ناقشت الحلقة مع رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري الواقع السياسي للبلاد بعد أكثر من ثلاثة أشهر على تشكيل الحكومة الجديدة، وتطرقت للمسألة الأمنية وسبل مواجهة تنظيم الدولة.
ذكر رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري أن لجنة شُكلت داخل البرلمان لمتابعة وثيقة الاتفاق السياسي، ولمعرفة من الذي كان سببا في حدوث الخلل الذي يحول دون تطبيق بنود الوثيقة، وهل هناك عدول من بعض الأطراف السياسية عن الاتفاقات التي تمت.
وأوضح في حلقة الأربعاء (10/12/2014) من برنامج "لقاء اليوم" أن اللقاء الأخير الذي جمعه ورئيس الجمهورية ورئيس الوزراء طرح على طاولة النقاش قضيةَ الحرس الوطني وقانون العفو والتوازن والاجتثاث.
وبيّن الجبوري أن إعداد قانون العفو يحتاج إلى مشروع يأتي من مجلس الوزراء حتى يتبناه مجلس النواب.
وفي ما يتعلق بقضية الحرس الوطني، قال رئيس مجلس النواب العراقي إنه من الممكن أن تكون بعض الأطراف السياسية أبدت رغبتها في النكوص عن اتفاقها، ولكن بالنسبة إليه فإن أي طرف سياسي كان قد وقع على تشكيل الحرس الوطني ثم بعد ذلك عدل وتراجع فيعتبر موقفه إخلالا.
وأوضح المسؤول العراقي أن بلاده تعاني من أزمة وليس من انكسار، مبينا أن مرد هذه الأزمة سياسات سابقة اتبعت، وعلى ضوئها لم يتم التعامل بموضوعية تامة مع تركيبة المجتمع العراقي.
وأشار إلى أن تلك السياسات ولّدت حالة من الاحتقان بدأت بمظاهرات واعتصامات ثم انتهت إلى مدن ومناطق شاسعة بأيدي "مجامع إرهابية"، قبل أن يزداد الأمر سوءا مع بروز أذرع مسلحة لمجامع سياسية.
استقلال القضاء
وأعلن الجبوري وقوفه مع استقلال القضاء ومع عدم ارتهانه إلى أي طرف سياسي سواء كان نوري المالكي أو حيدر العبادي أو غيرهما.
لكنه أقرّ بوجود مؤشرات تدل على أن ما يصدر عن القضاء متأثر بالمزاج السياسي، لافتا إلى أنه من موقعه يتبع نهج الإصلاح انطلاقا من المؤسسة التي ينتمي إليها.
وتطرق إلى علاقة العراق اليوم بمحيطه العربي، وفي هذا الصدد ذكر أنه متى عاد العراق إلى المنظومة العربية وأصبح صانع قرار، عند ذلك سيصبح قادرا على إحداث حالة من التوازن في بناء علاقاته مع دول المنطقة.
وفي ما يتصل بتنظيم الدولة الإسلامية، أكد الجبوري أنه خطر يتهدد الجميع، وعليه لا بد من بناء الرؤية الإستراتيجية الأمنية التي من خلالها يمكن إنقاذ المنطقة من هذا "الخطر الداهم".
ورغم أنه أكد أن الدعم الجوي في الحرب على التنظيم بالعراق كان مفيدا في إيقاف تمدده، فإنه طالب بدعم ميداني على الأرض، خصوصا عند الحديث عن مناطق الأنبار ونينوى.
وخلص ضيف "لقاء اليوم" إلى القول إن حالة الممارسة السياسية التي ولّدت احتقانا وعدم رضى لدى الناس استفاد منها تنظيم الدولة حتى يوجد لنفسه حضورا ضمن الوسط السني على وجه التحديد.