بحث بعنوان اختراق العولمة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بحث بعنوان اختراق العولمة

    العولمة آلياتها - منطلقاتها

    إن حركة العالم تزداد سرعة , وأجزاؤه تلتحم في الإتصال بصورة تؤذن بالانفصال والتفكك مرة أخرى في توجه أخر لإعادة الاتصال , وهكذا التطور الدائب , تحليل وتركيب , انفصال واتصال , تجمع وافتراق ، وذلك قانون يحكم الظواهر الطبيعية والإجتماعية والفكرية , ولكن بمقدار متفاوت وفق الدوافع والمقاصد والمؤثرات وفي هذه الورقات أرغب في كشف العلاقة بين مجموع المفاهيم والإتجاهات التي تحكم تصوراتنا لثلاثة ظواهر فكرية حضارية :- العولمة والعالمية والإسلام من أجل محاولة الوصول إلى إبراز نتيجة لم تزل في منظور التوقع , وهي حلول العالمية محل العولمة بتفعيل الإسلام فكراً ومنهجاً , بعد اصطدام فكرة العولمة ومقدماتها النظرية بالوقع الحضاري العالمي ,وانشطار مفهومها و وتشكله من جديد في صورة مختلفة عن ماهيتها , ولكنها لاتنفي جسيمات من مكوناته الفكرية .

    وهذا الإستدلال التوقعي يفرض طرح إشكاليات أهمها .:-

    ماهي فوارق المفاهيم الثلاثة المقصودة بإدراك التواصل والتقابل بينها : العولمة والعالمية والإسلام ؟ وماهي خصائص كل منها ؟ وإمكانياتها النظرية والعملية في تشكيل الحضاري ؟

    هل يمكن أن يكون الإسلام محركاً لظاهرة العالمية عوضاً عن محركات العولمة ؟ وماهي حدود إمكانياته في ذلك ؟

    وهذه الإشكاليات لها تساؤلات أخرى تصاحبها في نسق التفريع والتجزئة في التصور والاستدلال

    أ- تطور العولمة :- تؤثر استخدام المفاهيم دون المصطلحات , لأن المفهوم أصل الفكرة وعمقها الدلالي , والمصطلح هو لفظها المعبر عنها على ألسنة الباحثين والمتصلين , فقد يكون للمفهوم الواحد مصطلحات متعددة , كما يعبر عن فكرة ما بأساليب مختلفة , أو بكلمات متعددة ' تقترب أو تبتعد من تلك الفكرة المتصورة في الذهن , فمفهوم الثقافة غائر الأبعاد , فهي لاتقتصر على مجموعة الأفكار والمعارف التي يحملها فرد أو تتعارف عليها مجموعة من الناس بل إنها كما يقول مالك بن نبي ( علاقة عنصرية بين سلوك الفرد وأسلوب الحياة في المجتمع ) (1) , وهي كما يقول روث بنديكت roth benedejt ( نمط من التفكير والعمل ينتظم أنشطة شعب يميزه من الشعوب الأخرى مع ما يندرج من ها التميز من أفكار , ومشاعر , وقيم , وأشياء , وأعمال , ونزاعات , وتراكمات ) (2) .

    ويكاد بتواطؤ المفكرون اليوم على تعريفها بأنها ( مجموعة السمات الروحية والمادية والفكرية والعاطفية الخاصة التي تميز مجتمعاً بعينه أو فئة اجتماعية بعينها ) (3) .

    ويصعب التفريق بينها وبين الحضارة للتناوب في التداول بين الكلمتين لمفهوم واحد أحياناً , ولعله للتميز بينهما النظر إلى الحضارة على أنها درجة من الرقي يمكن ملاحظتها وتقديرها ' فهي شكل خاص من الثقافة يغلب عليها التقدير الإيجابي , يقول مالك بن نبي في توسيم الحضارة ( عملية العوامل المعنوية والمادية التي تتيح لمجتمع ما أن يوفر لكل فرد من أعضائه جميع الضمانات الاجتماعية اللازمة لتقدمه ) (4) .

    والي يلزم تقريره في هذا الصدد أن الثقافة تتناول الإنسان ( جسداً وروحاً وعقلاً ووجداناً ) (5) , وكذلك الحضارة مع فارق في التوصيف الكمي , حيث إن الحضارة صعود في سلم الرقي بدرجاته المادية والروحية ) والثقافة وصف لوضع فردي أو اجتماعي بغض النظر عن مستواه التطوري .

    أما العولمة فإنها بالمعنى المنظور محاولة توجيه الثقافة العالمية وفق النمط الأمريكي أي " أمركة العالم " يقول الجابري : ( ليس العولمة مجرد آلية من آليات التطور الرأسمالي بل هي أيضاً وبالدرجة الأولى أيدويولجيا تعكس إرادة الهيمنة على العالم ) (6) .

