الفنان العبقري دافنشي امضى اربع سنوات في رسم هذه الابتسامة! ما هو سر سحر الموناليزا؟
دافنشي اراد رسم وجه الجيوكندا مبتسما، الا ان حزنها علىوفاة ابنتها كون مزيجا فريدا من الفرح والحزن على وجهها.
اثارت لوحةالموناليزا، أشهر ما ابدعه الايطالي ليوناردو دافينشي، اعجاب وخيال الكثير منالنقاد والبشر لعقود عديدة، اضافة الى كونها محورا للكثير من النقاشات حول أصولهاوشخصيتها المبتسمة.
وتقول المشرفة على قسم اللوحات في متحف اللوفر الفرنسي حيث تعرض الموناليزاسيسيل سكاليريز ان الشهرة الواسعة التي حظيت بها الموناليزا بدأت بعد سرقتها منمتحف اللوفر في 21 اغسطس عام 1911.
وتضيف ان اللوحة - التي تعرف ايضا باسم "لا جوغندا" - سرقت من قبل رسام ايطاليكان يعمل في اللوفر وقرر انه يجب اعادتها الى بلدها الام ايطاليا.
الا انه تم العثور على اللوحة في مدينة فلورنسا الايطالية وعادت الى متحفاللوفر في 13 من ديسمبر عام 1913 ليرتبط اسمها باسم المتحف وتصبح مقصدا لعشاقالفن.
وتشير سكاليريز الى ان المؤرخ الفني والفنان الايطالي الشهير جورجيو فيسارييقول ان تاجر أقمشة ايطاليا يدعى فرانشيسكو ديل جيوكوندا طلب من ليوناردو دافينشيرسم زوجته في الفترة ما بين 1503 و 1507.
ويضيف فيساري الذي عاش في فرنسا في القرن السادس عشر في كتابه "حياة الرسامينوالنحاتين والمهندسين" ان دافينشي امضى اربعة اعوام في رسم "ليزا غيرارديني" التياصبحت تعرف بأسم "ليزا ديل جيوكوندا" بعد زواجها من تاجر الاقمشة الايطالي.
وتشير سكاليريز الى ان كلمة "مونا" هي عبارة عن لقب يعني "السيدة" مضيفة اندافينشي تأثر جدا باللوحة واصطحبها معه في جميع اسفاره وعمل عليها بدقة وشغف لفترات طويلة قبل ان تصبح على درجة عالية من الجودة التي ارادها لها.
يذكر ان دافينشي، اضافة الى كونه رساما، كان ايضا نحاتا ومهندسا وموسيقياوفيلسوفا ومهندسا كباقي رجال العلم في عصره.
وعن كيفية انتقال الموناليزا الى فرنسا قالت سكاليريز ان دافينشي اصطحب اللوحةمعه الى فرنسا عام 1517 حين عمل لدى فرنسيس الاول وباعها له خلال فترة وجوده فيفرنسا. اما فيما يتعلق بالروايات المختلفة حول أصول اللوحة والتي لا تتفق مع روايةفيساري فتقول سكاليريز ان "المتابعين لليوناردو دافينشي ولشخصيته الغامضةوالمثيرة للحيرة يحبون اختلاق الروايات عنه".
اما عن سر بسمتها فتقول سكاليريز ان كلمة "جيغوندو" الايطالية كلمة لاتينيةالاصل وتعني الفرح وهو ما يفسر البسمة التي تعتلي وجه ليزا ديل جيوكوندو. وتضيف اندافينشي "كان يريدها ان تبتسم، وكانت فكرة جديدة لان النساء لم يظهرن مبتسمات فياللوحات والرسومات حتى تلك الفترة. لا جوغندا كانت مميزة لانها كانت أول امرأةتظهر مبتسمة ومليئة بالحياة".
ويقول بعض المؤرخين ان ليزا ديل جيوكوندو كانت في فترة حداد على ابنتها حين بدأدافينشي برسمها وانه استعان بعدد من الموسيقيين والمهرجين لجعلها تبتسم وهو مايفسر التناقض بين بسمتها الخجولة وشحوب وجهها. الا ان سكاليريز لا تميل كثيرا لهذاالرأي، وتضيف ان دافينشي حرص على رسم "فكرة الفرح التي يمثلها اسم ليزا ديلجيوكوندو".
وبالانتقال الى اطار اللوحة تقول سكاليريز انه من عصر النهضة الايطالية وقدمهدية للمتحف في اوائل القرن الماضي مضيفة انه من النادر ان تكون اللوحات القديمةفي اطاراتها الاصلية التي كثيرا ما تتلف مع الوقت.
وعن المحاولات الاخرى لسرقة اللوحة تقول سكاليريز ان شخصا مختلا عقليا رمى حجراعلى اللوحة عام 1956 في محاولة لكسب الشهرة مما تسبب باضرار جسيمة في الجزء الايسرمن كتف ليزا ديل جيوكوندو.
الا ان الخبراء استطاعوا ترميم اللوحة وازالة الضرر حيث عمدت ادارة المتحف الىابقائها خلف عازل زجاجي يحفظ الجو ايضا ويحميها من العوامل خاصة انها لوحة زيتيةمرسومة على خشب.
وعن عدد الزوار الذين يشاهدون اللوحة سنويا قالت سكاليريز ان العدد وصل الى ستةملايين عام 2000 الا انه انخفض الى خمسة ملايين عام 2001 وعزت ذلك الى تداعياتهجمات سبتمبر التي قللت عدد السائحين بشكل عام.
تعليق