إن البحوث الإجرائية من أبرز أنواع البحوث العلمية التطبيقية، والتي تهتم بدراسة القوانين العلمية أو التطبيقات المعرفية والنظريات، بهدف تحسين الواقع وتطويره من خلال الإشكاليات البحثية التي تطرح بأسلوب عملي إجرائي لتطوير الأعمال.
وبذلك يمكننا تعريف البحث الإجرائي بأنه دراسة عملية بحثية للوسائل والعمليات التي يمكن أن تستخدم في الحياة اليومية، أو بمجالات العمل، وهو ما يرفع من سوية وفعالية تلك العمليات والوسائل، ويساعد على اكتشاف أكبر للوسائل الملائمة والجديدة بصورة مناسبة.
أهمية البحث الإجرائي.
إن الأبحاث الإجرائية تكتسب أهميتها من خلال عدد من المميزات التي يمتلكها هذا النوع من البحوث العلمية، وأهم مزايا البحث التجريبي هي:
1. تسمح البحوث الإجرائية للمعلمين أن يقوموا بتقييم أدائهم المهني، والعمل على تطويره وتحسينه بشكل مستمر.
2. الوصول إلى الحلول للمشكلات البحثية التي يصل إليها الباحث العلمي وتنتمي إلى تخصصه العلمي، والعمل
على تحسين الأداء ورفع مستوى القدرة على الإنتاج والعمل.
3. إن الاعتماد على خطوات البحث الإجرائي تسمح للباحثين أن يضعوا الدراسات التي يبني المعلمون
معارفهم عليها، وأن يضعوا هذه المعارف في خدمة المتعلمين ليستفيدوا منها ويرتقوا بالعملية التعليمية.
4. تسمح البحوث الإجرائية بربط النظريات والمعلومات النظرية مع التطبيق العملي، بحيث تصبح نتائج
البحث قابلة للتطبيق المباشر على أرض الواقع.
5. تعزيز دوافع الباحث العلمي على التفكير الإبداعي والعمل للوصول إلى حلول مبتكرة وإبداعية تنتمي
إلى المجال العلمي للباحث العلمي أو طالب الدراسات العليا.
6. إن الأبحاث الإجرائية في المجال التربوي تسمح للمعلمين تقييم الأداء الذي يقومون به، ويتيح لهم
الفرصة على أن يصلوا للحلول الإبداعية لما يعترض عملهم من مشكلات، وهو ما يساعد على تضييق
الفجوات الحاصلة بين المعلومات النظرية وتطبيقها، مع تطوير القدرات التأملية.
7. يتيح البحث الإجرائي الفرصة للمتعلمين حتى يروا في أنفسهم باحثين ومنتجين للمعارف.
8. تطوير قدرات المعلمين التأملية، ومساعدتهم على أن يصغوا مشكلاتهم وإيجاد الحلول لها.
9. يمكن الاعتماد على خطوات البحث الإجرائي للوصول إلى دراسات بحثية، تساعد على تحسين
وتطوير ممارسات معينة مرتبطة بموضوع البحث الإجرائي.
10. يعتمد على الأبحاث الإجرائية في العمل، وعلى التقييم وإجراء التحليل النقدي للممارسات التي
تبنى على البيانات التي يمكن أن تجمع من أجل تحسين الممارسات.
مميزات وعيوب البحوث الإجرائية.
أهم مميزات البحوث الإجرائية.
1. توفير مستويات عالية من الأهمية والفائدة في البحوث التطبيقية المرتبطة بالأعمال.
2. يمكن للباحث العلمي الوصول إلى معارف متعمقة عن إشكالية البحث العلمي.
3. إمكانية الاستخدام مع كل من البيانات النوعية أو الكمية.
4. تعتبر الأبحاث الإجرائية أبحاث واقعية، ومحددة، وهي دراسات بحثية تشاركية ولها بُعد عملي تطبيقي.
أبرز عيوب البحوث الإجرائية.
1. وجود نقص في الصرامة وبقابلية التكرار.
2. هناك العديد من الأسباب التي قد تؤدي إلى التأخر في إكمال جميع خطوات البحث الإجرائي.
3. من الصعب التمييز بين البحث والعمل، مع صعوبة ضمان تطبيقهما.
خصائص الأبحاث الإجرائية.
تتعدد الخصائص التي يحملها البحث الإجرائي وتميزه عن باقي أنواع البحث العلمي، ومن أهم هذه الخصائص ما يلي:
1. إن البحث الإجرائي من الدراسات البحثية التشاركية التي يعمل فيها العديد من الأشخاص في سبيل تحقيق أهداف مشتركة، فالمعلم أو الباحث الرئيسي قد يكون شخص واحد، ولكنه لا يستطيع النجاح إلا بالتشارك والتعاون مع عدد من الأشخاص الآخرين.
2. يمكن اعتبار هذا النوع من الأبحاث، بأنه بحث محدد يتم التركيز فيه على حالات وظواهر محددة، لها مضامين معينة، ولها حدود زمانية ومكانية واضحة.
