تتجلى أهمية هذا التحقيق الذی ینشر من خلال منصه کورسیفي انه يتناول موضوعاً جديداً احتل مكان الصدارة في حياة الشعوب والدول ألا وهو الوعي البيئي الذي يعكس درجة تطور وتقدم الأمم وهو يمثل جزءاً جوهرياً من عملية التنمية، إلا أن ما نجده اليوم واقعاً بيئياً متراجعاً إلى حد ما، والذي يعود إلى المواطن وتصرفاته اللامسؤولة والسلبية تجاه البيئة فضلاً عن ضعف الجهات الحكومية المختصة بهذا الجانب. ان الوقوف على مختلف مفاهيم البيئة يساهم في رفع مستوى الوعي البيئي، وخلق مواطن يسلك سلوك إيجابي اتجاه البيئة، ويساهم في تحقيق التنمية المستدامة. لذلك في البداية سنمر على عدة تعريفات اساسية.
البيئة
تعتبر البيئة الوسيط أو المجال المكاني الذي يعيش فيه الإنسان، يتأثر به ويؤثر فيه، وهي المحيط الذي يعيش فيه ، ويشتمل كل ما فيه من تربة، وماء، وهواء، ومكونات جمادية، ومظاهر كونية.
أبعاد البيئة
للبيئة بعدان هما:
- بعد طبيعي: يتكون من الأرض و ماعليها وما حولها (الماء و الهواء) حيث يشمل هذا البعد ثلاث مكونات:
- البيئة المادية: التي تشمل الكائنات غير الحية
- البيئة البيولوجية: التي تشمل كل الكائنات الحية بما فيها الانسان
- العلاقات المتبادلة و التوازن بين البيئتين
- بعد اجتماعي: يتكون من علاقات الإنسان وثقافاته وتفاعلاته،
الوعي البيئي
ارتبط مفهوم الوعي البيئي بتطور مفهوم البيئة التي اتسعت جوانبها بحيث اصبحت أهداف الوعي البيئي هي التعريف بالتأثيرات البيئية المختلفة على الكائنات الحية والبيئية مما ينعكس على النظام البيئي ايجابيا أو سلبيا وبشكل مباشر بنوعية الحياة.
ان الحاجة تصبح ماسة للوعي البيئي عند ظهور مشكلة بيئية مثل التلوث وانتشار الأوبئة والآفات الزراعية و التلوثات البحرية كما انه معني بكل الأحداث المعاصرة التي تتمثل في التلوث بكل أشكاله، في البراري والبحار والأنهار والغابات.
الوعي البيئي، يتكون من جانبين رئيسيين متلازمين، ومتداخلين (معرفي، ووجداني) اللذان يكونان قيم واتجاهات الفرد الموجة لسلوكه تجاه البيئه.
- المستوى المعرفي للوعي البيئي: ويشمل المعارف والمفاهيم والمبادئ والخبرات السابقة المكتسبة، من خلال تفاعل الفرد مع محيطه البيئي والاجتماعي، وكلما ازدادت هذه الخبرات والمعلومات يكون الفرد أكثر وعياً وإدراكا.
- المستوى الوجداني : يتكون من أحاسيس ومشاعر واستعدادات الفرد، والاتجاهات والقيم، التي تشكلت بموجب تلك المعلومات والخبرات السابقة المكتسبة.
بشكل عام يمكن القول ان الوعي البيئي له دوران:
دور تنظيمى.: وذلك بالتنظيم والتنسيق مع الأجهزة المعنية لإمكانية القيام بالتنسيق والربط بين المؤسسات الحكومية والأهلية المعنية بحماية البيئة من التلوث.
دور تثقيفى وتوجيهى: وذلك بالتوعية والتثقيف والتوجيه للممارسات التى يقوم بها الانسان لحماية بيئته من التلوث وذلك عن طريق التعليم البيئي.
التعليم البيئي : هو نظام تعليمي يهدف إلى تطوير القدرات والمهارات البيئية للأفراد المهتمين بالبيئية وقضاياها، والذي من خلاله يحصلون على المعرفة العلمية البيئية والتوجيهات الصحيحة واكتساب المهارات اللازمة للعمل بشكل فردي أو جماعي في حل المشكلات البيئية القائمة والعمل أيضا قدر الإمكان للحيلولة دون حدوث مشكلات بيئية جديدة.
أهداف الوعي البيئي
- تفعيل دور المجتمع وخلق كوادر وقيادات تتحمل مسئولية نشر الوعي البيئي، بالاتصال المباشر في أماكن التجمعات كالمدارس والجامعات والمؤسسات العامة، وتمكين الافراد من اكتشاف المشاكل البيئية وإيجاد الحلول لها، وتعزيز السلوك الإيجابي في التعامل مع البيئة.
- الارتقاء بالبيئة وحمايتها وصيانة مواردها المتعددة والقدرة على تشخيص مشكلاتها المحلية، والإقليمية، والعالمية، وصولا إلى وعي بيئي اجتماعي يهدف إلى وضع أو تعديل المعايير، التي تمكن الفرد والجماعة من معرفة العوامل المخلة بالبيئة ومكافحتها.
- مساعدة أفراد المجتمع المحلي على فهم مشكلات البيئة المحيطة ومعرفة أسبابها، والعمل على تجنبها، وحثهم على المشاركة في إيجاد الحلول المناسبة لها.
