ينتشر بين الكثير من أوساط الناس وجود كميات كبيرة من الكنوز القديمة المدفونة تحت الأرض وأنها محروسة من الجن وقد شاع بينهم أيضاً قدرة الدجالين والمشعوذين على استخدام الجن في استخراج هذه الكنوز. وقد ارتبطت هذه الاعتقادات بـ «الزئبق الأحمر» الذي يؤكد البعض قدرته الهائلة على تسخير الجان لاستخراج هذه الكنوز وسرقة الأموال من خزائن البنوك، وظهر تبعاً لذلك ما سمي بـ «التنزيل» وهو ما يمارسه الدجالون والمشعوذون من تنزيل الأموال المسروقة للزبون عن طريق استخدام الجن.
وفي هذه الحلقة نقف بكم على حقيقة «الزئبق الأحمر» وعلاقته باستخراج الكنوز، ونقدم لكم تجربة مشعوذ تاب إلى الله كانت له تجارب في هذا المجال، ونعرض لكم بعض قضايا النصب والاحتيال التي مارسها البعض لترويج الزئبق الأحمر، ونقدم لكم في النهاية رؤية شرعية حول هذا الأمر.. من خلال هذه الحلقة المثيرة والمليئة بالحكايات الغريبة عن الزئبق الأحمر واستخراج الكنوز.
حـقـيـقـة الـزئـبـق الأحـمـر
وللتعرف على حقيقة «الزئبق الأحمر» نذكر لكم هذه الحادثة: فقد وقع بين أيدي المحقق الصحافي البريطاني «غوين روبرتس» تقرير أعد لعناية «يوجيني» وزير الخارجية الروسي الذي كان وقتئذ على رأس جهاز الاستخبارات الروسية، عن حقيقة مادة الزئبق الأحمر.
وقد ذكر ذلك التقرير أن ما كان يعرف بالاتحاد السوفييتي بدأ بإنتاج هذه المادة عام 1968م في مركز «دوبنا» للأبحاث النووية، وأن الكيماويين المتخصصين يعرفون هذه المادة بهذا الرمز «H925 B206» وهي مادة تبلغ كثافتها «23» جراماً في السنتيمتر المكعب. وقد أحدثت هذه الدرجة الفائقة من الكثافة بلبلة في عقول العلماء الغربيين، إذ أنها أعلى من درجة كثافة أي مادة معروفة في العالم، بما في ذلك المعادن النقية.. ومن المعروف أن كثافة الزئبق المستخدم في قياس درجات الحرارة تبلغ «6,13» جراماً في السنتيمتر المكعب، فيما تبلغ كثافة البلوتونيوم النقي أقل قليلاً من «20» جراماً في السنتيمتر المكعب الواحد. ويعتبر الزئبق الأحمر من المواد النادرة جداً وثمنه قد يصل إلى ملايين الدولارات.
وقصة الزئبق الأحمر ارتبطت قديماً وحديثاً بالجن والشياطين والكنوز. ولكنه في الواقع أخطر من ذلك بكثير خاصة وأنه يدخل مباشرة في صناعة الأسلحة المتطورة، كما يدخل في صناعة النشاط الذري بمختلف أنواعه. ويؤكد بعض الباحثين في علم الآثار أن هناك بالفعل ما يسمى «الزئبق الأحمر» وهو عبارة عن بودرة معدنية حمراء اللون ذات إشعاع، لاتزال تستخدم في عمليات ذات صلة بالانشطار النووي ومصدر تصنيعه وتصديره لدول العالم وبعض دول الاتحاد السوفييتي السابق، إذ تقوم بعض العصابات بتهريبه من داخل المفاعلات النووية هناك ليباع بملايين الدولارات في بعض دول العالم.
الزجاجة التي أثارت القضية
في بداية الأربعينيات من القرن الماضي تم اكتشاف زجاجة تخص أحد كبار قواد الجيش في عصر الأسرة 27 «آمون. تف. نخت» الذي تم تحنيطه في داخل تابوته نتيجة عدم التمكن من تحنيط جده خارج المقبرة بسبب أحداث سياسية مضطربة في عصره.
