اشتعلت الأمور بين واشنطن وإيران، بعد تقرير لصحيفة (وول ستريت جورنا) قالت فيه: إن الإدارة الأميركية، قررت تعزيز قواتها في الخليج في ضوء معلومات استخبارية، أفادت بأن إيران تخطط لاستهداف مصالح أميركية في دول عدة بالمنطقة، عبر هجمات متنوعة، تشمل غارات بطائرات مسيرة وتفجيرات واغتيالات.
لكن مسؤولاً في وزارة الدفاع الأمريكية، أكد أنه "لا حرب أميركية إيرانية تلوح في الأفق"، مشيراً إلى أن الهدف الأساسي من التحركات في الخليج، يتمثل في "إظهار قوة الردع العسكرية الأميركية في وجه تهديدات إيران".
فيما أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية، الأربعاء، أن إيران أبلغت رسمياً سفراء كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا والصين وروسيا بقرارها (التوقف عن تنفيذ بعض التزاماتها) بموجب الاتفاق النووي الذي أبرم عام 2015.
وأوضحت في بيان، أن القرار أبلغ صباح الأربعاء إلى سفراء الدول الخمس، في خطوة أتت بعد سنة تماماً من الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي، وفق (العربية).
إلى ذلك، أشارت الوزارة إلى أن الرئيس الإيراني حسن روحاني، أكد في رسائل إلى زعماء القوى العالمية الخمس، أن طهران لن تبيع اليورانيوم المخصب والمياه الثقيلة لدول أخرى بعد الآن.
وأضاف روحاني أن بلاده ستخفض مزيداً من التزاماتها ضمن الاتفاق النووي، وستزيد مستوى تخصيب اليورانيوم، بعد مهلة 60 يوماً.
كما حذر من "رد صارم" إذا أحيل الملف النووي مرة أخرى إلى مجلس الأمن الدولي، وقال: إن طهران مستعدة للمفاوضات النووية.
وكانت وسائل إعلام رسمية إيرانية، أفادت الثلاثاء، بأن وزارة الخارجية الإيرانية، ستعلن "التزامات أقل" في إطار الاتفاق النووي لعام 2015 لمبعوثي الدول الخمس الموقعة على الاتفاق الأربعاء، وأن الرئيس حسن روحاني سيبعث برسالة.
كما ذكرت هيئة الإذاعة الإيرانية الرسمية، الاثنين، أن إيران سوف تستأنف برنامجها النووي المتوقف، رداً على انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 لكنها لن تنسحب من الاتفاق.
ونقلت هيئة الإذاعة عن مصدر مقرب من لجنة رسمية تشرف على الاتفاق النووي، القول: إن الرئيس حسن روحاني، سيعلن أن إيران ستقلص بعضاً من تعهداتها "البسيطة والعامة" بموجب الاتفاق في الثامن من أيار/ مايو أي بعد عام بالتمام من إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق.
وقال المصدر وفقاً للوكالة: "رداً على خروج أميركا من الاتفاق النووي، والوعود الجوفاء من الدول الأوروبية في تنفيذ التزاماتها، قررت إيران استئناف جزء من الأنشطة النووية التي توقفت بموجب إطار الاتفاق النووي".
أفاد مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) بأنه سيجري إرسال أربع قاذفات من طراز (بي 52) من سلاح الجو الأميركي إلى منطقة الخليج، للمشاركة فيما وصفه بردع أي عدوان ولحماية المصالح الأميركية.
وبحسب (الجزيرة) وثيقة من البنتاغون قالت: إن سلاح الجو الأميركي، سيعيد نشر هذه القاذفات، وأشارت إلى أن تحرك حاملة الطائرات الأميركية (أبراهام لنكولن) باتجاه منطقة الخليج كان مجدولاً، ولكن جاء طلب تسريع وصولها في وقت أبكر لمواجهة التهديدات في المنطقة.
من جانبه، قال المتحدث باسم القيادة المركزية الأميركية القبطان بيل يوربان: إن القيادة المركزية للقوات البحرية الأميركية ستحدد موقع حاملة الطائرات أبراهام لنكولن بالشكل الذي يضمن حماية القوات والمصالح الأميركية في المنطقة، وردع أي هجوم.
وقال يوربان: إن القوات الأميركية الجوية، ستنشر طائرات (بي 52) في منطقة القيادة المركزية، دون أن تحدد تاريخ النشر، مؤكداً أن هناك مؤشرات واضحة على أن إيران والقوات التي تعمل لصالحها، تستعد لشن هجوم محتمل ضد القوات الأميركية في المنطقة سواء براً أو بحراً.
وأفادت مصادر في بروكسيل، الثلاثاء، أن الاتحاد الأوروبي، أبلغ إيران وجوب التقيد بتنفيذ التزامات الاتفاق النووي كاملة، كما حذرت فرنسا من الإخلال بالاتفاق.
وقال مصدر في الرئاسة الفرنسية، الثلاثاء، إن أوروبا ستضطر لإعادة فرض عقوبات على إيران إذا تراجعت طهران عن أجزاء من الاتفاق النووي.
وأضاف المصدر "لا نريد أن تُعلن طهران غدا إجراءات تخرق الاتفاق النووي، لأننا كأوروبيين في هذه الحالة، سنضطر لإعادة فرض العقوبات وفقاً لشروط الاتفاق، لا نريد أن نقوم بذلك، ونأمل ألا تتخذ طهران هذا القرار".
إلى ذلك، فقد غادر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، مساء الثلاثاء، بغداد بعد زيارة خاطفة، التقى خلالها رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي.
وأكد بومبيو لعبد المهدي، أن واشنطن ملتزمة بحماية سيادة العراق، مشيراً إلى أن إيران تصعّد من أنشطتها في المنطقة، وأنه توجه إلى العراق بسبب هذا "التصعيد" الإيراني، مشيراً إلى أن بغداد وعدت بـ (حماية) المصالح الأميركية.