تخيل عزيزي القارئ أنك داخل قاعة تدريبية وأن المتدربين من مذاهب مختلفة ومشارب متباينة الرؤى والأفكار الأيديولوجية، تبدو القاعة مفخخة والوجوه واجمة، ووضعية الجسد غير ساكنة، الكل في ترقب، ماذا ستفعل لكسر هذا الجمود المتمدد بالقاعة؟
وفقا لدانيال جولمان عالم النفس والأستاذ في هارفارد، فإن التدريب يعتبر واحدا من أنماط القيادة الستة الشهيرة، ولجعل نمط التدريب مفيدا ونافعا علينا أن نتعرف على خصائص التدريب الناجح.
هناك عدة عناصر للتدريب الفعال، جمعت لك 8 منها تضمن نجاح وحيوية تجربة التدريب الخاصة بك مقسمة على 3 مراحل رئيسية:
المرحلة الأولى: قبل التدريب
تحديد الاحتياج التدريبي بدقة والتحضير الجيد
من المهم تحديد الهدف من التدريب ومعرفة مدى ملائمة الهدف للمتدربين بشكل فعلي، لا بد من اختيار المواضيع التي تلبي حاجة المتدربين، ولا تعتمد على ما تحدده المؤسسة لك، بل عليك أن تقوم بجمع المعلومات والبحث عن احتياجات المؤسسة الحقيقية عن طريق الملاحظة المباشرة أو المقابلات أو عمل الاستبيانات وخلافه.
لا تجمع المعلومات عن طريق الإنترنت فقط، إذ من الأفضل أن تنوع مصادرك بين كتب ومطالعات وأهم الدراسات والأبحاث ومشاهداتك اليومية، كل ذلك قد يجيب عن أسئلة المتدربين غير المتوقعة، يجب أن يكون هدف التدريب واضحا بلا غموض وقابلا للقياس بلا تعقيد.
لا بد أن تكون أمينا مع المؤسسة طالبة التدريب وتوضح لها احتياجات المتدربين الحقيقية، ويجب أن تجيب المادة التدريبية عن الأسئلة الخمسة المعروفة "لماذا، وماذا، وكيف، ومن، وأين".
ويفضل بالطبع أن يكون التدريب في مجال تخصص المدرب، وإن كان في غير تخصصه يجب أن يتسق مقدم التدريب مع ما يعتقد كي تصل رسالته واضحة لا لبس فيها، فمن غير المنطقي أن تجد شخصا سمينا يدرب الناس على إنقاص الوزن واكتساب الوزن المثالي مثلا، أو أن تجد شخصا يمسك في يديه سيجارة ويحدث الناس عن أضرار التدخين، وعكس ذلك تجد مذيعا مشهورا يدرب وينقل خبراته حول كيفية الوقوف أمام الكاميرا للمرة الأولى
معرفة ودراسة الجمهور المستهدف وبناء التمارين لتلبية احتياجاته بفاعلية
بعد التحضير الجيد المطابق لاحتياجات التدريب أصبح من الضروري معرفة ودراسة الجمهور المستهدف دراسة مستفيضة للوقوف على أدق التفاصيل، هل هم طلاب أم موظفون أم من أصحاب الأعمال، من النساء أم من الرجال من الشباب أم من كبار السن؟ فمعرفة هذه التفاصيل ستزيد فرصة الاستمتاع بالتدريب، وذلك لتصميم التمارين والألعاب والنقاشات التي تناسب طبيعة هذا الجمهور.
أيضا، تعتمد مادة التدريب والمدة الزمنية للدورة على معرفة الجمهور، وهو ما سيحدد نوعية التمارين والاستشهادات والأمثلة بناء على تحديد اللغة والعمر والبلد والتوجهات والاهتمامات وغيرها.
عليك أن تصمم تدريبات خاصة تستوعب تطلعات المتدربين وتلبي حاجاتهم.
الزيارة الميدانية للمكان واختبار المادة وعمل البروفة (عرض تجريبي)
تأتي زيارة مكان التدريب بعد التحضير الجيد ومعرفة الجمهور ومطابقة الأهداف التدريبية مع الجمهور المستهدف.
ولهذه الزيارة أهمية كبيرة للوقوف على بيئة وطبيعة المكان، وعمل تجربة ومحاكاة للدورة، والتأكد من عمل الأجهزة والإضاءة وجهاز العرض "البروجكتر"، ومعرفة شكل القاعة، وعدد ووضعية الكراسي ومكان وقوف وحركة المدرب أو ما يسمى "مسرح التدريب"، كل هذا يعطي المتدرب الثقة والمرونة في نفس الوقت بدل الذهاب إلى لقاعة لأول مرة في نفس يوم التدريب لأنه قد يفاجأ بما يفسد عليه خطته التدريبية.
