لحق العـودة أبعاد متعددة؛وقد تطرق الباحثون لهذه الأبعاد بأبحاثٍ كثيرة تم تناولها إما مجتمعة وإما منفردة،فمنهم من كَتب عن حق العودة ببعده الإنساني. ومنهم من كتب عنه ببعده القانوني،ومنهم من كتب عنه ببعده الوطني والقومي. أما التطرق لحق العودة من الوجهة الشرعيةووجوب هذا الحق. فقد تفرد به الباحث الدكتور نواف التكروري عضو رابطة علماءفلسطين.
ابتدأ التكروري دراسته بالحديث عن الفرق بين حق العودة كحق وبين حقالعودة كواجب، أما الحق يقول التكروري في دراسته: يمكن للإنسان أن يتنازل عنه، فهوحقٌ شخصي يمكنه التصرف به، كبيع شيء من أثاث بيته أو حتى بيته إن أراد، و أماالواجب فهو الحق العام الذي لا يمكن للفرد أن يتصرف به، ووجوب هذا الحق يكمن بتمكينالإنسان ممارسته لهذا الحق بشتى أشكاله.
مثلاً من حق الإنسان أن يمارسعبادته، ومن واجب المجتمع تمكين هذا الإنسان ممارسته هذا الحق، وواجبٌ على هذاالإنسان أيضا أن يمارس هذا الحق، بالرغم من انه لا يحق له التنازلعنه.
وبمثل قضيتنا الفلسطينية وجب على المجتمع الدولي أن يمكِّن الشعبالفلسطيني من العودة إلى دياره، بل عليه أن يساعده في هذا التمكين، وإن علىالفلسطيني أن يتمسك بهذا الحق ولا يتنازل عنه لأن هذا الحق شأنٌ عام وليس خاص،لماذا ؟ لأن أرضه اغتصبت اغتصابا وحلّ محلَّه إنسان آخر، وتمَّ بذلك الاعتداء علىالشعب والسلطان في هذه الأرض، وهذا أمرٌ لا يخصهُ بمفرده بل يخص الشعببكامله.
لقد أقرَّت الشرائع الدولية الوضعيّة والشرائع السماوية الربانيةهذا الحق وقد حثَّت على التمسك به.
وحين نتكلم عن التأصيل الشرعي لحق العودةنريد بذلك أن نقول أن لهذه القضية أصلها وبُعدها الشرعي الذي تأمر به، ويثبت ذلكبحكم شرعي واضح مدَّعم بالدلائل والبراهين.
إن الذي يعيش في دول الشتاتيمكنه أن يُعِد ويمكنه أن يحضِّر وإن تمسكه بحق العودة هو ضَربٌ من ضروب الإعداد،وهو باب من أبواب القوة، التي يمكن أن تضعف العدو، لأنه يعلم كم يخشى العدو منالحديث عن «التمسك بحـق العودة» ومن المطالبة بعودة الشعب الفلسطيني إلى أرضهوممتلكاته، لان هذا يؤذيه إلى حدٍ كبير، وأن اللاجئ عندما يواجه عدو يغتصب أرضهويعتدي على ممتلكاته من حقه أن يبحث في أذيته وذلك لا لقصد الأذية وإلحاق الأذى؛وإنما بقصد أن يتمكَّن من استرداد المغتصب من أرضه وبالتالي تحصيل الحق الضائع، فمنأهم ادوار المهجَّر إعداَد العُدَّة لإرهاب العدو وإشعاره بعدم استقراره وذلكبتمسكه بحقه بالعودة، وبالتالي حرام شرعا أن تمنح الاطمئنان للعدو والذي يمنعهالأطمئنان هو تمسك اللاجىء الفلسطيني بحقه بالعودة الذي يزعزع استقرار وأمن العدوالصهيوني، من هذا نصل للنتيجة المتوخاة بان العودة واجب، وقديماً قالوا: (كل ما فيهقوة لأهل الحرب لا يجوز بيعهم إياه).
وشعبنا حرٌ فهو يوثر المشقة والصعوبة وإذا كان لا بد منها هذا خيارنا نحن لا نختار حياة المشقة والصعوبة ولكن إذا كانتثمناً لعزتنا وكرامتنا فلا بد لنا من هذا الاختيار ولا بد أن نقبل بها فلا نقبلالذل والهوان والتنازل عن الأرض والمقدسات في سبيل الراحة والاطمئنان والمال وغيرذلك...
