشكل القلب كحبة الأجاص المقلوبة يتمركز في الصدر مائلاً قليلاً نحو اليسار ويوجد في القلب أربع حجرات اثنتان علويتان وتدعى الأذينان واثنتان سفليتان وتدعى البطينان وهي ذات جدار سميكة العضلة، كما أن القلب ينبض 60-80 نبضة في الدقيقة، والنبضات عبارة عن التقلص والاسترخاء لعضلة القلب ليتم ضخ حوالي 3-5 لتر من الدم في الدقيقة الواحدة، وتتغذى عضلة القلب من الأوعية الدموية المحاطة بها وأي انسداد بها يؤدي إلى الموت.
تشكل العضلة القلبية النسيج الفعال وظيفيا من القلب حيث يؤمن تقلصها انتقال الدم وضخه من القلب إلى باقي الأعضاء مما يجعل القلب محطة الضخ الرئيسية للدم من القلب إلى العضاء لتزويدها بالأكسجين المحمل في الدم القادم من الرئتين, من ثم يقوم القلب بضخ الدم القادم من العضاء والمحمل بثاني أكسيد الكربون إلى الرئتين لتنقيته و تحميله من جديد بالأكسجين.
كمية الدم التي يضخها القلب في الحالة الطبيعية تبلغ 4.5 إلى 5 لتر في الدقيقة, يمكن أن تزداد إلى ثلاثة أضعاف عند القيام يتمارين رياضية.
تحتاج العضلة القلبية إلى 7% من الأكسجين الذي يحمله الدم لإنتاج طاقة الضخ بالتالي فهي حساسة جدا لنقص الأكسجين, وأي نقص في كمية الأكسجين الوارد إليها يؤدي إلى نوع من الاستقلاب اللاهوائي يؤدي لألم يعرف بالذبحة الصدرية (Angina).
وزن القلب يبلغ 0.5% من وزن جسم الإنسان أي أنه بحدود 350 غرام لشخص يزن 70 كغ ويمكن لهذا الوزن أن يزداد بزيادة عمله كما عند الرياضيين. يترافق هذه الزيادة الوزنية بازدياد حجم الدم الذي يضخ في النبضة الواحدة فما يزداد عند الرياضيين هو كمية الدم التي تضخ وليس عدد النبضات. أوعية الدم في القلب بما أن القلب عضلة متحركة باستمرار فهو بحاجة دائمة إلى إمداد مستمر من الدم ينقل لخلاياه الغذاء والأكسجين، ويرجع بالفضلات وثاني أكسيد الكربون وهو ما يعرف بالتروية تتم تروية العضلة القلبية بشريانين تاجيين (أيمن وأيسر) يخرجان من بداية الابهر ( الأورطي) يتفرعان إلى شرينات وشعيرات دموية حيث يغذي كل منها نصف القلب
يحتوي القلب على أربعة حجيرات منفصلة تدعى: الأذينين اليمنى واليسرى والبطينين الأيمن والأيسر. تكون جدران الأذينين رقيقة نسبيا لأن طبيعة عملها الأساسي كمستودع للدم ومدخل للبطين فهي لا تقوم بعمل الضخ الأساسي الذي يتكقل به البطين.
جدران البطين تكون أثخن لأنه يقوم بعملية الضخ الأساسية في الدوران الرئوي والدوران المحيطي.
تنظم حركة الدم في القلب صمامات (تدعى أيضا دسامات) تشكل بوابات وحيدة الإتجاهات تؤمن انتقال الدم من الأذينة إلى البطين ولا تسمح بالانتقال العكسي, فالتجمع الأساسي للدم الوارد للقلب يحدث في الأذينة اليمنى لينتقل بعد ذلك إلى البطين الأيمن, يقوم البطين الأيمن بضخ الدم للرئتين, يعود الدم بعد تنقيته من الرئتين إلى الأذينة اليسرى, من الأذينة اليسرى ينتقل للبطين الأيسر الذي يضخه بدوره عبر الشريان الأبهر، أو الشريان الرئيسي، إلى باقي الأعضاء.
