مدينة اللد
الموقع والتسمية
تقع مدينة اللد على مسافة 16 كم جنوباً شرق مدينة يافا وأقل من 5 كيلومترات شمال شرق الرملة وتحتل موقعاً هاماً فهي عقدة مواصلات حيث تلتقي خطوط السكك الحديدية وفيها نقطة التقاء يافا وحيفا والقدس ومصر وعن طريقها يمكن للمسافر الانتقال من مصر إلى فلسطين ثم إلى لبنان فتركيا.
واللد مدينة كنعانية وذكرت في الكتاب المقدس عدة مرات وعرفت بـ"لد" بضم اللام وغير اليونانيون اسمها إلى ليدا (Lydda) وذكرها ياقوت الحموي في معجمه أن لُد بالضم والتشديد وهو جمع الد والالد تعنى الخصومة وهي قرية قرب بيت المقدس من نواحي فلسطين كما ذكرها الدباغ باسم اللد نسبة إلى الليدين و كانت في العصور القديمة تشتمل جزءاً كبيراً من سواحل أسيا الصغرى الغربية والواقعة على بحر أيجة فخلدوا الليديين بتسمية بلدة اللد.
--------------------------------------------------------------------------------
اللد عبر التاريخ :
تشير نتائج أعمال الحفر والتنقيب في المنطقة إلى أن أقدم إشارة لنشاط الإنسان في منطقة اللد إنما تعود إلى العصر الحجري قبل 01200 عاماً حيث عثر على آثار مرحلة انتقال الإنسان من عصر الكهوف والصيد إلى عصر الاستقرار والزارعة وذلك في مغارة شفة التي تقع في وادي النطوف على بعض عشرة كيلو مترات عن طريق اللد ولذلك أطلق على هذا الحضارة اسم الحضارة النطوفية.
وقد قامت في المكان الذي فيه مدينة اللد قرية زراعية قبل 9000 عام حيث عثر فيها وفي المناطق المجاورة على أوان فخارية من نفس النوع الذي عثر عليه في منطقة أريحا.
وقد ظهرت اللد لأول مرة في العهد الكنعاني سنة 1465 قبل الميلاد حيث ذكرت ضمن قائمة تحتمس الثالث في بلاد كنعان وأصبحت مركزاً للدارسين والتجار في القرن الخامس عشر قبل الميلاد.
وقد تعرضت المدينة إلى الدمار والخراب في العصر الحديدي والبرونزي ثم فصلت اللد عن السامرة عندما أعطاها ديمترويوس الثاني لجوناثان عام 145 قبل الميلاد. وأعطى يوليوس قيصر مكانه لليهود في اللد أيام المكابيين وفي عام 43 قبل الميلاد بيع سكانها اليهود عبيداً على أيدي كاسيوس حاكم سوريا. أما كوادراتوس حاكم سوريا أيام كلاوديوس فقد أعدم عدداً من اليهود هناك وفي العهد الروماني اعتبرت اللد قرية مع أن تعدادها السكاني شبيه بتعداد سكان المدن، وفي العهد الروماني أيضاً تعرضت اللد للإحراق على يد الحاكم الروماني ستيوس غاليوس وهو في طريقه إلى القدس عام 66 م. وفي عام 68 احتلت المدينة على يد منياسبان وسماها "ديوسبوليس" بمعنى مدينة "زيوس" التي تعني اله اليونان العظيم غير أن اسمها القديم عاد إليها.
وفي العهد البيزنطي أصبحت اللد الأولى إدارياً في فلسطين وأصبحت ذات مكانة مرموقة خصوصاً في القرون الأولى من العهد المسيحي وأصبح العنصر السامي الأكثر سلطة على الرغم من أن المدينة كانت جزءاً من فلسطين المعتبرة مسيحية ولها أسقف، وقد غير اسم الكنيسة إلى جاور جيوس (جورجيوس) أواخر العهد البيزنطي.