3. إن خطوات البحث الإجرائي تظهره بحث تطبيقي عملي، وهو ما يسمح بوضع عدد من الإجراءات والعمل على تطبيقها، ثمّ استخلاص النتائج منها وتوظيفها بصورة مباشرة بما يسمح باتخاذ القرارات وإيجاد حلول للإشكاليات البحثية.
4. البحوث الإجرائية هي بحوث واقعية يمكن أن تركز على إشكاليات علمية تحصل بالواقع وتواجه العاملين، سواء في الأماكن الدراسية او بواقع الممارسات اليومية.
خطوات البحث الإجرائي.
تتعدد خطوات البحث الإجرائي التي يفترض على الباحث العلمي أو طالب الدراسات العليا معرفتها بشكل دقيق وكامل، وهذه الخطوات هي:
- الإحساس بإشكالية البحث وتحديدها.
ينطلق البحث الإجرائي كما مختلف أنواع البحوث من شعور الباحث العلمي بإشكالية أو موضوع البحث والشعور بها، أو الوصول إلى إشكالية البحث بإحدى الطرق الأخرى.
من أهم معايير إشكالية البحث العلمي أن تكون أصيلة وجديدة غير مستهلكة بدراسات سابقة، وأن تكون مشكلة قابلة للدراسة والقياس والحل.
كما يفترض أن تتوافر إمكانية جمع البيانات والمعلومات البحثية الدقيقة التي تساعد على الوصول إلى نتائج منطقية سليمة.
- صياغة عنوان البحث الإجرائي.
إن صياغة العنوان هي الخطوة من خطوات البحث الإجرائي الخاصة بواجهة البحث، والعنوان البحثي
يفترض أن يعبر عن مضمون البحث ومباحثه الرئيسية.
كما يفترض أن يكون عنوان متوسط الطول يتراوح بين خمس كلمات حتى خمس عشرة كلمة
لأن العنوان الطويل ممل ومنفر للقراء، بينما العنوان القصير لا يكفي للتعبير عن موضوع البحث الإجرائي.
ويفترض ان تكون كلمات العنوان الجيد للبحث بسيطة ومفهومة وسهلة الحفظ، وأن لا تكون كلمات قابلة للتأويل.
- صياغة مقدمة البحث الإجرائي.
يحتوي البحث الإجرائي بعد العنوان على المقدمة التي تصنف بالقسم الترويجي للبحث العلمي، فيستخدمها الباحث
العلمي لتوضيح مختصر لمشكلة البحث وسبب اختيارها، وأهدافها الرئيسية، وأهميتها والفائدة المنتظرة من دراستها.
كما أنها تضم الإشارة إلى مباحث الدراسة ومضمونها، مع إمكانية توضيح منهج البحث وسبب اختياره، ودوره في الوصول إلى نتائج منطقية سليمة.
ومن أهم صفات المقدمة الجيدة الاختصار والإيجاز، وأن تكون مكتوبة من خلال كلمات بسيطة ومفهومة، وبعبارات مترابطة وسلسة بما يظهر إمكانيات الباحث، ويشجع القارئ على الاستمرار في قراءة البحث الإجرائي.
- أهمية إشكالية البحث وصياغتها.
من أهم خطوات البحث الإجرائي صياغة إشكالية البحث بصورة سليمة، تظهر أبعادها ومؤشراتها بوضوح ودقة، سواء من خلال فرضية خبرية أو سؤال بحثي، مع توضيح أهمية المشكلة بشكل دقيق وسبب اختيارها بالتحديد.
مع توضيح ما يمكن أن يحققه البحث من فائدة لمجاله العلمي بشكل خاص، وللمجتمعات والأمم بشكل عام.
- توضيح حدود البحث الإجرائي.
من الخطوات الرئيسية في البحث الإجرائي توضيح حدود الدراسة البحثية، بشكل واضح ودقيق.
ويكون هذا التحديد سواء من الناحية الموضوعية للمشكلة البحثية، أو من الناحية الزمانية التي تحدد المدة
الزمنية البحث العلمي الإجرائي، أو الناحية المكانية التي تحدد مكان البحث او المجتمع الذي يغطيه.
- توضيح أهداف البحث الإجرائي.
إن اهمية أي بحث علمي تستمد من الأهداف التي يسعى الباحث العلمي إلى تحقيقها، ويقاس نجاح البحث بمدى تحقيقه للأهداف التي يسعى لتحقيقها.
وبالتالي فإن صياغة جميع أهداف البحث الرئيسية أو الثانوية التي تستمد منها، من خطوات البحث الإجرائي الأساسية، على ان تكون أهداف البحث قابلة للدراسة والقياس والتحقيق، وأن يتمكن الباحث العلمي من تحقيق جميع أهداف البحث العلمي.
- صياغة فرضيات أو أسئلة البحث الإجرائي.
