هل تملك أو تدير إحدى الشركات الناشئة القائمة على الإبداع والابتكار؟ هل تمتاز مؤسستك بالقدرة على تحقيق أقصى استفادة بغض النظر عن محدودية الموارد؟ إن كنت تعتمد على المعرفة التكنولوجية ومستعد لمواكبة المتغيرات والتكيف مع الظروف، ومهتم بظروف المجتمع وقضاياه، فهذا هو الوقت المناسب لرد الجميل للمجتمع الذي يحتاج جهدك وخبراتك وطاقتك.
لا يمكن تجاهل الأثر السلبي للأزمة على الشركات الناشئة، بل نقدر القلق الذي يراود مؤسسيها إزاء عواقب فرض الحظر الشامل والتحديات الاقتصادية التي يصعب معها البقاء في السوق والإبقاء على موظفيهم. لكن إن كنت ضمن الفريق الذي يمكنه تحمل نفقات المساعدة فقد حان الوقت للانضمام إلى أقرانك ومساعدة الحكومات في مكافحة هذه الظروف الاستثنائية التي تنبئ بركود اقتصادي حتمي. أما إن كنت من المشروعات المتضررة من أزمة الوباء، فلا تزال الفرصة سانحة لرد الجميل لمجتمعك من خلال الاعتماد على التمويلات التي توفرها الحكومات لمساعدتك في خلق وابتكار حلول عملية للتغلب على الأزمة.
ولا تنسَ أن هذه الحلول والابتكارات قد تساعدك في جذب العملاء المحتملين وتوسيع نطاق معارفك في سوق العمل وتقديمك وعرض خبراتك على المهتمين. ومن ثم فإن الوقت والجهد الذي تستثمره في هذه الأعمال التطوعية سيكون له مردود طيب على مؤسستك.
إن كنت مهتمًا بالمبادرة ومساعدة موظفيك وعملائك والعالم أجمع، فإليك 8 أفكار ترد بها الجميل لمجتمعك.
1. تقديم منتجات وخدمات مجانية
على نحو مفاجئ وغير متوقع ضربت الأزمة الصحة العامة والاقتصاد معاً. غير أن مبادرات رد الجميل للمجتمع تتابعت بدءاً من إتاحة تصاميم وبراءات اختراع المستلزمات الطبية بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد لدعم المصابين والمتضررين من الوباء، حتى تقديم الدورات التدريبية وتوفير المنصات المختلفة لتسهيل العمل عن بعد. وبدافع الانتماء تقدم المشروعات الناشئة بكل إخلاص خدمات ومنتجات مجانية أو مخفضة لمساعدة المجتمع وتخفيف آثار الأزمة. وبالمثل يمكن لمؤسستك تقديم يد العون للمتضررين من الوباء أو لمن هم قيد الحظر لتحسين أوضاعهم ورفع قد من الضرر الواقع عليهم.
2. ابتكار حلول تقنية لمكافحة فيروس كورونا
إن راودتك فكرة لتطوير أداة أو تطبيق قد يساعد في مكافحة فيروس كوفيد-19 فابدأ العمل على تنفيذه فوراً، فالمشروعات الناشئة تؤدي دوراً محورياً في مجال التكنولوجيا الصحية في خضم هذه الأزمة. وتنقسم بين من يعتمد على موارد الخاصة ومن يعتمد على تمويلات الحكومات والمنظمات لتمويل الأفكار والمقترحات التي قد تسهم في تخفيف آثار الأزمة. بادر وتحرك وتذكر أنه حتى لو صممت تطبيق بسيط يهدف إلى تشجيع المواطنين على التكيف بصورة أسرع مع المتغيرات المحيطة بالأزمة فقد تنقذ بها حياة شخص ما.
3. تواصل مع مجتمعات المشروعات الناشئة في بلدك
تقدم المشروعات الأوروبية الناشئة في مجال التكنولوجيا نموذج يحتذى به عالمياً في التكاتف منذ عقود. ولعل هذا هو الوقت الأنسب لتحقيق التكامل والترابط والمبادرة بتقديم حلول في ظل الأزمة الحالية. ففي إستونيا على سبيل المثال، تقدمت المجتمعات التكنولوجية بالفعل بعدد من الحلول للتعامل مع الفيروس، وكذلك الأمر في البرتغال. وتتعدد طرق المساعدة في تطوير تقنية ذكية تساعد في تنفيذ التدابير اللازمة. لذا، شارك قدر المستطاع وشجع الآخرين على المشاركة.
