يبقى #المغترب بين نارين ، نار الحنين الى #الوطن بكل ما يعنيه الوطن من معنى سامي ونبيل لا يفهمه أحد كالمغترب فهو ليس فقط قطعة أرض صماء وتراب وماء بل هو مسقط رأس ومغرس فأس وموطن الأهل والأصدقاء هو طفولة دارت كفراشة على كل الزهور وكل الزوايا فرسمت فيها ذكريات لا تنسى، حيث كان هناك أول ابتسامة بريئة وأول ضحكة من القلب وأول تلعثم لانطلاق اللسان وأول كلمة فرح بها الأبوين وتغنيا بها كانشودة فاتنة و حيث هناك أول وأنبل حب وأول وأصدق صداقة ، فهناك في الوطن ابتدأت كل البدايات التي لا يمكن أن تنسى.
ونار #الغربة التي يحسبها الضمآن ماءا ولكنها وان كانت فرصة لتحسين الاوضاع المادية وصقل الشخصية وتجربة غنية تفتح آفاق وتثري قاموس العقل بالتجارب والتعرف على الحضارات الأخرى ولكنها مخلوطة بكثير من الآسى ، فلا حياة اجتماعية تذكر ولا تواصل يروي عطش الوحدة ، ولا فرح يرقص القلب بشدة فالفرح يعاش مع الأحباب وبالاحباب يكون، فهو حالة جماعية كصورة رسام لابد أن تحتوي كل العناصر لتكتمل وأهم تجلياته هي بسمة تراها على فم أبيك وأمك فهناك وهناك فقط يكون الفرح .
فالخلاصة أن القلب في #الوطن والعقل في #الغربة.