كذلك، هذه الزيارة تجعل المدرب جاهزا لأي سيناريوهات وتحضير خطة بديلة لإنقاذ التدريب، وإن تعذرت الزيارة لبعد المكان أو ظروف خارجية يمكن الاكتفاء بطلب بعض الصور أو فيديوهات من طرف المنسق بمكان الدورة، هذا بالطبع في حال الدورة الحضورية، أما الدورات عن بعد فلها خصائص أخرى.
المرحلة الثانية: أثناء التدريب
الافتتاحية الجيدة وبشاشة الوجه وشد الانتباه أو "الهوك"
في عالم السينما هناك ما يعرف بـ"الهوك"، أي مقدمة الفيلم، والتي تتميز بالتشويق والإثارة وشد الانتباه لتستمر في مشاهدة الفيلم، كذلك في التدريب إذا ما كانت البداية قوية وواضحة فستحظى بمتابعة المتدربين واهتمامهم.
إن كسر الحواجز والابتسامة وبشاشة الوجه والتعريف بنفسك وتعريف المتدربين ببعضهم أمور تخلق جوا مساعدا لبدء التدريب، وضّح للمتدربين مدى أهمية هذا التدريب لهم وحجم الفائدة التي ستعود عليهم بعد التدريب.
تذكر كلما كانت البداية مبدعة سيطرت على القاعة ومنعت تسلل الملل إليهم أو النظر في الساعة أو الهاتف أو السؤال عن مواعيد الصلاة والاستراحات أو الشكوى من برودة التكييف أو الصوت المزعج أو الرائحة الكريهة وخلافه.
الإيقاع والحركة ومرونة وعبقرية التمارين
يعتبر التدريب تكاملا وتناغما بين 3 مكونات رئيسة، هي: تقديم معلومة جديدة، وإكساب مهارة، وتغيير أو تعزيز قناعة، وذلك كله لتحقيق هدف محدد سابقا بناء على احتياج تدريبي حقيقي وبإيقاع مرن.
وبحسب خبير التدريب جمال المليكي، فإن مهارة المدرب تكمن في قدرته على خلق بيئة مناسبة لتلاقح الأفكار من خلال الوسائل والأساليب التدريبية، وكذلك توليد تمارين حسب المواقف التدريبية التي يتعرض لها المدرب، فعلى سبيل المثال لا الحصر: كيف يتمكن المدرب من خلال مجموعات العمل أو دراسة الحالة أو تمثيل الأدوار من خلق بيئة تفاعلية يستنطق من خلالها القاعة لتنتهي هذه الحالة الدرامية في نهاية المطاف بنقل المعلومة وإكساب المهارة وتعزيز القناعات المتعلقة بموضوع التدريب؟
الإنصات والاستماع وخلخلة الصراعات واستيعاب وجهات النظر واحتواء الآخرين
هناك فرق كبير بين التدريس وتعليم الكبار، فعندما تتعامل مع المتدربين احذر أن تكون المعاملة كأستاذ وتلاميذ في الفصل، فهناك من المتدربين من لديهم خبرات كبيرة وأصحاب أعمال، بل بينهم قيادات ورؤساء مؤسسات كبرى، القاعدة الذهبية هنا "الاحترام المتبادل".
احذر من الدخول في جدال سياسي أو ديني أثناء التدريب، وعدم الخروج عن موضوع الدورة، راقب تعبيرات المشتركين، بالطبع قد تواجه أشخاصا ذوي طباع شخصية صعبة أو أشخاصا غير متعاونين، وقد يكون هناك تفاوت كبير بين الخبرات والأعمار، هنا عليك أن تكون عادلا في إعطاء فرص متساوية للجميع وحثهم على المشاركة بالتشجيع والتحفيز وإعطاء تشبيهات وقصص مؤثرة تعكس لهم روح التعاون والمشاركة، ومحاولة جعل المادة مرنة كي تستوعب جميع المستويات المعرفية.