    وهي في المفهوم النظري العام يصعب وضع تعريف محدد لها , لأنها ظاهرة غير مستقرة , متجددة , فلا يمكن أن يوضع لها تعريف ثابت إلا توصيفاً لا يخلو من المرونة الدلالية , مع تعقدها في المضمون وتعدد أبعادها : الاتصالية والاقتصادية والسياسية والثقافية الحضارية , فتختلف مفاهيمها باختلاف الاهتمام ببعد من أبعادها ويمكن تقريب مفهوم العولمة بجميع أبعادها بالقول إنها : ظاهرة اتصالية اقتصادية ثقافية تقصد إلى توحيد العالم وفق السياق الغربي للحضارة , ومحور السياق الغربي هو الأمركة , لأحادية التفوق الأمريكي اقتصادياً وعسكرياً , والعولمة فكرة قبل وإن حركت العالم في فترة حضارية فاعلة , ولكنها متطورة , وكل متطور لابد أن يكون منفعلاً , فهي وإن حركت العالم في فترة ما , وفي موقف غابت فيه القوة الأخرى المقابلة , فإن مجموعة من القوى المضادة والمخالفة , ستوقع أثرها في العولمة تطويراً وتبديلاً , ويساعد على ذلك كون العولمة ظاهرة معقدة , فكرة وواقعاً ( هي فلسفة تركيبية واختزالية واندماجية ' تحاول أن تجعل من العالم المتنوع والمتعدد والمتناقض في هوياته وثقافاته وقومياته ولغاته ودياناته وجغرافياته إطاراً في قالب واحد )(7) , ومن دلائل قابلية العولمة للتبدل إلى ظاهرة أخرى مغايرة , وهي مرورها بمراحلها التي استولت من خلالها , والتي صورها رونالد روبرت سون بخمس مراحل : الجنينية ما بين بدايات القرن الخامس عشر حتى منتصف القرن الثامن عشر , حيث سادت نظرية مركزية العالم , ومرحلة النشوء من المنتصف الثاني للقرب الثاني عشر في سبعينيات القرن التاسع عشر , والمرحلة الثالثة مرحلة الانطلاق من سبعينيات القرن التاسع عشر حتى العشرينيات من القرن العشرين , وفيها بدأت الصياغة الدولية للأفكار الإنسانية ومحاولات تطبيقها , والمرحلة الرابعة مرحلة الصراع من أجل الهيمنة من نهاية مرحلة الانطلاق إلى الستينيات من القرن العشرين , وكانت المرحلة الأخيرة تحمل عند روبرت سون مفهوم مرحلة عدم اليقين من الستينيات القرن العشرين إلى التسعينيات منه , وهي رصد لتصاعد الوعي القومي , وعمق قيم ما بعد المادية بنهاية الحرب الباردة , وتتسم هذه المرحلة بزيادة المؤسسات الكونية , وظهور الخلافات والصراعات الفكرية (8) , ولعل مفتتح القرن الواحد والعشرين يمثل نهاية العولمة وبداية العالمية , التي يمكن تصورها مفهوماً على أنها :- انفتاح الحضارات الإنسانية انفتاحاً يحافظ على التنوع مع توحد المقاصد الإنسانية في توظيف تلك الحضارات بجوانبها الفكرية والروحية والمادية , فالعولمة قولبة , والعمالية انسجام , يقول الجابري :- ( العولمة شيء , والعالمية شيء أخر , والعالمية تفتح على العالم , على الثقافات الأخرى , واحتفاظ بالخلاف الايديولجي , أما العولمة فهي نفى الأخر , وإحلال للاختراق الثقافي محل الصراع الأيديولوجي )(9).

    ولكن من إيجابيات العولمة أنها قربت العالم فصار " قرية كونية " وفق تعبير مارشال ماك لوهان , في كتباه ". حرب سلام في القرية الكونية " الصادر في نهاية الستينيات (10). فلا يمكن أن ننكر أن في العولمة أشياء من كربات العالمية المنشودة , من المكنة الاتصالية , والتنافس الاقتصادي الذي سيؤدي إلى التنافس الثقافي , مع مافي محاولة الغرب لتوحيد العالم أيدلوجيا من تحريك للأفكار والمشروعات الكامنة في عقول أفذاذ المفكرين من شعوب العالم الأخر المراد تحريكه في اتجاه غربي , فالاستجابة قد تكون على اتجاه مضاد للطرف المتحدي , والصاهر قد ينصهر في حرارة الصراع الفكري لا سيما مع ظاهرة كالإسم الذي لا يعتني بوجهة حضارية واحدة , بل يدفع أتباعه في كل الاتجاهات القيمة والمادية والثقافية , وفق منهجية الشامل , وهو ليس كالكنفشيوسية في المذاهب القديمة , ولا مثل البرجماتية في الماهب الحديثة , بل دين فكرة وتطبيق , قيمة وعمل , روح ومادة , وله من الإمكانيات الأخلاقية والعقدية , والحضارية ما يؤهله الى أن يكون محور العالمية الجديدة في عودتها , والقديمة في الأخلاقية والعقدية , والحضارية ما يؤهله الى أن يكون محور العالمية الجديدة في عودتها , والقديمة في الأخلاقية والعقدية , والحضارية ما يؤهله إلى أن يكون محور العالمية الجديدة في عودتها , والقديمة في منظور الإسلام وحضارته العملية , ولكن ما الخصائص التي يتمتع بها الإسلام فكراً ومنهجاً وأسلوباً , لتجعل منه المحرك الأول والأقوى للعالمية ؟
    ب- الإسلام والعالمية :- يقول هنتجتون منظر العولمة : ( إن الدين مركزي في العالم الحديث , وربما كان القوة المركزية التي تحرك الناس وتحشدهم في المستقبل )(11) , فكيف إذا كان الدين ذا نظام تام روحياً وحضارياً , فهو يقر بالتعدد الحضاري , وفاعلية الدين في توجيه الحضارات المتصارعة , بل يقول في إمكانية ظهور نهضة إسلامية منافسة للعولمة وبديلة عنها : ( الصحوة الإسلامية هي الجهد إلي يبذله المسلمون لتحقيق هذا الهدف , الرجوع إلى الأصول الإسلامية , زائداً الحادثة وليس التغريب , وهي حركة ثقافية , اجتماعية , سياسية , عريضة منتشرة في معظم أنحاء العالم العربي ) (12) , ويقول في علة عدم إمكانية اندماج الحضارة الإسلامية في الحضارة الغربية : ( الإسلام حضارة مختلفة , وشعوبها مقتنعة بتوفقها الثقافي )(13).