الصمامت الموجودة في القلب هي عبارةعن:
صمام ثلاثي الشرف (مؤلف من ثلاثة قطع غضروفية) يفصل بين الأذينة اليمنى والبطين الأيمن.
صمام ثنائي الشرف: يفصل الأذينة اليسرى عن البطين الأيسر.
صمام رئوي ثلاثي الجيوب: تتوضع على مدخل الشريان الرئوي وتؤمن انتقال الدم من البطين الأيمن إلى الشريان الرئوي دون عودة لتوصيله إلى الرئتين.
صمام أبهري ثلاثي الجيوب: يقع عند مدخل الشريان الأبهر ويؤمن انتقال الدم من البطين الأيسر إلى الشريان الأبهر دون عودة.
2 - الأوعية الدموية ، وتتكون من :
ا- الشريان والجمع شرايين من اللغة الإغريقية "αρτηρία" ومعناها المملوء بالهواء.
هو وعاء دموي، ينقل -حسب التعريف- الدم من القلب إلى الأعضاء (كل أجزاء الجسم) وتطلق هذه التسمية على الوعاء الدموي بغضّ النظر عن نسبة إشباعه بالأوكسيجين. إلا أنّ أغلب الشرايين هي الأوعية الغنية بالأوكسيجين. والاستثناء هو للشريان الرئوي الذي ينقل الدم من القلب (بعد دورته في الجسم) إلى الرئتين لإغنائه بالأوكسيجين O2 وتخليصه من ثاني أوكسيد الكاربون CO2. ويرجع لون الدم الأحمر الفاتح في الشرايين إلى وجود الأوكسيجين بها.
الشرايين تحتوي تقريباً 20% من نسبة الدم في الجسم. الشريان الأكبر عند الإنسان هو الشريان الأبهر أو الوتين، وقطره يقارب 2.5 أو 3 سنتيمتر.
ومن الجدير ذكره ان الشراين تستمر في التفرع حتى الوصل الى (الشرينات)
ب-الاوردة:
هي الأوعية الدموية التي تنقل الدم الذي يحتوى على نسبة منخفضة من الأكسجين وتوصلها إلى القلب.
الهيموجلوبين الذي لا يحتوى على الأكسجين في الأوردة يكون لونه مائلا الى الزرقه لذلك تبدو الاورده بالون الازرق، أما الذي يحتوى على كمية مناسبة من الأكسجين فلونه أحمر فاتحاً.
وكما هو الحال في الشراين فأن الاورده تستمر في التفرع حتي الوصول الى (الوريدات)
ج-شعيرات دموية، وهي نهايات الشرايين وبدايات الأوردة وتمتاز برقة جدرها ، كي تنفذ خلالها الغازات والمواد المذابة .
3-الدم:
الدم عبارة عن نسيج سائل ، من أشكال النسيج الضام يجري داخل الجسم ضمن الأوعية الدموية ( الأوردة و الشرايين و الشعيرات الدموية ) و يتكون من مادة سائلة ( البلازما Plasma ) تسبح فيها الكريات الدموية Blood Corpuscles .
الصفات الفيزيائية للدم
اللون :
لون الدم أحمر و ذلك لوجود الهيموجلوبين الذي يضفي على الدم هذا اللون ، و يختلف اللون الأحمر في الشرايين عنه في الأوردة فهو أحمر فاقع في الشرايين بسبب وجود الاكسجين و أحمر قاتم في الاوردة بسبب وجود ثاني أكسيد الكربون
درجة الحرارة :
وهي ثابتة في الجسم مع وجود بعض الفروقات فيه من عضو لآخر حسب حاجة هذا العضو للحرارة من أجل القيام بوظيفته الرئيسية . فمثلاً درجة حرارة الكبد تساوي ( 40-41) درجة ، اما الدماغ فدرجة حرارته تساوي أقل من 36درجة مئوية .
والمعدل العام لدرجة حرارة الجسم يتراوح بين 36.8-37.8درجة مئوية .
