إن ما يعرفه طالب الدكتوراه ولا يعرفه طالب الماجستير هو الكثير من المعلومات والحقائق. فالدكتوراه هي أعلى مراحل الدراسات الأكاديمية، وهي تحتاج إلى سنوات من الدراسة بعد الانتهاء من مرحلة الماجستير. وهذه السنوات تحتوي على ساعات دراسية طويلة تكسب طالب الدراسات العليا المزيد من المعارف والخبرات والمهارات. وبمرحلة الدكتوراه يكون الطالب باحث علمي مطلوب منه أعلى وأهم الدراسات الأكاديمية
من هو طالب الماجستير؟
إن معرفة ما يعرفه طالب الدكتوراه ولا يعرفه طالب الماجستير تلزمنا في البداية التعرف من هو طالب الماجستير.
وهو الطالب الذي يقبل بهذه المرحلة من مراحل الدراسات العليا بعد الحصول على شهادة البكالوريوس أو الليسانس.
ويمكن للطالب الذي يحقق شروط القبول أن يدرس الماجستير بأحد المجالات المتخصصة المرتبطة بالتخصص الذي درسه بمرحلة البكالوريوس.
ويحتاج الطالب خلال ساعاته الدراسية أثناء سنوات دراسة الماجستير بذل الجهود الكبيرة سواء في مقرراته النظرية، أو بالعمل البحثي المطلوب منه، والذي يتوج بتقديم ومناقشة رسالة الماجستير.
والتي تحتاج إلى عمل بحثي كبير، مع قدرة على التحليل والتفكير المنهجي العلمي الأكاديمي.
وذلك للنجاح في تقديم رسالة علمية يستحق الطالب معها الحصول على شهادة الماجستير، التي تدل على ما يمتلكه الطالب من تفكير إبداعي متقدم.
من هو طالب الدكتوراه؟
كما ذكرنا سابقاً فإن شهادة الدكتوراه هي الشهادة الأكاديمية الأعلى والتي تبقى الحلم الأكبر للكثير من الطلاب، ولكن نسبة قليلة
منهم تستطيع تحقيق هذا الحلم، الذي يحتاج إلى تفوق كبير، وإلى إبداع ومعارف واسعة، وإلى سهر الليالي بالبحث والدراسة، وبذل الكثير من الجهود خلال سنوات الدراسة.
إن متطلبات الدكتوراه أعلى بكثير من متطلبات الماجستير، وهناك الكثير من ما يعرفه طالب الدكتوراه ولا يعرفه طالب الماجستير.
حتى أن الحصول على شهادة الماجستير تعتبر واحدة من المتطلبات المتعددة للقبول في مرحلة الدكتوراه الأعمق والأكثر تخصصاً.
ولهذه الدراسة والحصول على شهادتها قيمة أعلى بكثير، سواء على الصعيد المعنوي أو بالمجال الوظيفي.
وهنا نشير إلى أن قيمة شهادة الدكتوراه ترتبط كذلك بالجامعة التي أصدرتها، وهو ما يدفع الكثير من طلاب الدكتوراه إلى محاولة الحصول
على شهادة الدكتوراه من إحدى الجامعات العالمية ذات التصنيف العالي في المجال العلمي، فلهذا الأمر انعكاسات إيجابية كبيرة معنوياً وعملياً ومالياً.
ما يعرفه طالب الدكتوراه ولا يعرفه طالب الماجستير:
إن ما يعرفه طالب الدكتوراه ولا يعرفه طالب الماجستير يظهر بشكل رئيسي من خلال الفرق بين دراسة المرحلتين.
ومن الرسالة التي يقدمها طالب الماجستير وتلك التي يقدمها طالب الدكتوراه، وهو ما يمكن أن نختصرها بما يلي:
1. إن طالب الدكتوراه يمتلك معلومات ومهارات أعمق ولها تخصص أعلى بمراحل من تلك التي لدى طالب الماجستير.
