ادوارد سعيد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ادوارد سعيد



    ادوارد سعيد

    ولد إدوارد سعيد في 1-11-1935 في القدس بفلسطين لعائلة مسيحية، ثم انتقل مع عائلته إلى مصر في عام 1947
    بعد قيام الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين بين الفلسطينيين واليهود.
    وفي سن الثانية عشرة التحق سعيد بالمدرسة الأمريكية في مصر، ومنها إلى مدرسة "كلية فيكتوريا" التي لم يكن يدخلها سوى أبناء النخبة؛
    حيث كان زميلا للملك حسين عاهل الأردن الراحل، والفنان المصري عمر الشريف، بحسب صحيفة نيويورك تايمز.

    ثم انتقل بعد ذلك إلى الولايات المتحدة الأمريكية عندما كانت سنه 16 عاما
    حيث حصل على درجة الإجادة (الليسانس) والدكتوراة في الفلسفة وفي الأدب الإنجليزي في عامي 1960، 1964 على التوالي.

    وكان معلما محترفا، وقام بالتدريس في "مدارس رابطة إيفي"، وانتقل إلى العمل بجامعة كولومبيا حيث حصل على درجة الأستاذية
    (أكبر درجة أكاديمية تمنحها الجامعة) في عام 1992.

    حصل على درجة الدكتوراة الفخرية من جامعات كثيرة، من بينها جامعات بيرزيت، وشيكاغو، وميتشجان، وجواهر لال نهرو، وتورنتو، وإدنبره،
    والجامعة الوطنية الأيرلندية والجامعة الأمريكية في القاهرة.

    كما حصل على جوائز عديدة، منها جائزة ويلليك التي تقدمها رابطة الأدب الأمريكي المقارن.

    كان عضوا في العديد من الهيئات البارزة، من بينها الأكاديمية الأمريكية للعلوم والفنون، والجمعية الأمريكية للفلسفة والجمعية الملكية للأدب،
    كما كان عضوا في كليتي كينج وكمبريدج وزميلا فخريا لرابطة دراسات الشرق الأوسط، وكان رئيسا لـ"رابطة اللغات الحديثة" في عام 1999

    على الرغم من كونه مسيحيا عربيا فإن كتابات سعيد عن الإسلام وعن صورته في العالم الغربي كانت في غاية الإثارة الفكرية؛
    فقد كان واحدا من أوائل الكتاب الذين تصدوا في كتاباتهم لمحاولة وسائل الإعلام الغربية بث صورة غير صحيحة عن الإسلام،
    وخلق صورة رديئة عن المسلمين وعن حضارتهم.

    كما كان دفاعه الدائم عن القضية الفلسطينية مقرونا دائما باقتناع تام بعدم جدوى العنف، آخذا بعين الاعتبار حقوق الإنسان في خضم ذلك الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
    وساعد حديثه عن القضية في نقلها من المستوى الإثني الضيق إلى مستوى عالمي إنساني آخر.

    وفي عام 2002 أخذ سعيد أفكاره إلى الواقع الفلسطيني، وقام بالتشجيع على تشكيل حركة تلتزم بمبادئ الديمقراطية، واحترام حقوق الإنسان في المجتمع الفلسطيني.

    شكّلت التناقضات سمة في مسار حياة إدوارد سعيد، وهو يوضح ذلك في كتابه الأخير "بلا مكان"، ولعل اسم الكتاب خير وصف لمجموعة التناقضات والالتباسات
    التي تركت بصماتها على مسيرة هذا المفكر، الذي لا يشعر أنه وحدة واحدة، بل يرى نفسه مجموعة من التيارات المتناقضة،
    تشكل مختلف التشكيلات الغربية وتتحرك في مختلف الاتجاهات بلا هدف مركزي.
    فعلى الرغم من أنه كان منتقدا قويا ودائما لإسرائيل لما كان يعتبره إساءة واهانة الدولة اليهودية للفلسطينيين.