كثافة الدم :
وهي تعتمد على وجود المواد المنحلة في البلازما مثل كريات الدم الحمراء و البروتين و قيمتها للرجال تتراوح بين ( 1.057-1.067) غم/سم3.
و للنساء تتراوح بين ( 1.051-1.061) غم/سم3.
لزوجة الدم :
وهي عبارة عن قوة أحتكاك الدم بجدران الشرايين و الاوردة وهي بشكل اساسي تعتمد على البروتينات الموجودة في البلازما و بالأخص الفيبرونوجين و تتمثل أهميتها في الحفاظ على الضغط الدموي وهي للرجال 4.7 و للنساء 4.3 .
الضغط الأسموزي :
و ينتج هذا الضغط عن وجود البلورات و الأملاح في البلازما و ترجع أهميته الى المحافظة على تعادل الأملاح و الماء داخل الخلية و خارجها ( في الشرايين و الاوعية الدموية الدقيقة ) .
فمثلاً وجود الأملاح بكثرة في الدم يسبب سحب الماء من الخلايا و هذا يؤدي الى التجفاف ، أما قلة الاملاح فيسبب دخول الماء الى الخلايا وهذا ما يعرف بالتسمم المائي .
و الضغط الاسموزي للبلازما يساوي 310 L/MOSM = 5000-5300 ملم زئبقي .
الضغط الكولويدو اسموزي ( الغرواني ) :
و ينتج هذا الضغط عن وجود البروتينات في البلازما وهو يساوي الى 25ملم زئبقي و ترجع أهميته إلى :
أ ) المحافظة على وجود الماء داخل الأوعية الدموية ( حجم الدم ) .
ب) تبادل المواد الغذائية بين الدم و الخلايا .
إن نقص البروتين في الدم يؤدي الى نقص الضغط الكولويدو و اسموزي مما يبقي الماء داخل الخلية و تحدث الوذمة Oedema وهذا الضغط هو أقل من الضغط الاسموزي عادة .
كثافة تركيز الهيدروجين في الدم ( PH ) :
و عادة تميل هذه الكثافة الى القاعدية ( أي أن الدم محلول قاعدي ) و تساوي هذه الكثافة 7.4 في الشرايين و 7.35 في الأوردة .
أما داخل الخلية فهي تساوي ( 7-7.2) بسبب وجود ثاني أوكسيد الكربون
الدورة الدموية Blood circulation
يسيطر الدماغ والمراكز العصبية في جسم الإنسان على الدورة الدموية حيث يتم ضخ الدم الأحمر المليء بالأكسوجين من القلب عبر الشرايين إلى كافة أجزاء الجسم ليصل الأكسوجين والغذاء لكل أنسجة الجسم كما يأخذ الدم النفايات من الأنسجة ويعود عبر الأوردة إلى الأذين الأيمن ومنه إلى البطين الأيمن ليتم ضخه إلى الرئة عبر الشريانان الرئوي الأيسر والأيمن لتتم تنقيته من غاز ثاني أكسيد الكربون وبعض الغازات الأخرى وإشباعه بالأكسوجين ليرجع الدم عبر الأوردة الرئوية إلى الأذين الأيسر ومنه إلى البطين الأيسر للقلب حيث يتم ضخه مرة أخرى عبر الأبهر ومنه إلى جميع أجزاء الجسم وهكذا.
ونلاحظ ان الدوره الدمويه تقسم الى قسمين
1-الدورة الدموية الكبرى:
الدورة الدموية الكبرى وهي جزء من جهاز القلب والاوعية الدموية والتي تحمل الدم المؤكسج بعيداً عن القلب إلى بقية انحاء الجسم ، وتعيد الدم الغير مؤكسج إلى القلب ثانيةً.وهذا هو بعكس ما يحصل في الدورة الدموية الصٌغرى . يٌغادر الدم المؤكسج - القادم من الرثة- القلب عن طريق الشريان الأبهر Aorta ، من هناك ينتشر الدم المؤكسج إلى جميع اعضاء الجسم وانسجته التي تمتص الاوكسجين عَبرَ الشرايين والشٌريينات والاوعية الدموية الشعرية . يتم امتصاص الدم الغير مؤكسج عن طريق الاوردة الصغيرة ثم الاوردة الاكبر ثم تنقلها إلى الوريدين الاجوفين الاعلى والاسفل ، والتي تصب في الجزء الايمن من القلب وبذلك تكمل الدورة . بعدها يتم اعادة اكسجة الدم عن طريق ذهابه إلى الرئتين عن طريق الشريان الرئوي والتي تسمى الدورة الدموية الصٌغرى و بعدها ترجع إلى الدورة الدموية الكبرى.