وحتى الفتح الإسلامي لفلسطين على يد القائد عمرو بن العاص في عهد الخليفة عمر بن الخطاب كانت اللد عاصمة لفلسطين القديمة. وبعد الفتح الإسلامي اتخذها عمرو بن العاص عاصمة لجند فلسطين سنة 636م واستمرت كذلك حتى تم إنشاء مدينة الرملة سنة 715م حيث احتلت مركز الرئاسة في فلسطين.
في تلك الفترة وبين الفترتين كانت اللد مسرحاً للعديد من المعارك الحربية التي دارت بعد مقتل الخليفة عثمان بن عفان ثم أصبحت العاصمة. المؤقتة لسليمان بن عبد الملك الخليفة الأموي الذي كان والياً على فلسطين.
وعند قدوم الصليبيين أحرق أهل المدينة الكنيسة وأخلوها على أهل الرملة متجهين إلى الجنوب الغربي إلى عسقلان. وقد قام الصليبيون بإعادة بناء الكنيسة متخذين القديس جاورجيوس "الخضر" حاميا لهم وبنى ريكارديوس كنيسة على قبره.
وقد عادت اللد إلى أصحابها بعد انتصار صلاح الدين الأيوبي على الصليبيين في معركة حطين عام 1187م- 583هـ. إلا أن صلاح الدين رأى هدمها وتدمير حصونها حتى لا يستفيد منها ريكارديوس ودارت. مفاوضات الأيوبيين والصليبيين حول المدينة إلا أن هذه المفاوضات لم تنجح ثم عاد الفرنجة إلى الاستيلاء على المدينة وظلت المدينة بين المد والجزر حتى دمرها المغول عام 1271- 669هـ.
وبدأت تنهض من جديد بعد هزيمتهم في عين جالوت وقد أقيم مسجداً في موقع الكنيسة في العصور اللاحقة. وأصبحت اللد مركزاً للمماليك في فلسطين وجعلوها مركزاً للبريد بين غزة ودمشق كما كانت محطة من محطات الحمام الزاجل واستخدمت حجارة كنيستها في بناء جسر جنداس.
وقد أهملت المدينة في عهد العثمانيين إلا أنها بدأت تنهض مرة أخرى في فترة الانتداب البريطاني وذلك بعد مرور خط سكة حديد القنطرة حيفا منها وإنشاء مطار اللد فيها عام 1936.
--------------------------------------------------------------------------------
السكان والنشاط الاقتصادي:
بلغ عدد سكان اللد عام 1931 11250 نسمة وقدر عددهم عام 1946 بحوالي 18250 نسمة وقد كانت خالية تماماً من اليهود إلا أنه بعد احتلال المدينة من قبل اليهود عام 1948 تم تشريد معظم سكانها الذي كان يقدر عددهم بحوالي 19 ألف نسمة ولم يبقى منهم سوى 1052 فلسطيني وتدفق المهاجرون اليهود إلى المدينة فوصل عددهم عام 1949 نحو 9400 مهاجراً ثم أخذوا في التزايد ليصبح عددهم حتى عام 1973 إلى 32200 نسمة.
وقد ساهمت مدينة اللد بعدد من الأنشطة الاقتصادية منها:
الزارعة: تعد اللد مدينة زراعية بالدرجة الأولى حيث فرض موقعها وسط أراضي سهلية خصبة وتوافر مقومات الزارعة فيها كالتربة الصالحة ووفرة المياه من الأمطار والآبار وطرق النقل. وقد بلغت مساحة الأراضي المزروعة بأشجار الزيتون 5900 دونم وأشجار الحمضيات 3217 دونم وهناك مساحات أخرى للحبوب والخضار.
