شات الجزائر

شات فلسطين

طويلة بس روووووووووعة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • طويلة بس روووووووووعة

    دروس الحج.. تشحن قلب العبد بقية عمره
    منقول
    فريضة الحج مرّة واحدة في العمر، لكن شحنة دروسه وعبره التربوية تكفل أن يشحن بها العبد المؤمن قلبه، فيدوم معه أثرها بقية عمره؛ مصداقاً لقول الرسول (ص): "يرجع كيوم ولدته أُمّه"، وكأنه بعدها يفتح صفحة جديدة بعد غسيل كلّ الذنوب، ولكل من حضر عرفة؛ حتى يولول الشيطان ويصرخ من كثرة من يغفر له، وما يغفر بفضل الله ورحمته، ولنبدأ الحديث عن الحج بسورة الحج؛ حيث إن درسها هو الدرس الأوّل لمن أراد أن يتربى على مادة القرآن: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ) (الحج/ 1).
    حديث يزلزل القلوب عن الساعة، وأهوالها، افتتاحه لسورة الحج واضح لكل ذي عينين وقلب أو ألقى السمع وهو شهيد، إن أوجه الشبه بين مشاهد الحج ومشاهد القيامة كثيرة، أوّلها: إعداد الكفن، وثانيها: ترك الدنيا وراء الظهر، وثالثها: حشد بشري هائل لكل مسلمي الدنيا شرفهم الله بحج بيته الحرام في صعيد واحد، كأنّه يوم الحشر، يخرجون بأكفانهم من الأجداث، فإذا ما عادوا بعد أداء هذه الشعيرة على ملة إبراهيم وسنة نبينا محمّد (ص)؛ كانوا كمن منحهم الله وقتاً إضافياً في عمرهم، وصفحات بيضاء جديدة بعد إلغاء إجاباتهم الخاطئة في الامتحان السابق؛ فيسطرون فيها أعمالاً صالحة، على نحو ما ذاقوا من حلاوة الإيمان وصفاء الطاعات ونورها.
    - تحري الحلال:
    لابدّ من التنبيه على أن اشتراط المال الحلال، والراحلة الحلال، والغداء الحلال والملبس الحلال لقبول الحج، كما قال رسول (ص): "يقال له لبيك وسعديك"، على عكس تلبية مَنْ ماله حرام، وراحلته حرام، ومطعمه حرام، يقال له: "لا لبيك ولا سعديك"، كل هذا يخيف المسلم المسافر هذا السفر الطويل، وهو يعلم أنّه سيكلفه مالاً كثيراً، وجهداً أكثر، فيتحرى حلال المال والمأكل والملبس؛ خشية ضياع كل جهده وماله بلا فائدة، حتى ولو كان عاصياً بعيداً عن الله عزّ وجلّ؛ فإنّه عند استعداده لرحلة العمر هذه يتحرى مبلغاً يدخره من مصدر حلال للإنفاق على هذه الرحلة؛ عسى الله أن يتقبلها؛ فيغسل بها الذنوب؛ ويمحو بها الخطايا، يذكرني هذا بعهد كفار مكة، عندما اتفقوا عند إعادة بناء الكعبة ألا يدخل في بنائها مال حرام من مهر بغي، أو حلوان كاهن، أو مال مغصوب يقيناً، فإنّ الفطرة تعترف بأنّ الله عزّ وجلّ طيب لا يقبل إلا طيباً.
    ويزيد من خوف العبد، وهو مقدم على هذه الرحلة أنّه سيترك زوجه وأولاده، وأمواله وديعة عند الله متمثلاً حج أبينا وجدنا إبراهيم الذي قالت له زوجه هاجر: "الله أمرك بهذا؟ قال: نعم، قالت: إذن لن يضيعنا"، فلمن سيترك هؤلاء؟! إنّه سيتركهم لله، ومَنْ هو ذاهب؟ إنّه زائر لبيت الله الحرام، وحق على المزور أن يكرم زائره، ومؤدياً لخامس أركان الإسلام، ثمّ زائراً لمسجد حبيبه محمّد (ص).
    إنّ تحريم دخول مكة والمدينة على مشرك أو كافر يؤكد معنى مهمّاً وخطيراً: أنكم أيّها المسلمون إذا فرطتم في كل أرضكم الإسلامية أو بعتموها لأعدائكم، أو لم تحموها من أعدائكم، فإنّ البلدين الحرامين حرامٌ على الكفار ممنوعان بحفظ الله من دخول المشركين أو الكفار، وهما وقف فقط للمسلمين بأمر الله، وسلطان الله, كما ورد في الحديث الصحيح عن رسول الله (ص)، تحديد أماكن للميقات، وتحديد زمان للحج، وتحديد مواقيت ومناسك للحج عند كل شعيرة منها، تكليف بأمر ما، وإحياء لمناسبة من ذكريات السيرة الإسلامية الأولى لأبينا إبراهيم وزوجه هاجر وابنهما إسماعيل عليهم صلوات الله وسلامه.