2-الدورة الدموية الصغرى:
الدورة الدموية الصُغرى وهي جزء من جهاز القلب والاوعية الدموية والتي تحمل الدم الغير مؤكسج بعيداً عن القلب إلى الرئتين ، وتٌعيد الدم المؤكسج إلى القلب ثانيةً . وهذا خلاف ما يحصل في الدورة الدموية الكبرى. يٌغادر الدم الغير المؤكسج الجزء الايمن من القلب عن طريق الشرايين الرئوية التي تذهب بالدم إلى الرئتين ، وهناك تقوم كريات الدم الحمراء بتحرير غاز ثنائي أوكسيد الكربون و تتحد بالأوكسجين خلال عملية التنفس . يٌغادر الدم المؤكسج الرئتين عن طريق الاوردة الرئوية ، والتي تصب في الجزء الايسر من القلب ، وبذلك تكتمل الدورة الدموية الصٌغرى ( الرئوية) . بعدها يتم توزيع الدم إلى انحاء الجسم كافة عن طريق الدورة الدموية الكبرى قبل ان يرجع ثانيةً إلى الدورة الدموية الصغرى. قد تم اكتشاف الدورة الدموية الصٌغرى عن طريق العالم ابن النفيس سنة 1242 . قد تم نشر هذا الاكتشاف عن طريق مايكل سيرفتس " Michael Servetus" سنة 1553 . وبما انه كانت دراسة جسم الانسان ممنوعة من اللاهوتيين في زمنه ، فأن اكتشاف الدورة الدموية الصٌغرى ظل غير معروف إلى ان جاء وليم هارفي " William Harvey " سنة 1616 .ان الدورة الدموية الصٌغرى تكون مٌهملة في الجنين.
عند انبساط الأذينين يدخل الدم المحمل بالأكسجين إلى الأذين الأيسر ، ويدخل الدم المحمل بثاني أكسيد الكربون إلى الأذين الأيمن ( في الوقت نفسه)
عند انقباض الأذينين وانبساط البطينين ، ينتقل الدم من كل أذين إلى البطين الذي أسفله .
عند انقباض البطينين ، يغلق الصمام بين كل أذين وبطين ، ويندفع الدم المحمل بثاني أكسيد الكربون من البطين الأيمن إلى الشريان الرئوي الذي يتفرع عند دخوله للرئتين ، حيث يتخلص الدم مما به من ثاني أكسيد الكربون ، ويتزود بالأكسجين.
يعود الدم المحمل بالأكسجين إلى الأذين الأيسر عن طريق أربعة أوردة رئوية ، ومنه إلى البطين الأيسر .
من البطين الأيسر يدفع الدم المحمل بالأكسجين عن طريق الأورطى إلى أجزاء الجسم ، ليمد الخلايا بالأكسجين اللازم لاحتراق الغذاء، ويحمل الدم ثاني أكسيد الكربون الناتج عائدًا إلى الأذين الأيمن.
من المعلوم أن الجهاز الهضمي يقوم بهضم الطعام ، ثم يتم امتصاصه ونقله إلى جميع خلايا الجسم ، ولكي يستفيد الجسم من هذا الغذاء المهضوم ، يتم احتراق الغذاء في وجود الأكسجين الذي يتم نقله من الرئتين إلى جميع خلايا الجسم ، وبذلك تتولد الطاقة اللازمة للجسم .
