بَكَتِ القيودُ على يديِّكَ........
إلى صدَّام حسين .... دون منازع...
وَوَقـَفـْتَ كالجَـبَـل ِالأشـَـــمِّ مُعَانِـدَا
قـدْ كـنـتَ صقـراً والقضاة ُطرائـِدَا
قدْ كنتَ حَـشْــدَاً رغـمَ أنـَّـكَ واحــدٌ
وهُمُ الحُشودُ ، غدوا أمامَكَ واحِدَا
إنَّ الأسـودَ ، طـلـيـقــة ًوحـبـيـسة ً
لهــا هـيـبـة ٌتـَدَعُ القلوب جَوامـــِدَا
لمْ تُـنـْقـِص ِالأسَـدَ القيودُ ، ولمْ تُزدْ
حُــرِّيـِّـة ٌ، فــأراً ذلـيــلاً شـَـــــاردَا
* * *
وَوَقـفـتَ كالجبل ِالأشمِّ وليسَ من
طبع ِالجـبـال ِبـأنْ تكـونَ خــوامِـدَا
قفصُ الحديدِ وأنتَ في قـُضْـبَانِـهِ
مُـتـأمِّـلٌ ،، لـَعَـنَ الزمَـانَ الجَـاحِـــدَا
قدْ كانَ جُرحُكَ في ظهور الواقفيـ
نَ ، النـَّـاظــريـنَ إليـكَ سَوْطاً جَالـِدَا
هُمْ يَحْسِدُونكَ كيفَ مثلُكَ صامِدٌ!!
وَمَتى أبـَا الشـُهــداءِ لمْ تَكُ صَامِدَا
مِن بَعْدِ كَفـِّيـكَ السُـيـوفُ ذليــلة ٌ
ليـسَـتْ تُـطـَاوعُ سَـاحِـبـَاً أو غامِــدَا
والخيلُ تبكي فارسا ًما صادفـتْ
كـمـثـيـلـهِ مُـتـَجـحِّـفـِلاً ومُـجـاهـــِـدَا
يَطأ ُالمصاعِبَ فهي غـُبْرة ُنعـلهِ
ويـَعَـافـهُـنَ على التُـرَابِ رَوَاكــِـــدَا
إنَّ السَّـلاسِـلَ إنْ رَآهـــــــَا خـَانـِــعٌ
قـَيـْدَا ً، رَآهَـا الثائـــــرُونَ قـَلائِــــدَا
* * *
وَوَقـفـتَ كالجَبَل ِالأشَمِّ ويَا لهَـــــــا
مِن وَقـفـةٍ تـَرَكَـــتْ عِـدَاكَ حَوَاسِدَا
لسْـنـَا نـُفـَاجَـأ ُمن دَويـِّـكَ مـــــَاردِاً
فـلـقـدْ عَـهــِدْنــَاكَ الدَويَّ المـَـــاردَا
كانَ القضاة ُبهَا الفريسة َأثـخـنـِتْ
فـزَعَـاً ، وكـنتَ بها المُغيرَ الصَّائِدَا
هُمْ دَاخِلَ الأقفاص ِتلكَ وإنْ يَـكــُو
نوا الخارجيـنَ الأبعــديـنَ رَوَاصـِدَا
قدْ كانَ واحِـدُهُـمْ يَـلوذ ُبـنـفســـــهِ
أنــَّى التـفـتَّ إليــهِ صـَـقــرَاً حَـــاردَا
فمِنَ البطولةِ أنْ تـكـــونَ مُــقـيَّـدَاً
قـيــدٌ كـهـذا القـيــدِ يـَبْـقى خـَالـِـــــدَا
* * *
وَوَقـفـتَ كالجَـبـل ِالأشـــــمِّ فمَا رَآى
الرَّائـي حَـبـيـسَـاً مُـسْـتَـفـَزّاً وَاقِـــــدَا
فـإذا جـلسـتَ جـلستَ أفقـَاً بارقـــــاً
وإذا وقـفتَ وقـفتَ عَصْــفاً رَاعِــــدَا
مــا ضِـقتَ بالأحْمَال ِوهي ثـقـيلــة ٌ
قـدْ كـنـتَ بالجَـسَـدِ المُـكـَابر ِزاهِــــدَا
كــانـتْ عَوادي الدَّهر حولكَ حُشَّداً
قـارَعْـتــَهُــنَ نـــَوازلا ًوصَـوَاعِـــــدَا
كــنــتَ الصَّـبورَ المُستجيرَ بـربِّـــهِ
والمُـسـتـعـيـنَ بـهِ حَســيـراً سـَاهِــدَا
أيـقـنــتَ أنَّ الدَّربَ وهيَ طـــويـلة ٌ
زَرَعَـــتْ ثــَرَاهَا المُـسـْـتـَفـزَّ مَكَائِدَا
إنَّ الشَّـــدائِــدَ إنْ سَهـلنَ فسمِّــها
مَـا شِـــــئــتَ إلاَّ أنْ يـَكُـنَ شـَدَائـِـدَا
* * *
بـكـتِ القـيودُ على يَديكَ خَجُولــة ً
إذ كـيـفَ قـــيـَّدتِ الشُجَاعَ المَاجدَا
وَيـَدُ الجَبَـان طليقة ٌويحَ الرَّذائل
كيفَ صِرنَ على الزمــــَان مَحَامِدَا
ألجُـرحُ سَيفاً صَارَ فيكَ ومُرتقىً