يعني عندما نتكلم عن التأصيل الشرعي لحق العودة نتكلم عنه بصفتهالمحرِّض للمسلم على الثبات على حقه بل مساعدٌ له على تحصيله ولأن التطمين هو طريقالتحصيل الذي يهول من أول ضربة والذي يفِرُّ عند أول صعود.
يقول أيضاًسبحانه وتعالى: {وأخرجوهم من حيث أخرجوكم} هذا أمر، أمر بالوجوب إذا العدو أخرجكمإذا اعتدى على أرضكم وطردكم منها فهذا واجب عليكم أن تخرجوه من حيث أخرجكم .. وكيفيتحقق هذا الإخراج مع وجود التنازل عن حق العودة.. إذا تنازلت عن حق العودة فلنتستطيع أن تخرجه فالتنازل عن حق العودة تفريط في الأمر الرباني {وأخرجوهم} فلا يجوزبحال من الأحوال
فالعودة واجب لأنها سبيل لإخراج العدو الصهيوني من أرضنا. قال تعالى: {ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها). وهذهالآية نزلت في تخريب اليهود لبيت المقدس ولا شك أن تخريبهم لكل بيوت الله يمكِّنهممن الاستمرار في غيهم واحتلالهم لها.
. و المساجد يتمكن اليهود من الإفسادفيها ومنعها وهم الآن اي اليهود في فلسطين يعيثون بها فساداً ويحيلونها إلىخمَّارات وبارات وغير ذلك رأيت ذلك بأم عيني في مواقع مختلفة، يضيف التكروري، هناكبعض الإخوة الباحثين ومنهم الأخ أحمد خليفة من أم الفحم ومتخصص بهذا الباب تكلم عنالمساجد التي لحق بها فساد وما تقول لنا الآن وأنت تتكلم عن حق العودة أو قد ألحقبها فساداً للتنازل عن حق العودة يقرر هذا الإفساد بالمساجد ويقرر منع ذكر اسم اللهسبحانه وتعالى فيها ومطالبتنا بحقنا أو العودة إلى أرضنا ومقدساتنا ومنازلنا نُبقيهذه المساجد وهذه المقدسات وهذه البيوت محفوظة حقاً للمسلمين حتى لا يُعتدى عليهافالتنازل إذا تمكين؟ ويقول سبحانه وتعالى: {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونواعلى الإثم والعدوان} التوافق على التنازل أو تقريره إسقاط وإسقاط حق العودة هوالعدوان وتثبيت العدوان.
أما التمسك بهذا الحق فهو ردٌ على العدوان وإضعافله ولو بعد حين. ويقول سبحانه وتعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسولوتخونوا أماناتكم إن كنتم تعلمون}
كل مسلم أو نفس أمانة بين يديه لا يجوزبها التصرف إلا على شرع الله سبحانه وتعالى وكذلك بالتالي إذا كان التنازل عن الأرضوالحقوق الخاصة يؤدي إلى ضياع المصالح العامة والمقدسات خيانة لله وللرسول؟ وخيانةللأمانة.
هذه بعض الأدلة من الكتاب، ومن أراد أن يبحث عن بديل يجد الكثير منالأدلة التي تدل على هذا المعنى وإن كان بعضها ليس مباشراً ولكن الناظر بها بإمعانيجد فيه دلالات واضحة على المعنى المرا
هذه هي الدلائل من القران الكريم أمامن السنة الشريفة فرسول الله (ص) أخرج من مكة وهو خارج وقف على أطلالها متأثراًباكياً وهنا إشارة إلى حب الوطن الذي هومن صفات الإنسان الشهم و من صفات المسلمالمتمسِّك بدينه، لذلك وقف رسول الله (ص) على أطلال مكة وقال: «والله إنك لأحب أرضالله إلى الله والله لإنك أحب أرض الله إليّ، ولولا أهلك أخرجوني ماخرجت»..