ولكن هل تعلم كيف ينتقل الغذاء المهضوم ، وكذلك الأكسجين إلى جميع خلايا الجسم؟
يتم ذلك بواسطة الجهاز الدوري.
مكونات الجهاز الدوري في الانسان:
1-القلب:
القلب هو عبارة عن عضلة صغيرة بحجم قبضة اليد الكبيرة تعمل مثل مضخة تضخ الدم في الشرايين ومنه إلى أنحاء الجسم الأخرى كما أنها تستقبل الدم العائد من الأوردة، وشكل القلب كحبة الأجاص المقلوبة يتمركز في الصدر مائلاً قليلاً نحو اليسار ويوجد في القلب أربع حجرات اثنتان علويتان وتدعى الأذينان واثنتان سفليتان وتدعى البطينان وهي ذات جدار سميكة العضلة، كما أن القلب ينبض 60-80 نبضة في الدقيقة، والنبضات عبارة عن التقلص والاسترخاء لعضلة القلب ليتم ضخ حوالي 3-5 لتر من الدم في الدقيقة الواحدة، وتتغذى عضلة القلب من الأوعية الدموية المحاطة بها وأي انسداد بها يؤدي إلى الموت.
تشكل العضلة القلبية النسيج الفعال وظيفيا من القلب حيث يؤمن تقلصها انتقال الدم وضخه من القلب إلى باقي الأعضاء مما يجعل القلب محطة الضخ الرئيسية للدم من القلب إلى العضاء لتزويدها بالأكسجين المحمل في الدم القادم من الرئتين, من ثم يقوم القلب بضخ الدم القادم من العضاء والمحمل بثاني أكسيد الكربون إلى الرئتين لتنقيته و تحميله من جديد بالأكسجين.
كمية الدم التي يضخها القلب في الحالة الطبيعية تبلغ 4.5 إلى 5 لتر في الدقيقة, يمكن أن تزداد إلى ثلاثة أضعاف عند القيام يتمارين رياضية.
تحتاج العضلة القلبية إلى 7% من الأكسجين الذي يحمله الدم لإنتاج طاقة الضخ بالتالي فهي حساسة جدا لنقص الأكسجين, وأي نقص في كمية الأكسجين الوارد إليها يؤدي إلى نوع من الاستقلاب اللاهوائي يؤدي لألم يعرف بالذبحة الصدرية (Angina).
وزن القلب يبلغ 0.5% من وزن جسم الإنسان أي أنه بحدود 350 غرام لشخص يزن 70 كغ ويمكن لهذا الوزن أن يزداد بزيادة عمله كما عند الرياضيين. يترافق هذه الزيادة الوزنية بازدياد حجم الدم الذي يضخ في النبضة الواحدة فما يزداد عند الرياضيين هو كمية الدم التي تضخ وليس عدد النبضات. أوعية الدم في القلب بما أن القلب عضلة متحركة باستمرار فهو بحاجة دائمة إلى إمداد مستمر من الدم ينقل لخلاياه الغذاء والأكسجين، ويرجع بالفضلات وثاني أكسيد الكربون وهو ما يعرف بالتروية تتم تروية العضلة القلبية بشريانين تاجيين (أيمن وأيسر) يخرجان من بداية الابهر ( الأورطي) يتفرعان إلى شرينات وشعيرات دموية حيث يغذي كل منها نصف القلب
يحتوي القلب على أربعة حجيرات منفصلة تدعى: الأذينين اليمنى واليسرى والبطينين الأيمن والأيسر. تكون جدران الأذينين رقيقة نسبيا لأن طبيعة عملها الأساسي كمستودع للدم ومدخل للبطين فهي لا تقوم بعمل الضخ الأساسي الذي يتكقل به البطين.
جدران البطين تكون أثخن لأنه يقوم بعملية الضخ الأساسية في الدوران الرئوي والدوران المحيطي.
