قصة من تاليفي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قصة من تاليفي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    نهاية حلم
    هناك في مدينة الاحلام، حيث الطيور تعزف احلى الحانها، والانهار تصب اعذب مياهها، واوراق الشجر المخضر تتباهى بزينتها، كنت وحيدا سعيدا بوحدتي، ارسم ما طاب لي في مخيلتي،من اجشار وانهار وشهد لا يتذوقه غيري، كنت كثيرا ما اهرب الى مدينتي، فانا الملك المسيطر على خيالي، اهرب من غدر الايام وصعوبة الحياة ودموع الواقع، الى الامان والاحلام وبسمة السرور.....
    وفي يوم لم يكن بالحسبان، كنت اتيق للقاء ذاتي في مخيلتي واطرد عني اعباء الحياة، لكني وجدت نفسي انجذبت لشخص من واقعها، كانت لبسمتها روعة لا توصف، لم اقرا على شفتيها الا البراءة التي ندر ما اجدها على وجوه الناس، تغلغلت داخل افكاري ومضت الايام وشيئا فشيئا سيطرت على خيالي، كانت ابتسامتها سهما اصاب فؤادي فتقطع اوصاله، افاضت احاسيسي التي طالما اخفيتها عن ذاتي، تذوقت احساسا غيربا، خفت منه اسرعت هاربا الى مدينتي وبدأت ارسم اللوحة، مرت ايام وساعات وانا ارسم بهذه اللوحة، كانت البسمة تغمرني كأني لم ارسم من قبل، وبعد انتهائي من الرسمة توضحت عندي الفكرة، فقد بانت الفتاة في رسمتي دون وعي مني، كأن مخيلتي التي ترسم وليس يداي، فبسمتها جوهر رسمتي وجمالها نور صورتي، فادرك اني احب.... حاولت ان ابتعد فانا لست حملا لما يقال له الحب.. لم اذق مرارته من قبل ولا اريد ، فهو لا يحوي سوى الالام والدموع.. انا لا احب سوى نفسي ولااحاكي سوى لوحتي، فهي مفتاحي للحياة، واملي للواقع.....
    وفي المساء استلقيت على فراشي، طاردا اوهام الفتاة التي تلاحقني ، فمنذ ايام لا ارى الا صورتها امامي، كانت نظرة واحدة، تحوي بسمة رائعة، لكني لم استطع ان امنع نفسي من تذكر معالم وجهها، تقلبت على جنبي حرقة، اتامل بسماء الغرفة محاولا الغوص في افكاري لعلي اخرجها من مخيلتي، تبين الي انها استحوذت عليها، فتركت لنفسي العنان لتتخيل ما طاب لها مع الفتاة، فوضعت لها اسما، سلااام.... فقد جلبت لقلبي السلام حين راتها، صدقا، انشغل فكري بغير نفسي، لكنها اكسبتها احاسيس جميلة وفكرا منيرا وخيالا عميقا....

