تويت
ما هي إمكانية الاستفادة من نموذج smart و تطبيقه في رسائل الماجستير؟ قد يتساءل العديد من الطلاب في مرحلة دراسة الماجستير عن إمكانية الاستفادة من هذا النموذج في كتابة رسالتهم العلمية.
إن الاستخدام الصحيح لنموذج SMART قد يساهم بشكل كبير في تحقيق النجاح، وبالخصوص أن تحديد الأهداف بالشكل السليم هو خطوة رئيسية يمكن الاعتماد عليها لمضاعفة فرص النجاح.
إن الاهداف بشكل عام تختلف مع اختلاف خصائصها، بما يسمح للباحث العلمي أن يحدد الوجهة السليمة والمدة الضرورة في سبيل نجاح الدراسة.
ومما لا بدّ منه ان تكون اهداف رسائل الماجستير قابلة للدراسة والتحقيق، وأن تكون موضوعية وسليمة، مع إمكانية فهمها والتعامل معها في الدراسة البحثية.
مفهوم الأهداف في رسالة الماجستير:
إن رسائل الماجستير وكأي بحث علمي تتضمن ضمن عناصرها الأساسية عنصر الاهداف سواء كانت الرئيسية أو الفرعية.
إن الاهداف في رسالة الماجستير يجب أن تكون منطقية وقابلة للدراسة والتحقق، وأن تكون مصاغة بالشكل الواضح والمفهوم، بحيث يحدد الباحث الأهداف الرئيسية لدراسته البحثية، وما يتفرع منها من أهداف ثانوية.
ويتوقف نجاح رسالة الماجستير في النسبة الاكبر منه على تحقيق نتائج البحث لجميع الاهداف التي صاغها الباحث في بداية دراسته، سواء الاهداف الرئيسية او الفرعية منها.
وبحال لم يستطع طالب الماجستير أو الباحث العلمي لسبب او لآخر من الوصول الى هدف من الاهداف البحثية، فعليه توضيح الاسباب التي أدت الى عدم الوصول الى هذا الهدف او الأهداف.
ما هو نموذج SMART وكيفية نشأته:
إن طريقة SMART أو ما يعرف بالهدف او الأهداف الذكية هي من الاختصارات الذاكرية التي تمنح مقاييس للتوجيه نحو تحديد الهدف أو الاهداف.
وهنا نشير الى ان تحديد الأهداف وتحقيقها من المهارات الرئيسية في العديد من المجالات سواء في رسائل الماجستير، او إدارة الأعمال وتسيير المشاريع، فالهدف هو ما يبنى عليه المشروع أو البحث، وهو البوابة الأساسية لتحقيق المهمة.
وبالتالي فإن التحديد الواضح والصريح للأهداف هو الخطوة الرئيسية التي يمكن البناء عليها للوصول الى الهدف وتحقيقه.
وتعتبر آلية او طريقة SMART Goals التي تعني “الأهداف الذكية” من الطرق التي يساعد تطبيقها في تحقيق الأهداف بشكل أسرع وأفضل.
محددات نموذج SMART:
لطريقة سمارت SMART محددات يرمز لها من خلال الاحرف الخمسة لكلمة SMART وهي:
Specific “محددة”:
حرف S وهو اختصار لكلمة Specific أي “محدد”، ويقصد بالهدف المحدد بأنه هدف مفهوم ومبسط بحيث يمكن فهمه بسهولة، دون أية حاجة للإطالة بالشرح، ولكن هذا الهدف يجب أن يكون منطقي وله أهمية كبيرة.
فعندما لا تكون الاهداف محددة فإن الوصول اليها لن يكون سهلاً، وسيكون صعباً إن لم يكن مستحيلاً، وهنا من المفيد أن يطرح طالب الماجستير الذي يضع أهداف رسالة الماجستير أو أي شخص يستخدم هذه الطريقة بعض الأسئلة منها على سبيل المثال:
ما هو الهدف أو الغاية التي أعمل لتحقيقها من خلال الأهداف الخاصة بالدراسة البحثية.
هل الهدف الرئيسي هدف مهم للعلوم او للمجتمع وما هو الدافع للقيام بالدراسة.
من هي الاطراف التي يمكن أن تشارك بإنجاز الدراسة وتساهم في تحقيق الهدف (عينة الدراسة على سبيل المثال).
ما هي البيئة المناسبة لإجراء العمل او الدراسة.
ما هي أهم الوسائل والادوات التي تساعد على تحقيق الهدف.
Measurable “قابلية القياس”:
من محددات طريقة smart وكيفية تطبيقها على رسائل الماجستير هو حرف M وهو اختصار لكلمة Measurable أي “قابلية القياس”، فالهدف لا يمكن قبوله ما لم يكون يقبل القياس، بحيث يكون للهدف الذي تتم صياغته مؤشر أو عبارة يمكن عبرها أن يتم قياس مقدار الوصول الى الهدف المحدد.