    ويقرر فرنيس فوكوياما المنظر الأخر للعولمة بأن السلام يملك منظمة حضارية راقية منسجمة , ( فالإسلام أيديولوجية متجانسة , ومنتظمة مع الألسنة الخاصة في الأخلاق , مذهبه في السياسة والعدالة الاجتماعية )(14).

    وأفادت حركة العولمة بتطوراتها السريعة في الكشف عن فاعلية حركة الفكر الإسلامي , وحاجة الغرب في التعرف على هذا النهر الذي لم يستطيع فكر أخر أن يوقفه , أو يلوثه بصورة تكفي تغيير محواه أو طعمه أو لونه , مما دعا بعض رموز الغرب السياسيين إلى رفع الحواجز المانعة من الوقوف على هذا الفكر الفريد الخالد , فقد قال الأمير تشارلز ولي عهد بريطانيا في محاضرته التي ألقاها في أكتوبر 1993 ف في مركز الدراسات الإسلامية بجامعة أكسفورد : ( مازلنا نحتاج إلى بذل جهد كبير ليفهم كل منا الأخر ( الغرب والإسلام ) وأن تخلص من سموم التفرقة ومن أشباح الخوف والتشكك )(15).

    ويقر مستشرق معاصر مرموق المكانة عند الغرب من منظري السياسة الأمريكية برنارد لويس بأن ( الإسلام سعى نحو العالمية , وأنه دعوة الناس كافة بلا عنصرية طبقية ولا تميز ولا تفاضل )(16) .

    ومن خصائص الإسلام التي تجعله البديل العالمي للعولمة ما يلي :-

    1- عالمية الخطاب :- إن الإسلام عقيدة وشريعة وأخلاقا يتوجه بخطابه إلى الناس كافة جميع العصور والى كل الأجناس وفي الأحوال كلها , فمن استجاب كان مسلماً , ومن لم يستحب له كان محتفظاً بإنسانيته في نظر الإسلام , وله حقوق , وعليه واجبات لا يفضل أمة على أمة , ولا فردا على أخر إلا تفضيل النفع الصادر من فاعله من الوجهتين الروحية والمادية , لذلك عندما يتوجه بأصل هذا الدين وهو الإيمان بالله وما يتعلق به من معتقدات غيبية , يصاغ الخطاب بدلالة " يأيها الناس " فالمخاطب ليس قومية خاصة , ولا إقليما محدداً , ولافضاء مقصوداً دون غيره , بل مفهوم الناس بمطلق الزمان والمكان والصفة , وهذا العموم لا يمحق خصائص التنوع بين الناس , وطرائق الحياة المختلفة لا يقاومها منهج الإسلام ولا يتصادم معها , وحقوق الأفراد الروحية والاجتماعية والثقافية مصونة في حدود الحق والمساواة والخير .

    2- ترسيخ قاعدة التواصل :- ليس الإسلام ديناً منغلقاً , ولا أيديولوجية عنصرية , بل هو يفتح أفاق التعارف والتفاعل بين الشعوب والأمم , والدليل النقلي الصريح , قوله تعالى } يأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أثقاكم إن الله عليم خبير { الحجرات 13 , وإن " تعارف الحضارات ... هذا المفهوم يعبر عن رؤية إسلامية نستوحيها من القرآن الكريم "(17) من ظاهرة منطوق هذه الآية, وهو مفهوم يتخطى صدام الحضارات , بل وحوار الحضارات , فالإسلام قادر بفكره ومنهجه أن يحفظ الحقوق الحضارية للشعوب الأخرى سواء أكانت روحية أم مادية .