المرحلة الثالثة: نهاية التدريب
التأكد من استلام المعلومة بوضوح واكتساب المهارة بسلاسة
كما ذكرنا سابقا، من أهداف التدريب الرئيسية إيصال معلومة أو إكساب مهارة، ولكن لا بد من التأكد أن المعلومة وصلت للطرف الآخر بفاعلية، مما يعني أنها وصلت واضحة وصريحة لا غبار فيها وكذلك المهارة وصلت باحترافية ومهنية عالية، هذا يأتي من خلال كثرة التمارين العملية، حيث أثبتت معظم الدراسات أن الدورة تعتبر ناجحة إذا ما كانت تركز على كثرة التطبيقات بحيث تكون نسبة الجانب العملي عالية، ومشاركة المتدربين في صناعة النتائج، كذلك إن الدورة الناجحة هي التي تكون فيها الأمثلة قريبة من الواقع وبعيدة عن النظريات ذات الحلول الواقعية غير النظرية.
قياس رضا المتدربين والتقييم
وضع العالم الأميركي كيرك باتريك نموذج "باتريك لتقييم التدريب"، ويعرف بنموذج المستويات الأربعة التي تقيّم التدريب بناء على 4 مستويات هي: التفاعل والتعليم والسلوك والنتائج.
التفاعل يعني: تقييم رد فعل المتدربين عن التدريب.
التعليم يعني: تقييم المعلومات والمهارات المكتسبة من التعليم.
السلوك يعني: تقييم التغيير في السلوك بعد التدريب.
النتائج تعني: أهم نتائج التدريب الملموسة داخل بيئة العمل.
وعليه، فإن قياس رضا المتدربين وتقييم الدورة التدريبية من الضرورة بمكان، لأنهما يساعدان المدرب في التعديل بما يتناسب مع طبيعة الدورة والحذف والإضافة لإحداث التأثير المطلوب وتحقيق الهدف المرجو من التدريب.
وكما يقول صديقي دائما "إذا كان الحج عرفة فالمدرب تمرين"، عليك أن تخرج من ضيق المحاضرة إلى سعة التمرين، التطبيق العملي والتدريبات هما العامل السحري في إنجاح التدريب.
اقترب من المتدربين وشاركهم التمارين، لا تكثر الحركة داخل القاعة أو الوقوف أو الجلوس ثابتا فترة طويلة، اجعل حركتك متنوعة وانسيابية دون تكلف، من الجميل عدم الاعتماد على شرائح العرض فقط، تنوع الأساليب والوسائل وترتيب الأفكار والعروض أمور تجعل دورتك أكثر ديناميكية.
آمن بما تقدمه كي يصل للقلوب قبل العقول، يقول الفيلسوف الصيني منسيوس إنه ليست هناك وصفة للقائد أعظم من أنه يساعد رجاله على التدريب على القوة والفعالية والتأثير.
وفقا لدانيال جولمان عالم النفس والأستاذ في هارفارد، فإن التدريب يعتبر واحدا من أنماط القيادة الستة الشهيرة، ولجعل نمط التدريب مفيدا ونافعا علينا أن نتعرف على خصائص التدريب الناجح.
هناك عدة عناصر للتدريب الفعال، جمعت لك 8 منها تضمن نجاح وحيوية تجربة التدريب الخاصة بك مقسمة على 3 مراحل رئيسية:
المرحلة الأولى: قبل التدريب
تحديد الاحتياج التدريبي بدقة والتحضير الجيد
من المهم تحديد الهدف من التدريب ومعرفة مدى ملائمة الهدف للمتدربين بشكل فعلي، لا بد من اختيار المواضيع التي تلبي حاجة المتدربين، ولا تعتمد على ما تحدده المؤسسة لك، بل عليك أن تقوم بجمع المعلومات والبحث عن احتياجات المؤسسة الحقيقية عن طريق الملاحظة المباشرة أو المقابلات أو عمل الاستبيانات وخلافه.
لا تجمع المعلومات عن طريق الإنترنت فقط، إذ من الأفضل أن تنوع مصادرك بين كتب ومطالعات وأهم الدراسات والأبحاث ومشاهداتك اليومية، كل ذلك قد يجيب عن أسئلة المتدربين غير المتوقعة، يجب أن يكون هدف التدريب واضحا بلا غموض وقابلا للقياس بلا تعقيد.
لا بد أن تكون أمينا مع المؤسسة طالبة التدريب وتوضح لها احتياجات المتدربين الحقيقية، ويجب أن تجيب المادة التدريبية عن الأسئلة الخمسة المعروفة "لماذا، وماذا، وكيف، ومن، وأين".