4. بادر بتنظيم أو المشاركة في التجمعات (الهاكاثون)
يمكنك المبادرة بتنظيم التجمعات التي تهدف إلى تقديم يد العون وقت الأزمة، أو المشاركة في هذه التجمعات إن كانت مقامة بالفعل في مجتمعك. ألا يمكنك التفكير في طريقة ما لحشد الناس للتطوع ودعم كبار السن مثلاً؟ بالفعل ظهرت العديد من المبادرات الناتجة عن هذه التجمعات لكننا في حاجة ماسة إلى المزيد منها ليس فقط لمكافحة الظروف الطارئة الحالية ولكن لإدارة فترة ما بعد الأزمة بشكل فعال.
5. رتب لندوات مجانية عبر الإنترنت أو بودكاست أو ندوة للإجابة عن الأسئلة
نظراً للتطورات العالمية الأخيرة وفرض الحظر فقد تحولت المؤسسات من الحضور الفعلي إلى التواصل وعقد الاجتماعات والمؤتمرات عبر الإنترنت، إذ لا يوجد مؤشر واضح حتى الآن يتوقع الفترة التي قد نقضيها قيد الحظر والتباعد. لذا، ما عليك سوى البدء في الظهور في بث مباشر- سواء كان ذلك بمفردك أو بصحبة فريق عملك أو ربما مع بعض الخبراء من شركات ناشئة أخرى. اختر طريقة ظهورك والتطبيق الذي يروق لك، المهم أن تركز على تقديم نصيحتك لمتابعيك ومشاركة خبراتك لمساعدة الناس على الإبقاء على حماسهم.
6. تابع إرشادات برامج النمو
لحسن الحظ هناك العديد من البرامج الإرشادية المجانية التي تهدف إلى تصور طرق النمو والحد من آثار الأزمات. وقد يساهم مؤسسو المشروعات الناشئة في مساعدة المشروعات التي لا تزال تخطو أولى خطواتها وتجابه تحديات أصعب. لذا عليك البحث عن برنامج يرحب باستضافتك وعرض خبراتك في مجال عملك.
7. قدم نصيحتك بشأن العمل عن بعد
كونك عضوًا أو مديراً في شركة ناشئة فربما تكون على دراية بمفهوم "العمل عن بعد". غير أنه يجب أن تدرك أن هناك ملايين الأشخاص الذين يخطون أولى خطواتهم في هذه التجربة. حيث لم تمهل الظروف الحالية آلاف المديرين الوقت ولم تتاح أمامهم خيارات سوى إدارة عملهم عبر الإنترنت. ومن ثم يمكنك إسداء بعض النصائح ومشاركتها عبر أي منصة عمل لتيسير عمل هؤلاء الأشخاص وتشجيعهم على التواصل.
8. تقديم الاستشارات للشركات الصغيرة والمتوسطة عن الرقمنة والأتمتة
تخيل عدد الشركات الصغيرة والمتوسطة التي لم يخطر ببالها منذ اسبوعين هذا التحول الرقمي. ولعل الفشل في إدارة العمل آليا وتحويله إلى عمليات رقمية قد دفع بهذه الشركات إلى البحث عن طرق ونماذج عمل أخرى. لذا فقد تسهم في مساعدتهم في إنشاء متجر إلكتروني، أو تنفيذ حملة تسويقية، أو حتى تقديم نصيحة عن التطبيقات الإلكترونية التي قد تساعدهم وتضمن تسيير أعمالهم.
الأمر يعود إليك، لكن تذكر أنه قد حان الوقت للمبادرة وخدمة المجتمع وإحداث تأثير حقيقي. حتى وإن لم تملك سوى تقديم المساعدة والمشورة. فكونك نموذج ناجح قد يلهم الآخرين بالإقدام والمبادرة والتكامل ومجابهة مستقبل قد يكون غير متضح الملامح حتى الآن.