تطبيق برنامج الصيانة الانتاجية الشاملة
من أهم مميزات برنامج الصيانة الانتاجية الشاملة هو انه لا يلزم تطبيق البرنامج كله، فمن المكن تطويع برنامج الصيانة الانتاجية الشاملة طبقا لثقافة منظمتك (من حيث القيم و المعايير)، فيمكنك اختيار عناصر البرنامج التي تتلائم مع ظروف منظمتك.
ولكن يتطلب هذا البرنامج تغيير ثقافة المظمة من حيث نظرتها الي مسؤولية اعمالها و وظائفها، فلا يكفى مشاركة الأطراف المختلفة فقط بل يلزم الاحساس بالالتزام و الملكية.
و للبدء فى تطبيق أفكار برنامج الصيانة الإنتاجية الشاملة يلزم أن يقتنع العاملين أن الإدارة العليا بالشركة ملتزمة بهذا البرنامج.
والخطوة الأولى هى تعيين منسق للبرنامج حيث يتولى بيع أفكار ومبادئ البرنامج للعاملين من خلال برنامج تثقيفى، لتعليمهم وإقناعهم بأن البرنامج ليس مجرد موجة تأخذ وقتها سنة أو أكثر ثم تنتهى كغيرها من المداخل والأفكار.
وفى بداية البرنامج التدريبى سنصطدم بمقاومة خاصة من الأشخاص الأقل تعليماً، لذا يجب أن نخلق مناخاً من الثقة والتعريف بالنوايا الحسنة التى يهدف إليها البرنامج، وخلق قنوات فعالة للاتصال مع كافة الأطراف.
وعندما يلاحظ العاملين الأهداف المخلصة للبرنامج ألا وهى توفير معدات وظروف عمل أفضل، ستسقط بسهولة كل العوائق المذكورة سالفاً، وعندما يتم التأكد من اقتناع العاملين التام بالبرنامج يتم تشكيل أول فريق للدراسة ووضع برامج العمل، ويتكون أعضاء الفريق عادة من الأشخاص الذين لهم أثر مباشر على المشكلة التى يتم دراستها وهم: المشغلين، أطقم الصيانة، مشرفى الوردية، مسئولى تخطيط وجدولة الإنتاج، والإدارة العليا، بحيث الأطراف ذات العلاقة بالمشكلة "Stakeholder" ويتم تشجيعهم وتحفيزهم لبذل أقصى مشاركة من أجل نجاح جهود الفريق.
وعادة يرأس الفريق منسق البرنامج إلى أن يتأقلم أعضاء الفريق على العملية ويظهر بطريقة طبيعية قائداً للفريق، ويتم اختيار أحد المعدات لتطبيق برنامج الصيانة الإنتاجية الشاملة عليها، حيث يكلف أعضاء الفريق بتحديد مجالات المشاكل، وتحديد تفصيلياً مجموعة الإجراءات التصحيحية اللازمة، وبدء عملية التصحيح.
وللتأكد من التطبيق الصحيح للبرنامج يقوم أعضاء الفريق بزيارة شركات أخرى للملاحظة والمقارنة طرق العمل فى البرنامج، وتعد جزء من أسلوب المقارنة المرجعية Benchmarking .
وينصح بأن يبدأ الفريق فى التعامل مع أحد المشاكل الصغيرة والاحتفاظ بسجلات دقيقة حول مدى تقدمهم فى حل هذه المشكلة ، وعند نجاحهم يجب أن يتم نشر النتائج المتحققة على كافة العاملين بالشركة.
وعند الاستيعاب الكامل للبرنامج يتم البدء بالمعدات الحرجة لتطبيق البرنامج عليها أولاً، وهى ليست بالضرورة المعدات ذات المظهر السيئ أو المعدات التى يمكن الاستغناء، ولكن يتم تحديد قد تكون أحد المعدات المحملة بأعمال كثيرة.
وكمثال فى أحد المصانع تم اختيار مكبس للبدء فى دراسة مشاكله، حيث قام الفريق بدراسته وتقييمه بأقصى تفصيل ممكن، وتم قياس الوقت المنتج بالمقارنة بالوقت غير المنتج، وقام أعضاء الفريق المكلف بالدراسة بزيارة لمكبس مماثل فى شكة تبعد آلاف الكيلومترات، حيث يعمل هذا المكبس بكفاءة أعلى من المكبس تحت الدراسة.
أدت هذه الزيارة إلى تولد العديد من الأفكار حول كيفية التحسين، وتم تصميم والبدء فى تنفيذ برنامج عمل للوصل بالمعدة إلى مستوى عالمى من حيث ظروف التشغيل، وشمل البرنامج خروج المكبس خارج الخدمة للتنظيف والدهان والضبط وتغيير الأجزاء المتآكلة والسيور والخراطيم وغيرها.
وتم مراجعة التدريب الخاص بالصيانة والتشغيل، ووضع قائمة واجبات صيانة يومية ليتم تنفيذها بواسطة المشغل، كما تم الاستعانة بأحد المهندسين المسئولين عن التشغيل للاستفادة بآرائه فى بعض مراحل الدراسة.
وبعد النجاح الذى تحقق مع هذه المعدة، تم اختيار معدة أخرى، ثم توالت المعدات حتى وصلت كافة معدات المصنع إلى مستوى عالمى وأصبحت تنتج بمعدلات أعلى بكثير عما سبق.
تعليق