    وقد ظهر سعيد من جديد تحت أضواء الجدل والخلاف عندما شوهد وهو يرمي حجرا على مركز حراسة إسرائيلي عند الحدود مع لبنان
    في أعقاب الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان.
    في صورة رمزية يُعبر فيها عن دعمه لحق الشعب بالمقاومة وفرحه بجلاء الاحتلال.

    كما كان منتقدا قويا لاتفاقيات أوسلو ووصفها بأنها "أداة استسلام العرب" في وجه الدولة العبرية والولايات المتحدة.
    وكان سعيد يعتبر نفسه دوما ملاحقا بالأحجار في كل مكان، وأن صورته تتعرض للتشويه في الولايات المتحدة بسبب فضحه لـ "خرافات الصهاينة".

    فهو أيضا, اعترف بحق الصهاينة في الوجود في فلسطين إلى الحد الذي أعلن فيه في جريدة "هآارتس" في 8 أغسطس 2000 أنه "آخر مثقف يهودي"،
    بل واعتبر أن الصراع بين اليهود والفلسطينيين صراع إقليمي قابل للحل على أساس شرعية وجود الاحتلال.

    وكان من المؤمنين بالحل المبني على قيام دولة ثنائية القومية.

    كما كان من أشرس المهاجمين للعمليات الاستشهادية في فلسطين.

    كانت الجالية العربية الأمريكية ودوائر المفكرين من مسلمي أمريكا يعدّون سعيد رمزا لقوة المعرفة في مواجهة القوة المادية والاضطهاد.
    كما استحوذت كتاباته عن الإمبريالية والاستشراق على اهتمامات الآلاف من القراء في جميع أنحاء العالم، وليس من بين العرب والمسلمين فقط،
    وكانت تلك الكتابات تدور حول الديناميكيات الحقيقية للقوة والهيمنة.

    وفي حوار لها عبر الهاتف مع شبكة "إسلام أون لاين.نت" قالت ماري روز أوكار -رئيسة اللجنة العربية الأمريكية لمكافحة التمييز-:
    "لا أعتقد أن أحدا يمكنه أن يملأ الفراغ الذي تركه سعيد؛ فقد كان شخصية فريدة ولامعة ... كان مدافعا قويا عن الفلسطينيين والأمريكيين العرب ...
    كما لم يخش أبدا أن يطالب بحقوقنا".


    وكانت لإدوارد سعيد قدرة لا تقارَن على التحدث في الموضوعات ذات الصلة بالقضية الفلسطينية؛ حيث اتخذ تلك القدرة وسيلة جيدة للدفاع عنها،
    كما كانت تلك القدرة حافزا قويا لأجيال عديدة من طلابه للإيمان بأن المضطهدين قادرون على التعبير عن واقعهم وأحلامهم.

    وكان إدوارد سعيد من بين أبرز الرموز -إن لم يكن أبرزها على الإطلاق- في أوساط الجالية العربية في الولايات المتحدة الأمريكية
    التي تحدثت عن الفهم أو العرض الخاطئين للثقافة والدين.

    فعلى مدى العقود الأخيرة قاد سعيد معارك شرسة مع السواد الأعظم من وسائل الإعلام الأمريكية بسبب آرائه حول الاحتلال الإسرائيلي،
    إلى جانب تحقير الهوية العربية والإسلامية في العالم الغربي.


    يقول رشيد خالدي -أستاذ التاريخ الحديث للشرق الأوسط بجامعة كولومبيا-:
    "في الستينيات والسبعينيات عندما كانت مجرد كلمة عربي أو فلسطيني تعتبر كلمة قذرة
    عند الغرب كان سعيد هو الشخص الوحيد الذي يظهر على شاشات التليفزيون وعلى صفحات الجرائد مدافعا عن هويته العربية الفلسطينية".


