سارع عدد من الصحف الإسرائيلية في اليوم الثاني للتهدئة بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل إلى نشر فاتورة الحرب على المستويين المادي والسياسي، كما تناولت صحف اليوم بإسهاب محاولات التوصل إلى تهدئة دائمة، مرجحة أن يكون الرابح الأكبر هو الرئيس الفلسطيني محمود عباس بعودته إلى غزة وإدارة المعابر والإعمار.
ولدى استعراضها نتائج الحرب، أشارت يديعوت إلى مهاجمة 4762 هدفا في غزة، وتدمير 32 نفقا، بينما قتل ثلاثة مدنيين وأصيب 83 آخرين بصواريخ المقاومة التي سقط منها 3356 صاروخا في مدن وبلدات إسرائيلية، اعترضت القبة الحديدية 578 منها بتكلفة قدرت بخمسين ألف دولار للصاروخ.
وأوضحت الصحيفة أن سبعة ألوية مشاة نظامية شاركت في العدوان على غزة، وتحدثت عن استنفار 82 ألف جندي، قتل منهم 64 وأصيب 1637 بجراح.
وفضلا عن الخسائر في الأرواح، ذكرت صحيفة معاريف أن كلفة الحرب الإجمالية تتراوح بين 15 و20 مليار شيكل (من 4.4-5.86 مليارات دولار)، وأوضحت أن الجيش وحده أنفق عشرة مليارات شيكل (2.9 مليار دولار)
وحسب الصحيفة، فإن المبلغ يُمكن للاقتصاد الإسرائيلي أن يحتمله، إذ إن الناتج القومي الإجمالي لإسرائيل يبلغ نحو تريليون شيكل (290 مليار دولار).
سياسيا، نشرت صحيفة هآرتس نتائج استطلاع عبر المشاركون فيه عن رضاهم عن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وأكدوا أن أيا من الطرفين لم ينتصر في الحرب التي استمرت لنحو شهر.
وعبّر 82% من المستطلعين عن اعتقادهم أن الجيش حقق الأهداف التي حددها رئيس الوزراء ووزير الدفاع، وهي هدم الأنفاق والردع وإلحاق ضربة قوية بحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، مقابل 13% يرون أنه لم يحققها.
من جهتها، سلطت صحيفة إسرائيل اليوم الضوء على شعور سكان الجنوب من الإسرائيليين، وأكدت أنهم يرفضون العودة إلى الحياة العادية، وهم يعتقدون أن الجيش الإسرائيلي لم يحقق أي إنجاز عسكري أو سياسي ضد حماس.
وحسب هؤلاء، فإن الخوف من الأنفاق أصبح واقعا وملموسا أكثر من أي وقت مضى، وقال أحدهم "نحن نوشك على العودة إلى واقع أكثر تعقيدا وأكثر إخافة من الواقع الذي تركناه قبل بدء الحملة".
ووفقا لكاتب افتتاحية يديعوت أحرنوت المحلل العسكري ناحوم برنياع، فإن الحرب على غزة انتهت من دون فائز. ورأت الصحيفة أن الحرب خلفت شعورا بخيبة الأمل والاكتئاب لدى المقاتلين وسكان الجنوب الذين فقدوا الأمل، كما في أربع حروب كبرى شهدتها السنوات الأخيرة.
واعتبرت الصحيفة أن الرئيس الفلسطيني هو الرابح الأكبر في ظاهر الأمر، موضحة أنه مما يتفق عليه الجميع من قطر إلى واشنطن ومن القاهرة إلى القدس أنه هو الحل.
من جهتها، أشارت صحيفة معاريف إلى خلاف في المجلس الوزاري المصغر بشأن السماح للسلطة الفلسطينية بالسيطرة على المعابر ضمن أي تهدئة مستقبلية.
وذكرت أن وزراء في اليمين -وعلى رأسهم وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان- يعارضون بشدة الاقتراح، بينما يرى وزراء آخرون أنه باستثناء السلطة لا توجد أي جهة دولية مستعدة لأن تأخذ على عاتقها في هذه المرحلة الرقابة على إعادة إعمار القطاع، ولا توجد أي جهة أخرى توافق حماس على إدخالها.
وحسب صحيفة هآرتس، فإن الرئيس الفلسطيني سيكون من الآن فصاعدا الممثل المتفق عليه لإدارة خطة إعمار غزة والاتصالات الأمنية، مطالبة إسرائيل بأن تعترف بحكومة الوحدة الفلسطينية.
أما جاكي خوري فرأى في هآرتس أن التدبير الذي استعمله المصريون في الأزمة مع حماس لم يكن يرمي فقط إلى إذلال حماس أو عقابها على وقوفها مع جماعة الإخوان المسلمين، وأكد أن المصريين يطمحون إلى استبدال رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل بالقيادي موسى أبو مرزوق.
وأشار خوري إلى أن القاهرة لم توافق على استقبال رئيس الحكومة السابق إسماعيل هنية ورؤساء الذراع العسكرية في المنظمة، لأن مصر ترى فيهم مشاركين في تنفيذ عمليات ضد مصر.
وقال إن المصريين اختاروا أبو مرزوق الذي يسكن في القاهرة، ويحافظ على علاقة وثيقة بالسلطات المصرية، ويرون فيه رجلا "براغماتيا" يمكن إجراء اتصالات معه والحفاظ على المصالح المصرية في الوقت نفسه.
الخبر كاملا الرجاء الضغط على الرابط ادناه
المصدر ...