    فنمت بسلام احلم بسلام، كان حلما جميلا، بدا كعادته بهدوء وسكينة ابدو به فرحا بمملكتي منتظرا الاميرة التي سترسل السعادة لحياتي، وها هي الاميرة قد جاءت بنفسها، نظرت الي بابتسامة، رايت بعيونها امل والم غريبين ، لم افهمه، لكني لم ابالي ،قلت لها ما اسمك؟؟ قالت والبسمة على شفتيها الورديتين : سمني ما شئت.. قلت: سلام... ضحكت وقالت : لما ؟؟؟؟ قلت: لانك سلام قلبي وبهجة روحي... ضحكت وضحكتها تعلو وتعلو حتى ضحك معها الصدى ونسمات الهوا ....
    ومرت الايام وسلام البريئة تزرني بنومي كل يوم، فتارة اراها صامتة وتارة تحاكيني، واحيانا نجري ونركض كطفلين لا هموم لهما، وتارة ارسمها بين الاشجار وفوق الصخور، وتارة نغوص في زورقنا الخاص نراقب الغروب، ومع حفيف الاشجار تنشد اروع اغنية سمعتها بحياتي.. صوتها عذب كتغريد الطيور وكلماتها الرائعة الهادئة تقود خيالي لاعذب ارهاف وارقى الاحاسيس... استمريت على هذا الحال ايام وشهور، كلما رايتها في حلمي زادت محبتي لها حتى اصبحت لا استطع ان ارسم لوحتي دون وجود لمستها عليها.....
    زاد حبي لها واصبحت كياني كله وفي ليلة استلقيت فرحا ، اتوق للقائها ... فكرت بجمالها وصوتها لكنها لم تزرني ذاك اليوم ، انه اليوم الاول التي تغيب فيه عن ناظري منذ ان رايتها في واقعي، قمت مذعرا من نومي، حاولت ان اعود للنوم لكني لم استطع، خفت ان تفارقني، فاخذت التساؤلات تتخبط في عقلي، أذهبت بعد كل هذا الحب؟؟ ام انها وجدت حلما اجمل مني؟؟ اين ساجدها الان؟؟ ...... طردت الوساويس من عقلي وحاولت ان ارسم شيء يخفف لهفتي وشوقي، لكني دون احساس، لا فكرة لدي ولا خيال، فكلي عند سلام.. استطعت التغلب على الفراق وعدت الي نومي بعد مشقة، ومضت ايام واسابيع دون ان اراها فتحول فرحي لحزن وبسمتي لدمعة تشق طريقها وسط خدودي لتتساقط على لوحاتي...
    وفي حلم من الاحلام، كانت بدايته غريبة، فقد رايت اشجارا دون اوراقها المتزينة، وازهارا دون رائحتها البهية العطرة، وطيورا دون الحانها المرهفة، وسرت حتى وصلت طريقا على جنبيه اشجارا حزينة كئيبة، غصت فيها محاولا ان اجد طريقي، سرت ساعات طويلة، في كل خطوة اسمع اصوات شبيه بالبكاء، لم ادر من اين هذه الاصوات، لكني ذهلت عندما وجد سلام ملقاة على الارض وسهما قد اخترق قلبها، مسكتها بين يدي وصرخت باعلى صوتي سلاااااااااااااااااااااااااااام!!!...... لكني لم اجد مجييبا سوى صدى صوتي... فقمت من نومي فزعا ووجدت امامي ريشتي وبدأت يداي برسم هذا الحلم، رسمت نفسي وانا اضمها لقلبي لكن دون صوت، دون حياة فيها، فقد رحلت وتركت لحياتي عنوان، ذكرى وابتسامة واحزان،اما الابتسامة فيتخللها النسيان، والدمعة تحكي عن ماض قد كان، والذكرى في عقلي ونورها في قلبي الى الاآآآآآآآآآآن .....

    الرائع الحنون
    21/09/2010

  • #2
    ارجو من الجميع اضافة ردود لعلي اعرف مناطق القوة والضعف بالقصة

    تعليق


    • #3
      No Comment!!!!!!!
      قصة راااااااااااائعة جدآ وبتمنى للكل التوفيق في حياتهم..
      وموفق الرائع الحنون..

      تعليق


      • #4
        مشكووووووووووووورة راما على مرورك المذهل والحساس

        تعليق


        • #5
          قصة رائعة
          إحساس عالي وابحار في بحر الخيال

          جميل جدا الرائع الحنون وإلى الامام وماتحرمنا من جديدك
          تقبل مروري

          تعليق


          • #6
            شكرا رانيا على مرورك مع فائق احترامي

            تعليق


            • #7
              كتيـــــر حلوة "الرائــع الحنون" رائـــعة عنجد (وكمان اسمها على اسمي )...
              ننتظر المزيد من ابداعك

              تعليق


              • #8
                مشكووورة على مرورك سومة

                وبالنسبة للاسم فهو بعنيلي الكتير "سلام"


                تعليق

                المواضيع ذات الصلة

                تقليص

                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                أنشئ بواسطة rabeh5, 04-15-2024, 03:00 PM
                ردود 0
                66 مشاهدات
                0 معجبون
                آخر مشاركة rabeh5
                بواسطة rabeh5
                 
                أنشئ بواسطة HaMooooDi, 03-31-2024, 02:11 AM
                ردود 0
                28 مشاهدات
                0 معجبون
                آخر مشاركة HaMooooDi
                بواسطة HaMooooDi
                 
                أنشئ بواسطة HaMooooDi, 01-06-2024, 03:06 AM
                ردود 2
                60 مشاهدات
                0 معجبون
                آخر مشاركة HaMooooDi
                بواسطة HaMooooDi
                 
                أنشئ بواسطة HaMooooDi, 01-06-2024, 03:01 AM
                ردود 0
                14 مشاهدات
                0 معجبون
                آخر مشاركة HaMooooDi
                بواسطة HaMooooDi
                 
                يعمل...
                X