شرع طاقم من الفنانين والممثلين في تصوير فيلم درامي فلسطيني يعالج دور القضاء الفلسطيني لمواجهة مشاكل وسلبيات ومخالفات ترتكب من قبل بعض الاشخاص المتنفذين في المجتمع ، وينفذ الفيلم وينتجه تنمية واعلام المراة وبتمويل من مشروع " نظام " التابع للوكالة الامريكية للتنمية الذي ساهم بما قيمته 75 الف دولار امريكي وتنمية واعلام المراة التي ساهمت بما قيمته 35 الف دولار امريكي حتى الان. وجاء ذلك لقناعة الجمعية باهمية سيادة القانون وتفعيله لتحقيق العدالة الاجتماعية وترسيخ اسس مجتمع ديمقراطي حر كما تصبو اليه الجمعية.كما اكدت سهير فراج مديرة الجمعية ومنتجة الفيلم ان تام تسعى من خلال هذا العمل الى توصيل العديد من الرسائل التي من اهمها دور المراة الايجابي في المجتمع حيث اظهر الفيلم ان كاتبة العدل في المحكمة التي تنظر بالقضايا كانت امراة هذا اضافة الى ما لعبته فاتن في الفيلم كبوصلة تحاول رفع معنويات صديقتها واقناعها على اخذ حقها من خلال الايمان بقوة القانون وعدالة القضاء التي استجابت لها وكانت هي بمثابة المحور الاساسي الذي ادى الى التغيير وتحقيق العدالة .اضف الى ذلك مشاركة ست نساء من بين 11 ممثلا من الممثلين الاساسيين في الفيلم .
واوضحت فراج ان هذا العمل لم يكن لينجز بهذه الفترةالزمنية والجودة العالية والموازنة الضئيلة لولا تكاثف جهود كافة العاملين في الفيلم من طواقم وممثلين اذ اثنت على كافة المشاركين الذين واصلوا الليل بالنهار وباجر رمزي وهذا يدلل على مدى ابتعادهم عن الذاتية وانتمائهم للفكرة المقدمة وكيفية معالجتها بشكل خاص والعمل الفني والسينمائي بشكل عام. كما حرصت تام على ان تقدم عملا فنيا بجودة عالية ليكون صالحا للعرض في دور السينما المحلية والعربية والعالمية ويرتقي بجودة الانتاج التي تقدم على الصعيد المحلي لترتقيالى العالمية. لذا تم اختيار الات التصوير والاجهزة المطلوبة في الانتاج بمستوى عالي من الجودة، مشيرة الى ان الفيلم سيتم عرضه في العديد من التلفزيونات المحلية العاملة في محافظات الضفة الغربية اضافة عدد من الفضائيات ودور السينما كما سيتم محاولة اشراكه في مسابقات دولية وعربية معربة عن املها ان يكون له موقع مميز بهذا الاتجاه .
يحمل الفيلم اسم شباك العنبكوت وهو من اخراج رفعت عادي وتأليف الكاتب سليم دبور الذي كتب النص خلال شهرين واعتمد حسبما يقول على التغيير الذي حصل في المجتمع الفلسطيني خلال العام الماضي وهو تغير الى الامام رغم انه يحتاج الى مزيد من الخطوات وذلك بعد ان اصبح المواطن يشعر بالامان والارتياح ضاربا مثلا على ذلك التقدم الواضح الذي حصل في موضوع الشيكات الراجعة او بدون رصيد اثر الاجراءات القانونية التي وضعها مجلس القضاء الاعلى .
واوضح دبور ان اسم شباك العنكبوت يحمل دلالات كبيرة بهذا الاتجاه وهو عبارة عن صرخة واضحة تدعو الى ضرورة ان يتساوى الجميع امام القانون، الصغير والكبير، الراعي والرعية ،الغني والفقير وبالتالي لا يتحقق ذلك الا اذا ساد القانون وقال القضاء كلمته في كل القضايا لينصف المظلوم ويحاسب الظالم بغض النظر عن رتبته ومكانته ومسؤولياته ، وبالتالي يجب ان يقع في الشبكة كل الظالمين وليس اولئك الضعاف الذين ليس لهم ظهرا .
ويوضح دبور ان الفيلم يسلط الضوء على بعض الجرائم التي كثرت فترة غياب القانون في الأراضي الفلسطينية والتي مست بشكل خطير الحياة في المجتمع الفلسطيني، وأرهبت ورّوعت الآمنين، وزرعت الخراب والدمار والكراهية، وقوضت الاستقرار وعَطَّلت مسيرة التنمية والبناء الوطني ووضعت الجميع من أبناء الشعب الفلسطيني أمام تحديات وأوضاع صعبة أحوج ما يكون فيها كل الفلسطينيين إلى تحقيق سيادة القانون وان يكون الجميع تحت القانون ولا أحد فوقه.
ويحمل الفلم رسالة عميقة مفادها أنه لا يمكن لأي مواطن أن يشعر بالأمن والأمان الوطني والاجتماعي أو يأمن على نفسه وعرضه وماله وممتلكاته في ظل غياب القانون، فبالقانون وحده تصان الكرامة الوطنية والإنسانية لأي مواطن.
ويقدم الفيلم رؤية واقعية وموضوعية من خلال عرض درامي مؤثر يطرح قصة لعصابة تقوم بجرائم عديدة في إحدى القرى الفلسطينية، مستغلة غياب القانون ويتم التستر عليها وعلى جرائمها من قبل ضابط شرطة فاسد.. وفي نهاية الأمر تصل معلومات عن تلك العصابة إلى قيادة الشرطة فتقوم بأسلوبها الخاص بتقصي الحقائق واعتقال كل المتورطين من أفراد العصابة والشرطة، وتقديمهم للتحقيق ثم للنيابة وبالتالي محاكمتهم ليسود القرية الهدوء والأمن والاستقرار من جديد.
