دعوة مفتوحة الى الحب
25-10-2008
من أكبروأعظم نعم الله علينا التى لا تعد ولا تحصى نعمة العقل والقلب.
لقد خلق اللهسبحانه وتعالى لنا هذا الوجود وجعل له سننه وتشريعاته التى يسير بمقتضاها، ثم جعللنا نوران أحدهما نتفكر به والآخر نفقه به، ثم دعاناالى التأمل فى كل ما حولنا .. التأمل فى هذا الكون المنظم البديع... التأمل فى مخلوقات الله ... فى قدرة الله... فى عظمة الله.
ان لحظة التأمل تساوى الدنيا ومافيها، فهى التى تنقل الانسانبعقله وقلبه الى كل آفاق هذا الوجود متأملا قدرة الله ... شاهدا على وحدانية الله،فيجد نفسه بعد ذلك محبا لك شىء، فان الكون ساكن يشهد معه هذه القدرة ويشاركه لحظةالتأمل، فيشترك معه فى التسبيح والحمد.. وجميع مخلوقات الله تسكن فتشهد وتشترك فىلحظة التأمل الروحية ، فيشعر الانسان أنه محبا للكون ... حبيبا لمخلوقات الله بجميعأنواعها.
فالتأمل دعوة مفتوحة الى الحب... وآية ممنوحة الى القلب لكى يسبحفى أنوار الله المشرقة، فيرى جمال صنع الله وعظمة خلق الله ، فيشهد بوحدانية اللهويقر بقدرة الله فينعم بحب الله، ويهنأبلمسات حنان الله ثم يجد نفسه يغمره الحبالكبير لله حيث يرى آيات هذا الحب فى كل شىء من حوله، صغيرا كان أمكبيرا.
ان العقل هو نور أودعه الله لنا ليساعدناعلى التفكير والتدبر فى خلقالله فنشهد بحب الله وقدرة الله عز وجل.
أما القلب فهو الذى يفقه منالانسان، والله سبحانه وتعالى جعل القلب مستودع الأسرار وخزينة الانفعالاتالمتقابلةومستقر عجائب المعانى والغيوب، وبذلك يصبح القلب وحده هو القادر على كشفأو معرفة الحقيقة اليقينية.
ولما كان الايمان ضرورة حية للفردلكى يحيا،فيشعر بالأمان، وللمجتمع لكى يتماسك،فيشعر بالاستقرار،فان القلب هومستقر هذاالايمان ومحل السكينة والألفة والتقوى والرأفة والرحمة، ومنبع الحبوالسلامة.
والآيات الدالة الى ذلك كثيرةوكلمات الله تدل على أن القلب هومستودع سر الله ومستقر غيبة الانسان، وأنه محل الفقه.
( أفلا يتدبرونالقرءان أم على قلوب أقفالها )
( محمد: 24)
( أفلم يسيروا فى الأرض فتكونلهم قلوب يعقلون بها ) ( الحج: 46)
( فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون )
( المنافقون:3)
( صرف الله قلوبهم بأنهم قوم لا يفقهون ) ( التوبة: 127)
( وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه) ( الاسراء: 46)
فالقلب هناهو مشرق الأنوار ومهبط الأسرار ومن ذلك المعنى جاء قول الله تعالى:
( ومن يؤمنبالله يهد قلبه )
( التغابن: 11)
وهداية القلب الهام وتوجيه وكشف وشهودومعارف، وسمو وترق فى معارج القرب لتحقيق معنى السير فى طريق الله والهجرة الىالله، ولعل مما يكشف بعض سر القلب، وكيف أنه خزينة النور الأقدس قول اللهتعالى:
( نزل به الروح الأمين على قلب لتكون من المنذرين) ( الشعراء: 193-194)
فالقلب بهذه المنزلة هو الذى يفقه، وهو مرآة ومقياس النفس، فكلماكانت محمودة، فانها تزيد القلب اجلالا واشراقاونورا وضياء فيتلألأ فيه الحق وفى هذايقول الرسول صلى الله عليه وسلم:
( اذا أراد الله بعبد خيرا جعل له واعظا منقلبه)
وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم:
( من كان قلبه واعظ كان عليه منالله حافظا)
وأيضا فى الحديث الشريف:
( اذا أراد الله بعبدخيرافتح له قفلقلبه،وجعل فيه من اليقين والصدق وجعل قلبه واعيا، وجعل قلبه سليما، ولسانه صادقوخليقته مستقيمة، وجعل أذنه سميعة وعينه بصيرة)
ان الذى يعرف الطريق الىالله هو الانسان السليم القلب .. المطمئن النفس.. وصاحب القلب السليم من الاصفياءالأتقياء الذين يبشروا فى دنياهم وأخرتهم:
( وما جعله الله الابشرى لكمولتطمئن قلوبكم به ) ( آل عمران: 126)
اذن العقل هو نوريقودنا الىالتفكروالقلب نور يقودنا الى التفقه والتبصر.
فالعقل هو محللتفكير.
والقلب هو محل الفقهوهما معا نوران يقودان الانسان الىالتأمل والتبصر ويفتحان سبل طريق الحب والخير حيث الأمان والسلام الروحى والاطمئنانالقلبى.
تعليق