    3- التوازن بين الروح والمادة :- إذا كانت العولمة من الداخل , لأنها مادية المحور , قائمة على ثقافة هيكلية في أكثر محتوياتها , فإن السلام يقوم على قيم تغذي الجانب الروحي للإنسان في غير إهمال للوظائف الحيوية المادية , وبقدر إيغال العولمة في الجزئيات الاقتصادية يكون الفراغ الذي يحتاج الى إمتلاء الجانب الأخلاقي , وإن التركيز على المحور المادي الاقتصادي , يؤدي الى اضطراب الحركة الحضارية للعولمة , ويفقدها توازنها , ذلك التوازن المحفوظ في الإسلام , يقول احمد زايد : ( الكونية تعمل بآليات مختلفة تحقق وحدة على مستوى المصلحة الاقتصادية على الأقل في مراكز النظام العالمي , وتحقق ضروبا من التناقض البنائي والتنشيطي الثقافي في الأطراف )(18).

    فالإسلام فيه إمكانيات حيوية ، أخلاقية وتشريعية , تميزه عن العولمة في الأسلوب والوسيلة والمقصد والغاية في الإسلام لاتبرر الوسيلة , بل تطهرها , وتستلزم سلامتها من الضرر والضرار , وبلغ من الإسلام لقيمة الحرية أن منع إدخال الناس في الدين قهراً ولو كان المسلمون أقوياء } لا إكراه في الدين{ البقرة (254 ). } أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين{ يونس 99 , }فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر{ الكهف 29 , وحافظ الإسلام على حقوق الأقليات والشعوب ذات الديانات الأخرى بما فيها حق العقيدة والرأي والحوار فقال تعالى }وجادلهم بالتي هيأحسن{ النحل 125 , وأمر بالعدل في أسمى صوره ولو كان صاحب الحق عدواً و , والمعتدي من الأخرين ,}يأيها الذين ءامنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولايجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا{ المائدة 8 , وحافظ الإسلام على حق المال , وحرم الربا سداً للإستغلال , ومنع الإحتكار , وحرر التجارة من اليود المعطلة للحركة المالية قال تعالى }يأيها الذين ءامنوا لاتأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا ان تكون تجارة عن تراض منكم {النساء 29 , كما حقن الدماء فقال تعالى} ولاتقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً{ النساء 29 وجعل الميراث وسلة للتواصل المادي والروحي بين الأجيال فقال تعالى }وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله { الأنفال 76 , وهو يملك نظاماً متكاملاً في القيم الروحية والنظم الإجتماعية والإقتصادية لايحتاج إلا إلى التفعيل من أبنائه بالعلم والموائمة بين أحوال العصر , ونصوص الشرع , فالمسلمون لايعانون من الفكر والمنهج النظري ,ولكنهم يعانون من المنهج العملي فلا زالت ( هناك مسافة تفصل الأدبيات الإسلامية عن تناول القضايا والظواهر المعاصرة , والمستجدة حديثاً , والتأخر في الإنشغال المعرفي بها بأشكال التوصيف والتحليل والنقد ) (19 )

    4. موافقة الإسلام للعلم :- كان يكفي الإسلام مواكبة للحداثة ألا يتصادم مع الحقائق العلمية في نصه المقدس , القرءان الكريم , ولكنه بلغ شأواً في ملائمة العلم والإنسجام مع حقائقه , أن سبق العلم بمناهجه وتجاره إلى الإعلام ببعض حقائقه , مع تصريحه بما يدل على ذلك السبق ,حتى لايفسر بأنه جمع بين مايتبادر من ظاهر النص من ألفاظ تتوافق في الحروف مع حقائق العلم صدفة لاقصداً , فقال تعالى }سنريهم آياتنا في الأفاق وفي انفسهم حتى يتبين لهم انه الحق { فصلت 52 , وقال تعالى } وقل الحمد لله سيريكم ءاياته فتعرفونها { النمل 95 ,ودل في أكثر ءاياته على إشارات إلى حقائق في الأحياء والفلك والطبيعة والنفس الإنسانية مع تحريضه للعقول على النظر والتأمل , والسير في الأرض من اجل استظهار المعالم واستكشاف الحقائق }قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق {العنكبوت 19 , }أفلم يسيرا في الأرض فتكون لهم قلوبيعقلون بها { الحج 44 , }أولم يروا إلى الأرض كم انبتنا فيها من كل زوج كريم{ الشعراء 6 , وكان الحق هو معتمد القرءان في مقدماته الإستدلالية ونتائجه , وأخباره وقصصه وقيمه قال تعالى في وصف النص القرءاني } لايأتيه الباطل من بين يديه ومن خلفه تنزيل من حكيم حميد{فصلت41 , ولقد مضى الزمن الذي كان التواصل العلمي فيه مفقوداً وأصبح الإنسان عاجزاً عن إخفاء أية معلومة ولو كانت خبراً قليل الأثر , فكيف بفكر ديني ومنظومة روحية متكاملة ,فكان منءاثار ثورة الإتصالات العلمية في حركة العولمة أن اتضح لكثير من علماء الغرب الطبيعيين والإنسانيين أن الإسلام دين ينسجم مع العلم الصحيح إنسجامه مع الحياة السوية , والفطرة السليمة للإنسان , وصارت مهاجمة الإسلام واتهامه بمضادة العلم تنقلب إلى دفاع عنه والإعلام بقوته على مساوقة الحقائق العلمية , وتفسير مايعسر تغيره من بعض الظواهر التي لم تتضح معالمها المنهجية بعد , مثل إكبار سيكولوجي " وتفسير مثير من القوانين , الإجتماعية والحضارية ,مع ثراء المنهج الإسلامي في اتجاهي التحليل والنقد , للأخبار التاريخية والآراء الاستنباطية .

