ماذا تفعل اذا كنت تعيش في وطن تحكمه حكومتان وثالثة للاحتلال الاسرائيلي ورابعة لوكالة غوث اللاجئين وخامسة للمنظمات غير الحكومية وسادسة للفصائل !!!
ويعاني هذا الوطن من الانقطاع شبه الدائم للمياه وللانقطاع اليومي لعدة ساعات للكهرباء وتغيب النكتة وينتهي عصر البسمة وندخل عصر "الكشرة"
المشهد العابس واحد ان كنت تمر في المنارة وسط رام الله او تسير في شارع عمر المختار فالتكشيرة باتت السمة الاساسية للمواطنين او شعار للمرحلة التي نحيا.
الغزاوي يسأل ماذا تفعل عندما يدوي صوت مواتير مولدات الطاقة في ارجاء كل المدينة نهارا وليلا ليحدث صخبا ويصبح هذا الضجيج عادة من عادات الادمان فلا تعرف النوم الا والمولدات تصهر هدوء الليل مثل عاشق لا يعرف النوم الا على صوت الموسيقى؟؟
والتلحملي ابن مخيم الدهيشة يقول ماذا تفعل عندما يشكو سكان مخيم فلسطيني مثل مخيم الدهيشة في حر الصيف من تلوث المياه وندرتها وعندما تتشاجر امرأة مع زوجها فيضربها وتطعنه بسكين مثلما جرى بنابلس.
ماذا تفعل في ظل ست حكومات وحكومة الست بالمنزل وتجد الكل يشكو من ضيق الحال وقلة المال والناس ليست كباقي الناس على وجه الارض وانما سكارى وما هم بسكارى؟؟
كل الامال تذوب على صخرة الشكوى وكأن الشاكي بات لا يعرف لسانه لغة غير التذمر والنقوط والبثور والعبس.
شعبا بأكمله عابس والحكومات الست لاهية فعندما تسير في اي طريق او شارع باي مدينة او مخيم فلسطيني فلا تجد طفلا ضاحكا ولا فتاة تبتسم ولا شيخا ترتسم على شفاهه بسمة رضى عن عمر مضى، فالكل عاقد حاجبيه وكأن الجينات الوراثية لشعبا بأكملة لا تحمل جينات السعادة وكأن الوطن بات سردابا للعزاء.
الحكومات الست لاهية في ورش استراتيجيات للتنمية والحوار والمفاوضات والبحث في آفاق المستقبل وحقوق المراة والمساوة وقوانين الاحوال الشخصية وفن الرسم بالفحم او على الفحم والقصيدة وكتابة الشعر.
لا أحد يناقش من هذه الحكومات بغض النظر عمن تمتلك الشرعية لماذا بات شعبا باكمله لا يضحك ولا يعرف غير الشكوى ويأخذ من التكشيرة شعارا - ربما هذا عيب لدي الشعب الذي بارك الله في عدد حكوماته "ولم يبارك فيه".
ماذا تفعل لطفل يبكي وام تشكو واب يصرخ وجار عابس وجارة لم تر ابتسامتها يوما وزملاء في العمل يتنهدون ومارة في الشارع مستفزون وحياة مليئة بالصمت او بالصراخ والضجيج.
من المسؤول في الحكومات الست عن سرقة الابتسامة من الفلسطينيين:
اميل حبيبي قال يوما :" الابتسامة على شفاه يابسة ربما اصبحت الشفاه بعد اليبس متكلسة".
موسى ابو كرش الكاتب والصحفي قال :" ان الفلسطينيين وخاصة في قطاع غزة ومنذ الحصار الاسرائيلي قد فقدوا كل عوامل البهجة منذ ان فرضت اسرائيل الحصار واحكمت قبضتها على المعابر حيث فقدت شريحة كبيرة منهم فرص عملها مما تسبب بضرر لباقي الشرائح اضافة لسياسات خاطئة والتي كان نتاجها قطع للرواتب او فقدان لمحبين وضياع للامل بالاضافة لاعداد الخريجين العاطليين عن العمل مؤكدا ان العامل الاقتصادي هو السبب في غياب البهجة وفقدانها".