وقد بدأ الحديث عن الزئبق الأحمر في الأصل بعدما عثر الأثري المصري زكي سعد على سائل ذي لون بني يميل إلى الاحمرار أسفل مومياء «آمون. تف. نخت» قائد الجيوش المصرية خلال عصر الأسرة «27» ولايزال هذا السائل محفوظاً في زجاجة تحمل خاتم وشعار الحكومة المصرية، وتوجد داخل متحف التحنيط في مدينة الأقصر. وتعتبر هذه الزجاجة السبب الرئيس في انتشار كل ما يشاع عن ما يسمى بالزئبق الأحمر المصري. وهذه المقبرة قد وجدت بحالتها ولم تفتح منذ تم دفنها، وعندما تم فتح التابوت الخاص بالمومياء الخاص بـ «آمون. تف. نخت» وجد بجوارها سائل به بعض المواد المستخدمة في عملية التحنيط وهي عبارة عن «ملح نطرون، ونشارة خشب، وراتنج صمغي، ودهون عطرية، ولفائف كتانية، وترينتينا».
ونتيجة إحكام غلق التابوت على الجسد والمواد المذكورة، حدثت عملية تفاعل بين مواد التحنيط الجافة والجسد، أنتجت هذا السائل الذي وضع في هذه الزجاجة، وبتحليله وجد أنه يحتوي على «90،86 المئة» سوائل آدمية «ماء، دم أملاح، أنسجة رقيقة» و«7،36 المئة» أملاح معدنية «ملح النطرون» و«0،12 المئة» محلول صابوني و«0،01 المئة» أحماض أمينية، و«1،65 المئة» مواد التحنيط «راتنج، صمغ + مادة بروتينية».
وقد أدى انتشار خبر اكتشاف هذه الزجاجة إلى وقوع الكثير من عمليات النصب والاحتيال منها ما تداولته الصحف قبل سنوات عدة عن تعرض شخصية عربية مرموقة لعملية نصب عندما نصب عليه البعض بيع زجاجة تحتوي على الزئبق الأحمر المصري بمبلغ 27 مليون دولار، وقد حرر محضر بهذه الواقعة تحت رقم «17768» إداري قسم جنحة نصب، في جمهورية مصر العربية. ومن أحدث قضايا الزئبق الأحمر تلك التي أمر اللواء أحمد شفيع مساعد وزير الداخلية المصري لأمن الجيزة بتحويل المتهمين فيها للنيابة للتحقيق معهم. وكانت مباحث الجيزة قد ألقت القبض على طالب اسمه أحمد محمد أحمد ومدرس في مدرسة أوسيم التابع لمحافظة الجيزة اسمه صابر السيد، وبحوزتهما قارورة تحتوي على الزئبق الأحمر، زعما أنهما بواسطته استدلا على آثار مدفونة تحت الأرض، وعثرت المباحث معهما بالفعل على قطع أثرية تنتمي لعصور مختلفة وتقدر قيمتها بسبعة ملايين جنيه إضافة إلى سائل أحمر اللون، قالا أنه ساعدهما في العثور على الكنز وقالا في التحقيقات أن شخصاً ثالثاً استعمل هذا الزئبق الأحمر في تحضير الجان، وأن هذا الجان قادهما إلى الآثار المدفونة تحت منزل أحدهما.
اعترافات مشعوذ تائب
حول علاقة الزئبق الأحمر بالجن وباستخراج الكنوز.. يقول حامد آدم وهو مشعوذ تاب إلى الله وتحول إلى داعية، عن هذه العلاقة: إن تلك حقيقة وإن الجن يطلبون الزئبق الأحمر، من الإنسان وهو غالي الثمن وقد يصل سعره إلى مئات الألوف بل ملايين الدولارات، لأن الواحد من الجن يتغذى به ويساعده في إطالة عمره، ويجعله شاباً ويعطيه قوة، هذا الزئبق الأحمر لن يكون له أي مفعول على الجان إلا إذا حصل عليه من إنسان. ومن دونه لا يؤثر فيه، ولهذا يطلب الجان من الدجال والمشعوذ الذي يتعامل معه أن يحضر له هذا الزئبق الأحمر بكميات معينة بقوة ونقاء يصلان إلى «93،7 المئة» ومقابل هذا يعطي الجان الإنسان أموالاً ضخمة يسرقها من البنوك ومن مطابع العملة في البلدان المختلفة. وقد يخدع الجان الإنسان ان يعطيه هذا المال لاستخدامه فترة معينة لا تتعدى أسابيع أو أياماً حسب إنفاقه مع حارس المال من الجن والآخرين الجن. وهكذا تتم عمليات «التنزيل» المعقدة وفق اتفاقيات بين الجن والإنسان، والجن والجن.