    وكما أننا نقر للغرب طوعاً أو كرهاً بالتقدم الحضاري في الإتجاه المادي والتنظيمي , فإن الغرب أصبح بفضل التواصل يقر للثقافة الإسلامية بالتفوق والخلود , ومقاومة النزعات والتيارات الساعية إلى تفتيتها من الداخل , فهي صلبة ولكنها مرنة , مشعة ولها القدرة على الإمتصاص والإختزال , أصيلة متطورة , ثابتة متحركة قيمية علمية , وهذه التقابلات الجدلية من أعظم أسرار خلودها وقوتها , فهي غير مقفلة المفاهيم والمقاصد , بل واسعة عميقة ذات قابلية لأن ترى من زوايا متعددة ,وتنعكس إشعاعاتها على مرايا مختلفة , وذلك جعلها عبر التاريخ تستقطب الأمم المتمدينة والمتوحشة على السواء ، فقد استقطبت المغول فأروت عطشهم , وجذبت الفرس من قبل فصفت مشا وبهم الحضارية من اكدار المادة وعزلتها عن حرارة الطغيان

    فالخطاب الإسلامي يتم بالنقل السديد القائم على الوحي خبراً وحكماً , وعلى العقل الرشيد المؤصل على التحليل والنقد بحثاً ونظراً , وأحكام الإسلام في قواعدها ونصوصها , واجتهاداتها السوية ( لاتعرف الفصام النقد بين شريعة الله وبين حكمة الإنسان ) (20 ) .

    وهو خطاب يعترف بالتنوع , ويدعو إلى حسن استثماره في الوئام الحضاري والإنسجام الثقافي , لافي الصدام الإنفصام , قال تعالى } ولو شاء ربك لجعل الناس امة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم {هود 118 ,119 .

    وهو يتجاوز بذلك دعوة العولمة إلى محو التمايز الحضاري وطمس الخصوصية الثقافية , وهو يعلو عن مهمة عولمة العالم وفق مصالح دعاته ,بل هو دعوة لإلى التفاعل الحضاري في المشترك الإنساني القيمي والعلمي , في غير انصهار لسمات الفارقة , والخصائص المميزة للأمم والشعوب والحضارات , وها ماجعله يستأهل أن يكون البديل الأفضل إذا أحسن معتنقوه تفعيل مبادئه وفق منهج عملي محدث , يحافظ على أصالته , ويقربه إلى واقع الحياة العالمية .

    ج- ثقافتنا والتفعيل :- والسؤال المطروح أمامنا في هذا السبيل : هل يستطيع تفعيل تلك الثقافة الإسلامية في إحلال عالميتها محل العولمة ؟

    إن حجتنا داحضة في تعليق فشلنا في ذك على تحديات العولمة لنا , لأن تلك التحديات من شأنه أن تحفزنا على التفعيل لا أن تعطل جهودنا ,فقد ساعدتنا العولمة مع ذلك الحفز على حل إشكاليات مفهومية كنا مختلفين بصددها اختلافاً شطر الفكر العربي الإسلامي , من مثل التعارض بين الدعوة إلى القومية والدعوة إلى المنهج الإسلامي , وقولبة الإسلام في أيديولوجيات أخرى وضعية شرقية أو غربية , كما أزال معذرة أعراض الأخر عن خطابنا , وصعوبة التواصل معه ,فإن ذلك أصبح مذللاً في القرية الكونية التي نجمت عن الثورة الإتصالية المعلوماتية و فكما أنهم يطلعون على أخبارنا وأفكارنا , نحن أيضا نتمكن من الإطلاع على أخبارهم وبعض أسرارهم أيضاَ .