تنظم حركة الدم في القلب صمامات (تدعى أيضا دسامات) تشكل بوابات وحيدة الإتجاهات تؤمن انتقال الدم من الأذينة إلى البطين ولا تسمح بالانتقال العكسي, فالتجمع الأساسي للدم الوارد للقلب يحدث في الأذينة اليمنى لينتقل بعد ذلك إلى البطين الأيمن, يقوم البطين الأيمن بضخ الدم للرئتين, يعود الدم بعد تنقيته من الرئتين إلى الأذينة اليسرى, من الأذينة اليسرى ينتقل للبطين الأيسر الذي يضخه بدوره عبر الشريان الأبهر، أو الشريان الرئيسي، إلى باقي الأعضاء.
الصمامت الموجودة في القلب هي عبارةعن:
صمام ثلاثي الشرف (مؤلف من ثلاثة قطع غضروفية) يفصل بين الأذينة اليمنى والبطين الأيمن.
صمام ثنائي الشرف: يفصل الأذينة اليسرى عن البطين الأيسر.
صمام رئوي ثلاثي الجيوب: تتوضع على مدخل الشريان الرئوي وتؤمن انتقال الدم من البطين الأيمن إلى الشريان الرئوي دون عودة لتوصيله إلى الرئتين.
صمام أبهري ثلاثي الجيوب: يقع عند مدخل الشريان الأبهر ويؤمن انتقال الدم من البطين الأيسر إلى الشريان الأبهر دون عودة.
2 - الأوعية الدموية ، وتتكون من :
ا- الشريان والجمع شرايين من اللغة الإغريقية "αρτηρία" ومعناها المملوء بالهواء.
هو وعاء دموي، ينقل -حسب التعريف- الدم من القلب إلى الأعضاء (كل أجزاء الجسم) وتطلق هذه التسمية على الوعاء الدموي بغضّ النظر عن نسبة إشباعه بالأوكسيجين. إلا أنّ أغلب الشرايين هي الأوعية الغنية بالأوكسيجين. والاستثناء هو للشريان الرئوي الذي ينقل الدم من القلب (بعد دورته في الجسم) إلى الرئتين لإغنائه بالأوكسيجين O2 وتخليصه من ثاني أوكسيد الكاربون CO2. ويرجع لون الدم الأحمر الفاتح في الشرايين إلى وجود الأوكسيجين بها.
الشرايين تحتوي تقريباً 20% من نسبة الدم في الجسم. الشريان الأكبر عند الإنسان هو الشريان الأبهر أو الوتين، وقطره يقارب 2.5 أو 3 سنتيمتر.
ومن الجدير ذكره ان الشراين تستمر في التفرع حتى الوصل الى (الشرينات)
ب-الاوردة:
هي الأوعية الدموية التي تنقل الدم الذي يحتوى على نسبة منخفضة من الأكسجين وتوصلها إلى القلب.
الهيموجلوبين الذي لا يحتوى على الأكسجين في الأوردة يكون لونه مائلا الى الزرقه لذلك تبدو الاورده بالون الازرق، أما الذي يحتوى على كمية مناسبة من الأكسجين فلونه أحمر فاتحاً.
وكما هو الحال في الشراين فأن الاورده تستمر في التفرع حتي الوصول الى (الوريدات)
ج-شعيرات دموية، وهي نهايات الشرايين وبدايات الأوردة وتمتاز برقة جدرها ، كي تنفذ خلالها الغازات والمواد المذابة .
3-الدم:
الدم عبارة عن نسيج سائل ، من أشكال النسيج الضام يجري داخل الجسم ضمن الأوعية الدموية ( الأوردة و الشرايين و الشعيرات الدموية ) و يتكون من مادة سائلة ( البلازما Plasma ) تسبح فيها الكريات الدموية Blood Corpuscles .
الصفات الفيزيائية للدم
اللون :
لون الدم أحمر و ذلك لوجود الهيموجلوبين الذي يضفي على الدم هذا اللون ، و يختلف اللون الأحمر في الشرايين عنه في الأوردة فهو أحمر فاقع في الشرايين بسبب وجود الاكسجين و أحمر قاتم في الاوردة بسبب وجود ثاني أكسيد الكربون
درجة الحرارة :
وهي ثابتة في الجسم مع وجود بعض الفروقات فيه من عضو لآخر حسب حاجة هذا العضو للحرارة من أجل القيام بوظيفته الرئيسية . فمثلاً درجة حرارة الكبد تساوي ( 40-41) درجة ، اما الدماغ فدرجة حرارته تساوي أقل من 36درجة مئوية .