ويعترف حامد آدم بأنه قام بهذا العمل لصالح أحد الأشخاص عام 1995 وكانت الكمية «800» جرام، وقد نفذت العملية وأحضر الجان لصاحب الزئبق مالاً من فئة الدولار الواحد.
ويضيف حامد عن أساليب الشعوذة وتغيير الأشياء إلى مال ويقول إنه كان يحول أوراق الشجر إلى مال وفق تعاويذ معينة، بعضها لفترة معينة وأخرى لمدة طويلة. وقد سألت الجن مرة من أين يحضر هذه الأموال، فقال: إنها من كندا من مطبعة العملة لديهم. ويؤكد حامد إن هذا العمل لا علاقة له بالدين أو القرآن. ويعترف أنه تعلم هذا السحر من شيخ هندي قابله في منطقة على الحدود التشادية النيجيرية، وهو من أشهر الذين يدعون أنهم يعلمون الشخص الكمال أو ما يزعمون أنه التعامل مع الله سبحانه وتعالى والرسول مباشرة. ويستخدم هؤلاء الدجالون أسماء غريبة يدعون أنها سريالية وهي في الحقيقة أسماء لسفهاء الجن الذين يتعاملون معهم، وحتى يعطي هؤلاء لأنفسهم هالة يدعون أنهم في حضرة روحية.
فوائد الزئبق الأحمر
يقال بان الجن يطلبونه بشدة.
ويقال انه لا اصل له في الوجود.
ويقال ان الاستخبارات في العالم تستخدمه.
وايضا من يقول انها اشد فتكا من اليورانيوم!.
واخرين يزعمون انها تشفي الامراض.
ولكن ما هي حقيقته واين يوجد وهل فعلا يستخدمه الجن؟
الزئبق الاحمر عبارة عن بودرة معدنية حمراء اللون مع اشعاع هذه المادة ذكر انها كانت تنتج في روسيا عام 1968 وتبلغ كثافتها 23 جم / سم مكعب «H925b206» وتعرف بالرمز بهذا تعتبر اعلى من درجة كثافة اي مادة معروفة في العالم و من المواد النادرة جدا ويصل ثمنه الى ملايين الدولارات، ارتبط قديما وحديثا بالجن والشياطين وفي الواقع هو اخطر من ذلك... لماذا؟
لانه يدخل في صناعة الاسلحة المتطورة ومنها النشاط الذري في بداية الاربعينيات تم اكتشاف زجاجة تخص احد قواد الجيش في عصر الاسرة 27.. في احدى الاثار المصرية
وبدأ الحديث عن الزئبق الاحمر بعدما عثر الاثري المصري زكي سعد على سائل لونه بني يميل الى الاحمرار اسفل مومياء قائد الجيوش من اسرة 27 وماتزال الحكومة المصرية تحتفظ بهذه الزجاجة عندما تم فتح التابوت لاول مرة منذ ان دفن القائد حصل العجب !
وجد بجانبه سائل به بعض المواد المستخدمة في التحنيط! وهي «ملح نطرون + نشارة خشب + راتنج صمغي + دهون عطرية + لفائف كتانية + ترينتينا» ونتيجة للاغلاق المحكم للتابوت حصل التفاعل الكيميائي للمواد مع الجسد انتجت السائل الذي تم جمعه في هذه الزجاجة «الزئبق الاحمر».. تم تحليل السائل ووجد انه يحتوي على:
1 - 90,86 المئة سوائل آدمية.
2 - ماء، دم، أملاح وانسجة رقيقة.