وبالتالي نحن خرجنا كما اخرج النبي صلى الله عليه وسلم. طبعاًالرسول لم يعد إلى مكة إنما أقام في المدينة المنورة و(ص) دُفن فيها، وهذا هوالمطلوب بالنسبة لنا. الرسول (ص) بقي مجاهداً ومناضلاً ومتحركاً ومحركاً لجندهومطالباً بحقه حتى أصبح حق العودة بالنسبة إليه مطلباً فأخذ يذهب ويجيء وهذا الذينطلبه. الذي نقوله إنه بالنسبة للفلسطيني ليس وجوب عليه أن يعود إلى هناك بعد أنتحرر البلاد ولكن وجوباً عليه أن لا يتنازل وأن يحفظ لنفسه حقاً للعودة وأن تبقىممتلكاته باسمه وأن تبقى خاضعة لحكمه وسلطانه، وأن لا تبقى لأعداء الله، وبالتاليالبعض يظن أنه عندما نتكلم عن «حق العودة» فإن الفلسطيني عندما نكلفه بالعودة إلىأرضه سوف يخسر ممتلكاته في الخارج ويقال له أنت مكلَّف يجب أن تذهب وتقيم في داخلفلسطين.. لا السوري إذا هو يملك الذهاب والإياب إلى سورية ولكنها إذا اختار أنيشتري أرضاً في اليمن أو في الأردن أو في مصر أو في ... هذا مُتاح له ذلك، ولكن علىأن يبقى هذا حق له مستمر دائم وليس مجرد، إذاً هذا الذي تطالب به: حق زيارة البلادمتى شئت .
ادخلوها كما قال الإمام «أبو حنيفة»: ادخلوها بدين الإسلام وليسبقرار وليس بطلبٍ من الكيان الصهيوني الغاصب كما أن هذا حق لي يجب أن أُمكنَ منهوأن لا يُختار بيني وبينه وإن أردت السفر سافرت وإن أردت العودة عُدت وإذا أردتالذهاب والإياب فعلت هذا هو الذي ينبغي أن يكون.
والدليل الذي يليه: الحفاظعلى حق العودة يا إخوة إثبات لهوية الأرض. عندما تحافظ على حق العودة فإنك تُعلن أنهذه الأرض فلسطينية ـ عربية ـ إسلامية. وإذا تنازلت عن هذا الحق فإنك تفرِّط في هذهالأرض وتتنكَّر لهويتها. وبالتالي كان التنازل عن الأرض من المحرَّمات، ثم الحفاظعلى حق العودة ذلك باب من أبواب الجهاد لأنه يعطِّل المشروع الصهيوني. المشروعالصهيوني لو تمكَّن من إنهاء حق العودة لكان قد قطع شوطاً كبيراً في تحقيق أهدافهوغاياته، وجهادنا في فلسطين وفي كل مواقع وجودنا هو من أجل تعطيل المشروع الصهيونيبالهيمنة على أرضك.
فإذا كان الحفاظ على حق العودة يؤدي إلى تعطيل هذاالمشروع أو إضعافه فهو إذاً ضرب من ضروب الجهاد، ومما يدل على ذلك أيضاً أنه في عام 1936 يا إخوة أفتى علماء المسلمين وقد اجتمعوا في المسجد الأقصى المبارك بحرمةالتنازل عن أي شبر من أرض فلسطين، بل أكثر من ذلك بل قالوا بتكفير محل التنازل،المحل للتنازل عن أرضه أو باعها لليهود فإنه يستحلها. فقد كفر. أما إذا باعها فقدوقع في المآثم والكبائر والخيانة فأجمع العلماء من يومها أن بيع أي جزء من الأرضلليهود أو التنازل عن أي جزء للمحتل للأرض من اليهود هي كبيرة من الكبائر ومحرمٌ منالمحرمات وبالتالي لا يجوز كما أنتم تعلمون أن الإجماع من الحججالقطعية.
هناك أمر يا إخوة في الفقه أن الأصل في التجنس بالجنسية اليهوديةحرام. وذلك لأنه يكاد يمثل اعتراف بالكيان الصهيوني، صح؟.. فلا يجوز للمسلم أنيتجنَّس بجنسية الكيان الصهيوني. أهل 48 يتجنَّسون بجنسية الكيان الصهيوني وهومشروع استثناء من باب درء المفاسد. فإذا كان الأمر الممنوع شرعاً قد تمَّ التجاوزفيه والتخلي عنه فمن باب درء المفاسد ان أن يتجنَّس المسلم بجنسية الكيان الصهيونيأهون من أن يخرج من الأرض لأنه لا يمكَّن من البقاء إلا بذلك بسلطان الاحتلالوإجرامه، فإذا أُبيح له أن يتجنَّس حفاظاً على هوية الأرض من أجل أن يبقى فيها فهليجوز له أن يتنازل عن هذه الأرض التي أبيح ارتكاب محظور من أجل البقاء فيها؟ قطعاًلا.. وبالتالي التنازل عن حق العودة هو بيعٌ للأرض والتنازل عنها،وهو مأثم منالمآثم وجريمة من الجرائم.