على الباحث العلمي أن يتجه إلى صياغة فرضيات أو أسئلة دراسته الإجرائية بشكل سليم، فالباحث العلمي وفق موضوع البحث وتخصصه سيقوم بصياغة أسئلة البحث بشكل استفهامي يبدأ من أداة الاستفهام.
أو أنه يختار صياغة فرضيات البحث الخبرية، التي تظهر تنبؤات وتوقعات الباحث العلمي لما ستصل إليه دراسته الإجرائية من نتائج، وهو ما تثبته أو تنفيه بالقرائن والبراهين نتائج الدراسة البحثية الإجرائية.
يجب أن تغطي الأسئلة أو الفرضيات البحثية كامل مباحث الدراسة، وخصوصاً أنها تؤثر بترتيب وتنظيم الدراسة وكيفية عرضها.
- جمع المعلومات والبيانات.
على الباحث العلمي من خلال خطوات البحث الإجرائي وبعد الخطوات السابقة، أن يتجه إلى الخطوات الإجرائية
الفعلية للبحث العلمي، وذلك عبر الاطلاع على الدراسات السابقة المرتبطة بموضوع دراسته، والتي تثري البحث وتغنيه.
وأن يضع إطار وخطة لخطواته اللاحقة وأبرزها جمع معلومات وبيانات البحث الإجرائي من العينة الدراسية
المعبرة عن مجتمع البحث، وذلك بعد تحديد مجتمع البحث بصورة دقيقة وتحديد جميع خصائصه بدقة.
إن حجم العينة الدراسية يجب أن يكون متناسب مع المعلومات المطلوب جمعها، ومع حجم مجتمع البحث.
وأن يكون اختيارها سليم بعيد عن الآراء الشخصية والمجتمعية، بحيث تحمل العينة جميع خصائص المجتمع البحثي، وتعبر عنه بدقة.
يستخدم الباحث العلمي في هذه الخطوة الأداة الدراسية المتناسبة مع عينة البحث وموضوعه والبيانات المطلوب جمعها، كأن يعتمد الباحث على الاستبيانات (التي تعتبر أكثر أدوات البحث العلمي استخداماً في الأبحاث الإجرائية)، أو من خلال الملاحظة، أو الاختبارات، أو المقابلات.
- تنظيم دراسة وتحليل بيانات ومعلومات البحث الإجرائي.
على الباحث العلمي بعد جمع معلومات وبيانات البحث ان يتجه إلى تنظيمها وترتيبها، وبعد ذلك يتجه إلى دراستها وتحليلها بالشكل العلمي السليم، بما يوصل إلى استنتاجات وحلول منطقية سليمة.
- الوصول إلى النتائج والحلول.
وهي خلاصة خطوات البحث الإجرائي السابقة، ومن خلالها يصل الباحث العلمي إلى الاستنتاجات والحلول المرتبطة بموضوع البحث والتي تتناسب مع ما جرى دراسته في متن وخطوات البحث، على أن تحقق النتائج أهداف البحث وتجيب عن أسئلته، أو تؤكد أو تنفي فرضياته بالبراهين والأدلة.
- وضع خطط تفصيلية للقيام بالعمل.
من أبرز الخطوات الواجب الاهتمام بها تحليل وتفسير النتائج، وبناءً عليها توضع الخطط التنفيذية
للبحث الإجرائي، ليتم تنفيذها بالشكل الامثل.
- خاتمة البحث الإجرائي وتوصيات الباحث.
مع ختام البحث العلمي يضع الباحث العلمي توصياته المرتبطة بموضوع البحث قيد الدراسة.
والتي قد تكون بإكمال الدراسات البحثية لنقطة معينة مرتبطة بالبحث الحالي.
كما أن الباحث يعرض عبر خاتمته المختصرة والموجزة لأهمية النتائج والحلول التي جرى التوصل إليها.
ويشير إلى العقبات والمشكلات التي تواجه عمله البحثي، وكيفية تخطي جميع هذه المشكلات.
- توثيق المصادر والمراجع.
على الباحث العلمي أن يحافظ على أمانته العلمية ويقوم بالتوثيق العلمي السليم لجميع الدراسات السابقة
والمصادر التي اعتمد عليها، مستخدماً طريقة التوثيق المحددة من الجهة التي سيقدم إليها البحث.
وفي حال عدم تحديد أسلوب معين للتوثيق على الباحث العلمي اختيار أحد أساليب التوثيق المعتمدة على
الصعيد الأكاديمي العالمي.
وبذلك نكون قد عرضنا من خلال مقالنا لليوم “خطوات البحث الإجرائي” لبعض خدمات موقعنا الأكاديمية
عالية الجودة المرتبطة بالمساعدة على إعداد ودراسة وكتابة الأبحاث والرسائل العلمية.
وتعرفنا على مفهوم البحث الإجرائي، وأهميته، وأهم مميزاته وأبرز عيوبه، كما عرضنا لمختلف خصائص البحوث الإجرائية.
وبالإضافة إلى كل ما سبق ألقينا الضوء بشكل تفصيلي على خطوات البحث الإجرائي