حتى أن رسالة الماجستير التي تعتبر أعلى ما يقدمه طالب الماجستير يمكن أن تعتبر مرحلة تدريبية لدراسة الدكتوراه وما تتطلبه من دراسات بحثية متخصصة ذات قيمة كبيرة، تساهم في تطور العلوم والمجتمعات.
2. إن الرسالة التي يعدها طالب الدكتوراه تتناول عادةً ظاهرة أو مشكلة بحثية أكثر أهمية وحداثة من تلك المقدمة
في مرحلة الماجستير، فهي من أعلى الدراسات البحثية الأكاديمية وهو أمر ليس مطلوباً من طلاب الماجستير.
3. إن دراسة مرحلة الماجستير في معظم التخصصات العلمية تمتد من عامين دراسيين إلى ثلاث سنوات دراسية في معظم
الجامعات، يدرس خلالها الطالب الساعات الدراسية المطلوبة منه، بينما تكون الأعوام الدراسية والساعات المطلوب الخضوع لها أكثر في مرحلة الدكتوراه.
4. يقدم الطالب بمرحلة الماجستير رسالة علمية تتراوح في معظم الأحيان بين 150 و250 صفحة، وهو حجم أصغر من الحجم المطلوب
من طالب الدكتوراه، الذي يطلب منه عادةً كتابة رسالة أو أطروحة علمية يتراوح حجمها وفق شروط معظم الجامعات بين 250 و350 صفحة.
5. إن ما يعرفه طالب الدكتوراه ولا يعرفه طالب الماجستير يظهر في فصول الرسالة العلمية، فالرسالة بمرحلة الدكتوراه تتكون عادة من:
ستة فصول بالحد الأدنى، بينما تكون الرسالة بمرحلة الماجستير مكونة من خمسة فصول بالحد الأدنى.
وبالتأكيد فإن الزيادة بحجم الفصول يكون بالإطار النظري لرسالة الدكتوراه وما يحتويه من معلومات وبيانات أعلى وأكثر تخصصاً.
ما يعرفه طالب الدكتوراه ولا يعرفه طالب الماجستير:
6. إن ما يعرفه طالب الدكتوراه ولا يعرفه طالب الماجستير يكون كذلك في المنهجيات المتبعة، فطالب الماجستير تكون دراسته
أبسط وأكثر سهولة وتعتمد عادةً على منهج علمي واحد.
بينما يحتاج طالب الدكتوراه في العديد من الحالات استخدام منهجية متعددة والتي تتطلب من الباحث العلمي المزيد من المعارف
والخبرات والمهارات عبر استخدام أكثر من منهج علمي في نفس البحث أو الرسالة العلمية.
7. إن لجنة المناقشة المخصصة للرسالة التي يقدمها طالب الماجستير لا تتعدى غالباً وبأغلب الحالات الثلاثة دكاترة.
ينتمون جميعهم لنفس الجامعة التي ينتمي إليها طالب الماجستير ويدرس فيها.
بينما تتكون لجنة المناقشة المخصصة للرسالة التي يقدمها طالب الدكتوراه فتتكون من خمسة دكاترة، على ان يكون احدهم بأدنى حد من خارج الجامعة التي ينتمي إليها الطالب وتناقش الرسالة العلمية فيها.
8. يظهر الفرق بين معارف طلاب الماجستير والدكتوراه من خلال المراجع والمصادر التي يستخدمها كل منهم في دراساتهم البحثية.
فالدراسات السابقة المستخدمة برسائل الدكتوراه أكثر أهمية وحداثة ومصداقية، وهي تكون بعدد يساهم في إثراء الرسالة العلمية
ولكن دون أن يؤثر على الإضافة المهمة المقدمة من رسالة الدكتوراه.