ابتدأ التكروري دراسته بالحديث عن الفرق بين حق العودة كحق وبين حقالعودة كواجب، أما الحق يقول التكروري في دراسته: يمكن للإنسان أن يتنازل عنه، فهوحقٌ شخصي يمكنه التصرف به، كبيع شيء من أثاث بيته أو حتى بيته إن أراد، و أماالواجب فهو الحق العام الذي لا يمكن للفرد أن يتصرف به، ووجوب هذا الحق يكمن بتمكينالإنسان ممارسته لهذا الحق بشتى أشكاله.
مثلاً من حق الإنسان أن يمارسعبادته، ومن واجب المجتمع تمكين هذا الإنسان ممارسته هذا الحق، وواجبٌ على هذاالإنسان أيضا أن يمارس هذا الحق، بالرغم من انه لا يحق له التنازلعنه.
وبمثل قضيتنا الفلسطينية وجب على المجتمع الدولي أن يمكِّن الشعبالفلسطيني من العودة إلى دياره، بل عليه أن يساعده في هذا التمكين، وإن علىالفلسطيني أن يتمسك بهذا الحق ولا يتنازل عنه لأن هذا الحق شأنٌ عام وليس خاص،لماذا ؟ لأن أرضه اغتصبت اغتصابا وحلّ محلَّه إنسان آخر، وتمَّ بذلك الاعتداء علىالشعب والسلطان في هذه الأرض، وهذا أمرٌ لا يخصهُ بمفرده بل يخص الشعببكامله.
لقد أقرَّت الشرائع الدولية الوضعيّة والشرائع السماوية الربانيةهذا الحق وقد حثَّت على التمسك به.
وحين نتكلم عن التأصيل الشرعي لحق العودةنريد بذلك أن نقول أن لهذه القضية أصلها وبُعدها الشرعي الذي تأمر به، ويثبت ذلكبحكم شرعي واضح مدَّعم بالدلائل والبراهين.
إن الذي يعيش في دول الشتاتيمكنه أن يُعِد ويمكنه أن يحضِّر وإن تمسكه بحق العودة هو ضَربٌ من ضروب الإعداد،وهو باب من أبواب القوة، التي يمكن أن تضعف العدو، لأنه يعلم كم يخشى العدو منالحديث عن «التمسك بحـق العودة» ومن المطالبة بعودة الشعب الفلسطيني إلى أرضهوممتلكاته، لان هذا يؤذيه إلى حدٍ كبير، وأن اللاجئ عندما يواجه عدو يغتصب أرضهويعتدي على ممتلكاته من حقه أن يبحث في أذيته وذلك لا لقصد الأذية وإلحاق الأذى؛وإنما بقصد أن يتمكَّن من استرداد المغتصب من أرضه وبالتالي تحصيل الحق الضائع، فمنأهم ادوار المهجَّر إعداَد العُدَّة لإرهاب العدو وإشعاره بعدم استقراره وذلكبتمسكه بحقه بالعودة، وبالتالي حرام شرعا أن تمنح الاطمئنان للعدو والذي يمنعهالأطمئنان هو تمسك اللاجىء الفلسطيني بحقه بالعودة الذي يزعزع استقرار وأمن العدوالصهيوني، من هذا نصل للنتيجة المتوخاة بان العودة واجب، وقديماً قالوا: (كل ما فيهقوة لأهل الحرب لا يجوز بيعهم إياه).
وشعبنا حرٌ فهو يوثر المشقة والصعوبة وإذا كان لا بد منها هذا خيارنا نحن لا نختار حياة المشقة والصعوبة ولكن إذا كانتثمناً لعزتنا وكرامتنا فلا بد لنا من هذا الاختيار ولا بد أن نقبل بها فلا نقبلالذل والهوان والتنازل عن الأرض والمقدسات في سبيل الراحة والاطمئنان والمال وغيرذلك...
يعني عندما نتكلم عن التأصيل الشرعي لحق العودة نتكلم عنه بصفتهالمحرِّض للمسلم على الثبات على حقه بل مساعدٌ له على تحصيله ولأن التطمين هو طريقالتحصيل الذي يهول من أول ضربة والذي يفِرُّ عند أول صعود.