ويشير دبور الى انه تناول في الفيلم حقبتين زمنيتين مختلفتين، الحقبة الاولى التي لم يكن للقانون فيها أي فاعلية أو تنفيذ، وهي متجسدة بشخصية النقيب عطوان، والحقبة الثانية التي ابتدأ الناس يرون تنفيذا للقانون، وبالتالي اشعرهم هذا بالارتياح، وهذا متمثل بشخصية المقدم سالم الذي اندس في صفوف المجرمين ليوقعهم في شباك القانون وتقديمهم للعدالة الفلسطينية .
من جانبه اوضح المخرج رفعت عادي ان عدد الممثلين والمشاركين في الفيلم قد بلغ 42 منهم 11 ممثلا وممثلة اساسيين في بطولة جماعية يعملون على مدى 18 ساعة في اليوم وقد تمتد المدة التي سيتم فيها التمثيل والتصوير نحو ثمانية اشهر ويقع الفيلم في حوالي 70 دقيقة واكثر ما يميز طاقم هذا الفيلم هو العمل بروح الجماعة والتاكيد على ضرورة اخراجه الى حيز الواقع باكثر المواصفات امتيازا ليشرف السينما الفلسطينية المقلة بالجانب الدرامي ، موضحا ان مسرح التمثيل كان في اكثر من موقع وشملت بيت لحم وابو ديس وقرية الولجة وبيت ساحور نظرا لطبيعة هذه المواقع كما تم التصوير في المحكمة الصورية التابعة لجامعة القدس بابو ديس ، هذا اضافة الى التعاون الكبير الذي ابدته الشرطة الفلسطينية مع طاقم الفيلم من خلال قرار صدر عن اللواء حازم عطا الله حيث وضعت كافة الامكانيات اللازمة بين يدي الطاقم من سيارات شرطة ولباس وسلاح ، كما ابدى مجلس القضاء الاعلى تعاونا كبيرا بهذا الاتجاه بعد أن اطلع على النص وابدى العديد من الملاحظات الإجرائية والقانونية إضافة إلى قوات الأمن الوطني التي قدمت المساعدة المطلوبة في الجانب المتعلق بالجيش والمحاكم العسكرية ، كما قدمت جمعية الهلال الاحمر والدفاع المدني التعاون لنا من خلال تخصيص سيارات الاسعاف وكذلك جامعة القدس مشددا ان الفيلم لم يكن لينجز لولا هذا التعاون الكبير من قبل العديد من الجهات .
واعرب عادي عن امله بان يقدم الفيلم اضافة جديدة للسينما الفلسطينية الدرامية مع ملاحظة ان المخرجين في فلسطين لا يعملون من اجلنا نحن انهم يضعون في اولى اعتباراتهم المحكمين في اوروبا من اجل ارضائهم والوصول للفوز بالجائزة الدولية ، وهذا ما يختلف عنه فيلم " شباك العنبكوت " عن بقية الافلام الدرامية ، فقد كان في مخيلة الطاقم ابتداءا من مؤسسة تنمية واعلام المراة ومرورا بالكاتب والمخرج وانتهاءا بالممثلين ان يخدم قضية هامة داخلية الا وهي العمل على ضرورة سيادة القضاء وتطبيق القانون .
اما حسين ابو دية المشرف الفني ومشرف الديكور في الفيلم وهو من سكان القدس فقد اوضح ان الطاقم العامل همه الاول والاخير هو اخراج عمل فني مميز ولهذا فهو لم يغادر مواقع التصوير منذ شهرين حيث انقطع عن منزله طيلة هذه الفترة ، واكد ان من يشاهد الفيلم من الممكن ان يفسر ويحلل المسائل والاحداث حسب تقديره وحتى حول الاسم نفسه فمن الممكن ان يفسر المشاهدين ان الرمز الفعلي لشباك العنبكوت هو الوطن ولا بد من انقاذه ، ولكن الفكرة الاساسية في هذا الفيلم تتمحور حول ضرورة الحفاظ على المجتمع الفلسطيني من مظاهر الانحراف والفساد وضرورة ان يكون للقضاء كلمته الفاصلة وهذا ما يحاول الفيلم توصيله لكل المعنيين .
الشابة اميرة عواد والتي تلعب دور فتاة جامعية تدعى ريما وصديقة لفتاة اخرى تدعى فاتن التي تعرضت لعملية تحرش خطيرة وفقدت الامل في كل شيء بعد الحادثة فلعبت ريما دورا ايجابيا وقامت برفع معنويات صديقتها الفاقدة للامل واقنعتها على ضرورة ابلاغ الشرطة كي تحصل على حقها وترفع الظلم عنها مؤكدة لها ان البلد بخير وان القانون سوف يسود في نهاية المطاف وبعد جهد جهيد تمكنت من اقناع صديقتها برفع شكوى بهذا الاتجاه .
وتعتبر اميرة وهي من سكان مدينة بيت ساحور ومتزوجه حديثا وتغيب عن المنزل لساعات طويلة جراء التزامها بالفيلم بانها تشعر انها تقدم رسالة مقدسة رغم كل الظروف الصعبة ورغم ان راتبها من الفيلم رمزي فهي لا تنظر الى قضية الراتب بل هي تعير القضية التي يعالجها الفيلم الاهمية الكبرى .