    ولكن ماينقصنا هو الإرادة والمنهج , فلا تزال الرغبة ضعيفة في الدعوة إلى الإسلام وفق منهج علمي متكامل متوازن ,مستجيب لحاجات الأخرين , وموافق لأحوالهم , وإن وجدت عند جماعات أو أفراد منا فهي مشوبة بالحماس المتعصب , والخطاب الجامد على حرفية النص , والذي يرى أن الأفكار التي يرسلها الأخر كلها سقيمة , كما أننا نحتاج إلى إدراك أوجه الإشتراك والإفتراق بين ما لدينا من ثقافة إسلامية , وما لديهم من تطور ثقافي إنساني , يصوغونه في مفاهيم ومصطلحات تغاير ماهو مصوغ لدينا , ولكن لماذا لانستخدم منهج النقد في التقريب بين المتلائم منها , وإبعاد ماهو متنافر في جوهره فالديمقراطية والعقلانية , والموضوعية , وحقوق الإنسان , وكرامة المرأة , وما يشتق منها من مفاهيم ومبادئ يمكن مقابلتها على سبيل المشاكلة بما لدينا من الشورى , الإنصاف , والعدل الإجتماعي , وتكريم الإنسان والمحافظة على حقوقه , وتشريف المرأة , وهكذا الشأن في القضايا الفرعية الأخرى مثل الانتخاب أو التصعيد أو ولاية المرأة ..... الخ , ولكن ذلك يقضى قبل وضع المعالم المنهجية , المعرفة التامة بقيمنا الإسلامية , والقيم التي يدعو إليها العالم المعاصر , يقول الجابري : ( إنه لابد من الإمتلاء بالثقافة العربية والتراث العرب الإسلامي عند الخوض في الحداثة الأوربية الحديثة وقضاياها , وإمكانية تبينها أو اقتباس شئ منها ) (21 ) .

    فالذي يمتلئ من ثقافته , ويرفض ثقافة الأخر كلها متقص متعصب , والذي يمتلئ بثقافة الأخر , وبفرغ من ثقافته , مخترق مستلب , ويمكن إجمال المراحل البنيوية التي تصور إمكانية تفعيل ثقافتنا نحو العالمية فيما يلي :-

    أ – التحليل الموضوعي :- من أولويات المشروع الحضاري الإسلامي أن نفرغ إلى تحسن الجوانب الحيوية في ثقافتنا , وتحديد موقفنا المعرفي من الغرب بمنهجية علمية ثاقبة , تقصد إلى الحق ، كماهي غاية النظر البحثي في منهج الإسلام , واستفادتنا من الأخر لاتعرقل ضرورة تأصل العلوم الإجتماعية والإنسانية تأصيلاً إسلاميا في مجتمعاتنا , بل تساعد على ذلك لأننا إذا جردنا تلك العلوم من الفكر الغربي , ستبقى فراغات كثيرة لانملك بدائل لها , ولكن المقصود في المرحلة الأولى من التأصيل هو دفع مايصادم قيمنا مصادمة صريحة كالنظريات الإجتماعية والسياسية ذات الصبغة الإلحادية أو العلمانية الصرفة , أو الآراء المنكرة لبعض الحقائق الدينية الثابتة بدلالة قطعية كظاهرة الوحي والنبوة والثواب والعقاب المادي والروحي , والبعث , وغيرها من المعتقدات الأساسية , أو العبادات القطعية في ثبوتها وأوصافها , كالصلاة والزكاة والحج , وأحكام الأحوال الشخصية من زواج وطلاق ونظام أسرة , والقوانين المتعلقة بالمعاملات المالية وأحكام القصاص والحدود , مع ملاحظة أن التفاوت ملحوظ بين القوانين الغربية فيما بينها قرباً وبعداً من الإسلام , فالإعدام المساوي للقصاص في الشريعة الإسلامية , يقره القانون الأمريكي , وترفضه قونين أوروبية أخرى .

    فالمشروع النهضوي لتفعيل الثقافة الإسلامية ليس انتقائياً تلفيقياً ولكنه توظيف للمنهج الإسلامي في مماحكة حية تحقق مقاصد الشرع وتحافظ على روحه ونصه , وتستجيب لما ينسجم معها من مبادئ إنسانية ودولية تدخل في المصلحة الإنسانية المشتركة بين المسلمين وغيرهم , بما يحقق عالمية الخطاب الإسلامي , ولا يذهب بخصوصيته في كونه وحياً يخاطب العقل ويحل مشكلات الإنسان بما يخرجه من دائرته الزمنية وأعرافه الإجتماعية , وفي هذه العملية التحليلية يلزم أن نفرق بين ماهو تراث فكري قابل للتعديل أو الإستبدال , وبين ماهو فكر خالد يتسم بالثبات الفاعل كالقيم الإسلامية الخلقية أو الشعائر التعبدية أو الحدود , التي تتلائم مع التغيرات البيئية والفنية والعقلية وفق ضوابطها ومقاصدها ,وآليات تطبيقها التي لاتخلو من مرونة مطاوعة للتنوع والتعدد في الحياة الإجتماعية والإقتصادية والسياسية , فهناك حاجيات وضرورات وتحسينات تواجه من الوجهة التطبيقية أحكام الإسلام وقيمه ,ويتم التكيف وفق كل حالة من هذه الحالات المختلفة .