والمعدل العام لدرجة حرارة الجسم يتراوح بين 36.8-37.8درجة مئوية .
كثافة الدم :
وهي تعتمد على وجود المواد المنحلة في البلازما مثل كريات الدم الحمراء و البروتين و قيمتها للرجال تتراوح بين ( 1.057-1.067) غم/سم3.
و للنساء تتراوح بين ( 1.051-1.061) غم/سم3.
لزوجة الدم :
وهي عبارة عن قوة أحتكاك الدم بجدران الشرايين و الاوردة وهي بشكل اساسي تعتمد على البروتينات الموجودة في البلازما و بالأخص الفيبرونوجين و تتمثل أهميتها في الحفاظ على الضغط الدموي وهي للرجال 4.7 و للنساء 4.3 .
الضغط الأسموزي :
و ينتج هذا الضغط عن وجود البلورات و الأملاح في البلازما و ترجع أهميته الى المحافظة على تعادل الأملاح و الماء داخل الخلية و خارجها ( في الشرايين و الاوعية الدموية الدقيقة ) .
فمثلاً وجود الأملاح بكثرة في الدم يسبب سحب الماء من الخلايا و هذا يؤدي الى التجفاف ، أما قلة الاملاح فيسبب دخول الماء الى الخلايا وهذا ما يعرف بالتسمم المائي .
و الضغط الاسموزي للبلازما يساوي 310 L/MOSM = 5000-5300 ملم زئبقي .
الضغط الكولويدو اسموزي ( الغرواني ) :
و ينتج هذا الضغط عن وجود البروتينات في البلازما وهو يساوي الى 25ملم زئبقي و ترجع أهميته إلى :
أ ) المحافظة على وجود الماء داخل الأوعية الدموية ( حجم الدم ) .
ب) تبادل المواد الغذائية بين الدم و الخلايا .
إن نقص البروتين في الدم يؤدي الى نقص الضغط الكولويدو و اسموزي مما يبقي الماء داخل الخلية و تحدث الوذمة Oedema وهذا الضغط هو أقل من الضغط الاسموزي عادة .
كثافة تركيز الهيدروجين في الدم ( PH ) :
و عادة تميل هذه الكثافة الى القاعدية ( أي أن الدم محلول قاعدي ) و تساوي هذه الكثافة 7.4 في الشرايين و 7.35 في الأوردة .
أما داخل الخلية فهي تساوي ( 7-7.2) بسبب وجود ثاني أوكسيد الكربون
الدورة الدموية Blood circulation
يسيطر الدماغ والمراكز العصبية في جسم الإنسان على الدورة الدموية حيث يتم ضخ الدم الأحمر المليء بالأكسوجين من القلب عبر الشرايين إلى كافة أجزاء الجسم ليصل الأكسوجين والغذاء لكل أنسجة الجسم كما يأخذ الدم النفايات من الأنسجة ويعود عبر الأوردة إلى الأذين الأيمن ومنه إلى البطين الأيمن ليتم ضخه إلى الرئة عبر الشريانان الرئوي الأيسر والأيمن لتتم تنقيته من غاز ثاني أكسيد الكربون وبعض الغازات الأخرى وإشباعه بالأكسوجين ليرجع الدم عبر الأوردة الرئوية إلى الأذين الأيسر ومنه إلى البطين الأيسر للقلب حيث يتم ضخه مرة أخرى عبر الأبهر ومنه إلى جميع أجزاء الجسم وهكذا.