يقول أيضاًسبحانه وتعالى: {وأخرجوهم من حيث أخرجوكم} هذا أمر، أمر بالوجوب إذا العدو أخرجكمإذا اعتدى على أرضكم وطردكم منها فهذا واجب عليكم أن تخرجوه من حيث أخرجكم .. وكيفيتحقق هذا الإخراج مع وجود التنازل عن حق العودة.. إذا تنازلت عن حق العودة فلنتستطيع أن تخرجه فالتنازل عن حق العودة تفريط في الأمر الرباني {وأخرجوهم} فلا يجوزبحال من الأحوال
فالعودة واجب لأنها سبيل لإخراج العدو الصهيوني من أرضنا. قال تعالى: {ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها). وهذهالآية نزلت في تخريب اليهود لبيت المقدس ولا شك أن تخريبهم لكل بيوت الله يمكِّنهممن الاستمرار في غيهم واحتلالهم لها.
. و المساجد يتمكن اليهود من الإفسادفيها ومنعها وهم الآن اي اليهود في فلسطين يعيثون بها فساداً ويحيلونها إلىخمَّارات وبارات وغير ذلك رأيت ذلك بأم عيني في مواقع مختلفة، يضيف التكروري، هناكبعض الإخوة الباحثين ومنهم الأخ أحمد خليفة من أم الفحم ومتخصص بهذا الباب تكلم عنالمساجد التي لحق بها فساد وما تقول لنا الآن وأنت تتكلم عن حق العودة أو قد ألحقبها فساداً للتنازل عن حق العودة يقرر هذا الإفساد بالمساجد ويقرر منع ذكر اسم اللهسبحانه وتعالى فيها ومطالبتنا بحقنا أو العودة إلى أرضنا ومقدساتنا ومنازلنا نُبقيهذه المساجد وهذه المقدسات وهذه البيوت محفوظة حقاً للمسلمين حتى لا يُعتدى عليهافالتنازل إذا تمكين؟ ويقول سبحانه وتعالى: {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونواعلى الإثم والعدوان} التوافق على التنازل أو تقريره إسقاط وإسقاط حق العودة هوالعدوان وتثبيت العدوان.
أما التمسك بهذا الحق فهو ردٌ على العدوان وإضعافله ولو بعد حين. ويقول سبحانه وتعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسولوتخونوا أماناتكم إن كنتم تعلمون}
كل مسلم أو نفس أمانة بين يديه لا يجوزبها التصرف إلا على شرع الله سبحانه وتعالى وكذلك بالتالي إذا كان التنازل عن الأرضوالحقوق الخاصة يؤدي إلى ضياع المصالح العامة والمقدسات خيانة لله وللرسول؟ وخيانةللأمانة.
هذه بعض الأدلة من الكتاب، ومن أراد أن يبحث عن بديل يجد الكثير منالأدلة التي تدل على هذا المعنى وإن كان بعضها ليس مباشراً ولكن الناظر بها بإمعانيجد فيه دلالات واضحة على المعنى المرا
هذه هي الدلائل من القران الكريم أمامن السنة الشريفة فرسول الله (ص) أخرج من مكة وهو خارج وقف على أطلالها متأثراًباكياً وهنا إشارة إلى حب الوطن الذي هومن صفات الإنسان الشهم و من صفات المسلمالمتمسِّك بدينه، لذلك وقف رسول الله (ص) على أطلال مكة وقال: «والله إنك لأحب أرضالله إلى الله والله لإنك أحب أرض الله إليّ، ولولا أهلك أخرجوني ماخرجت»..
