الرابط: مقالات ساخرة
عروبة ربيع
توضيح : البس في اللهجة الفلسطينية معناه القط
..القصة تكمن في أني احببت ان امتلك بسّه في امريكا, فقلتُ لنفسي , لماذا اشتري بسّه و ادفع الدولارات و انا قد استطيع خطف احدى البسس من الشوارع!!, فقررت ان اراقب الشارع لعلّ احدى البسس الضائعة تمرّ و آخذها, و لكني انتظرت و انتظرت و لم يمرّ أيّ بس او بسّه, اكتشفت انه لا يوجد بسس في شوارع امريكا الا ما ندر, فتناسيت الامر, و بعد يومين رأيت بسّاً ابيض تظهر عليه مظاهر الغنى و الرفاهية يمشي بكلّ تعنتر في الشارع المقابل كما تظهر عليه علامات الملل أيضاً, حملته و اخذته معي , اثناء عودتي للمنزل و انا اربّت على فروه الناعم و اذا بي اكتشف ان سموّ ذلك البسّ يحمل اسوارة منبّه على رقبته, فأنزلته و مشيتُ و كأني لم احاول عمل اي جريمة, لم انظر حتى ورائي.
و بعد تفكير قررت المغامرة و شراء بسّه من محل الحيوانات الأليفة , ذهبت الى محل يُدعى "بيتكو" و هناك حدثت المحاورة التالية بيني و بين العاملة المسؤولة عن البسس في المحل:
انا: كم سعر البسه العاملة:
هذه ليست للبيع و انما للتبني و السعر الأدنى للتبنّي هو 120 دولار
انا: واو
العاملة:
ان رغبتِ في التسجيل للتبني اكملي تعبئة هذه الورقة
.انا:
لماذا اعبّئ اوراقا أليس بامكاني شراءها و اخذها معي في الحال
لعاملة: طبعا لا
انا: "ألف علامة استفهام و تعجّب
"العاملة: أيوجد لديكم اطفال في البيت؟
انا: نعم
العاملة: اذن لا تستطيعين التبني
انا: " قلت في نفسي : لعلّها على حقّ, فالبسس تسبب الضرر للأطفال"
العاملة تكمل جملتها: لا تستطيعين أخذ بِسّه لبيت يتواجد فيه أطفال فنحن نخاف على البسّه من أن يُخلع رأسها أو تُمزَع احدى ارجلها من ملاحقة الاطفال لها
انا: و ما العمل؟
العاملة : عليكِ أخذ الاطفال الى ملجأ البسس في المدينة وعندها نراقب تصرف اطفالك مع البسس في الملجأ فاذا كانوا مهّذبين سمحنا لكِ بالتبنيانا: شكرا جزيلا , سأفكّر في الموضوع .
رجعتُ للبيت و انا افكّر في حالة البسّ الفلسطيني, عندها فقط شعرتُ بالحنين لفلسطين, فالحارات هناك تعجُّ بالبسس و الأجرب منهم بيسوى صباح أحلى واحد من بسس التبنّي, يكفي أنك بمجرّد ان تستعد لرمي العظام بعد الغداء لبسس الحارة تتشعبط عليك البسس من كل الزوايا بمجرّد أن تقول " بيسبس" , فالبسة منهن لا تفتح لك المجال اصلا لاعادة البسبسة مرة اخرى.
فالبسس في فلسطين تتواجد في الزقاق و في الشوارع و المدارس و حول المساجد و أينما تريد, من كثرتها قد ترى بسّاً طائراً بفعل إحدى شلاليط الأرض جوّ , أو بسّاً يقول ميوووااااخ لشدّة الركلة التي تكون قد ثقبت معدته.
اذكر انه كان عندنا في الحارة بسّ ذكي جداً للدرجة التي تحسّ بأنه دقائق و سينطق و هو يموّي لطلب اللقمة, فهو يقولها بأسلوب كلّه معان و عبر , يموّي مع نشغ و بكاء لا أدري كيف, و لكن ليستثير شفقتك عليه, "لولا العيب الواحد بدّو يعطيه مصاري".