ما يعرفه طالب الدكتوراه ولا يعرفه طالب الماجستير:
9. قد ينتمي طالب الماجستير إلى الماجستير المهني وهو من أنواع الدراسة التي تهتم أكثر بالدراسات العملية إلى جانب الدراسات النظرية
التي يكون الاهتمام بها أقل، وهذا النوع من الماجستير مطلوب عادةً بشكل كبير في سوق العمل لما يمتلكه الخريج من مهارات ومعارف نظرية وتطبيقية.
في حين أن الدكتوراه هي مرحلة أكاديمية بحثية لا يوجد فيها عادةً تخصصات مهنية، وهي تضع من معايير القبول أن يحصل الطالب على الماجستير الأكاديمي ولا يقبل الطالب الحاصل على الماجستير المهني.
10. إن رسالة الماجستير تحتاج إلى جهد ووقت طويل بالإعداد والدراسة والكتابة، يمتد عادةً بين ستة أشهر بأدنى حد وعامين بأعلى حد، في حين أن رسالة الدكتوراه تحتاج إلى جهود أكبر من الطالب خلال مدة إعداد ودراية وكتابة أطروحته، والتي تكون مدتها عام بالحد الأدنى، مع إمكانية الوصول إلى ثلاثة أعوام بالحد الأعلى.
11. إن ما يعرفه طالب الدكتوراه ولا يعرفه طالب الماجستير يجعل وجود المشرف في رسالة الدكتوراه أمر غير مطلوب بمعظم الجامعات العلمية.
لأن الطالب بات بمرحلة دراسية عالية يمتلك معها المعلومات والمهارات التي تجعله من أهم رجالات العلم بمجاله البحثي، وهو قادر على السير بعمله البحثي بمجهود خاص منفرد.
أما طالب الماجستير فهو يحتاج لمشرف على رسالة الماجستير، يكون من أهم أهل الاختصاص والخبرة والشهادات العالي، يقدم النصائح
الضرورية لطالب الماجستير، فالجانب الإشرافي عامل رئيسي بمرحلة الماجستير، وهو من العوامل المساعدة التي تخدم الطالب وتقدم له الكثير من النصائح المفيدة والمعلومات المهمة للغاية، وهو ما يساعده في الحصول على هذه الشهادة العلمية العالية.
الفرق بين شهادة الدكتوراه والماجستير:
بعد أن ظهر معنا ما يعرفه طالب الدكتوراه ولا يعرفه طالب الماجستير، بات من الواضح أن الفرق كبير بين شهادة الماجستير والدكتوراه، وهو أمر يمكن اختصاره بالنواحي التالية:
- مدى الأهمية:
من المعروف أن شهادة الدكتوراه هي أعلى الشهادات الأكاديمية، وبالتالي فهي أهم من شهادة الماجستير التي تعتبر
مرحلة أولية وأحد متطلبات قبول الطالب لدراسة مرحلة الدكتوراه التي تسمى شهادتها “رخصة الاجتهاد”.
ولأن المعارف والمهارات والمعلومات التي يحصل عليها الطالب في مرحلة الدكتوراه هي أعلى بكثير، وما تحتاجه هذه المرحلة
من جهد ووقت أكثر من مرحلة الماجستير، فإن المتطلبات لقبول الطالب تكون في مرحلة الدكتوراه أعلى من تلك التي يحتاجها الطالب للقبول في مرحلة الماجستير.
- معايير وشروط القبول:
تعتبر معايير وشروط القبول في مرحلة الدكتوراه أعلى بكثير من ما نجده مرحلة الماجستير، وهي تختلف من بلد إلى آخر، ومن جامعة إلى أخرى، ومن تخصص إلى آخر.
ونجد أن الطالب الذي يدرس نفس التخصص بمرحلتي الماجستير والدكتوراه بالجامعة نفسها، سيكون أمامه متطلبات قبول أعلى بمرحلة الدكتوراه، ومنها على سبيل المثال الحصول على شهادة الماجستير بتقييمات ودرجات معينة.