وبالتالي نحن خرجنا كما اخرج النبي صلى الله عليه وسلم. طبعاًالرسول لم يعد إلى مكة إنما أقام في المدينة المنورة و(ص) دُفن فيها، وهذا هوالمطلوب بالنسبة لنا. الرسول (ص) بقي مجاهداً ومناضلاً ومتحركاً ومحركاً لجندهومطالباً بحقه حتى أصبح حق العودة بالنسبة إليه مطلباً فأخذ يذهب ويجيء وهذا الذينطلبه. الذي نقوله إنه بالنسبة للفلسطيني ليس وجوب عليه أن يعود إلى هناك بعد أنتحرر البلاد ولكن وجوباً عليه أن لا يتنازل وأن يحفظ لنفسه حقاً للعودة وأن تبقىممتلكاته باسمه وأن تبقى خاضعة لحكمه وسلطانه، وأن لا تبقى لأعداء الله، وبالتاليالبعض يظن أنه عندما نتكلم عن «حق العودة» فإن الفلسطيني عندما نكلفه بالعودة إلىأرضه سوف يخسر ممتلكاته في الخارج ويقال له أنت مكلَّف يجب أن تذهب وتقيم في داخلفلسطين.. لا السوري إذا هو يملك الذهاب والإياب إلى سورية ولكنها إذا اختار أنيشتري أرضاً في اليمن أو في الأردن أو في مصر أو في ... هذا مُتاح له ذلك، ولكن علىأن يبقى هذا حق له مستمر دائم وليس مجرد، إذاً هذا الذي تطالب به: حق زيارة البلادمتى شئت .
ادخلوها كما قال الإمام «أبو حنيفة»: ادخلوها بدين الإسلام وليسبقرار وليس بطلبٍ من الكيان الصهيوني الغاصب كما أن هذا حق لي يجب أن أُمكنَ منهوأن لا يُختار بيني وبينه وإن أردت السفر سافرت وإن أردت العودة عُدت وإذا أردتالذهاب والإياب فعلت هذا هو الذي ينبغي أن يكون.
والدليل الذي يليه: الحفاظعلى حق العودة يا إخوة إثبات لهوية الأرض. عندما تحافظ على حق العودة فإنك تُعلن أنهذه الأرض فلسطينية ـ عربية ـ إسلامية. وإذا تنازلت عن هذا الحق فإنك تفرِّط في هذهالأرض وتتنكَّر لهويتها. وبالتالي كان التنازل عن الأرض من المحرَّمات، ثم الحفاظعلى حق العودة ذلك باب من أبواب الجهاد لأنه يعطِّل المشروع الصهيوني. المشروعالصهيوني لو تمكَّن من إنهاء حق العودة لكان قد قطع شوطاً كبيراً في تحقيق أهدافهوغاياته، وجهادنا في فلسطين وفي كل مواقع وجودنا هو من أجل تعطيل المشروع الصهيونيبالهيمنة على أرضك.
فإذا كان الحفاظ على حق العودة يؤدي إلى تعطيل هذاالمشروع أو إضعافه فهو إذاً ضرب من ضروب الجهاد، ومما يدل على ذلك أيضاً أنه في عام 1936 يا إخوة أفتى علماء المسلمين وقد اجتمعوا في المسجد الأقصى المبارك بحرمةالتنازل عن أي شبر من أرض فلسطين، بل أكثر من ذلك بل قالوا بتكفير محل التنازل،المحل للتنازل عن أرضه أو باعها لليهود فإنه يستحلها. فقد كفر. أما إذا باعها فقدوقع في المآثم والكبائر والخيانة فأجمع العلماء من يومها أن بيع أي جزء من الأرضلليهود أو التنازل عن أي جزء للمحتل للأرض من اليهود هي كبيرة من الكبائر ومحرمٌ منالمحرمات وبالتالي لا يجوز كما أنتم تعلمون أن الإجماع من الحججالقطعية.
هناك أمر يا إخوة في الفقه أن الأصل في التجنس بالجنسية اليهوديةحرام. وذلك لأنه يكاد يمثل اعتراف بالكيان الصهيوني، صح؟.. فلا يجوز للمسلم أنيتجنَّس بجنسية الكيان الصهيوني. أهل 48 يتجنَّسون بجنسية الكيان الصهيوني وهومشروع استثناء من باب درء المفاسد. فإذا كان الأمر الممنوع شرعاً قد تمَّ التجاوزفيه والتخلي عنه فمن باب درء المفاسد ان أن يتجنَّس المسلم بجنسية الكيان الصهيونيأهون من أن يخرج من الأرض لأنه لا يمكَّن من البقاء إلا بذلك بسلطان الاحتلالوإجرامه، فإذا أُبيح له أن يتجنَّس حفاظاً على هوية الأرض من أجل أن يبقى فيها فهليجوز له أن يتنازل عن هذه الأرض التي أبيح ارتكاب محظور من أجل البقاء فيها؟ قطعاًلا.. وبالتالي التنازل عن حق العودة هو بيعٌ للأرض والتنازل عنها،وهو مأثم منالمآثم وجريمة من الجرائم.