و اذكر أيضاً اني كنت قد اطعمتُ مرةً بسّاً من شيبس يدعى "جولدن شيبس" بطعم الجبنة من صناعة مصرية (يُباع بنصف شيكل), و احبّ ذلك البس قرمشة ذلك الشيبس و تلذذ بطعم الجبنة فيه, و بعد أيام أردتُ اختباره فأحضرت له شيبس "دوريتوس" الأمريكي الذي يُباع بشيكلين و نصف و لكنه رفض أن يقرمش و لو حتى حبة شيبس واحدة و بصق الشيبس و ذهب , و لِسان حال ذلك البسّ يقول , (افهمي يختي انا مقاطع للمنتوج الأمريكي), فتحيّة اكبار لذلك البسّ و لكلّ بس فلسطيني شريف,, فالوطنية لا تنطبق على البشر فقط فهي تنطبق على الحيوانات أيضاً و منها القطط,,, و لعلّ بعض القطط تملك حسّاً وطنياً يفوق حسّ العديد من الرجال الذين لا يعدّون الّا كتلاً بشرية عربية,, مع صون المناصب و الألقاب!?
علمتُ مؤخراً أن هناك مستشفيات محترمة جداً لعلاج البِسس و الكلاب في امريكا, في الحين الذي تنقطع مستشفيات الآدميّين في غزّة عن العمل بسبب انقطاع الكهرباء.لا أعلم ما هو موقف البسّ الفلسطيني إن اخبرناه عن دلال البسّ الامريكي و النعيم الذي يعيش فيه؟؟ فهي تلبس الفساتين و الحرير في الحين الذي يمشي أطفال المخيمات الفلسطينية حفاة عراة!!!!!!
و هذه المقارنة ما هي الّا غيضٌ من فيض الفارق المعيشي الحيواني بين الدولة الغربية القوية و الدولة المحتلّه ا
لضعيفة.و اذا كان هذا حال البسس المواطِنة في أمريكا فما بالكم بحال المواطنين البشر!!؟؟
عروبة ربيع
توضيح : البس في اللهجة الفلسطينية معناه القط
..القصة تكمن في أني احببت ان امتلك بسّه في امريكا, فقلتُ لنفسي , لماذا اشتري بسّه و ادفع الدولارات و انا قد استطيع خطف احدى البسس من الشوارع!!, فقررت ان اراقب الشارع لعلّ احدى البسس الضائعة تمرّ و آخذها, و لكني انتظرت و انتظرت و لم يمرّ أيّ بس او بسّه, اكتشفت انه لا يوجد بسس في شوارع امريكا الا ما ندر, فتناسيت الامر, و بعد يومين رأيت بسّاً ابيض تظهر عليه مظاهر الغنى و الرفاهية يمشي بكلّ تعنتر في الشارع المقابل كما تظهر عليه علامات الملل أيضاً, حملته و اخذته معي , اثناء عودتي للمنزل و انا اربّت على فروه الناعم و اذا بي اكتشف ان سموّ ذلك البسّ يحمل اسوارة منبّه على رقبته, فأنزلته و مشيتُ و كأني لم احاول عمل اي جريمة, لم انظر حتى ورائي.
و بعد تفكير قررت المغامرة و شراء بسّه من محل الحيوانات الأليفة , ذهبت الى محل يُدعى "بيتكو" و هناك حدثت المحاورة التالية بيني و بين العاملة المسؤولة عن البسس في المحل:
انا: كم سعر البسه العاملة:
هذه ليست للبيع و انما للتبني و السعر الأدنى للتبنّي هو 120 دولار
انا: واو
العاملة:
ان رغبتِ في التسجيل للتبني اكملي تعبئة هذه الورقة
.انا:
لماذا اعبّئ اوراقا أليس بامكاني شراءها و اخذها معي في الحال
لعاملة: طبعا لا
انا: "ألف علامة استفهام و تعجّب
"العاملة: أيوجد لديكم اطفال في البيت؟
انا: نعم
العاملة: اذن لا تستطيعين التبني
انا: " قلت في نفسي : لعلّها على حقّ, فالبسس تسبب الضرر للأطفال"
العاملة تكمل جملتها: لا تستطيعين أخذ بِسّه لبيت يتواجد فيه أطفال فنحن نخاف على البسّه من أن يُخلع رأسها أو تُمزَع احدى ارجلها من ملاحقة الاطفال لها
انا: و ما العمل؟
العاملة : عليكِ أخذ الاطفال الى ملجأ البسس في المدينة وعندها نراقب تصرف اطفالك مع البسس في الملجأ فاذا كانوا مهّذبين سمحنا لكِ بالتبنيانا: شكرا جزيلا , سأفكّر في الموضوع .