3 - 7,36 المئة املاح معدنية.
4 - 12, 0 المئة محلول صابوني.
5 - 0,01 المئة احماض امينية.
6 - 1,65 المئة مواد التحنيط.
ظن الكيميائيون القدامى أن الزئبق قادر على تحويل المعادن الخسيسة إلى ذهب.. فأجروا عليه آلاف التجارب منذ أمد بعيد.. إلا أن اعتقاداتهم ذهبت أدراج الرياح، حيث اكتشف العلامة المسلم "أبو بكر الرازي" إلى الآثار الضارة للزئبق وذكر في كتابه "الحاوي" إجراءه عدة تجارب على القردة بهدف دراسة تأثير سمية الزئبق ومركباته قبل أن يقدم على استعماله في صناعة الأدوية.
ومع التقدم التكنولوجي الهائل الذي شهدته البشرية في مجال الصناعة.. بدأت تظهر للزئبق آثاره الضارة وأصبح محط دراسات وأبحاث واسعة.
استعمالات الزئبق ومركباته:
يستعمل الزئبق على نطاق واسع في الصناعات الكيميائية والتعدينية، فهو يستخدم في استخلاص الذهب من خاماته عن طريق الاتحاد معه وتكوين ما يعرف باسم "المملغم" Amulgam، ويستخدم في صناعة الأجهزة الكهربائية وفي إنتاج الكلور والصودا الكاوية بالتحليل الكهربائي لمحلول ملح الطعام.. كما يدخل في صناعة المبيدات الحشرية وفي علاج الأسنان.. وفي صناعة الورق ومن أشهر استخداماته هو دخوله في أجهزة قياس الحرارة (الترمومترات) ومقاييس الضغط الجوي (البارومترات)، كما يدخل في عمل مساحيق كشف البصمات وفي صناعة بعض دهانات الوجه والجلد.. وصنع البويات وفي دباغة الجلود والحرير الصناعي، كما يستخدم في المعامل كمادة حفازة catalyst في كثير من التفاعلات الكيميائية.
يوجد خام الزئبق المعروف بالسنابار Cinnabar في عدد قليل من دول العالم، في أمريكا وروسيا والصين وأسبانيا والمكسيك، حيث يتواجد على شكل رواسب محصورة نتيجة للأنشطة البركانية.
من مصادر التلوث:
يُعَدُّ الزئبق مصدرًا شديد الخطورة لتلوث البيئة، ومن مصادر تأثيره الملوث ما يلي:
1- المخلفات الصناعية الناتجة من الصناعات الكيمائية والبترولية والتعدينية.
وتُعَدُّ صناعة الكلور من أكثر الصناعات التي تنتج عنها مخلفات الزئبق، حيث تخلف نحو 100 -200 جرام لكل طن ينتج من الصودا الكاوية.
2- النفايات التي تصرف في المسطحات المائية بما في ذلك مخلفات المجاري، حيث أجريت أبحاث في الولايات المتحدة على مياه المجاري وقدر الزئبق فيها بمقدار 3.4 - 18 جزءاً في المليون.
3- المبيدات الحشرية ومبيدات الفطريات.
4– استخراج المعادن من المناجم.
ويصل الزئبق للإنسان عن طريق الطعام الملوث سواء كان أسماكاً أو خضروات وفواكه رُشَّت بالمبيدات الحشرية.. ويؤثر تأثيراً سلبيًّا على الحيوانات والطيور، حيث اكتشفت أنه يمنع تتابع الأجيال في الطيور الآكلة لحبوب ملوثة بالزئبق.. فيجعل البيض أكثر هشاشة سهل كسره.
* استخدام الزئبق في علاجات الأسنان (كمثال)
حشو الأسنان بالمملغم المكون من 50% زئبق والذي قد يتسلل من الحشو إلى داخل أنسجة وخلايا الجسم ما زال يثير جدلاً كبيرًا حول استخدامه، فالكيميائيون المعارضون يرون أن له أضرارًا بالغة على الصحة، ويقولون إن استخدامه في كباري الأسنان قد يسبب شحنات كهربائية ناتجة عن التفاعلات الكيميائية Galvanism ترى في جسم المريض وتتجه من الرأس إلى الدماغ مباشرة مسببة آثاراً مميتة. أما الموافقون على استخدامه فيرون أن الأبحاث العلمية لم تقدم ما يثبت الضرر بشكل قاطع، وأن الأمر لا يتعدى كونه أمراً معنويًّا عند عامة الناس، إلا أنهم لا يغلقون الباب تماماً في وجه احتمال وجود هذه المخاطر.