وعادةً ما تكون شروط القبول في دراسة الماجستير أبسط من تلك التي تحدد لدراسة الدكتوراه التي لها معايير عالية جداً، وخصوصاً بالجامعات العالمية ذات التصنيفات العالية.
- درجة الصعوبة:
كما ظهر معنا فإن مقدار الصعوبة لدراسة الدكتوراه أعلى بكثير من تلك التي تحتاجها دراسة الماجستير.
وذلك لأن ما يعرفه طالب الدكتوراه ولا يعرفه طالب الماجستير أهم وأعلى وأكثر عمقاً ودقة وصعوبة.
فسواء عدد سنوات الدراسة، او الساعات الدراسية المطلوبة، أو المقررات التي يدرسها الطالب، فجميعها أعلى وأصعب وأدق في مرحلة الدكتوراه.
كما أن الرسالة العلمية المطلوبة من طالب الدكتوراه أكثر صعوبة، سواء من ناحية الحداثة والأصالة والأهمية والفائدة
للعلم والمجتمع، أو من ناحية خطة البحث العلمي، وطبيعة البحث والمنهجية العلمية المتبعة.
- قيمة الرسالة العلمية:
إن محطة الطالب في مرحلة الماجستير الأكاديمي هي في معظم الأحيان مجرد مرحلة أولية، أو محطة ودورة تدريبية بالتخصص
العلمي للطالب، والهدف هو إكمال المشوار البحثي والعلمي الأكاديمي بمرحلة الدكتوراه.
والمتطلبات من رسالة الدكتوراه أعلى بكثير من المتطلبات لرسالة الماجستير، فهي بالكثير من الجامعات لا تحتاج إلى أستاذ مشرف
على اعتبار أن الطالب بات في مرحلة بحثية عالية قادر من خلالها إجراء الدراسات البحثية بشكل منفرد، ويجب أن يظهر إمكانياته العالية معرفياً وفكرياً ومهارياً.
كما أن المتطلبات في موضوع رسالة الدكتوراه أكبر بكثير من المتطلبات التي تحتاجها رسالة الماجستير، فالموضوع يجب أن يكون حديث وأصيل وله أهمية وفوائد كبيرة سواء للمجال العلمي الذي ينتمي إليه البحث بشكل خاص، أو للمجتمع وأفراد المجتمع بشكل عام.
- المستقبل الوظيفي:
إن المستقبل الوظيفي لطلاب الماجستير هو مستقبل زاهر في معظم التخصصات، سواء بالنسبة للحاصلين على الماجستير المهني أو الماجستير الأكاديمي الذي يمكن لمن يحصل عليه العمل على سبيل المثال كمعيد بإحدى الجامعات أو مدرس مساعد فيها، وغيرها من المجالات التي تهتم بتوظيف حملة شهادة الماجستير.
ولكن يبقى المستقبل الوظيفي لحملة شهادة الدكتوراه أكبر وأوسع، كالعمل كأستاذ مشرف أو دكتور في إحدى الجامعات، او العمل في المجال البحثي بالمؤسسات والمنظمات العلمية والبحثية، والكثير من المجالات الوظيفية الاخرى التي لها عوائد مالية أعلى من تلك التي يحصل عليها الآخرون، وخصوصاً أن ما يعرفه طالب الدكتوراه ولا يعرفه طالب الماجستير هو أمور كثيرة.
وبذلك نكون قد اطلعنا من هو طالب الماجستير؟ ومن هو طالب الدكتوراه؟ وما هو الفرق بين شهادة الدكتوراه والماجستير؟
وبالإضافة إلى كل ذلك فقد ألقينا الضوء على أهم ما يعرفه طالب الدكتوراه ولا يعرفه طالب الماجستير.
سائلين الله تعالى أن نكون قد وفقنا في تقديم كل ما هو مفيد لطلاب الماجستير أو الدكتوراه الاعزاء.