- تنمية المعارف والاتجاهات والمهارات لدى فئات المجتمع المختلفة خاصه فئة الشباب منهم، لتمكينهم من فهم العلاقات المتبادلة بين مكونات البيئة الرئيسية، ومدى تعقيداتها وتأثر الإنسان بها، وتأثيره فيها نتيجة تفاعله مع جوانبها المادية والحيوية أو الثقافية.
سبل تطوير الوعي البيئي
يتم تطويره من خلال:
- الاسرة: ان الأسرةتلعب دور كبير في بناء اتجاهات أطفالها نحو البيئة ومكوناتها، فتدعم مثلاً قيم النظافة والمشاركة والتعاون وترشيد الاستهلاك وغيره.
- المؤسسات التعليمية و التربوية: ومن المعلوم ان الوعي البيئي لا يقتصر على المدرسة ورياض الأطفال فحسب، وإنما هناك مؤسسات تربوية أخرى ومنها الجامعات إذ يمكن أن تلعب دوراً أساسياً كونها تمثل عنصراً في غاية الأهمية ولا سيما إن إحدى وظائفها الأساسية خدمة البيئة.
- الاعلام : لوسائل الأعلام دوراً هاماً، فهي تشكل عصب الحياة وهي وسيلة تأثير فعالة على الأفراد والمواطنين ولهذا يمكن أن تفيد جميع المؤسسات الاجتماعية الأخرى من خدمات وسائل الإعلام من خلال تلك القضايا التي تطرحها فيما يخص البيئة.
- التشريعات و القوانين البيئية: كان لزاماً على القانون تدخله الجاد من خلال التنسيق والتوعية والتخطيط لتشريعات ضابطة قابلة للتطبيق والتفعيل، وأساليب رقابية صارمة.
- المنظمات غير الحكومية: من خلال عقد الندوات وإلقاء المحاضرات في مختلف قطاعات الدوله إلى جانب القيام بحملات الأعمال الميدانية كالحملات التطوعية للتنظيف والتشجير.
ضرورة الوعي بأهم المشكلات التي تهدد البيئة
هناك مشكلات كثيرة تهدد البيئه و لاحصر لها فهي في تزايد مستمر:
- التلوث، التصحر، فقدان التنوع البيولوجي و انقراض بعض الانواع، الاستنزاف للموارد
- الرعب النووي و التدمير الشامل
- الاحتباس الحراري و استنزاف اوزون الغلاف الجوي
- عدم الاعتراف بالقيم البيئية و الحوافز بشان البيئة
جوانب من الاهتمام العالمي بالبيئة والتوعية البيئية
1- أولا مؤسسات حماية البيئة:
- تتخذ دول مثل ايران خطوات إيجابية في هذا المجال و تفخر كثيرا بحقيقة ان مؤتمر “رامسر” حول حماية المناطق المائية و مؤتمر الفان و اربعه حول الامن البيئي حظيت على نجاح باهر
- قيام بعض الدول العربية مثل الامارات العربية المتحدة بتجارب رائدة و فريدة من خلال انشاء مدن متوازنة و خالية من الانبعاثات الكربونية مثل مدينة مصدر و التي تعتمد على مصادر الطاقة البديلة
2- ثانيا مؤتمرات حماية البيئة:
على سبيل الذكر لا الحصر:
- المؤتمر الإسلامي الثالث لوزراء البيئة في الرباط الذي تم عقده من قبل المنظمة الإسلامية للتربية و العلوم و الثقافة
- مؤتمر البيئة للبحث عن مشكلات التلوث الذي تم عقده من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة
- مؤتمر البيئة للأمم المتحدة الف و تسعمائة و اثنان و سبعون الذي تم عقده في مدينة ستوكهولم السويدية بحضور كافة الدول
- المؤتمر الدولي الف و تسعمائه و اربع و خمسون لمنع تلوث البحار بالنفط
- المؤتمر العربي للبيئة في الخرطوم الف و تسعمائه و اثنان و سبعون لايجاد وعي بيئي لكل المراحل العمريه
3- ثالثا الاعلام البيئي و ووجود نشريات و مجلات مخصصة لامور البيئة
هناك مجلات و نشريات محلية و عالمية معنية بشؤون البيئة و حمايتها و تهدف الى الإشارة ل أهم المواد الملوثة للبيئة ووسائل تجنبها والوقاية منها و عرض نماذج من التجارب الناجحة في مجال حماية البيئة ومكافح ة التلو ث
4- رابعا المحميات المخصصة للبيئة في مجال الحيوان و النبات
5- خامسا متطلبات و استاندارات صناعية و خدمية و اشتراطات عالمية
المراجع
- رؤيه إسلامية حول حماية البيئة
- أثر الإعلام المكتوب في تنمية الوعي البيئي “دراسة تحليلية”. رسالة ماجستير
- دور وحدة الارشاد البيئي في الهيئات المحلية في تنمية القيم البيئية بمحافظات غزة
- الوعي البيئي الواقع و سبل التطوير (دراسة ميدانية)
- الفن البيئي و دوره في تنمية الوعي الجمالي
- دور الصحافة الكويتية في التثقيف البيئي دراسة ميدانية لدور وسائل الاعلام فى بناء الوعى البيئي
- دور وسائل الاعلام في نشر الوعي البيئي. سبل إنجاح سياسه إعلامية بيئيه