الصناعة: وتعد اللد أحد المراكز الصناعية الهامة في فلسطين حيث تقع المدينة وسط إقليم زراعي ينتج الكثير من المحاصيل الزراعية التي تكون أساساً لكثير من الصناعات مثل صناعة المواد الغذائية وعصر الزيتون والصابون ومنتجات الألبان بالإضافة إلى الصناعات التقليدية مثل صناعة النسيج والجلود والأخشاب ومواد البناء…
التجارة: وقد ساهم الموقع الجغرافي الهام لمدنية اللد في رواج الحركة التجارية في المدينة حيث كانت أسواقها تعج بالحركة والنشاط بالإضافة إلى وجود سوق أسبوعي يعقد في منتصف الأسبوع. يأتي إليه الآلاف من الباعة والمشترين من المدن والقرى المجاورة لعرض أنواع مختلفة من البضائع والحيوانات.
النشاط الثقافي في مدينة اللد:
لقد قامت مدينة اللد بوظيفة تعليمية منذ أواخر العهد العثماني حيث وجد في المدينة أربع مدارس إحداها حكومية (ابتدائية) وثلاثة مدارس خاصة منها مدرسة للبنات وهي مدرسة ابتدائية للروم الأرثودكس ومدرستان للبروتستانت واحدة للبنات والأخرى للبنين، وفي نهاية الانتداب البريطاني أصبح هناك مدرستان حكوميتين الأولى ثانوية يدرس فيها 1048 طالباً عام 1948 والأخرى ابتدائية وهناك مدارس أخرى تقوم بدورها في نشر التعليم.
--------------------------------------------------------------------------------
معالم المدينة
ذكرنا بأن المدينة تقع عند ملتقى طرق المواصلات وملتقى خطوط السكك الحديدية ولذلك فإن من أبرز معالم المدينة:
1. محطة السكة الحديدية وهي ثاني محطة في فلسطين.
2. مطار اللد وهو المطار الدولي الآن الخاص بإسرائيل ويعرف باسم مطار بنغريون.
وهناك الكثير من المعالم الأثرية مثل:
1. كنيسة القديس جورجيوس : وهي كنيسة أقيمت على قبر القديس جورجيوس في القرن الثالث الميلادي ويعرف القديس جورجيوس بالخضر ويقام احتفال سنوي يوم 16 تشرين الثاني من كل عام يسمى بموسم الخضر.
2. جسر جنداس: ويقع شمال مدينة اللد وبني في عهد المملوك الظاهر بيبرس يبلغ طوله 30 متر وعرضه 13 متراً وارتفاعه 6.5 متر.
3. الساحة الشرقية ومنارة الأربعين: وهذه الأمكنة كانت مسرحاً لهروب محمد بن أبي حذيفة وجماعته في عهد معاوية بن أبي سفيان وذلك بعد مقتل الخليفة عثمان بن عفان.
4. الجامع العمري: بني في عهد المماليك وأمر ببنائه الظاهر بيبرس.
5. جامع دهمش: بناه خليل دهمش ويقال انه من سكان مدينة يافا.
6. بئر الزنبق: وهو بئر قديم منذ عهد الصليبيين.
7. خان الحلو: ويستخدم من قبل المسافرين وهو يشبه الفندق هذه الأيام.
8. بئر أبو شنب: وهو بئر قديم جاءت شهرته من كونه مصدراً رئيسياً للماء.
9. بئر أبى محمد عبد الرحمن بن عوف: وهو صحابي مشهور توفي سنة 32 هجرية 652 ميلادية.
--------------------------------------------------------------------------------
اعلام المدينة:
ومن أبرز علماء المدينة تاريخياً:
* محمد عبد الرحمن بن عوف: صحابي مشهور توفي عام 32 هـ له قبر شرقي المدينة.
* عبد الرحمن بن عديس وابن كنان: وهما من أتباع محمد بن أبي حذيفة وزحفا إلى مصر لخلع واليها بعد مقتل عثمان بن عفان.
* يوسف بن عبد الله بن سعيد عياد أبو عمر اللدي: الحافظ ومن القراء وعلماء الحديث توفي سنة 575هـ.
* القاضي شهاب الدين أحمد بن علي الشافعي: توفي في القدس عام 88هـ محدث وله شهامة ومروءة.
