يطرح الكثير من الطلاب على انفسهم هذا السؤال، وبالخصوص في حال كان الطالب متردداً في دخول هذه المرحلة العلمية العالية.
ومن خلال سطورنا التالية سنحاول أن نظهر أبرز الأسباب التي قد تدفع الطالب للحصول على شهادة الماجستير، وما هي أهميتها والمزايا التي يمكن الحصول عليها من هذه الشهادة التي يسميها البعض شهادة الماستر.
وبالخصوص أنه مع العالم المتطور للغاية الذي وصلنا إليه، أصبح التعليم المتعمق، والدراسات البحثية، واكتساب المهارات العلمية من الأمور الأساسية التي لا يمكن الاستغناء عنها، والتي تعتبر مرحلة الماجستير من الوسائل الأساسية للوصول الى هذه الأمور.
مفهوم دراسة الماجستير
إن الماجستير من المراحل التعليمية الأكاديمية التي تنتمي الى الدراسات العليا، والتي يمكن لبعض الطلاب دراستها بعد أن يحصلوا على شهادة البكالوريوس،
وفي حال اجتازوا سنواتها ومقرراتها الدراسية وفق الشروط التي تفرضها الجامعات، يمكن للطالب الحصول على شهادة الماجستير (الماستر).
تعتبر دراسة الماجستير من الدراسات المتخصصة،التي يكسب الطالب فيها الكثير من:
المعلومات والمعارف والخبرات في مجال تخصصه الدراسي، او بمجال الممارسة المهنية.
ويمتلك الطالب الحاصل على شهادة الماجستير:
معارف متقدمة بالموضوعات التطبيقية والنظرية المنتمية الى مجاله العلمي،
ويمكن من خلالها الحصول على مستوى عالٍ من التقنيات والمهارات التي ترتبط بموضوع البحث، مع عدد من المهارات المهنية المتميزة.
تختلف مدة دراسة الماجستير من بلد الى آخر، ومن جامعة الى أخرى، ومن تخصص الى تخصص آخر
فهي قد تستغرق بجامعات المملكة المتحدة على سبيل المثال 180 ساعة دراسية معتمدة لإنهاء البرنامج.
اما النظام الاوروبي الموحد الخاص بالتعليم العالي فإن عدد الساعات الدراسية المعتمدة فيه بمرحلة الماجستير تتراوح بين 90 الى 120 ساعة.
وبعالمنا العربي فإن مدة دراسة الماجستير لمعظم الجامعات وبأغلب التخصصات، تتراوح بين السنتين الى ثلاث سنوات دراسية. أنواع دراسة الماجستير
للماجستير نوعين رئيسيين هما:
الأكاديمي والمهني، ولكل نوع منهم أسسه ومميزاته، وتتشابه أهمية دراسة الماجستير في كل نوع منهما بنواحي معينة وتختلف في أمور أخرى.
- الحصول على الماجستير الأكاديمي
يعتبر الماستر الأكاديمي من الدرجات الاكاديمية العليا التي تمتد في معظم الجامعات بين العامين والثلاثة أعوام،
والتي تهتم بشكل كبير بجمع المعلومات والبيانات، وحضور المحاضرات والساعات الدراسية بنسب معينة.
كما يلزم الطالب بالدراسات البحثية وأهمها رسالة الماجستير، التي يتوقف حصوله على الشهادة العلمية العالية على نجاحه في تقديم الرسالة ومناقشتها في جلسة علنية، أمام لجنة المناقشة المؤلفة من اهم الدكاترة الأكاديميين المتخصصين بمجال الماجستير.
تظهر أهمية دراسة الماجستير الأكاديمي من أنها خطوة تسمح للطالب بعد الحصول عليها إكمال دراسته العليا بمرحلة الدكتوراه، بالإضافة الى زيادة فرصه بالحصول على الوظائف المناسبة.
إن التركيز ينصب بشكل كبير في الماستر البحثي أو الأكاديمي على أحد التخصصات أو المجالات العلمية المتخصصة، بحيث يتم تصميم المحاضرات والساعات الدراسية من أجل تقديم المعارف النظرية والتقنية، ولبناء القدرة على إجراء الدراسات البحثية.
- الحصول على الماجستير المهني
وهي من انواع دراسة الماجستير التي يمكن دراستها في تخصصات معينة ومنها على سبيل المثال التكنولوجيا الحيوية أو الصيدلة وادارة الاعمال، وهي في معظم الجامعات تمتد بين عام دراسي واحد حتى ثلاث سنوات دراسية.
ويكون الاعتماد الرئيسي في الماستر المهني على برامج دراسية تهتم بالتطبيقات المهنية العملية، وهذا النوع من الماجستير لا يسمح للطالب أن يتقدم الى مرحلة الدكتوراه.