وأضاف ابوكرش ان اي انسان يضحك بالشارع أصبح مثارا للنقد وكأنه من المستغرب مشاهدة شخص يضحك.
طلال عوكل اعاد في حديثه لـ"معا" التكشيرة الحالية لسنوات للوراء بسبب المشروع الاسرائيلي وقيام دولة اسرائيل على الارض الفلسطينية ومن ثم احتلال باقي فلسطين وما شهدته هذه الارض وشعبها منذ قرن من الزمان عبر الهجرات والاقتلاع من الارض والذكريات ومن ثم الانقطاعات الاجتماعية وفقدان الاهل والمحبين وتدمير الاقتصاد، مؤكدا انه بعد كل هذ المأساة كيف ستكون نفسية الفلسطيني وان الرئيس الاسرائيلي شمعون بيرس الذي افترض ان الاجيال ستنسى فان هذه الاجيال لم تكن اقل فرصة ممن سبقها في التعرض للمخاطر الكبيرة.
وأوضح عوكل ان الجينات الفلسطينية تشكلت في هذه البيئة وان الفصائل قد شاركت في فقدان البهجة ويجب الا ننسى دور الانقسام وتسييد حالة العنف وغياب الاهتمام بالثقافة والانتاج الثقافي و الفني، كما ان هذه الظروف القاهرة جعلت احلام الفلسطينيين البسيطة غير قابلة للتحقق فالانتقال من مدينة لاخرى بات حلما صعب المنال، وان لحظات الفرح في حياة الفلسطينيين تكون انفجارا وتعبيرا عن حالة الكبت.
ناصر اللحام رئيس تحرير وكالة معا قال :" ان الاسباب تعود لعدم التيقن من القرار مما يفتح المجال كثيرا للمفاجآت ويفشل التخطيط ويجعل من مستقبل اولادنا مفتوح على باب الصدفة والغريب ان القادة والمسؤوليين لا يشعرون بتأنيب الضمير".
من جهته حمل اكرم عطالله الكاتب والصحفي المسؤولية للاحتلال اولا وللفصائل ثانيا عبر سلوكها غير المسؤول من صراعات ونزاعات وتفضيل للمصلحة الحزبية على المصلحة العامة فكان الشعب الضحية الاولى للمشاريع الحزبية وللصراع على السلطة، موضحا انه لا يوجد شعب تعرض لهذا الضغط المزدوج في ان واحد كما توقع عطالله ان صراع الفصائل ترك اثاره وانه ليس من السهل التحرر من هذه الاثار في المستقبل القريب، وان الاسلوب الحالي للفصائل في المماطلة والتسويف سيضع المستقبل الشخصي للفلسطيني وامنه الشخصي امام الاسئلة الصعبة.
اما الكاتب والقاص رجب ابوسرية يقول ان ثلاثة اجيال متعايشة الان هي التي عاشت عمرها ما بعد النكبة الفلسطينية وبالتالي فان هذه الاجيال جدية ومن اكثر الشعوب تعاطيا للسياسة، موضحا ايضا ان الشعب الفلسطيني من الشعوب غير المعروف عنها حبها للمرح كما ان اللحظة الراهنة التي يعيش فيها الشعب من اقتتال ونكبات واعتداءات اسرائيلية.
وأوضح ابو سرية انه ومنذ 10 سنوات في قطاع غزة تحديدا لا يمر يوم الا وتجد بيتا للعزاء، وحمل الفصائل المسؤولية بسبب ان هذه التنظيمات تفهم السياسة بمستواها النظري وخارج اطار التحولات الاجتماعية وان الفصائل تشترك جميعها في جملة لازمة وهي الحفاظ علي الثوابت حيث لا تجود لديها برامج سياسية للمستقبل.
واكد ابو سرية انه عندما نتحدث عن الشعب الفلسطيني فيجب عدم الوقوع بالمحظور وكان الشعب الفلسطيني هو ضفة وغزة موضحا ان الشعب الفلسطيني في اسرائيل هو اكثر بهجة رغم التمييز التي تمارسه اسرائيل وبهجته تعود لان مشروعه ثقافي بخلاف الفلسطينين في مناطق 67 الاقل بهجة بسبب مشروعهم السياسي.