* مزيد الدين خليل اللدي:وهو أحد العلماء المعروفين في عصره توفي عام 885هـ.
* سليم اليعقوبي: شاعر ولغوي وصحافي.
* حسن سلامة: أحد قادة الثورة الفلسطينية استشهد عام 1948.
* علي سلامة: ابن القائد حسن سلامة استشهد عام 1979.
المدينة اليوم : تشتمل مدينة اللد اليوم على المباني السكنية القديمة المحيطة بمنطقة النواة المركزية التي تضم الأسواق القديمة والمحلات التجارية واللد الجديدة التي ظهرت بالشكل الحديث بعد تدفق اليهود المهاجرين إليها.
وتقع اللد اليوم ضمن المنطقة الوسطى طبقاً للتقسيم الإداري لدولة الاحتلال التي تضم تل أبيب وباب والرملة وهود هار شارون وروحيوت والقدس ووبتاح تكفا.
ولقد أصبحت اللد الآن مركزاً صناعياً ضخماً حيث يوجد بها مصانع للطائرات الحربية ومصانع للمواد الغذائية والسجاد والورق والآلات والإلكترونيات.
على الرغم من إنشاء مدينة اللد الجديدة إلا أن المدينة القديمة ما زالت محتفظة بطابعها العربي.
القرى الواقعة في منطقة اللد:
كانت القرى التالية تابعة لمنطقة اللد قبل عام 1948.
حرفند العمار- البرية- عنابة- الكنيسة- القباب- عمداس- اللطرون- دير أيوب- يالو- بيت نوبا- سلبيت- بيت شته- بئر معين- البرج- بروفيليا- حزوبة- دانيال- جمزو- الحديثة- بيت جالا- دير طريف- طيرة - قوله- المزيرعه- مجدل بابا (صادق)- رنيتس- اللبن- نعلين- المدية- سبتين- شقبه- قبيه- بدرس- دير قديس- بعلين- بيت نبالا.
الموقع والتسمية
تقع مدينة اللد على مسافة 16 كم جنوباً شرق مدينة يافا وأقل من 5 كيلومترات شمال شرق الرملة وتحتل موقعاً هاماً فهي عقدة مواصلات حيث تلتقي خطوط السكك الحديدية وفيها نقطة التقاء يافا وحيفا والقدس ومصر وعن طريقها يمكن للمسافر الانتقال من مصر إلى فلسطين ثم إلى لبنان فتركيا.
واللد مدينة كنعانية وذكرت في الكتاب المقدس عدة مرات وعرفت بـ"لد" بضم اللام وغير اليونانيون اسمها إلى ليدا (Lydda) وذكرها ياقوت الحموي في معجمه أن لُد بالضم والتشديد وهو جمع الد والالد تعنى الخصومة وهي قرية قرب بيت المقدس من نواحي فلسطين كما ذكرها الدباغ باسم اللد نسبة إلى الليدين و كانت في العصور القديمة تشتمل جزءاً كبيراً من سواحل أسيا الصغرى الغربية والواقعة على بحر أيجة فخلدوا الليديين بتسمية بلدة اللد.
--------------------------------------------------------------------------------
اللد عبر التاريخ :
تشير نتائج أعمال الحفر والتنقيب في المنطقة إلى أن أقدم إشارة لنشاط الإنسان في منطقة اللد إنما تعود إلى العصر الحجري قبل 01200 عاماً حيث عثر على آثار مرحلة انتقال الإنسان من عصر الكهوف والصيد إلى عصر الاستقرار والزارعة وذلك في مغارة شفة التي تقع في وادي النطوف على بعض عشرة كيلو مترات عن طريق اللد ولذلك أطلق على هذا الحضارة اسم الحضارة النطوفية.
وقد قامت في المكان الذي فيه مدينة اللد قرية زراعية قبل 9000 عام حيث عثر فيها وفي المناطق المجاورة على أوان فخارية من نفس النوع الذي عثر عليه في منطقة أريحا.
