إن زيادة الطلب على الخدمات وارتباطها بالزيادة السكانية في الاراضي الفلسطينية إلى جانب محدودية المصادر المالية انعكس سلباً على أداء البلديات الفلسطينية، كذلك ساهمت الحالة السياسية غير المستقرة وإجراءات الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة وسيطرته على الموارد والأرض وانعزال التجمعات السكانية عن بعضها وبعدها في كثير من الاحيان عن مراكز الخدمات في إضعاف قدرة هذه البلديات على الالتزام بمسؤولياتها في اداء خدماتها وضعف مستوى الفاعلية والكفاءة لديها، خصوصاً في ظل النظام التقليدي المتبع في ادارة البلديات في الاراضي الفلسطينية. هدفت هذه الدراسة إلى تشخيص حالة البلديات في الاراضي الفلسطينية وجاهزيتها لتبني نظام البلدية الالكترونية بالاعتماد على عدة عناصر تقنية مثل أنظمة المعلومات والاتصالات، وإدارة البيانات، وإدارة الانشطة ومحاكاة العمليات، وأخرى غير تقنية مثل النماذج القيادية والإدارية، والقدرات البشرية، والديمقراطية والعدالة والشفافية، والتخطيط التنموي المتكامل، وغيرها، ومن ثم استنتاج الفجوة بين الوضع الحالي والمستقبلي الممثل في البلدية الالكترونية واقتراح نموذج من العناصر الحاكمة (تقنية وغير تقنية) تتعامل مع التطورات المتوقعة وكذلك تراعي الخصوصية السياسية والديمغرافية في الاراضي الفلسطينية، وتساهم في الوصول الى البلدية الالكترونية. بالتوازي مع مراجعة الدراسات الادبية حول البلدية الالكترونية، اعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي والتحليلي والاستنتاجي في التعامل مع بلدية قلقيلية كحالة دراسية، حيث تم دراسة خصائص بلدية قلقيلية ومقارنتها بخصائص البلدية التقليدية وذلك بالاعتماد على قياس مدى رضى المواطن عن بعض الخدمات، وكذلك دراسة وتحليل بعض اقسام البلدية من حيث الاداء والتقنيات المستخدمة للاستدلال على خصائص البلدية وذلك بالتحليل النوعي. كما تم قياس وتقييم البيئة الداخلية للبلدية (جميع مكونات البلدية) وكذلك البيئة الخارجية والمرتبطة بالمواطن والمجتمع المحلي بالاعتماد على العناصر الحاكمة وكذلك على العوائق والتحديات المحتملة من وجهة نظر البلدية والمجتمع المحلي وذلك بالتحليل الكمي. كما تم الربط بين التحليل النوعي والكمي لتحقيق اهداف الدراسة. اظهرت نتائج الدراسة من خلال بلدية قلقيلية (كحالة دراسية للبلديات في الاراضي الفلسطينية) أن لديها جاهزية قليلة لتبني البلدية الإلكترونية (نسبة 23.5%) على الرغم من ارتفاع نسبة فرص نجاحها المرتبط بجاهزية البيئة الخارجية (68.5%). كما اظهرت النتائج المرتبطة بالتحديات من وجهة نظر البلدية وكذلك المواطن وجود أولوية قصوى للتعامل مع الانظمة والقوانين المرتبطة بالخدمات الالكترونية وكذلك الحالة السياسية غير المستقرة في الاراضي الفلسطينية بالإضافة الى العديد من التحديات الاخرى. اقترحت الدراسة نموذجاً من المتطلبات الاساسية لنجاح تبني البلدية الالكترونية في الاراضي الفلسطينية بحيث تضمن النموذج عدة عناصر اخذت بعين الاعتبار التغلب على مجمل التحديات والعوائق. كما أضافت الدراسة الى ذلك النموذج عدداً من القضايا المهمة ذات العلاقة بالبلدية الإلكترونية مثل القوانين والأنظمة، المستوى الثقافي والوعي لدى المجتمع المحلي، المشاركة المجتمعية، الأمان، وتفاوت القدرات التقنية، والتي على البلديات اخذها بعين الاعتبار لنجاح مشروع تبني البلدية الالكترونية، وتلك القضايا تعتبر مكملة للنموذج المقترح.
اضغط على الرابط في الاسفل
https://www.ienajah.com/up/do.php?id=999
=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-