    درس لا يُنسى: فمن درس افتراق الأسرة الإسلامية على الله مقابلاً لإجتماعها على الله، ولكلٍّ أجره وثوابه، ومن تسليم الزوجة الطائعة لربها وزوجها؛ درس يجب ألا تنساه الأُمّة المسلمة نساؤها على الأخص، فخروج أزواجهنّ للجهاد هو حفظ لهنّ ولأولادهنّ أفضل من بقاء أزواجهنّ معهنّ، فمن أين كان سيأتي لها أبونا إبراهيم بماء هو آية إلى قيام الساعة، طعام، وشراب، وشفاء، وأمان، وما تحقق لها ولإبنها الرضيع لم يأت إلا بعد التسليم والرضا، وعون الزوج على طاعة الله: "اذهب لما أمرك الله"، واليقين في حفظ الله وموعوده، مع تمام انقطاع الأسباب (... بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ) (إبراهيم/ 37)، وحوله الوحوش والسباع، ولا يوجد مأوى، والطفل الرضيع، أو يدافع عنهما، ولكن مع كل هذا لابدّ من بذل الجهد، أي الأخذ بالأسباب، فمهما تكالبت المصائب، وأظلمت الدنيا، وانقطعت الأسباب، لا يأس ولا قعود عن بذل الجهاد، وإلا لكانت أُمّنا هاجر تواكلت، ويئست، واستسلمت، فكيف يا أُمّة الإسلام، وحالنا الآن مهما بلغ أهون بكثير من حال أُمّنا هاجر وابنها الرضيع، وهي لم تقعد عن بذل جهدها الضعيف ولو لم تملك غيره، وهي تمشي وتهرول بين الصفا والمروة (750 متراً × 7 مرّات) أي حوالي 5 كيلومترات مشياً، وهرولة، وأقصى أملها ترى قافلة معها ماء وطعام، ونحن نسير نفس الخطوات، ولكننا ننسى أن نعيش نفس الظروف والحالات التي مرّت بها، أو حتى نتخيلها، لنخرج منها بالنتيجة المرجوة، فما الذي كانت تحلم له؟ وماذا كانت أقصى أمانيها؟ طعام أو شراب ليوم أو يومين، ثمّ ماذا بعد؟ لا.. إنّ العطاء عطاء الكريم الذي أمرنا أن نعبده، ونتوكل عليه، فيكون الدرس الأساسي في السعي الأخذ بالأسباب وترك النتائج على الله، فإذا بجبريل الأمين ينزل ليفجر البئر المباركة "زمزم" من تحت أقدام الطفل، وليس من تحت أقدام الأُم؛ ليكون آية أخرى أنّ الله عزّ وجلّ يأتي بالخير من باب أضعف الأسباب إذا أراد تنبيه الغافلين إلى طلاقة القدرة التي لا يعجزها شيء في الأرض ولا في السماء.
    وتخيل معي أخي المسلم أن ماء زمزم قد فاض لتشرب منه أُمّنا هاجر وابنها الرضيع، ولكن من أين يأتي الأمان، وهو أهم من الطعام والشراب، انظر إلى القدرة تسخر طيور السماء؛ لتكون جهاز الإعلام الذي ينقل الخير إلى كلّ القوافل التي تعرف مغزى هذه الرسالة الطائرة، فتلتف القوافل حول البئر، وتستأذن السيدة المصونة هاجر؛ ليكون عزّاً وشرفاً وسيادةً تأذن لمن تشاء، وتمنع مَنْ تشاء، والقوافل تحميها بالتبادل، وتحمل لها طعاماً وشراباً، وتتناقل القوافل الخير؛ لتكون زمزم محط كل القوافل ذهاباً وإياباً، فلا ينقطع الأمان، ولا ورديات الحراسة مع الرعاية والحماية بكل الوسائل من الغوئل، كل هذا، والأب في لقاء ربه لا يدري ما حدث لزوجه وولده، ولاشكّ أنّه كان في قلق، وإشفاق بلا رسائل تصله أو تطمئنه، ولكن على يقين أنّه قد استخلف الله عزّ وجلّ عليهم وهو نعم الخليفة في المال والأهل والولد مع التسليم بلا تفاصيل، كما قالتها زوجه الصابرة الثابتة "إذن لن يضيعنا"، وهي لا تدري كيف وليس هناك كيف؟!
