بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
عُشاق الليل
حين يمد الليل رداء ويعم الكون بسواده فتسكن الحركات وتهداء الأصوات فلا يبقى إلا غارق في لذيذ السبات أو هائم في اقتراف الموبقات . هناك نجد أقواما قد صفوا أقداما أسهرهم الإشفاق من عذاب ربهم الخلاق {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ }السجدة16
عُشاق الليل
عُشاق الليل وقد سهروا *** أثم العشاق وهم أُجر
عُشاق الليل قوم
إذ جن الظلام عليهم *** باتوا هنالك سجداً وقياماً
قوم
إذا جن الليل سهروا وإذ تفكروا في ذنوبهم بكوا وانكسروا
القانتون المخبتون لربهم الناطقون بأصدق الأقوالي
فهم لما يحتاج قلوبهم من التقوى يستقلون عملهم وعبادتهم ولا يرون ظماناً و لا أماناً من النار وإن لم يتداركهم فضل الله ورحمته
عُشاق الليل
عبيد من خطاياهم إلى الرحمن أباق
عليهم حين تلقاهم سكينات وإطراق
السهر عندهم أحلى من رقدة الفجر مآقيهم من الخشوع دامية بالدموع
فترى أحدهم في الليل يستغيث استغاثة الغريق ويلجأ لجا الأسير الذل لباسه وسهر الليل فراشه وذكر الموت حديثه
لما رأوا أن الليل قد هجم عليهم ونظروا إلى أهل الغفلة قد سكنوا إلى فراشهم قاموا إلى الله سبحانه وتعالى فرحين مستبشرين قطع الليل رجالٌٌ ورجالُ وصلوه نصبوا لله أقدامهم وافترشوا له وجوههم
هجرت الورى في من جاد بالنعم *** وعدت الكرى شوقا إليه فلم أنم
ومنهم من كان إذا فرش له الفراش لينام عليه وضع يده عليه وقال ما الينه ولكن فراش الجنة الين منه ثم يقوم إلى صلاته
فلله در العارف النجم ءانه ***تفيض لفرط الوجد اعينه دمعا
ومنهم من كانت تبكي حتى يرحمها من رأها فإذا لاموها على ذالك قالت لو رأيتم بكاء العصاة يوم القيامة لقلتم ءان البكاء كالعب
عُشاق الليل
قوم كرام السجايا أينما جلسوا *** يبقى الكلام على آثارهم عطر
قدوتهم الحبيب الهادى صلى الله عليه وسلم الذي كان يقوم الليل حتى تتفطر قدماه قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها [ يا رسول الله أتصنع هذا وقد عفر لك ما تقدم من ذنبك و ما تأخر فقال يا عائشة أفلا أكون عبداً شكوراً ]
عُشاق الليل
قوم مشغولون عن النوم المريح الذين بما هو أُروح منه وانفع مشغولون بالتوجه إلى ربهم وتعليق أروحهم وجوارحهم به وهم في قيامهم وسجودهم تطلعهم وتعلقهم تملئ قلوبهم بالتقوى والخوف من عذابه يقول تعالى {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً إِنَّهَا سَاءتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً}الفرقان
عاشقون الليل وعشاق الليل
قوم سمعوا قول حبيبهم صلى الله عليه وسلم [ أيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام ]
وقال عليه الصلاة والسلام [ إن في الجنة غُرفاً يُرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها أعدها الله لمن أطعم الطعام وأفشى السلام وصلى بالليل والناس نيام ] وقال صلى الله عليه وسلم [ أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الأخر فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن ] وقال صلى الله عليه وسلم [ عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قلبكم وقربة إلى الله تعالى ومنهاه عن الإثم وتكفير للسيئات ومطردة للداء عن الجسد ]
وقال صلى الله عليه وسلم [ من استيقظ من الليل وأيقظ أمرأته فصليا جميعاً كتبا ليلة ءانذن من الذاكرين الله كثيراً والذاكرات ]
عُشاق الليل
قوم ذوب الحزن أكبادهم وأنحل الخوف أجسامهم وغير السهر ألوانهم وأقلق خوف البعث قلوبهم نفوسهم عن الطاعات لا تسلوا وقلوبهم عن ذكر ربهم لا تخلوا الخشوع يخشع لهم إذا سكنوا والدموع تخبر عن خفي حرقتهم إذا كمدوا
عُشاق الليل
لما رأو أن الليل قد هجم عليهم وأهل الغفلة قد سكنوا إلى فرشهم قاموا إلى الله فرحين مستبشرين بما قد وهب الله لهم من حسن السهر وطول التهجد فاستقبلوا الليل بأبدانهم وباشروا لأرض بصقاع وجوهم فانقظى عنهم الليل وما انقظت لذتهم من التلاوة ولاملت أبدانهم من طول العبادة فأصبح الفريقان وقد ولى عنهم الليل بربح وغبن أصبح هؤلاء قد ملوا النوم والراحة وأصبح هؤلاء متطلعين إلى مجيئ الليل من جديد وشتان ما بين الفريقين
عُشاق الليل
علموا أن مولاهم سبحانه وتعالى ينزل كل ليلة إلى سماء الدنيا فيقول هل من سائل فأعطيه هل من تائب فأتوب عليه هل من داع فأستجيب له
فعشقوا الليل لحبهم مولاهم والقوا ظلمته لأنه محبوبهم يسمعهم ويراهم فهو سبحانه بصير يبصر دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء , سميع يسمع جري الماء في العود ووقع قوائم الذر على البر
عُشاق الليل
العبادة حرفتهم والأخرة همتهم يذكرون في الخلوات الخطيئات ويرسلون على الوجنات العبرات . يشكون إلى الله غربتهم ويسئلونه أن يقبل توبتهم يناجون الرحمن ويطلبون الجنان ويخافون النيران [ فيــا خيبة النائمـــون ]
عُشاق الليل
بين خوف ورجاء فالخوف للنفس سائق والرجاء لهما قائد . إن ونت على قائدها حثها سائقها وإن أبت على سائقها حركها قائدها فريح الرجاء يسكن حر قلوبهم وسيف الخوف يقطع سيف سوف فلو رأيتهم في الظلام وقد لاح نورهم وفي مناجاة العلام وقدتم سرورهم تذكروا ذنوبهم الماضية فضاقت صدورهم وتقطعت قلوبهم أسفا على ما حملت ظهورهم .
