عملية خطف أول طائرة 23يويلو 1968 م
في ضوء الاستراتيجية العسكرية للجبهة الشعبية ظهر تحليل يقول إن العدو الصهيوني يقوم على ثلاثة ركائز ( الركيزة الاقتصادية والعنصر البشري والمؤسسة العسكرية ) واعتبر يومها أن ضرب هذه الركائز الثلاث أو أي واحدة منها يساهم في استنزاف العدو كمقدمة للانتصار عليه.. العمليات الخاصة كانت تستهدف ضرب أهداف لا يستطيع المقاتل العادي في الداخل أو الخارج الوصول إليها بالطرق العادية . هناك أهداف داخل الكيان الصهيوني وهناك نصالح صهيونية خارج الأرض المحتلة . هناك شخصيات إسرائيلية يجب تصفيتها في الداخل أو الخارج وبأسلوب يختلف عن العمليات العسكرية العادية , قيادة الجبهة شكلت هذه اللجنة برئاسة الرفيق الدكتور وديع حداد " أبو هاني" والذي استعان بدوره برفاق قدامى من حركة القوميين العرب وبأشخاص عرب أو غير عرب ساهموا في اغناء هذا العمل , وبالفعل هذا ما تم حيث كانت أول طائرة صهيونية تخطف تابعة لشركة " العال " الإسرائيلية والتي كانت متجهة من روما إلى تل أبيب وأجبرت على التوجه إلى الجزائر وكان ذلك بتاريخ 23 يوليو 1968. محدثة بذلك نقلة نوعية جديدة على طريق النضال الفلسطيني كأسلوب جديد يستخدم فلسطينيا تدعيما للنضال والمقاومة الفلسطينية.
كانت الجبهة الشعبية محاصرة إعلاميا ما قبل ذلك إلا أن تلك العملية ساهمت في كسر الحصار الإعلامي وفي إطلاق عدد من المعتقلين , وكان مقياس الجبهة لمدى صحة هذه العملية هو مدى تقبل الجماهير لها.. والواقع إن الجماهير الفلسطينية كانت مؤيدة لها.
لقد تم تنفيذ هذه العملية تنفيذا لاستراتيجية الجبهة بضرب الركائز الاقتصادية والعسكرية والبشرية للعدو الصهيوني , وكان أهم الأهداف المطالبة بإطلاق سراح السجناء الفلسطينيين في السجون الصهيونية وبينهم سجين اسر في عام 1964 وقد تم الإفراج عن الأسير ومعه نحو 37 أسيرا.
تعليق