وقد ظهرت اللد لأول مرة في العهد الكنعاني سنة 1465 قبل الميلاد حيث ذكرت ضمن قائمة تحتمس الثالث في بلاد كنعان وأصبحت مركزاً للدارسين والتجار في القرن الخامس عشر قبل الميلاد.
وقد تعرضت المدينة إلى الدمار والخراب في العصر الحديدي والبرونزي ثم فصلت اللد عن السامرة عندما أعطاها ديمترويوس الثاني لجوناثان عام 145 قبل الميلاد. وأعطى يوليوس قيصر مكانه لليهود في اللد أيام المكابيين وفي عام 43 قبل الميلاد بيع سكانها اليهود عبيداً على أيدي كاسيوس حاكم سوريا. أما كوادراتوس حاكم سوريا أيام كلاوديوس فقد أعدم عدداً من اليهود هناك وفي العهد الروماني اعتبرت اللد قرية مع أن تعدادها السكاني شبيه بتعداد سكان المدن، وفي العهد الروماني أيضاً تعرضت اللد للإحراق على يد الحاكم الروماني ستيوس غاليوس وهو في طريقه إلى القدس عام 66 م. وفي عام 68 احتلت المدينة على يد منياسبان وسماها "ديوسبوليس" بمعنى مدينة "زيوس" التي تعني اله اليونان العظيم غير أن اسمها القديم عاد إليها.
وفي العهد البيزنطي أصبحت اللد الأولى إدارياً في فلسطين وأصبحت ذات مكانة مرموقة خصوصاً في القرون الأولى من العهد المسيحي وأصبح العنصر السامي الأكثر سلطة على الرغم من أن المدينة كانت جزءاً من فلسطين المعتبرة مسيحية ولها أسقف، وقد غير اسم الكنيسة إلى جاور جيوس (جورجيوس) أواخر العهد البيزنطي.
وحتى الفتح الإسلامي لفلسطين على يد القائد عمرو بن العاص في عهد الخليفة عمر بن الخطاب كانت اللد عاصمة لفلسطين القديمة. وبعد الفتح الإسلامي اتخذها عمرو بن العاص عاصمة لجند فلسطين سنة 636م واستمرت كذلك حتى تم إنشاء مدينة الرملة سنة 715م حيث احتلت مركز الرئاسة في فلسطين.
في تلك الفترة وبين الفترتين كانت اللد مسرحاً للعديد من المعارك الحربية التي دارت بعد مقتل الخليفة عثمان بن عفان ثم أصبحت العاصمة. المؤقتة لسليمان بن عبد الملك الخليفة الأموي الذي كان والياً على فلسطين.
وعند قدوم الصليبيين أحرق أهل المدينة الكنيسة وأخلوها على أهل الرملة متجهين إلى الجنوب الغربي إلى عسقلان. وقد قام الصليبيون بإعادة بناء الكنيسة متخذين القديس جاورجيوس "الخضر" حاميا لهم وبنى ريكارديوس كنيسة على قبره.
وقد عادت اللد إلى أصحابها بعد انتصار صلاح الدين الأيوبي على الصليبيين في معركة حطين عام 1187م- 583هـ. إلا أن صلاح الدين رأى هدمها وتدمير حصونها حتى لا يستفيد منها ريكارديوس ودارت. مفاوضات الأيوبيين والصليبيين حول المدينة إلا أن هذه المفاوضات لم تنجح ثم عاد الفرنجة إلى الاستيلاء على المدينة وظلت المدينة بين المد والجزر حتى دمرها المغول عام 1271- 669هـ.
وبدأت تنهض من جديد بعد هزيمتهم في عين جالوت وقد أقيم مسجداً في موقع الكنيسة في العصور اللاحقة. وأصبحت اللد مركزاً للمماليك في فلسطين وجعلوها مركزاً للبريد بين غزة ودمشق كما كانت محطة من محطات الحمام الزاجل واستخدمت حجارة كنيستها في بناء جسر جنداس.