ويفضل بالطبع أن يكون التدريب في مجال تخصص المدرب، وإن كان في غير تخصصه يجب أن يتسق مقدم التدريب مع ما يعتقد كي تصل رسالته واضحة لا لبس فيها، فمن غير المنطقي أن تجد شخصا سمينا يدرب الناس على إنقاص الوزن واكتساب الوزن المثالي مثلا، أو أن تجد شخصا يمسك في يديه سيجارة ويحدث الناس عن أضرار التدخين، وعكس ذلك تجد مذيعا مشهورا يدرب وينقل خبراته حول كيفية الوقوف أمام الكاميرا للمرة الأولى
معرفة ودراسة الجمهور المستهدف وبناء التمارين لتلبية احتياجاته بفاعلية
بعد التحضير الجيد المطابق لاحتياجات التدريب أصبح من الضروري معرفة ودراسة الجمهور المستهدف دراسة مستفيضة للوقوف على أدق التفاصيل، هل هم طلاب أم موظفون أم من أصحاب الأعمال، من النساء أم من الرجال من الشباب أم من كبار السن؟ فمعرفة هذه التفاصيل ستزيد فرصة الاستمتاع بالتدريب، وذلك لتصميم التمارين والألعاب والنقاشات التي تناسب طبيعة هذا الجمهور.
أيضا، تعتمد مادة التدريب والمدة الزمنية للدورة على معرفة الجمهور، وهو ما سيحدد نوعية التمارين والاستشهادات والأمثلة بناء على تحديد اللغة والعمر والبلد والتوجهات والاهتمامات وغيرها.
عليك أن تصمم تدريبات خاصة تستوعب تطلعات المتدربين وتلبي حاجاتهم.
الزيارة الميدانية للمكان واختبار المادة وعمل البروفة (عرض تجريبي)
تأتي زيارة مكان التدريب بعد التحضير الجيد ومعرفة الجمهور ومطابقة الأهداف التدريبية مع الجمهور المستهدف.
ولهذه الزيارة أهمية كبيرة للوقوف على بيئة وطبيعة المكان، وعمل تجربة ومحاكاة للدورة، والتأكد من عمل الأجهزة والإضاءة وجهاز العرض "البروجكتر"، ومعرفة شكل القاعة، وعدد ووضعية الكراسي ومكان وقوف وحركة المدرب أو ما يسمى "مسرح التدريب"، كل هذا يعطي المتدرب الثقة والمرونة في نفس الوقت بدل الذهاب إلى لقاعة لأول مرة في نفس يوم التدريب لأنه قد يفاجأ بما يفسد عليه خطته التدريبية.
كذلك، هذه الزيارة تجعل المدرب جاهزا لأي سيناريوهات وتحضير خطة بديلة لإنقاذ التدريب، وإن تعذرت الزيارة لبعد المكان أو ظروف خارجية يمكن الاكتفاء بطلب بعض الصور أو فيديوهات من طرف المنسق بمكان الدورة، هذا بالطبع في حال الدورة الحضورية، أما الدورات عن بعد فلها خصائص أخرى.
المرحلة الثانية: أثناء التدريب
الافتتاحية الجيدة وبشاشة الوجه وشد الانتباه أو "الهوك"
في عالم السينما هناك ما يعرف بـ"الهوك"، أي مقدمة الفيلم، والتي تتميز بالتشويق والإثارة وشد الانتباه لتستمر في مشاهدة الفيلم، كذلك في التدريب إذا ما كانت البداية قوية وواضحة فستحظى بمتابعة المتدربين واهتمامهم.
إن كسر الحواجز والابتسامة وبشاشة الوجه والتعريف بنفسك وتعريف المتدربين ببعضهم أمور تخلق جوا مساعدا لبدء التدريب، وضّح للمتدربين مدى أهمية هذا التدريب لهم وحجم الفائدة التي ستعود عليهم بعد التدريب.
تذكر كلما كانت البداية مبدعة سيطرت على القاعة ومنعت تسلل الملل إليهم أو النظر في الساعة أو الهاتف أو السؤال عن مواعيد الصلاة والاستراحات أو الشكوى من برودة التكييف أو الصوت المزعج أو الرائحة الكريهة وخلافه.
الإيقاع والحركة ومرونة وعبقرية التمارين
يعتبر التدريب تكاملا وتناغما بين 3 مكونات رئيسة، هي: تقديم معلومة جديدة، وإكساب مهارة، وتغيير أو تعزيز قناعة، وذلك كله لتحقيق هدف محدد سابقا بناء على احتياج تدريبي حقيقي وبإيقاع مرن.
