سياسي ومقاتل أفغاني، أحد القيادات المؤسسة لـحركة طالبان، صار وزيرا إثر وصولها السلطة 1996، وقاد منذ 2001 معاركها ضد التحالف الدولي، ثم اختارته عام 2015 خليفة لزعيمها الراحل الملا محمد عمر إلا أن أختر لم يعمر طويلا بمنصبه واغتالته طائرة أميركية عام 2016، وفق مصادر أميركية وأفغانية.
الميلاد والنشأة
وُلد أختر محمد منصور شاه محمد عام 1963 في قرية بندي تيمور (مقاطعة ميواند) بولاية قندهار الأفغانية، لعائلة من عرقية البشتون.
الدراسة والتكوين
تفيد تقارير بأن الملا أختر منصور التحق -كغيره من قادة طالبان- بعدد من المدارس الدينية الباكستانية التي تعرف محليا بـ"الديوبندية".
الوظائف والمسؤوليات
يعتبر الملا أختر منصور أحد قادة حركة طالبان المؤسسين لها في قندهار عام 1994، ولذلك فقد تولى عدة مناصب ومسؤوليات قبل وبعد سقوط نظام طالبان الذي حكم أفغانستان خلال 1996-2001.
فقد شغل أثناء هذه الفترة منصب وزير الطيران، وبعد عام 2001 كلفته الحركة بإدارة الشؤون العسكرية والسياسية في مجلس شوراها وبنيابة رئيس هذا المجلس، ثم صار نائبا لأمير طالبان الراحل الملا محمد عمر بدلا من عبد الغني برادار الذي اعتقل في باكستان عام 2010.
الخبرة السياسية
راكم الملا منصور خلال 1996-2015 خبرة سياسية وعسكرية أهلته في الأخير لأن يتبوأ المسؤولية الأولى في "إمارة أفغانستان الإسلامية" خلفا لزعيمها التاريخي الملا عمر.
فمنذ انهيار حكم طالبان تحت وطأة القصف الجوي والاجتياح البري اللذين نفذهما التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة إثر هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 على أراضيها، كان منصور على موعد مع قيادة حركته في أكثر من ميدان وجبهة ضد التحالف ونظام الحكم الذي أقامه بأفغانستان.
إعلان
وتقول مصادر الأمم المتحدة إنه خضع للاعتقال بباكستان ثم "أعيد" إلى أفغانستان في سبتمبر/أيلول 2006، ليكون مسؤولا بصفة مباشرة عن أنشطة طالبان في أربع ولايات جنوبي أفغانستان، إذ عُين "حاكم" طالبان على قندهار حتى مايو/أيار 2007، إلى جانب نشاطه في ولايات خوست وبكتيا وبكتيكا.
وتضيف المصادر أن أختر منصور عمل عضوا في مجلس قيادة طالبان مكلفا بتولي رئاسة الشؤون العسكرية بمجلس الحرب التابع لها والمعروف بـ"غِردي جَنغل" مستفيدا من خبرته القتالية الطويلة التي تعود إلى أيام مشاركته في صد الغزو السوفياتي لأفغانستان.
وتولى الملا منصور نيابة رئيس مجلس الشورى الأعلى لطالبان الملا عبد الغنى برادار، وبعد اعتقال الأخير في فبراير/شباط 2010 أصبح منصور مؤقتا المسؤول الأول عن المجلس، ثم عينته الحركة رئيسا لمجلس الشورى ونائبا لأمير الحركة الملا محمد عمر في مارس/آذار 2010.
ويوم 29 يوليو/تموز 2015، انتخب مجلس شورى طالبان بـ"الإجماع" الملا أختر منصور خليفة لأميرها الملا عمر الذي أُعلنت الحركة وفاته رسميا.
وقالت طالبان -في بيان صدر بالبشتونية ونشره موقعها الإلكتروني- إن "مجلس الشورى القيادي اجتمع مع علماء البلد والشيوخ..، وبعد مشاورات طويلة عينوا الرفيق القريب والنائب السابق للملا عمر، الملا أختر محمد منصور أميرا جديدا لإمارة أفغانستان الإسلامية..، واعتبروه أهلا لحمل المسؤوليات..، إذ لسنين طويلة كان مسؤول الشؤون الإجرائية للإمارة الإسلامية"