والغيظ ُكـفـَّاً صـَارَ فـيـكَ وسـَاعِــدَا
حـَاكَـــمْـتـَهُمْ أنـْتَ الذي بـدويــِّـهِ
أتعبـتَ مَنْ يـرجو لحَاقــَكَ جَــــاهِـدَا
كــنــتَ العـراقَ بطولة ًلا تنحـني
أبـداً وإنْ كـنـتَ الجَريـحَ الفــاقـــــِدَا
يـا مَـنْ فـقدتَ بَنيكَ لسْتَ بآسـِفٍ
فالأرضُ أغلى من بنيكَ مَـقــاصـــِدَا
مـهـمَا تـكُـنْ جَـلِـدَاً فـأنـــَّكَ وَالـِـدٌ
والدمعُ يَعْرفُ كيفَ يـُغـري الوَالـــِدَا
إنِّي لأعْـجـَبُ مـن ربـَاطــةِ فاقِــدٍ
أكــتــافـــُهُ هــذي وتــِلــكَ تَـســَـانـَــدَا
لـَجـَمَ الدمـوعَ بـعـيـِّنـهِ لـكــــنـَّــهُ
أبْقى عـلى دَمْــع ِالأضــــَالع ِعَــامـِـدَا
للهِ دَرُّكَ مــن أبٍ مُـتَــصـَــــــــبِّرٍ
أبـكـتْ أبُــوَّتـــُـهُ الحَـــديـدَ الجـَـــامــِدَا
ولِـمَ التَـعَـجّـبُ مـَـا لديكَ أعِـــزَّة ٌ
بـَعـدَ العراق أقـــَاربـَـــاً وأبــــــَـاعِـــدَا
* * *
ووقـَفـتَ كالجَـبَــل ِالأشــمِّ مُكَابرَاً
كـنـــتَ الفــراتَ جَـــــدَاولاً وَرَوافـِــدَا
كُـنـْتَ العِرَاقَ المُسْتَـفزَّ بمَا لـــــهُ
مِن غيـظِ جُــرْح ٍلا يـَطــيــقُ كَــمـَائـــِدَا
هـَـا أنــتَ مـُتــَّهَـــمٌ لأنـَّـكَ لمْ تكنْ
يـَوْمَـــا ًمِنَ الأيــــــَّـام ِرَقـْـمـَا ًزائـــِــدَا
هـــــَـا أنـتَ مُتـَّهَـمٌ لأنـَّــكَ وَاثـِـبٌ
سـَتــُخـيـفُ سَطوتـُهُ الزمـَانَ الفاسِــدَا
قدْ حَاكَمُوكَ وَهُمْ عُرَاة ٌفاخْلعَـــنْ
دمَـكَ اللّـَظـى ثـوبــا ًعليهمْ شاهِـــــدَا
مـرَّتْ ثــلاثٌ داجــيـاتٌ والدِّمــــا
كــانـــتْ وتبـقى تســتجيرُ حواشِــــدَا
وتعملقَ الأقزامُ ، سابقَ راكــــعٌ
فوقَ البســــاطيل المـقـيتةِ ساجــــــدَا
فَاحـْمـِلْ فـوانيسَ البطـــــولةِ إنَّهُ
زمـَنٌ بـُطـونُ دُجــــــَاهُ صِرنَ ولائــِدَا
أأسِفتَ (وَالشَّعْبُ العَظيمُ) مُهَادِنٌ
والشــَّـوكُ أدْمـَى فـيـهِ جَـفــْنــا ًرَاقِــدَا
القــَادِمُونَ لـهُ سَـيـَحـْمــَدُ حُكْمَهُمْ
فـيْ كـــُلِّ حَــــــال ٍسَوفَ يبقى حَامِــدَا
صـَبْرَا ًعـَليهِ ولا تُعَجِّلْ خطـــــوَهُ
فـالـدَّرْبُ مـَا زالـتْ تــَجـُـودُ مـَكــَـائــِدَا
أليـَوْمَ قـدْ سـَـمَّى نِظامَكَ بَائِــــــدَاً
وغـَـدَا ًيُــسـَـمـِّيـهـــمْ نِـظـَـامَـا ًبَائـِــــدَا
إلاَّ الذي خاضَ المَخاضَ بجرحهِ
مُـتـدرعـَاً بــدمــــــائــــهِ ومـُكـــــابـــدا
شدَّ الفراتَ على يــديــــهِ مُكابراً
وطـوى عـنانَ الموتِ حُـــرَّا ًصَـــامِدَا
وَعَــلا جـبـيـنـا ًواستثارَ مُروءة ً
وســــمـــا عـزيــزا ًواستشاط َمُجالِـــدَا
ومشى لميـتـتـهِ فأفرحَ آمِـــــــلا ً
وسعــى لـجـنـــَّتـهِ فأحـــزنَ حَـاسِـــــدَا
فبمثل ذا يسمو العراقُ بمثل ذا
يـحـيـا عـظــيـمــاً مُســـــتضاءً خالــــدا
صبراً أبا الشــــهداءِ إنكَ في غـدٍ
سـتــرى العـراقـيـيـن صـــوتاً راعـــدا
هو وعدُ ربِّكَ إنَّ ربَّكَ صـــــادقٌ
مـا كــانَ وعــدُ الله إلاَّ نـافــــــــــــــــدا
تعليق