ونلاحظ ان الدوره الدمويه تقسم الى قسمين
1-الدورة الدموية الكبرى:
الدورة الدموية الكبرى وهي جزء من جهاز القلب والاوعية الدموية والتي تحمل الدم المؤكسج بعيداً عن القلب إلى بقية انحاء الجسم ، وتعيد الدم الغير مؤكسج إلى القلب ثانيةً.وهذا هو بعكس ما يحصل في الدورة الدموية الصٌغرى . يٌغادر الدم المؤكسج - القادم من الرثة- القلب عن طريق الشريان الأبهر Aorta ، من هناك ينتشر الدم المؤكسج إلى جميع اعضاء الجسم وانسجته التي تمتص الاوكسجين عَبرَ الشرايين والشٌريينات والاوعية الدموية الشعرية . يتم امتصاص الدم الغير مؤكسج عن طريق الاوردة الصغيرة ثم الاوردة الاكبر ثم تنقلها إلى الوريدين الاجوفين الاعلى والاسفل ، والتي تصب في الجزء الايمن من القلب وبذلك تكمل الدورة . بعدها يتم اعادة اكسجة الدم عن طريق ذهابه إلى الرئتين عن طريق الشريان الرئوي والتي تسمى الدورة الدموية الصٌغرى و بعدها ترجع إلى الدورة الدموية الكبرى.
2-الدورة الدموية الصغرى:
الدورة الدموية الصُغرى وهي جزء من جهاز القلب والاوعية الدموية والتي تحمل الدم الغير مؤكسج بعيداً عن القلب إلى الرئتين ، وتٌعيد الدم المؤكسج إلى القلب ثانيةً . وهذا خلاف ما يحصل في الدورة الدموية الكبرى. يٌغادر الدم الغير المؤكسج الجزء الايمن من القلب عن طريق الشرايين الرئوية التي تذهب بالدم إلى الرئتين ، وهناك تقوم كريات الدم الحمراء بتحرير غاز ثنائي أوكسيد الكربون و تتحد بالأوكسجين خلال عملية التنفس . يٌغادر الدم المؤكسج الرئتين عن طريق الاوردة الرئوية ، والتي تصب في الجزء الايسر من القلب ، وبذلك تكتمل الدورة الدموية الصٌغرى ( الرئوية) . بعدها يتم توزيع الدم إلى انحاء الجسم كافة عن طريق الدورة الدموية الكبرى قبل ان يرجع ثانيةً إلى الدورة الدموية الصغرى. قد تم اكتشاف الدورة الدموية الصٌغرى عن طريق العالم ابن النفيس سنة 1242 . قد تم نشر هذا الاكتشاف عن طريق مايكل سيرفتس " Michael Servetus" سنة 1553 . وبما انه كانت دراسة جسم الانسان ممنوعة من اللاهوتيين في زمنه ، فأن اكتشاف الدورة الدموية الصٌغرى ظل غير معروف إلى ان جاء وليم هارفي " William Harvey " سنة 1616 .ان الدورة الدموية الصٌغرى تكون مٌهملة في الجنين.
عند انبساط الأذينين يدخل الدم المحمل بالأكسجين إلى الأذين الأيسر ، ويدخل الدم المحمل بثاني أكسيد الكربون إلى الأذين الأيمن ( في الوقت نفسه)
عند انقباض الأذينين وانبساط البطينين ، ينتقل الدم من كل أذين إلى البطين الذي أسفله .
عند انقباض البطينين ، يغلق الصمام بين كل أذين وبطين ، ويندفع الدم المحمل بثاني أكسيد الكربون من البطين الأيمن إلى الشريان الرئوي الذي يتفرع عند دخوله للرئتين ، حيث يتخلص الدم مما به من ثاني أكسيد الكربون ، ويتزود بالأكسجين.
يعود الدم المحمل بالأكسجين إلى الأذين الأيسر عن طريق أربعة أوردة رئوية ، ومنه إلى البطين الأيسر .
من البطين الأيسر يدفع الدم المحمل بالأكسجين عن طريق الأورطى إلى أجزاء الجسم ، ليمد الخلايا بالأكسجين اللازم لاحتراق الغذاء، ويحمل الدم ثاني أكسيد الكربون الناتج عائدًا إلى الأذين الأيمن.
تعليق