إن العهود التي كان فيها الزبون يتلقى ما يعرض عليه قد ولت ، فهو ألان يختار ما يريد وما يناسبه وفي الوقت الذي يريد حتى أن الأمر تعدى ذلك ليصبح الزبون يحدد السعر الذي يناسبه. فمع تقدم الاتصالات والشبكات العالمية أصبح العالم أشبه بالقرية الصغيرة مما أثر على التجارة العالمية وعلى المنافسة التي تتأثر بشكل مباشر بالزبون ورغباته. فالمنافسة تعدت الحدود الإقليمية لتكن عالمية، والمنافسة العالمية تتطلب إعادة التفكير بالإستراتيجيات المتبعة وإدارة الأمور والمشاريع بطريقة مختلفة غير تقليدية، وأحد أهم هذه الأدوات في وقتنا الحاضر هي إدارة سلاسل الإمداد بشكل فعال. والغرض من هذا البحث هو وضع إطار عام للشركات الفلسطينية، يمكن أن تكون قابلة للتطبيق في إطار البيئة البحثية والظروف الخاصة لفلسطين، وذلك من أجل خلق تناغم فيما بين الميزة التنافسية التي تتمتع بها الشركة وإستراتيجية سلاسل المداد التي تسعى الشركة لتبنيها. وقد تبين أن إدارة سلاسل الإمداد لدى الشركات الفلسطينية تعاني من العديد من المشاكل والصعوبات من منظور سلسلة التوريد، حيث تم جمع المعلومات التي تتعلق بالشركات عبر استبانه أرسلت بالبريد الألكتوني لتمثل منهجية البحث الكمي والنوعي، فقد أرسل خمسة وسبعون استبانه لستة قطاعات من شركات الصناعات التحويلية في فلسطين ، وهي صناعة البلاستيك ، صناعة الحجر والرخام، الصناعات الغذائية، وصناعة الأدوية، وصناعة الكيماويات، والصناعات الهندسية والمعدنية، وقد تم تلقي أربعون استبيانه مكتملة أي ما نسبه ( 53.3 ٪) لتمثل مادة البحث والدراسة. وكشفت نتائج الدراسة أن هناك مستوى عال من الضعف في المواضيع الأربعة الأساسية التي شكلت محاور الدراسة الرئيسية، وهي مفهوم وإدارة سلاسل التوريد وأثرها على نجاح الشركة، و الميزة التنافسية واستراتيجيات سلسلة التوريد ، والعلاقات مع الموردين ، والعلاقات مع الزبون. وبناءا على المعطيات التي خلص إليها البحث تم اقتراح إطار عام لإدارة سلاسل الإمداد لدى الشركات الفلسطينية، يهدف إلى توجيه الشركات لهيكلة سلاسل إمداد ناجحة. إن الإطار المقترح يتكون من أربع مستويات رئيسية، المستوى العام للشركة وما يتضمنه من علاقات وقرارات مصيرية تتعلق بمبررات وجود الشركة وأهدافها ورؤيتها للمستقبل وكيف يمكن المحافظة على ميزة تنافسية في الوسط الذي تعيش فيه، والمستوى الثاني يتطرق للميزة التنافسية التي ينبغي للشركة اعتمادها والعمل على تطويرها وضمان ديمومتها، والمستوى الثالث يتعلق بإستراتيجية سلاسل الإمداد التي يجب تبنيها لتدعم وتحقق الميزة التنافسية وتكشف التفاعل الهام فيما بين الميزة التنافسية والإستراتجية المتبعة لإدارة سلاسل الإمداد، وأخيرا المستوى الرابع والذي يسعى لترجمة الاستراتيجيات إلى عمليات تتسق وتتناغم مع الهدف العام للشركة ورؤيتها.إن الإطار العام لإدارة سلاسل الإمداد يقدم عملية تساعد على فهم ووصف وقياس وتقييم نشاطات سلسلة التوريد، ويساهم في توفير بيئة نظامية للتأسيس لمشروعات جديدة وتحسين وتطوير المشاريع الجارية والقائمة.
اضغط على الرابط في الاسفل
https://www.ienajah.com/up/do.php?id=989
=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-