عُشاق الليل
هم في الليل ما بين صارخ وباك ومتأوه ومشتكي وساجد وراكع وقاعد وقائم ومستغفر ومسبح ومعترف ومقر
عُشاق الليل
لما وجدوا لذة السهر المباح وأن من خالف هوى نفسه استراح نادوا على المقصر الذي اثخنته الجراح ما أنصفت ربك أيها المقصر يذكرك وتنساه ويدعوك اليه فتذهب إلى غيره ويذهب عنك البلايا وأنت معتكف على الخطايا يسترك وتعصيه . أما تستحي إذا قال لك غداً ما اعتذارك يا قتيل غفلته يا أسير بطالته إجلس ساعة في بيت الفكر وصح على نفسك بصوت اللوم أما تعبت الرواجل في أسفار الجهالة أما اخذ الفراق حظه من يعقوب أأبقى السقام موضعا في جسم أيوب فإذا جن الليل فلحق بركب المتهجدين وزاحم زمرة المستغفرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
عُشاق الليل
حين يمد الليل رداء ويعم الكون بسواده فتسكن الحركات وتهداء الأصوات فلا يبقى إلا غارق في لذيذ السبات أو هائم في اقتراف الموبقات . هناك نجد أقواما قد صفوا أقداما أسهرهم الإشفاق من عذاب ربهم الخلاق {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ }السجدة16
عُشاق الليل
عُشاق الليل وقد سهروا *** أثم العشاق وهم أُجر
عُشاق الليل قوم
إذ جن الظلام عليهم *** باتوا هنالك سجداً وقياماً
قوم
إذا جن الليل سهروا وإذ تفكروا في ذنوبهم بكوا وانكسروا
القانتون المخبتون لربهم الناطقون بأصدق الأقوالي
فهم لما يحتاج قلوبهم من التقوى يستقلون عملهم وعبادتهم ولا يرون ظماناً و لا أماناً من النار وإن لم يتداركهم فضل الله ورحمته
عُشاق الليل
عبيد من خطاياهم إلى الرحمن أباق
عليهم حين تلقاهم سكينات وإطراق
السهر عندهم أحلى من رقدة الفجر مآقيهم من الخشوع دامية بالدموع
فترى أحدهم في الليل يستغيث استغاثة الغريق ويلجأ لجا الأسير الذل لباسه وسهر الليل فراشه وذكر الموت حديثه
لما رأوا أن الليل قد هجم عليهم ونظروا إلى أهل الغفلة قد سكنوا إلى فراشهم قاموا إلى الله سبحانه وتعالى فرحين مستبشرين قطع الليل رجالٌٌ ورجالُ وصلوه نصبوا لله أقدامهم وافترشوا له وجوههم
هجرت الورى في من جاد بالنعم *** وعدت الكرى شوقا إليه فلم أنم
ومنهم من كان إذا فرش له الفراش لينام عليه وضع يده عليه وقال ما الينه ولكن فراش الجنة الين منه ثم يقوم إلى صلاته
فلله در العارف النجم ءانه ***تفيض لفرط الوجد اعينه دمعا
ومنهم من كانت تبكي حتى يرحمها من رأها فإذا لاموها على ذالك قالت لو رأيتم بكاء العصاة يوم القيامة لقلتم ءان البكاء كالعب
عُشاق الليل
قوم كرام السجايا أينما جلسوا *** يبقى الكلام على آثارهم عطر
قدوتهم الحبيب الهادى صلى الله عليه وسلم الذي كان يقوم الليل حتى تتفطر قدماه قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها [ يا رسول الله أتصنع هذا وقد عفر لك ما تقدم من ذنبك و ما تأخر فقال يا عائشة أفلا أكون عبداً شكوراً ]
عُشاق الليل
قوم مشغولون عن النوم المريح الذين بما هو أُروح منه وانفع مشغولون بالتوجه إلى ربهم وتعليق أروحهم وجوارحهم به وهم في قيامهم وسجودهم تطلعهم وتعلقهم تملئ قلوبهم بالتقوى والخوف من عذابه يقول تعالى {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً إِنَّهَا سَاءتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً}الفرقان
عاشقون الليل وعشاق الليل