الآثار الضارة للزئبق:
الحالة السائلة للزئبق وتأثيرها السام ما زالت محط تجارب الكيميائيون.. ولم تثبت هذه التجارب حتى الآن أن له تأثيراً خطيراً في حالته السائلة ما دام موجوداً في الأوعية التي تحويه.. إلا أنه إذا خرج من أوعيته ولامس الجلد فقد يسبب التهابات في أنسجته؛ وذلك لأنه سهل الامتصاص بواسطة الجلد.
ولكن أحداً من العلماء لم يختلف على أن الزئبق يظهر خطره عند استنشاق أبخرته أو امتصاص مركباته السامة.. فالزئبق يتبخر عند درجة حرارة الجو العادية كما يتبخر الماء ويحمل هواء الشهيق هذه الأبخرة إلى داخل جسم الإنسان والحيوان وتتراكم على أوراق النباتات مما يُعَدُّ خطراً جسيماً على هذه الكائنات.
التعرض لأبخرة الزئبق لفترة وجيزة بتركيز بسيط يؤدي إلى حدوث التهابات في الفم واللثة وفقدان الأسنان.. كما يؤدي إلى حالات قلق وإجهاد، كما يؤدي بالإنسان لحالة مزاجية سيئة وفقدان الثقة بالنفس.. والصداع والاكتئاب.
أما التعرض لفترات طويلة فإنه يؤدي إلى حدوث اضطرابات عقلية وحالة أشبه بالارتجاج في المخ، كما يُحْدِث تلفًا في النخاع الشوكي وتدميرًا لخلايا المخ الحيوية، ولقد أثبت العلم أن مركبات الزئبق أشد سمية من الزئبق نفسه سواء كانت مركبات عضوية أو غير عضوية.
* ميثيل الزئبق Methyl Mercury : هو أحد المركبات العضوية التي لها قدرة كبيرة على الذوبان في الشحم والأعصاب المحيطة.. وينتقل عبر المشيمة إلى الجنين مسبباً تشوهات خلقية وعقلية كما أن أملاحه تفرغ من الكلية والكبد والغشاء المخاطي للمعدة وغدد العرق والغدد اللعابية.. أما المركبات غير العضوية فهي أقل امتصاصاً من قبل الجهاز الهضمي ولا تحرق الخلايا مثل ميثيل الزئبق.
وقد اكتشفت أحياء دقيقة (بكتيريا) تعيش في الماء يمكنها تحويل مركبات الزئبق غير العضوية إلى مادة مثيل الزئبق العضوية والتي تمتص في أمعاء الإنسان والحيوان وفي الأنسجة الحية بمقدار 98%.
ينقل المركب بواسطة كرات الدم الحمراء مخترقاً الخلايا ويتجمع ما يقرب من 10% من أي جرعة في الجهاز العصبي المركزي CNS حيث أن الهدف الأول له هو الدماغ.
وقد سجلت حالات فقدان للسمع والعمى عند كثير من الأطفال حديثي الولادة في وباء العِراق، كما توفيت ما يقرب من 45% من الحوامل مقارنة بـ 7% من الناس عامة، ويفرز المركب في لبن الأم بمقدار 50% أكبر من تركيزه في الدم.
سجلت بعض الحوادث الخطيرة التي حدثت في حياة البشرية نتيجة التسمم بالزئبق ومركباته.. كان أكثرها شهرة هو الوباء الذي حدث "بالعراق" حيث أصيب ما يقرب من 6 آلاف شخص وتوفى 559 نتيجة لاستهلاك خبز تمَّ رش دقيقه بمبيدات الفطريات الملوثة بالزئبق، والحادثة الثانية وقعت في الستينيات في ساحل "منيماتا minamata باليابان، حيث تسمم الآلاف بأكل الأسماك الملوثة بميثيل الزئبق.