تظهر أهمية دراسة الماجستير المهني بشكل رئيسي من خلال ارتباطه الوثيق باحتياجات سوق العمل ومتطلبات الوظائف، ويمكن من خلال الماستر المهني ان يحصل الطالب على معارف وخبرات ومهارات تطبيقية كبيرة، لها دور كبير في بيئات العمل.
يحصل الطلاب في الماجستير المهني على تدريبات مكثفة بسوق العمل، وهو ما يطور قدراتهم ويعززها، بما يسمح للطلاب تقديم وتطوير مجالاتهم الوظيفية.
للماجستير المهني رموز معينة ترتبط بالمجال العلمي للماجستير، فعلى سبيل المثال ماجستير التعليم المهني يرمز له MSc، وماجستير الهندسة المهني رمزه هو MEng، وماجستير ادارة الأعمال يرمز له MBA.
إن امتلاك الحاصلين على شهادة الماجستير المهني لشهادات عالية مع مهارات مهنية وتطبيقية كبيرة في مجالهم العلمي، يفتح امامهم مجالات وظيفية وعملية عامة، لأن سوق العمل يستفيد بشكل كبير من إمكانياتهم.
أهمية الحصول على الماجستير
بعد ان اطلعنا على مفهوم وانواع دراسة الماستر ،من المفيد الاطلاع على أهمية دراسة الماجستير التي يمكن أن تظهر بجوانب متعددة أبرزها:
- الاتقان والتراكم المعرفي
إن الدراسة في مرحلة الماجستير تحتوي على الكثير من الدراسات والمقررات المعرفية، وهي دراسات متخصصة أكثر بكثير من الدراسات والمعارف في مرحلة البكالوريوس.
وهذا كله سيزيد من التراكم المعرفي لطالب الماجستير في تخصصه المعرفي، وسيكون أكثر إتقان في هذا المجال، وسيتمكن من اختيار مسارات أكثر دقة وتطور من تلك التي تكون في مرحلة البكالوريوس.
- تعزيز المهارات الشخصية
تبرز أهمية دراسة الماجستير من أنها من الدراسات العليا الأكثر استقلالية، والتي يبذل فيها طالب الماجستير جهود شخصية كبيرة في عملية التعلم والبحث الفردي أو الجماعي، وهو ما يزيد من مهارته الشخصية في الموضوع العلمي والمهني.
ومن أبرز هذه المهارات الشخصية التي يمكن ان تتطور بشكل كبير:
التحفيز الذاتي، والاستقلال، ومهارة ادارة الوقت، والثقة بالنفس، والمهارات الاجتماعية، والقدرة على التواصل، والعديد من المهارات الإبداعية الأخرى.
- توسيع شبكة العلاقات والتواصل مع الآخرين
إن هذه المرحلة الدراسية العليا بما فيها من مهام تطبيقية أو بحثية، لها دور كبير في :
توسيع علاقات طالب الماجستير مع الكثير من الأفراد المتخصصين في مجاله العلمي، سواء داخل بلده أو باقي مناطق العالم.
وهذا يساهم في تبادل الثقافات والمعارف والتجارب بين مختلف الطلاب والمتخصصين، وبالتالي تعلم الكثير من الامور الجديدة، وزيادة القدرة على التواصل مع الآخرين، وهو ما يصب في مصلحة طالب الماجستير وتطوير إمكانياته ومهاراته.
- الحصول على الوظائف المهمة
تظهر أهمية دراسة الماجستير في أن الحصول على هذه الشهادة العلمية,سيفتح أمام الشخص:
- آفاق جديدة في العمل الوظيفي
- وسيكون أكثر قدرة على الوصول الى الوظائف المرموقة التي تحتاج الى مهارات ومعارف اعمق وأكثر تخصصاً.
ويمكن لحامل شهادة الماجستير مع ما يمتلكه من خبرات ومعارف تطوير سيرته الذاتية، والحصول على وظائف أكثر صعوبة
وهو ما سيعود بمردود وظيفي أفضل من الجانب المالي كذلك.
ومن جهة اخرى فإن شهادة الماجستير تسمح للحاصلين عليها في مجالات معينة:
افتتاح اعمال خاصة بهم تكون أكثر نجاحاً لأن خريج الماجستير يمتلك مهارات ومعارف أكبر وأكثر أهمية.
- إمكانية الحصول على مزيد من الأموال
من الأمور البارزة التي تظهر أهمية دراسة الماجستير هي الكسب المالي المتزايد
فإذا اتجه حامل شهادة الماستر الى سوق العمل بهدف الحصول الى وظيفة مناسبة،
فإنه سيكون أكثر قدرة على الحصول على وظائف لا يمكن لحملة شهادة البكالوريوس الحصول عليها.
وهذه الوظائف التي تحتاج الى مهارات ومعارف عالية، تتميز بأهميتها الكبيرة مما يمنح الشخص قيمة معنوية في وظيفته،
بالإضافة الى ان مردودها المالي سيكون أكبر من الوظائف الأخرى التي يحصل عليها بنفس المؤسسة حملة شهادة البكالوريوس على سبيل المثال.