رجعتُ للبيت و انا افكّر في حالة البسّ الفلسطيني, عندها فقط شعرتُ بالحنين لفلسطين, فالحارات هناك تعجُّ بالبسس و الأجرب منهم بيسوى صباح أحلى واحد من بسس التبنّي, يكفي أنك بمجرّد ان تستعد لرمي العظام بعد الغداء لبسس الحارة تتشعبط عليك البسس من كل الزوايا بمجرّد أن تقول " بيسبس" , فالبسة منهن لا تفتح لك المجال اصلا لاعادة البسبسة مرة اخرى.
فالبسس في فلسطين تتواجد في الزقاق و في الشوارع و المدارس و حول المساجد و أينما تريد, من كثرتها قد ترى بسّاً طائراً بفعل إحدى شلاليط الأرض جوّ , أو بسّاً يقول ميوووااااخ لشدّة الركلة التي تكون قد ثقبت معدته.
اذكر انه كان عندنا في الحارة بسّ ذكي جداً للدرجة التي تحسّ بأنه دقائق و سينطق و هو يموّي لطلب اللقمة, فهو يقولها بأسلوب كلّه معان و عبر , يموّي مع نشغ و بكاء لا أدري كيف, و لكن ليستثير شفقتك عليه, "لولا العيب الواحد بدّو يعطيه مصاري".
و اذكر أيضاً اني كنت قد اطعمتُ مرةً بسّاً من شيبس يدعى "جولدن شيبس" بطعم الجبنة من صناعة مصرية (يُباع بنصف شيكل), و احبّ ذلك البس قرمشة ذلك الشيبس و تلذذ بطعم الجبنة فيه, و بعد أيام أردتُ اختباره فأحضرت له شيبس "دوريتوس" الأمريكي الذي يُباع بشيكلين و نصف و لكنه رفض أن يقرمش و لو حتى حبة شيبس واحدة و بصق الشيبس و ذهب , و لِسان حال ذلك البسّ يقول , (افهمي يختي انا مقاطع للمنتوج الأمريكي), فتحيّة اكبار لذلك البسّ و لكلّ بس فلسطيني شريف,, فالوطنية لا تنطبق على البشر فقط فهي تنطبق على الحيوانات أيضاً و منها القطط,,, و لعلّ بعض القطط تملك حسّاً وطنياً يفوق حسّ العديد من الرجال الذين لا يعدّون الّا كتلاً بشرية عربية,, مع صون المناصب و الألقاب!?
علمتُ مؤخراً أن هناك مستشفيات محترمة جداً لعلاج البِسس و الكلاب في امريكا, في الحين الذي تنقطع مستشفيات الآدميّين في غزّة عن العمل بسبب انقطاع الكهرباء.لا أعلم ما هو موقف البسّ الفلسطيني إن اخبرناه عن دلال البسّ الامريكي و النعيم الذي يعيش فيه؟؟ فهي تلبس الفساتين و الحرير في الحين الذي يمشي أطفال المخيمات الفلسطينية حفاة عراة!!!!!!
و هذه المقارنة ما هي الّا غيضٌ من فيض الفارق المعيشي الحيواني بين الدولة الغربية القوية و الدولة المحتلّه ا
لضعيفة.و اذا كان هذا حال البسس المواطِنة في أمريكا فما بالكم بحال المواطنين البشر!!؟؟
منقـــــــــــــ:)ـــــــــــــــــول
تعليق