قوم سمعوا قول حبيبهم صلى الله عليه وسلم [ أيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام ]
وقال عليه الصلاة والسلام [ إن في الجنة غُرفاً يُرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها أعدها الله لمن أطعم الطعام وأفشى السلام وصلى بالليل والناس نيام ] وقال صلى الله عليه وسلم [ أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الأخر فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن ] وقال صلى الله عليه وسلم [ عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قلبكم وقربة إلى الله تعالى ومنهاه عن الإثم وتكفير للسيئات ومطردة للداء عن الجسد ]
وقال صلى الله عليه وسلم [ من استيقظ من الليل وأيقظ أمرأته فصليا جميعاً كتبا ليلة ءانذن من الذاكرين الله كثيراً والذاكرات ]
عُشاق الليل
قوم ذوب الحزن أكبادهم وأنحل الخوف أجسامهم وغير السهر ألوانهم وأقلق خوف البعث قلوبهم نفوسهم عن الطاعات لا تسلوا وقلوبهم عن ذكر ربهم لا تخلوا الخشوع يخشع لهم إذا سكنوا والدموع تخبر عن خفي حرقتهم إذا كمدوا
عُشاق الليل
لما رأو أن الليل قد هجم عليهم وأهل الغفلة قد سكنوا إلى فرشهم قاموا إلى الله فرحين مستبشرين بما قد وهب الله لهم من حسن السهر وطول التهجد فاستقبلوا الليل بأبدانهم وباشروا لأرض بصقاع وجوهم فانقظى عنهم الليل وما انقظت لذتهم من التلاوة ولاملت أبدانهم من طول العبادة فأصبح الفريقان وقد ولى عنهم الليل بربح وغبن أصبح هؤلاء قد ملوا النوم والراحة وأصبح هؤلاء متطلعين إلى مجيئ الليل من جديد وشتان ما بين الفريقين
عُشاق الليل
علموا أن مولاهم سبحانه وتعالى ينزل كل ليلة إلى سماء الدنيا فيقول هل من سائل فأعطيه هل من تائب فأتوب عليه هل من داع فأستجيب له
فعشقوا الليل لحبهم مولاهم والقوا ظلمته لأنه محبوبهم يسمعهم ويراهم فهو سبحانه بصير يبصر دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء , سميع يسمع جري الماء في العود ووقع قوائم الذر على البر
عُشاق الليل
العبادة حرفتهم والأخرة همتهم يذكرون في الخلوات الخطيئات ويرسلون على الوجنات العبرات . يشكون إلى الله غربتهم ويسئلونه أن يقبل توبتهم يناجون الرحمن ويطلبون الجنان ويخافون النيران [ فيــا خيبة النائمـــون ]
عُشاق الليل
بين خوف ورجاء فالخوف للنفس سائق والرجاء لهما قائد . إن ونت على قائدها حثها سائقها وإن أبت على سائقها حركها قائدها فريح الرجاء يسكن حر قلوبهم وسيف الخوف يقطع سيف سوف فلو رأيتهم في الظلام وقد لاح نورهم وفي مناجاة العلام وقدتم سرورهم تذكروا ذنوبهم الماضية فضاقت صدورهم وتقطعت قلوبهم أسفا على ما حملت ظهورهم .
عُشاق الليل
هم في الليل ما بين صارخ وباك ومتأوه ومشتكي وساجد وراكع وقاعد وقائم ومستغفر ومسبح ومعترف ومقر
عُشاق الليل
لما وجدوا لذة السهر المباح وأن من خالف هوى نفسه استراح نادوا على المقصر الذي اثخنته الجراح ما أنصفت ربك أيها المقصر يذكرك وتنساه ويدعوك اليه فتذهب إلى غيره ويذهب عنك البلايا وأنت معتكف على الخطايا يسترك وتعصيه . أما تستحي إذا قال لك غداً ما اعتذارك يا قتيل غفلته يا أسير بطالته إجلس ساعة في بيت الفكر وصح على نفسك بصوت اللوم أما تعبت الرواجل في أسفار الجهالة أما اخذ الفراق حظه من يعقوب أأبقى السقام موضعا في جسم أيوب فإذا جن الليل فلحق بركب المتهجدين وزاحم زمرة المستغفرين
تعليق