    دور المثقف في نظر إدوارد سعيد

    المثقف، في نظر إدوارد سعيد، هو المثقف الذي يملك ملكة المعارضة، ملكة رفض الركود، المثقف هو الذي لا يرضى بحالة حتّى يُغَيِّرها، فإذا غيَّرها بدأ يحلم بمواصلة التغيير. فقط في لحظة الإبداع يكون المثقف راضياً، وفي ما عداها، هو غير راضٍ، هو رافض، هو قلق، هو متعطش إلى التغيير. والمثقف، طبقاً لإدوارد سعيد، ليس المثقف في مجال ما، بل المثقف الذي يأخذ موقفاً شمولياً من المجتمع. المثقف يحس إحساساً داخلياً، بأنه هو (وحده!) المسؤول عن الإصلاح، عن التغيير، عن إلغاء الغبن، عن تدمير الظلم، هو صاحب رسالة، وإذا لم يمارسها فإن وجوده يصبح زائداً، أو فائضاً، أو غير ضروري.

    المثقف، طبقاً لإدوارد سعيد، هوعدو التعصب لأنَّ التعصب هو الجهل المتشنج. المثقف عنده رأي، عنده موقف، ولكن مفتوح لسماع أو قراءة أو مناقشة كل الآراء،
    وصراع الآراء هو ما يجعل الآراء. نشيطة وحيوية، وهو ما يجعل كل حامل رأي يطور مرافعته الثقافية عن رأيه.
    بعد 50 عاما من الإقامة في أمريكا كان يقول: "أزداد حزنا كلما ازدادت أمريكيتي، وأصمم على مواجهة هذه الأمركة".

    "جهود اسرائيل لعزل نفسها من العرب خوفا وهلعا منهم أدى في واقع الحال إلى رفع درجة التصميم والإرادة الفلسطينية"

    "فلسطين والفلسطينيون سيظلون وسيبقون، على الرغم من جهود اسرائيل المنظمة ومنذ البداية للتخلص منهم أو تحجيمهم من أجل إفقادهم فاعليتهم"
    ترك أدوارد سعيدا إرثا فكريا غزيرا ومن بين ما ترك من مؤلفات "بعد السماء الأخيرة" عام 1986، و "متتاليات موسيقية" عام 1991
    "الأدب والمجتمع" و "تغطية الإسلام" و "لوم الضحية" و"السلام والسخط" و "سياسة التجريد"
    و "تمثيلات المثقف" و "غزة اريحا: سلام امريكي" وغيرها،
    فضلا عن الكثير من البحوث والدراسات والمقالات.
    وقد أثارت مؤلفاته وآراؤه جدلا واسعا ونقاشات لا متناهية وخاصة كتابه الشهير "الاستشراق"، إضافة إلى مؤلفات مهمة أخرى
    مثل "الثقافة والإمبريالية" 1993 و"مسألة فلسطين" 1979 و"خارج المكان".

    توفي في إحدى مستشفيات نيويورك في 25 سبتمبر من عام 2003م عن عمر يناهز 67 عاماً نتيجة إصابته
    بمرض سرطان الدم (اللوكيميا), الذي كان يعاني منه منذ أواسط التسعينات.

    ويتذكر العديد من زعماء الجاليات المختلفة إدوارد سعيد، ليس فقط بسبب فكره
    وإنما أيضا بسبب طبيعته العطوفة المهذبة.


المواضيع ذات الصلة

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
أنشئ بواسطة HaMooooDi, 01-11-2024, 01:45 AM
ردود 0
25 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة HaMooooDi
بواسطة HaMooooDi
 
أنشئ بواسطة HeaD Master, 12-26-2008, 08:20 PM
ردود 30
6,255 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة HeaD Master
بواسطة HeaD Master
 
أنشئ بواسطة HaMooooDi, 06-21-2008, 04:50 AM
ردود 178
14,094 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة HeaD Master
بواسطة HeaD Master
 
يعمل...
X