    ب- النقد والبناء المنهجي :- إن هذه المرحلة تتطلب التوجه في مسارين وتحقق مقصدين ,فالمسار الأول هو نقد ثقافتنا القائم على مااستمددناه من معلومات سابقة من مرحلة التحليل , بالتمييز بين ماهومفعل للحياة الحضارية والسلوكية , وبين ماهو مثبط للمسيرة النهضوية وفق مقاصد الإسلام والفكر العربي الإيجابي , فهناك سلبيات ثقافية يلزم إزاحتها , كالرغبة في الترف , والمجون , والتحلل من القيم الأخلاقية بحجة الحرية , والتعصب للروح العربية على حساب العالمية للإسلام وغيرها من الأفكار والممارسات الثقافية السلبية , التي يجب نبذها والمسار الأخر هو نقد ثقافة العولمة , بالإبقاء على ماهو نافع للإنسانية متوافق مع ظاهرة العالمية , أي مع روح الإسلام , وإلغاء السلبيات الثقافية للعولمة مثل : تنميط الثقافات في ثقافة غربية بعينها , أو إحلال التحلل السلوكي محل الإلتزام الخلقي , ونحن في ذلك ننظر من خلال رؤية عالمية شاملة إنطلاقاً من عمق رسالة الإسلام ذات الدعوة العالمية , وهي رؤية ذات زاويتين مقصودتين بالتحديد , النقد والبناء المنهجي الجديد القائم على مراعاة المقتضيات الثقافية الموازنة بين الحاجات الروحية , والحاجات المادية دونما إفراط ولاتفريط يقول موللر في تأصيل الحاجة إلى هذه الرؤية : (( إن عالمنا لهذا التعقيد والتركيب يحتاج من اجل فهمه إلى رؤية عالمية مركبة )) 22 .

    وهذه الرؤية النقدية , والبنية المنهجية , تقتضي مراجعة للدوافع والمقاصد في الحركة العالمية , فإذا كان من دوافع العولمة الرغبة في " جعل الرفاه نموذجاً " 23 , فإن دافع العالمية وفق التصور الإسلامي المستقيم هو الرغبة في التعايش المتوازن بين الخصوصيات الثقافية والمجتمعات الأممية , والقواطع الثقافية العالمية , وهذه المسألة تحتاج على بحث مستقل , وقد شعر جيار بتلك القوة في ثقافتنا فقال : (( يعرف الإسلام أيضاً ثقافات كونية ))26 .

    ج التكيف المتوازن

    بعد إنجاز المرحلتين السابقتين نستطيع أن نخرج بمشروع ثقافي يتسم بالتوازن بين مكوناته النظرية وحركة العالم المعاصر التي هي بحاجة " إلى توازن بين ثقافة عالمية واسعة عميقة تجدب ولا تطرد ,وعلينا أن نضع في حسابنا أن الثقافة العالمية ليست متمثلة في ثقافتنا نحن بغلبة العناصر الروحية ,وروح المحافظة الشرقية , كما إنها ليست ثقافة الغرب ذات الأفق المادي المحض , وغنما هي تفاعل بين مجموع الثقافات في حدود الإبقاء على الخصوصيات مع ثورة تصحيحه داخل الثقافة الواحدة , فكما أننا نطالب الأخر بتصحيح ثقافته ونقدها , فإننا مطالبون بذلك , ولا نستطيع عزل كل ثقافة عن الأخرى في حركة العالمية التي نستشرفها , وفى الوقت نفسه لايمكن لنا وفق منظور تلك العالمية أن نصهر تلك الثقافات في ثقافة عالمية واحدة , فهناك قواسم , وفواصل , لأن الثقافة مركب من المعارف والمعتقدات والقيم يملكها الإنسان بأحقية إجتماعية إنتمائية في مجال جماعته ,وأحقية أخرى وهي كونه إنسانا في هذا العالم , وكلما استطاع العالم الجديد أن يفرق بين هاذين الإنتمائين المتكاملين استطاع أن يحافظ على التوازن العالمي ويحقق التكيف الثقافي .

    ويستدعي منا التكيف المعتدل أن نكون على استعداد نفسي وعلمي على تقبل إيجابيات الثقافات الأخرى لاسيما الغربية منها على بصير تفرق بين النافع والضار منها : (( إن الإتصال بالثقافات الغربية , والتواصل معها , والأخذ منها يجب أن يتوخى الفنون الراقية ,والإبتكارات المفيدة , وصولاً إلى الفكر المنظم والإدارة العلمية )) 27 .

    فكما أنهم بحاجة إلى قيمنا الروحية , فإننا بحاجة إلى قيمهم العلمية , فعلينا في ذلك التفاعل المتوازن أن نكون يقظين واقعين , لأن التفاعل الناجح مع ثقافات الغرب يلزم أن يكون ( بعقل متفتح وتخطيط واقعي طموح , يتوخى تامين اكبر من الإيجابية , وتجنب اكبر قدر من السلبية ) 28

    فنحن بغير التكيف المتوازن مع الثقافات الأخرى لانستطيع بناء نموذج ثقافي , يحل الإشكالات الفكرية , ويسد الحاجات الحضارية التي حوتها النماذج الأخرى المطروحة في حركة ظاهرة العولمة التي تتطور ربما لتصبح في دائرة العالمية , فتحن بحاجة إلى ( ضرورة العمل على تحقيق مايسمي بتناغم وتكامل الأداء , أي التحرك الواعي ) 29 . سواء في مجالات حركتنا الحضارية والثقافية التي تخصنا أو في حركتنا مع العالم من حولنا , وهناك تداخل لانستطيع فصله بين حركتنا وحركة عالمنا الذي أصبح قرية كونية لها معالمها المشتركة , كما لأجزائها تنوع يميز بعضها عن بعض , وأصبحت تلك القرية العالمية , تنطلق بسرعة من العولمة النمطية إلى العالمية التوافقية , ومن الأفق الوحيد إلى الأفاق المتحدة , وكما يردد موللر عبارته ( فالبشر ليسو على أية حال ذئاباً متوحدة , ولكنهم كائنات إجتماعية ) 30 .

