مع دخول عملية "طوفان الأقصى" -التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية وأدت إلى مقتل 1300 إسرائيلي- يومها الثامن، يتواصل القصف الإسرائيلي العنيف على قطاع غزة، مخلفا أكثر من 2215 شهيدا، و8714 مصابا، بينما ردّت المقاومة باستهداف بلدات إسرائيلية بالصواريخ.
وعلى الصعيد الدولي، دعا مشروع قرار روسي أمام مجلس الأمن الدولي، إلى وقف إطلاق نار إنساني في غزة، وإيصال المساعدات للمحتاجين، بينما يُنتظر انتهاء المهلة التي منحها جيش الاحتلال لإجلاء سكان شمالي غزة (نحو 1.1 مليون)، إلى جنوبي القطاع.
باتت مدارس قطاع غزة الجهة الوحيدة التي يقصدها الفارون من آلة القتل الإسرائيلية التي لا تتوقف عن صب نيرانها على المدنيين العزل في القطاع في صورة بالغة الوحشية على مرأى ومسمع من العالم أجمع.
وحسب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فإن 340 ألف فلسطيني في قطاع غزة نزحوا من منازلهم، في وقت تعاني فيه ملاجئها من الاكتظاظ، وفي ظل توفر كمية محدودة من المواد الغذائية والمياه الصالحة للشرب.
وذكرت الأونروا في بيان لها قبل يومين أن 218 ألفا و600 نازح يقيمون في 92 مدرسة تابعة لها في كل مناطق قطاع غزة، فيما هناك العديد من النازحين يقيمون في المدارس الحكومية ومبان أخرى، وترجح ازدياد الأعداد مع استمرار القصف العنيف والغارات الجوية على المناطق المدنية.
وأضافت أن أعداد النازحين في ملاجئ الأونروا في ازدياد بشكل يومي، مع استمرار الغارات الجوية وقصف قوات الاحتلال الإسرائيلي، في وقت تلوح فيه أزمة المياه في هذه الملاجئ في مختلف أنحاء قطاع غزة، بسبب الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية ونقص الكهرباء اللازمة لتشغيل المضخات ومحطات تحلية المياه، ومحدودية إمدادات المياه في السوق المحلي.
النازحون من مختلف الأعمار، وبينهم رضع وأطفال ونساء وشيب وشبان وذوو احتياجات خاصة، وتلخص سيدة فلسطينية نازحة الحالة قائلة "لا مكان يمكننا الفرار إليه، لا المعابر مفتوحة، ولا يمكن السفر حتى عبر البحر، فهو مغلق أيضا، والآلاف نزحوا داخليا إلى مدارس تستخدم كملاجئ، وهي ليست مُعدّة ولا مجهزة بالكامل لاستيعاب هذه الأعداد من النازحين".
وتفتقد المدارس -التي قصدها النازحون- إلى أدنى مقومات الإقامة والنوم، واضطر بعضهم لإحضار فرشات نوم متواضعة من أماكن سكنهم لتخفيف المعاناة بوجود أطفال ونساء وكبار السن، كما قسموا الغرف الدراسية إلى أجزاء بحواجز جلدية لتستوعب أكبر عدد من النازحين
قال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية اليوم السبت إن المقاومة بدأت كتابة التاريخ بعملية "طوفان الأقصى" التي شكلت "بداية زوال الاحتلال عن أرضنا وقدسنا"، وأكد أن "عدوان" إسرائيل على قطاع غزة يرقى إلى "جرائم حرب".
وفي كلمة متلفزة بثت اليوم السبت، قال هنية إن "العدو لم يستطع جيشه الجبان مواجهة رجالنا الشجعان فلجأ إلى ارتكاب المجازر، ويعتقد أن مجازره ستمحو عار الذل والانكسار بعد ضربة حماس الإستراتيجية، وسنستأنف إستراتيجية التحرير والعودة رغم ما يقوم به العدو بدعم من الولايات المتحدة".
وبشأن دعوات إسرائيل لتهجير سكان غزة إلى سيناء، قال هنية إن أهل غزة متجذرون في أرضهم، متمسكون بوطنهم، ولن يخرجوا من أرضهم ولن يهاجروا، مضيفا "أقول للعدو إن الضربة الإستراتيجية التي لحقت بكم تشير إلى أن تحريرنا وعودتنا قريبة المنال، فلا هجرة من الضفة ولا من غزة، وأقول لا هجرة من غزة إلى مصر، وأحيي الأشقاء في مصر وأقول لهم إن قرارنا أن نبقى في أرضنا، وإن قراركم هو قرارنا".
وبخصوص اتهام رجال المقاومة باستهداف المدنيين والأطفال، قال إن "حماس لا تستهدف المدنيين الكبار ولا الصغار ولا يمكن أن ترتجف بندقيتها أمام الرواية الإعلامية الإسرائيلية المضللة".
ووجه رئيس المكتب السياسي لحماس "كلمة شكر لهذه الجماهير التي وقفت بالعواصم العربية والعالمية وأكدت دعمها لغزة وأدعوها للاستمرار، وأقول لجماهيرنا في مسيرات الاحتجاج الداعمة لنا في كل المدن لا تتوقفوا، سنواصل كفاحنا حتى تكون لنا دولة ويتحرر أسرانا ومقدساتنا ويعود مهجّرونا إلى ديارهم".
تظهر المقاطع المصورة حجم الدمار الهائل الذي خلّفه العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، لا سيما أن صواريخ الاحتلال تستهدف الأبنية والأحياء السكنية منذ أسبوع في أعقاب عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية.
ودمر القصف الإسرائيلي أكثر من 1300 مبنى في قطاع غزة كانت تحتوي على ما يزيد على 5544 وحدة سكنية، فيما أصيبت نحو 3750 وحدة أخرى بأضرار جسيمة تجعلها غير قابلة للسكن، بالإضافة إلى تدمير البنوك والأبراج التجارية، وفق الأمم المتحدة.
ويظهر في المقاطع المصورة أن قصف الاحتلال الانتقامي استهدف أيضا المساجد ودور العبادة.