    أمّا الطواف فهو درس روحاني عجيب بسبع، هي من بركات التكاليف، بسبع نسعى، وسبع نطوف؛ ولكن العجيب والغريب أن كل الكائنات تطوف في هذا الإتّجاه، اتّجاه طواف الطيور والملائكة، بل وطواقف الأفلاك حول نجومها، بل وطواف أجزاء الذرة حول مركزها والملائكة حول البيت المعمور.
    - دورات شحن:
    إنّها دورات شحن للقلب والروح في مجال مغناطيسي لا يدرك كنهه أحد.. لكن حلاوته تلامس شغاف القلب، وتبارك من هذا عطاؤه بغير حساب.
    أمّا مقام إبراهيم، فهو دليل الحب للتكليف، فالمقام كان لبناء الكعبة بأعلى مما تستطيعه يداه فكان حقّاً (فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ) (إبراهيم/ 97). أما منى، ومعركتك فيها مع الشيطان تجسيد لهذه المعركة التي هي محور حياتك كلها مع عدوك الأوّل والأوحد، والذي منه تتشعب عداوات كل أعدائك، تنبه يا مسلم أنّ الشيطان سيأتيك عند إصرارك على الطاعة، ولن ييأس عند تكرار الوسوسة فهو لم يتوان عن الوسوسة مرّة بعد مرّة، بعد مرّة أملاً في أن يثنيه عن طاعة ربه، رغم قسوة الإبتلاء بذبح الإبن الوحيد، فهل سيتركك أنت، وهو لم يترك أبا الأنبياء؟ وهل ستضعف في مواجهته، رغم الفارق الشاسع بين الإبتلاء الذي كان يمر به جدك، وما ستمر به أنت من إبتلاءات؟ مهما بلغت فلن تصل إلى الأمر بذبح ابنك الوحيد بيديك، فهل وعيت الدرس؟ والعجب أنّ الطاعة في الإلتزام بالسلاح الذي أمرت به في هذه المعركة الفاصلة، ورغم أن عدوك مدجج بكل صور الأسلحة الفتاكة، والإغراءات العديدة، وخطط المكر والكيد الذي لا يقدر على مثله أو على مواجهته، فما سلاحك؟ تخيل.. حصاة من حصى الأرض الطاهرة في حجم حبة الفول بعدد من مضاعفات السبعة (حكمة يعلمها الله) يتضاءل سلاحك المادي إلى هذه الدرجة التي يبرز معها السلاح الحقيقي طاعة للرحمن، ورجماً للشيطان بهذا، فقط يحترق الشيطان كما تفعل به سورة الناس، وأعوذ بالله من الشيطان الرجيم، فلا يثقل مع اسم الله شيء، ولا تقف في وجه قرآن الله قوة، ولا يصمد شيطان في وجه الجمرات، وهي حصيات ولكنها سميت جمرات، فيا ترى لماذا؟ إنّ الله يحول حصياتك إلى جمرة نار تحرق الشيطان المخلوق من نار (وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى) (الأنفال/ 17). ثمّ الشكر على نعمة الفداء بالهدي الذي سيظل نعمة لا ندركها إلا إذا تخيلنا أنّ الله لو أنفذ أمر ذبح أبينا إبراهيم لإبنه الوحيد إسماعيل؛ لأصبح لزاماً علينا أن نذبح أولادنا قرباناً لله (... وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لأعْنَتَكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (البقرة/ 220).

  • #2
    جزاكم الله خيرا ...واسال الله ان يرزقنى واياكم حج بيته الحرام ....قولو امين

    تعليق

    المواضيع ذات الصلة

    تقليص

    المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
    أنشئ بواسطة HaMooooDi, 03-18-2024, 06:50 PM
    ردود 0
    29 مشاهدات
    0 معجبون
    آخر مشاركة HaMooooDi
    بواسطة HaMooooDi
     
    أنشئ بواسطة HaMooooDi, 03-13-2024, 11:08 AM
    ردود 0
    7 مشاهدات
    0 معجبون
    آخر مشاركة HaMooooDi
    بواسطة HaMooooDi
     
    أنشئ بواسطة HaMooooDi, 03-09-2024, 03:36 PM
    ردود 0
    25 مشاهدات
    0 معجبون
    آخر مشاركة HaMooooDi
    بواسطة HaMooooDi
     
    أنشئ بواسطة HaMooooDi, 05-16-2023, 12:41 AM
    ردود 8
    118 مشاهدات
    0 معجبون
    آخر مشاركة HeaD Master
    بواسطة HeaD Master
     
    يعمل...
    X