ويعاني هذا الوطن من الانقطاع شبه الدائم للمياه وللانقطاع اليومي لعدة ساعات للكهرباء وتغيب النكتة وينتهي عصر البسمة وندخل عصر "الكشرة"
المشهد العابس واحد ان كنت تمر في المنارة وسط رام الله او تسير في شارع عمر المختار فالتكشيرة باتت السمة الاساسية للمواطنين او شعار للمرحلة التي نحيا.
الغزاوي يسأل ماذا تفعل عندما يدوي صوت مواتير مولدات الطاقة في ارجاء كل المدينة نهارا وليلا ليحدث صخبا ويصبح هذا الضجيج عادة من عادات الادمان فلا تعرف النوم الا والمولدات تصهر هدوء الليل مثل عاشق لا يعرف النوم الا على صوت الموسيقى؟؟
والتلحملي ابن مخيم الدهيشة يقول ماذا تفعل عندما يشكو سكان مخيم فلسطيني مثل مخيم الدهيشة في حر الصيف من تلوث المياه وندرتها وعندما تتشاجر امرأة مع زوجها فيضربها وتطعنه بسكين مثلما جرى بنابلس.
ماذا تفعل في ظل ست حكومات وحكومة الست بالمنزل وتجد الكل يشكو من ضيق الحال وقلة المال والناس ليست كباقي الناس على وجه الارض وانما سكارى وما هم بسكارى؟؟
كل الامال تذوب على صخرة الشكوى وكأن الشاكي بات لا يعرف لسانه لغة غير التذمر والنقوط والبثور والعبس.
شعبا بأكمله عابس والحكومات الست لاهية فعندما تسير في اي طريق او شارع باي مدينة او مخيم فلسطيني فلا تجد طفلا ضاحكا ولا فتاة تبتسم ولا شيخا ترتسم على شفاهه بسمة رضى عن عمر مضى، فالكل عاقد حاجبيه وكأن الجينات الوراثية لشعبا بأكملة لا تحمل جينات السعادة وكأن الوطن بات سردابا للعزاء.
الحكومات الست لاهية في ورش استراتيجيات للتنمية والحوار والمفاوضات والبحث في آفاق المستقبل وحقوق المراة والمساوة وقوانين الاحوال الشخصية وفن الرسم بالفحم او على الفحم والقصيدة وكتابة الشعر.
لا أحد يناقش من هذه الحكومات بغض النظر عمن تمتلك الشرعية لماذا بات شعبا باكمله لا يضحك ولا يعرف غير الشكوى ويأخذ من التكشيرة شعارا - ربما هذا عيب لدي الشعب الذي بارك الله في عدد حكوماته "ولم يبارك فيه".
ماذا تفعل لطفل يبكي وام تشكو واب يصرخ وجار عابس وجارة لم تر ابتسامتها يوما وزملاء في العمل يتنهدون ومارة في الشارع مستفزون وحياة مليئة بالصمت او بالصراخ والضجيج.
من المسؤول في الحكومات الست عن سرقة الابتسامة من الفلسطينيين:
اميل حبيبي قال يوما :" الابتسامة على شفاه يابسة ربما اصبحت الشفاه بعد اليبس متكلسة".
موسى ابو كرش الكاتب والصحفي قال :" ان الفلسطينيين وخاصة في قطاع غزة ومنذ الحصار الاسرائيلي قد فقدوا كل عوامل البهجة منذ ان فرضت اسرائيل الحصار واحكمت قبضتها على المعابر حيث فقدت شريحة كبيرة منهم فرص عملها مما تسبب بضرر لباقي الشرائح اضافة لسياسات خاطئة والتي كان نتاجها قطع للرواتب او فقدان لمحبين وضياع للامل بالاضافة لاعداد الخريجين العاطليين عن العمل مؤكدا ان العامل الاقتصادي هو السبب في غياب البهجة وفقدانها".
وأضاف ابوكرش ان اي انسان يضحك بالشارع أصبح مثارا للنقد وكأنه من المستغرب مشاهدة شخص يضحك.