    فإننا نردد قوله تعالى }يأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم {الحجرات 13 .











    الهوامش :-

    - القرءان الكريم برواية ورش عن نافع .

    1- مالك بن بني , مشكلة الثقافة , دار الفكر , ترجمة عبدا لصبور شاهين , ط ثانية . د . ت ص20 .

    2- نقلاً عن كتاب دراسات في الثقافة العربية , لعلي عقلة عرسان , طرابلس , جمعية الدعوة الإسلامية العالمية ص 7 .

    3- م . ن . ص 8 .

    4- مالك بن بني , مشكلة الأفكار في العالم الإسلامي , ترجمة محمد عبد العظيم , القاهرة , مكتبة عمار, ط أولى , 1971 , ص 49 .

    5- زكي ميلاد , المسألة الحضارية , بيروت , والدار البيضاء , المركز الثقافي العربي ط أولى 1999 , ص18 .

    6- محمد عابد الجابري , العولمة والهوية الثقافية , بيروت , مجلة المستقبل العربي العدد228 فبراير 1998 م .

    7- زكي الميلاد المرجع السابق , ص 25 .

    8- رونالد ربرتسون , العولمة : النظرية الإجتماعية والثقافية الكونية , ترجمه احمد محمود , ونور أمين , مصر المجلس الأعلى للثقافة , 1998 ف , ص 132 .

    9- محمد عابد الجابري , العولمة والهوية الثقافية , بيروت , مجلة المستقبل العربي , العدد 228 فبراير 1998 ف .

    10 - زكي الميلاد المرجع السابق , ص 25 .

    11- صمويل هنتنجتون, صدام الحضارات وإعادة بناء النظام العالمي , ترجمة مالك أبو شعيرة , ومحمود محمد خلف , مصراتة , الدار الجماهيرية , ط1 , 1999 ف , ص92 .

    12 – م . ن , ص 335 .

    13 – م . ن . ص 383 .

    14 – فرنسيس فوكوياما , نهاية التاريخ , ترجمة حسين الشيخ ، بيروت , دار العلوم الطبيعية ط 1 , 1993 ف , ص 15 .

    15 - زكي الميلاد المرجع السابق , ص 79 .

    16 - م . ن . ص 36 .

    17 – م . ن . ص 70 .

    18 – أحمد زايد ، ضمن سلسلة أبحاث المؤتمرات , مستقبل الثقافة العربية , مصر , المجلس الأعلى للثقافة , المطابع الأميرية ط 2001 ف , ص 362 .

    19 - زكي الميلاد المرجع السابق , ص 35 .

    20 – محمد عمارة , العالم الإسلامي والمتغيرات الدولية الراهنة , مستقبل العالم الإسلامي , السنة الثالثة , العدد 6 , ربيع 1992 ف , مركز دراسات العالم الإسلامي , مالطا , ص 16 .

    21 - محمد عابد الجابري , المشروع النهضوي العربي , مراجعة نقدية , بيروت , مركز دراسات الوحدة العربية ط أولى 1996 ف , ص 177 .

    22 - هارالد موللر , تعايش الثقافات , مشروع مضاد لهنتنغتون , ترجمة إبراهيم أبو هشهش , بيروت طرابلس الغرب , دار الكتاب الجديد , دار أويا , 2004 ص 27 .

    23 – م . ن . ص 476 .

    24 – م . ن . ص 489 .

    25 – عاطف السيد , العولمة في ميزان الفكر , فلمنج للطباعة 2000 ف , ص 98 .

    26 – م . ن . ص 127 .

    27 – جابر علي خطاب , أزمة الإنسان العربي المعاصر , القاهرة , مطابع دار أخبار اليوم 2001 ف , ص 193 .

    28 هارالد موللر , تعايش الثقافات ص 86 .



المواضيع ذات الصلة

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
أنشئ بواسطة HaMooooDi, 03-23-2024, 11:27 PM
ردود 0
115 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة HaMooooDi
بواسطة HaMooooDi
 
أنشئ بواسطة HaMooooDi, 03-23-2024, 11:21 PM
ردود 0
81 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة HaMooooDi
بواسطة HaMooooDi
 
أنشئ بواسطة HaMooooDi, 03-22-2024, 11:01 PM
ردود 0
46 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة HaMooooDi
بواسطة HaMooooDi
 
أنشئ بواسطة HaMooooDi, 03-22-2024, 10:50 PM
ردود 0
49 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة HaMooooDi
بواسطة HaMooooDi
 
يعمل...
X