أقصى نسبة تسمح بها الهيئات الصحية لتركيز الزئبق في الهواء هي 0.05 مليجرام في كل متر مكعب في الهواء، ومن ثَمَّ حينما ترتفع نسبة تركيز أبخرته إلى نحو (2 - 8) مليجرام في المتر المكعب الواحد.. فإنها تشكل إنذارًا خطيراً على صحة الإنسان. أما التركيز في الماء فيكون مناسبة إذا لم يتعدى 0.001 مج/ لتر وقد تصل إلى 0.03 مج/ لتر.
هل هناك بدائل؟
يحاول الكيميائيون استبدال المركبات العضوية بغير العضوية، حيث إن معدل تبخرها ومعدل ذوبانها في الشحوم أقل كثيراً من العضوية. فقد أمكن استبدال الزئبق بالنحاس في الصناعات الزراعية واستبداله في مجال الدواء بعقاقير الكبريت واليود والمطهرات، وأصبح استخدام البورسلين والبلاستيك في علاج الأسنان مفضلاً عن المملجم في عيادات الأطباء. لكن استبدال الزئبق في باقي الاستخدامات لا يزال بعيد المنال
تأثيراته المدمرة على مدى الطويل للجهاز العصبي المركزي وما ينتج عن ذلك من اختلال في وظائف الجسم الأخرى،
والتعرض يكون عن طريق التنفس من تلوث الهواء أو عن طريق الشرب من تلوث المياه الجوفية أو مياه الأنهار أو مباشرة عن طريق... ملامسة الجلد.
دراسات وأبحاث كثيرة على مستوى العالم تطرقت للسمية الشديدة والأضرار التي يسببها معدن الزئبق ومشتقاته للأحياء البرية والبحرية والبيئة، ومن ضمن أضرار هذا المعدن:
# مقدرته الكبيرة على قتل الخلايا الحية (cytotoxic).
# سهولة تراكمه في خلايا الدماغ والأعصاب مسبباً في تدمير تلك الخلايا (neurotoxic).
#يضر ويضعف من الجهاز المناعي للإنسان (immunotoxic) فينتج عن ذلك أمراض الحساسية والربو واضعاف للخلايا البيضاوية المتعادلة ذات الفاعلية الكبيرة في صد غزوات الميكروبات الغازية.
#الأضرار والتسمم للنفرونات الكلى (nephrotoxic) المسئولة عن تصفيات الدم من السموم.
#انتقال الزئبق أو مشتقاته عبر المشيمة يسبب في أضرار كبير للجنين كتناقص مقدرة الدم على نقل الأكسجين والمواد الغذائية والفيتامينات والمعادن الأساسية والتي تسبب في تشوهات وإعاقات ذهنية له.
#تعرض المرأة الحامل للتلوث بالزئبق يؤثر في نمو الخلايا العصبية لدى الجنين مسببه في عدم توازن الدماغ.
#التسبب في اضطراب للهرمونات وبعض الغدد الصماء (endocrine system).
#يسبب الضرر للجهاز التناسلي الذكري من اختلافات في الحمض النووي يودي إلى تشوهات للحيوانات المنوية ونقص العدد وضعف الحركة.
#يسبب الزئبق اضطراب هرموني لدى الذكور لخواصه وتأثيراته المشابه للهرمون الأنثوي الاستروجين.
#يسبب أضرار للقلب والأوعية الدموية وزيادة في عدد كريات الدم الحمراء وزيادة في الضغط الدم.
#يمنع تصنيع بعض المركبات الأساسية اللازمة لخلايا الجسم مسبب أضرار بالكيمياء الحيوية على مستوى الخلية فتتغير تركيبة البروتين المصنع أو تسبب في حدوث خلل في نقل بعض المركبات كالكلسيوم.
# الزئبق قد يسبب تلف الخلايا الطلائية للمعدة يؤدي إلى فقد الطبقة الحامية فيسهل اختراقه ببعض الميكروبات مثل
Helicobacter pylori أحد المسببات قرحة المعدة