وقد أهملت المدينة في عهد العثمانيين إلا أنها بدأت تنهض مرة أخرى في فترة الانتداب البريطاني وذلك بعد مرور خط سكة حديد القنطرة حيفا منها وإنشاء مطار اللد فيها عام 1936.
--------------------------------------------------------------------------------
السكان والنشاط الاقتصادي:
بلغ عدد سكان اللد عام 1931 11250 نسمة وقدر عددهم عام 1946 بحوالي 18250 نسمة وقد كانت خالية تماماً من اليهود إلا أنه بعد احتلال المدينة من قبل اليهود عام 1948 تم تشريد معظم سكانها الذي كان يقدر عددهم بحوالي 19 ألف نسمة ولم يبقى منهم سوى 1052 فلسطيني وتدفق المهاجرون اليهود إلى المدينة فوصل عددهم عام 1949 نحو 9400 مهاجراً ثم أخذوا في التزايد ليصبح عددهم حتى عام 1973 إلى 32200 نسمة.
وقد ساهمت مدينة اللد بعدد من الأنشطة الاقتصادية منها:
الزارعة: تعد اللد مدينة زراعية بالدرجة الأولى حيث فرض موقعها وسط أراضي سهلية خصبة وتوافر مقومات الزارعة فيها كالتربة الصالحة ووفرة المياه من الأمطار والآبار وطرق النقل. وقد بلغت مساحة الأراضي المزروعة بأشجار الزيتون 5900 دونم وأشجار الحمضيات 3217 دونم وهناك مساحات أخرى للحبوب والخضار.
الصناعة: وتعد اللد أحد المراكز الصناعية الهامة في فلسطين حيث تقع المدينة وسط إقليم زراعي ينتج الكثير من المحاصيل الزراعية التي تكون أساساً لكثير من الصناعات مثل صناعة المواد الغذائية وعصر الزيتون والصابون ومنتجات الألبان بالإضافة إلى الصناعات التقليدية مثل صناعة النسيج والجلود والأخشاب ومواد البناء…
التجارة: وقد ساهم الموقع الجغرافي الهام لمدنية اللد في رواج الحركة التجارية في المدينة حيث كانت أسواقها تعج بالحركة والنشاط بالإضافة إلى وجود سوق أسبوعي يعقد في منتصف الأسبوع. يأتي إليه الآلاف من الباعة والمشترين من المدن والقرى المجاورة لعرض أنواع مختلفة من البضائع والحيوانات.
النشاط الثقافي في مدينة اللد:
لقد قامت مدينة اللد بوظيفة تعليمية منذ أواخر العهد العثماني حيث وجد في المدينة أربع مدارس إحداها حكومية (ابتدائية) وثلاثة مدارس خاصة منها مدرسة للبنات وهي مدرسة ابتدائية للروم الأرثودكس ومدرستان للبروتستانت واحدة للبنات والأخرى للبنين، وفي نهاية الانتداب البريطاني أصبح هناك مدرستان حكوميتين الأولى ثانوية يدرس فيها 1048 طالباً عام 1948 والأخرى ابتدائية وهناك مدارس أخرى تقوم بدورها في نشر التعليم.
--------------------------------------------------------------------------------
معالم المدينة
ذكرنا بأن المدينة تقع عند ملتقى طرق المواصلات وملتقى خطوط السكك الحديدية ولذلك فإن من أبرز معالم المدينة:
1. محطة السكة الحديدية وهي ثاني محطة في فلسطين.
2. مطار اللد وهو المطار الدولي الآن الخاص بإسرائيل ويعرف باسم مطار بنغريون.
وهناك الكثير من المعالم الأثرية مثل:
1. كنيسة القديس جورجيوس : وهي كنيسة أقيمت على قبر القديس جورجيوس في القرن الثالث الميلادي ويعرف القديس جورجيوس بالخضر ويقام احتفال سنوي يوم 16 تشرين الثاني من كل عام يسمى بموسم الخضر.