وفي هذا الإطار أشارت بعض الدراسات التي أجريت في المملكة المتحدة ان :
الحاملين لشهادة الماجستير ينالون راتب سنوي يزيد بنسبة 16% سنوياً على الحاملين لشهادة البكالوريوس.
كما أن الدراسات التي اجريت بالمملكة المتحدة أكدت ان:
78% من الحاصلين على شهادة الدراسة العليا، يحصلون على الوظائف التي تحتاج مهارات ومواصفات خاصة خلال مدة أقل من ستة أشهر
بينما تنخفض النسبة الى 66% لحملة شهادة البكالوريوس.
- المساعدة على الترقي الوظيفي
إن أهمية دراسة الماجستير لا تقتصر في الحصول على الوظائف المهمة ذات المردود العالي
بل الأمر يمتد الى:
ان العاملين في وظائف معينة، يمكن لهم الترقي الوظيفي بشكل اسرع من زملائهم
وهو حافز مهم للغاية للحصول على هذه الشهادة العلمية العالية.
لأنها توفر أمان وظيفي، وترقي وظيفي بشكل أكثر سرعة، وبالتالي الحصول على مبالغ مالية أكبر.
- تعزيز القدرة والمهارة البحثية من خلال الحصول على الماجستير
إن الماجستير الأكاديمي يحتوي في قسم كبير منه على:
المشروعات والأعمال البحثية، حتى أن نيل الشهادة يتوقف على تقديم رسالة الماجستير التي تعتبر من أبرز الأعمال البحثية الأصيلة التي تخضع لشروط صارمة.
وهذا يحتاج الى:
بذل الكثير من الجهد والوقت في تطوير العمل البحثي والقيام به، وهو ما يساهم في نمو مهارات وقدرات الباحث العلمي،
ومن خلالها تبرز بشكل جلي أهمية دراسة الماجستير وتطوير العلوم والمجتمعات.
- الماجستير مرحلة اساسية لدراسة الدكتوراه
إن معظم التخصصات العلمية إن لم نقل جميعها وفي معظم جامعات العالم، تعتبر الحصول على شهادة الماجستير الاكاديمي
شرط أساسي للقبول في مرحلة دراسة الدكتوراه التي تعتبر الشهادة العلمية الأهم.
وبالتالي لا بدّ لأي طالب يحلم بإكمال تعليمه العالي حتى الحصول على شهادة الدكتوراه
أن يحصل بدايةً على شهادة الماجستير بدرجات وتقييم يسمح له بالقبول في مرحلة دراسة الدكتوراه.
نصائح مهمة في الحصول على الماجستير
من المفيد في فقرتنا الأخيرة التعرف على بعض النصائح المهمة التي تفيد الطالب في الحصول على شهادة الماجستير،
ومن ضمن هذه النصائح نذكر:
1.تخطيط الطالب بشكل جيد لمرحلة الماجستير، والإعداد المسبق السليم والمنطقي المرتبط بكل ما يرتبط بدراسة الماجستير.
2.من المهم للغاية ان يتعلم طالب الماجستير المرونة والموضوعية،
وأن يقوم بتنظيم الوقت بالشكل الذي يسمح له بإجراء الدراسات بالشكل الأمثل.
3.وضع جدول زمني للدراسات والالتزام بهذا الجدول كي لا يجد الطالب أن الوقت قد نفذ قبل الانتهاء من أعماله الدراسية.
4.إن الطالب الجيد هو الذي يستفيد بأكبر شكل ممكن من أصحاب الخبرة، كالأساتذة الجامعيين والمشرفين على الدراسات البحثية،
فهم الأقدر على تقديم النصائح الذهبية للطالب.
5.من المهم أن يبقى طالب الماجستير على اطلاع دائم على مختلف الاجراءات والشروط التي تفرضها الجامعة التي يدرس فيها الطالب،
لأن تطبيق هذه الشروط والاجراءات عامل أساسي في النجاح والوصول الى النتائج المنتظرة.
6.العمل المستمر على توسيع القاعدة المعرفية وذلك من خلال القراءات المكثفة للكتب والأبحاث والمقالات، وغيرها من الدراسات المختلفة،
وهوما يسمح بتحقيق جميع فوائد دراسة الماجستير.
الخاتمة:
- وبذلك نكون قد اطلعنا على مفهوم دراسة الماجستير، وما هما الماجستير المهني، والماجستير الأكاديمي.
- كما أننا عرضنا نصائح مهمة حول دراسة الماجستير
- مع إلقاء الضوء على أبرز النقاط التي تظهر أهمية دراسة الماجستير،
سائلين الله تعالى التوفيق في تقديم كل ما هو مفيد لطلابنا الأعزاء.