طلال عوكل اعاد في حديثه لـ"معا" التكشيرة الحالية لسنوات للوراء بسبب المشروع الاسرائيلي وقيام دولة اسرائيل على الارض الفلسطينية ومن ثم احتلال باقي فلسطين وما شهدته هذه الارض وشعبها منذ قرن من الزمان عبر الهجرات والاقتلاع من الارض والذكريات ومن ثم الانقطاعات الاجتماعية وفقدان الاهل والمحبين وتدمير الاقتصاد، مؤكدا انه بعد كل هذ المأساة كيف ستكون نفسية الفلسطيني وان الرئيس الاسرائيلي شمعون بيرس الذي افترض ان الاجيال ستنسى فان هذه الاجيال لم تكن اقل فرصة ممن سبقها في التعرض للمخاطر الكبيرة.
وأوضح عوكل ان الجينات الفلسطينية تشكلت في هذه البيئة وان الفصائل قد شاركت في فقدان البهجة ويجب الا ننسى دور الانقسام وتسييد حالة العنف وغياب الاهتمام بالثقافة والانتاج الثقافي و الفني، كما ان هذه الظروف القاهرة جعلت احلام الفلسطينيين البسيطة غير قابلة للتحقق فالانتقال من مدينة لاخرى بات حلما صعب المنال، وان لحظات الفرح في حياة الفلسطينيين تكون انفجارا وتعبيرا عن حالة الكبت.
ناصر اللحام رئيس تحرير وكالة معا قال :" ان الاسباب تعود لعدم التيقن من القرار مما يفتح المجال كثيرا للمفاجآت ويفشل التخطيط ويجعل من مستقبل اولادنا مفتوح على باب الصدفة والغريب ان القادة والمسؤوليين لا يشعرون بتأنيب الضمير".
من جهته حمل اكرم عطالله الكاتب والصحفي المسؤولية للاحتلال اولا وللفصائل ثانيا عبر سلوكها غير المسؤول من صراعات ونزاعات وتفضيل للمصلحة الحزبية على المصلحة العامة فكان الشعب الضحية الاولى للمشاريع الحزبية وللصراع على السلطة، موضحا انه لا يوجد شعب تعرض لهذا الضغط المزدوج في ان واحد كما توقع عطالله ان صراع الفصائل ترك اثاره وانه ليس من السهل التحرر من هذه الاثار في المستقبل القريب، وان الاسلوب الحالي للفصائل في المماطلة والتسويف سيضع المستقبل الشخصي للفلسطيني وامنه الشخصي امام الاسئلة الصعبة.
اما الكاتب والقاص رجب ابوسرية يقول ان ثلاثة اجيال متعايشة الان هي التي عاشت عمرها ما بعد النكبة الفلسطينية وبالتالي فان هذه الاجيال جدية ومن اكثر الشعوب تعاطيا للسياسة، موضحا ايضا ان الشعب الفلسطيني من الشعوب غير المعروف عنها حبها للمرح كما ان اللحظة الراهنة التي يعيش فيها الشعب من اقتتال ونكبات واعتداءات اسرائيلية.
وأوضح ابو سرية انه ومنذ 10 سنوات في قطاع غزة تحديدا لا يمر يوم الا وتجد بيتا للعزاء، وحمل الفصائل المسؤولية بسبب ان هذه التنظيمات تفهم السياسة بمستواها النظري وخارج اطار التحولات الاجتماعية وان الفصائل تشترك جميعها في جملة لازمة وهي الحفاظ علي الثوابت حيث لا تجود لديها برامج سياسية للمستقبل.
واكد ابو سرية انه عندما نتحدث عن الشعب الفلسطيني فيجب عدم الوقوع بالمحظور وكان الشعب الفلسطيني هو ضفة وغزة موضحا ان الشعب الفلسطيني في اسرائيل هو اكثر بهجة رغم التمييز التي تمارسه اسرائيل وبهجته تعود لان مشروعه ثقافي بخلاف الفلسطينين في مناطق 67 الاقل بهجة بسبب مشروعهم السياسي.
تعليق