2. جسر جنداس: ويقع شمال مدينة اللد وبني في عهد المملوك الظاهر بيبرس يبلغ طوله 30 متر وعرضه 13 متراً وارتفاعه 6.5 متر.
3. الساحة الشرقية ومنارة الأربعين: وهذه الأمكنة كانت مسرحاً لهروب محمد بن أبي حذيفة وجماعته في عهد معاوية بن أبي سفيان وذلك بعد مقتل الخليفة عثمان بن عفان.
4. الجامع العمري: بني في عهد المماليك وأمر ببنائه الظاهر بيبرس.
5. جامع دهمش: بناه خليل دهمش ويقال انه من سكان مدينة يافا.
6. بئر الزنبق: وهو بئر قديم منذ عهد الصليبيين.
7. خان الحلو: ويستخدم من قبل المسافرين وهو يشبه الفندق هذه الأيام.
8. بئر أبو شنب: وهو بئر قديم جاءت شهرته من كونه مصدراً رئيسياً للماء.
9. بئر أبى محمد عبد الرحمن بن عوف: وهو صحابي مشهور توفي سنة 32 هجرية 652 ميلادية.
--------------------------------------------------------------------------------
اعلام المدينة:
ومن أبرز علماء المدينة تاريخياً:
* محمد عبد الرحمن بن عوف: صحابي مشهور توفي عام 32 هـ له قبر شرقي المدينة.
* عبد الرحمن بن عديس وابن كنان: وهما من أتباع محمد بن أبي حذيفة وزحفا إلى مصر لخلع واليها بعد مقتل عثمان بن عفان.
* يوسف بن عبد الله بن سعيد عياد أبو عمر اللدي: الحافظ ومن القراء وعلماء الحديث توفي سنة 575هـ.
* القاضي شهاب الدين أحمد بن علي الشافعي: توفي في القدس عام 88هـ محدث وله شهامة ومروءة.
* مزيد الدين خليل اللدي:وهو أحد العلماء المعروفين في عصره توفي عام 885هـ.
* سليم اليعقوبي: شاعر ولغوي وصحافي.
* حسن سلامة: أحد قادة الثورة الفلسطينية استشهد عام 1948.
* علي سلامة: ابن القائد حسن سلامة استشهد عام 1979.
المدينة اليوم : تشتمل مدينة اللد اليوم على المباني السكنية القديمة المحيطة بمنطقة النواة المركزية التي تضم الأسواق القديمة والمحلات التجارية واللد الجديدة التي ظهرت بالشكل الحديث بعد تدفق اليهود المهاجرين إليها.
وتقع اللد اليوم ضمن المنطقة الوسطى طبقاً للتقسيم الإداري لدولة الاحتلال التي تضم تل أبيب وباب والرملة وهود هار شارون وروحيوت والقدس ووبتاح تكفا.
ولقد أصبحت اللد الآن مركزاً صناعياً ضخماً حيث يوجد بها مصانع للطائرات الحربية ومصانع للمواد الغذائية والسجاد والورق والآلات والإلكترونيات.
على الرغم من إنشاء مدينة اللد الجديدة إلا أن المدينة القديمة ما زالت محتفظة بطابعها العربي.
القرى الواقعة في منطقة اللد:
كانت القرى التالية تابعة لمنطقة اللد قبل عام 1948.
حرفند العمار- البرية- عنابة- الكنيسة- القباب- عمداس- اللطرون- دير أيوب- يالو- بيت نوبا- سلبيت- بيت شته- بئر معين- البرج- بروفيليا- حزوبة- دانيال- جمزو- الحديثة- بيت جالا- دير طريف- طيرة - قوله- المزيرعه- مجدل بابا (صادق)- رنيتس- اللبن- نعلين- المدية- سبتين- شقبه- قبيه- بدرس- دير قديس- بعلين- بيت نبالا.