وبحسب خبير التدريب جمال المليكي، فإن مهارة المدرب تكمن في قدرته على خلق بيئة مناسبة لتلاقح الأفكار من خلال الوسائل والأساليب التدريبية، وكذلك توليد تمارين حسب المواقف التدريبية التي يتعرض لها المدرب، فعلى سبيل المثال لا الحصر: كيف يتمكن المدرب من خلال مجموعات العمل أو دراسة الحالة أو تمثيل الأدوار من خلق بيئة تفاعلية يستنطق من خلالها القاعة لتنتهي هذه الحالة الدرامية في نهاية المطاف بنقل المعلومة وإكساب المهارة وتعزيز القناعات المتعلقة بموضوع التدريب؟
الإنصات والاستماع وخلخلة الصراعات واستيعاب وجهات النظر واحتواء الآخرين
هناك فرق كبير بين التدريس وتعليم الكبار، فعندما تتعامل مع المتدربين احذر أن تكون المعاملة كأستاذ وتلاميذ في الفصل، فهناك من المتدربين من لديهم خبرات كبيرة وأصحاب أعمال، بل بينهم قيادات ورؤساء مؤسسات كبرى، القاعدة الذهبية هنا "الاحترام المتبادل".
احذر من الدخول في جدال سياسي أو ديني أثناء التدريب، وعدم الخروج عن موضوع الدورة، راقب تعبيرات المشتركين، بالطبع قد تواجه أشخاصا ذوي طباع شخصية صعبة أو أشخاصا غير متعاونين، وقد يكون هناك تفاوت كبير بين الخبرات والأعمار، هنا عليك أن تكون عادلا في إعطاء فرص متساوية للجميع وحثهم على المشاركة بالتشجيع والتحفيز وإعطاء تشبيهات وقصص مؤثرة تعكس لهم روح التعاون والمشاركة، ومحاولة جعل المادة مرنة كي تستوعب جميع المستويات المعرفية.
المرحلة الثالثة: نهاية التدريب
التأكد من استلام المعلومة بوضوح واكتساب المهارة بسلاسة
كما ذكرنا سابقا، من أهداف التدريب الرئيسية إيصال معلومة أو إكساب مهارة، ولكن لا بد من التأكد أن المعلومة وصلت للطرف الآخر بفاعلية، مما يعني أنها وصلت واضحة وصريحة لا غبار فيها وكذلك المهارة وصلت باحترافية ومهنية عالية، هذا يأتي من خلال كثرة التمارين العملية، حيث أثبتت معظم الدراسات أن الدورة تعتبر ناجحة إذا ما كانت تركز على كثرة التطبيقات بحيث تكون نسبة الجانب العملي عالية، ومشاركة المتدربين في صناعة النتائج، كذلك إن الدورة الناجحة هي التي تكون فيها الأمثلة قريبة من الواقع وبعيدة عن النظريات ذات الحلول الواقعية غير النظرية.
قياس رضا المتدربين والتقييم
وضع العالم الأميركي كيرك باتريك نموذج "باتريك لتقييم التدريب"، ويعرف بنموذج المستويات الأربعة التي تقيّم التدريب بناء على 4 مستويات هي: التفاعل والتعليم والسلوك والنتائج.
التفاعل يعني: تقييم رد فعل المتدربين عن التدريب.
التعليم يعني: تقييم المعلومات والمهارات المكتسبة من التعليم.
السلوك يعني: تقييم التغيير في السلوك بعد التدريب.
النتائج تعني: أهم نتائج التدريب الملموسة داخل بيئة العمل.
وعليه، فإن قياس رضا المتدربين وتقييم الدورة التدريبية من الضرورة بمكان، لأنهما يساعدان المدرب في التعديل بما يتناسب مع طبيعة الدورة والحذف والإضافة لإحداث التأثير المطلوب وتحقيق الهدف المرجو من التدريب.
وكما يقول صديقي دائما "إذا كان الحج عرفة فالمدرب تمرين"، عليك أن تخرج من ضيق المحاضرة إلى سعة التمرين، التطبيق العملي والتدريبات هما العامل السحري في إنجاح التدريب.
اقترب من المتدربين وشاركهم التمارين، لا تكثر الحركة داخل القاعة أو الوقوف أو الجلوس ثابتا فترة طويلة، اجعل حركتك متنوعة وانسيابية دون تكلف، من الجميل عدم الاعتماد على شرائح العرض فقط، تنوع الأساليب والوسائل وترتيب الأفكار والعروض أمور تجعل دورتك أكثر ديناميكية.
آمن بما تقدمه كي يصل للقلوب قبل العقول، يقول الفيلسوف الصيني منسيوس إنه ليست هناك وصفة للقائد أعظم من أنه يساعد رجاله على التدريب على القوة والفعالية والتأثير.