Achievable قابلية التحقيق:
يرمز حرف A وهو اختصار لكلمة Attainable أي “قابلية التحقيق”، فلا يمكن أن تكون الأهداف غير قابلة للتحقق، بل أن تكون قابلة التحقيق وفق آليات واضحة ومحددة، فالأهداف الخيالية الغير قابلة التحقق أو المستحيلة هي اهداف مرفوضة.
بل يجب الاعتماد على الأهداف التي تحاكي العلم والحياة الطبيعية التي يعيشها الانسان، وفي هذا المجال يمكن طرح طالب الماجستير العديد من الأسئلة ومنها على سبيل المثال:
ما هي سبل تحقيق اهداف رسالة او رسائل الماجستير؟
هل الأهداف الموضوعة منطقية وهناك قابلية للوصول اليها؟
ما هو الوقت اللازم لتحقيق الأهداف؟
ما هي التكاليف اللازمة للنجاح في تحقيق أهداف البحث العلمي؟
Relevant “الملائمة”:
حرف R وهو اختصار لكلمة Relevant التي يقصد بها الملائم او الملائمة، والتي تتطلب ان يكون الهدف واقعي ومثالي، وان يكون الوصول اليه ممكن وواقعي ومثالي.
أي ان الاهداف يجب أن تكون مترابطة وذات صلة بموضوع البحث، وبأنها لا تتعارض مع الافكار والقيم التي يتم التفكير بها، فلا يجب ان تتعارض أهداف البحث مع بعضها، ولا مع القيم والأفكار.
Time Bound “زمني”:
يرمز حرف T الى الارتباط بالوقت، فلا بدّ من تحديد معيار زمني للوصول الى الهدف الذي لا يمكن ان يكون مطلق بشكل كامل، وأن يتم تنظيم العمل وترتيب الأولويات بناءً على الأهداف الموضوعة.
وهذا المحدد اساسي ومهم للغاية في طريقة smart وكيفية تطبيقها على رسائل الماجستير، فالدراسة البحثية ترتبط بالتحقيق خلال فترة معينة ولا تمتد لفترة لا محدودة او طويلة.
فلا يمكن ان تكون الأهداف معلقة زمنياً بالفراغ، وعلى طالب الماجستير ان يضع جدول زمني يجب الوصول الى الأهداف خلاله.
طريقة نموذج smart و تطبيقه على رسائل الماجستير:
كما أن هذه الطريقة يمكن تطبيقها على الأهداف المهنية، او الشخصية، او التجارية، او الصحية أو غير ذلك، فهي قابلة للتطبيق الأكاديمي، وهو ما دفعنا لعرض طريقة smart وكيفية تطبيقها على رسائل الماجستير.
وهو ما يحتاج تلبية جميع المعايير أو المحددات التي ذكرناها بشكل مسبق.
وبذلك نجد ان وضع الأهداف وفق طريقة smart لن يكون كافياً ما لم يحقق طالب الماجستير هذه الأهداف، مع ما يواجهه هذا الامر من تعقيدات وعوائق، ولتطبيق هذه الطريقة على الباحث العلمي أن يقوم بثلاث خطوات أساسية هي:
وضع خطة واضحة للعمل
إن أول خطوات طريقة smart وكيفية تطبيقها على رسائل الماجستير، تكون من خلال وضع خطة مناسبة للعمل، وأن تركز هذه الخطة على الأساليب والكيفية التي يمكن من خلالها الوصول الى الأهداف.
ولتحقيق هذه الخطوة وبلوغ الهدف العديد من المراحل منها، توجيه الأضواء على العقبات المحتملة التي يمكن أن تمنع الباحث من الوصول الى أهدافه، وتحديد كيفية تجاوزها.
كما انها تتضمن تحديد الاجراءات اللازمة لتحقيق كل هدف من أهداف البحث، وتحديد جدول العمل الذي يمكن الالتزام به.
الاعتماد على مخطط الأهداف ” نموذج smart “
وهي المرحلة الثانية التنفيذية والتي يقوم الباحث العلمي من خلالها بتطبيق ما قام بوضع الخطط له، بحيث يتجه بناءً على جدول الأعمال الذي وضعه وفق طريقة smart وكيفية تطبيقها على رسائل الماجستير، الى تنفيذ مضمون هذا الجدول.
التأكد من تحقق الهدف
على الباحث العلمي أثناء سيره لتحقيق المخططات أن يتأكد خطوة بعد أخرى بأنه يسير في الطريق الصحيح لتحقيق الهدف، وأن يراقب التقدم الذي يحقق في مسيرته نحو هذا الهدف.
حيث يسمح تدوين الافكار ومراقبة مراحل التقدم في إبقاء تركيز طالب الماجستير نحو تنفيذ الهدف، ومع الالتزام بهذه الخطوات من خلال طريقة smart وكيفية تطبيقها على رسائل الماجستير، فإن الوصول الى الأهداف سيتم بالشكل الامثل.
