تسود مجتماعتنا ظاهرة سلبية قديمة ارتبطت منذ الازل بصورة الرجل الحاكم المسيطر والمراة المحكومة المنبوذة والتي ما نلبث نقول انها انتهت حتى تخرج لنا نماذج وقصص اليمة تذكرنا بأن هناك عقول ما زالت تعيش وتمارس العنف ضد المرأة والتي تمثل الزوجة والام والاخت والابنة والشرف في اعرافنا وبالرغم من مكانتها يعاملعها البعض كشام ( شام ) وهو الاسم المستعار لصديقتنا المتزوجة في عمر "17 عاما " و التي ككل الفتيات بذاك العمر اللواتي يحلمن بفارس الاحلام وبالمتعة والفستان الابيض وصالة الافراح ويتعلمن الرقص والغناء ويحضرن اسماء اطفالهن ,وشكل اسرهن السعيدة بالطبع هذا في فضاء خيالهن الواسع والذي تزينه الامهات الغير واعيات والباحثات عن " ستر البنت " فطفلتها غدت شابة ولابد لها من الزواج فالتعليم لا يجدي نفعا في هذه الايام!! .
بدأت حكاية شام في جمالها الفتان وتميزها عن نظيراتها في القرية مما جعلها ككل الفتيات الفلسطينيات الرائعات محط انظار جميع الخطابات " النساء التي توفق بين عائلة الشاب والفتاة للزواج " ولسوء حظ صدقيتنا شام كان نصيبها قيس شاب طويل القامة وعمل منذ صغره في اماكن كثيرة والمضحك المبكي انه قبل ايام قليلة بلغ العشرين من عمره .
مرت مرحلة الخطوبة على خير وجاء الزواج وارتدت صديقتي شام الثوب الابيض والطرحة ورقصت " slow" وذهبت الى بيت زوجها , مرت الايام وقيس وشام على خير مايرام يحدث سوء تفاهم بين الفترة والاخرة بسبب عدم خبرتهم ومعرفتهم بالامور الحياتية , صبرت كثيرا على اوضاع زوجها المالية وعدم قدرته على التحكم في مصروفاته الناتج عن عدم احساسه بالمسؤولية , واحتملت تدخل الاخرين بها وبزوجها وحياتها الا ان وصل السيل الزبا عندما بدأ والد زوجها والذي سأسميه " الجاهل " من الان فصاعدا بضربها وابعاد اطفالها " علي , عرين " عنها , فلا يسمح لها بجزائهم ولا عقابهم .
تقول :" اليس من حقي تربية ابنائي وتنشئتهم كما اريد في المستقبل سيعشرون بتقصيري معهم ولن يشعرو بحنان الام واهتمامها ",
الليلة تجرأت شام وعاقبت طفلها فما كان الا ان اقتحم الجاهل منزلها وقام بضربها على وجهها ورأسها حتى وصل به الامر خبط رأسها بجدار المنزل لم يسعفها صراخها ولا استغاثاتها وزوجها فقد وعيه عندما رأى ذاك المشهد .؟
والجاهل الان ذهب الى النوم .....!! "
ولأن مثيلات صديقتنا شام كثر ذهبنا الى اصحاب الاختصاص لعلهم يزودونا بأسباب وجود هذه الظاهرة في مجتمعنا :-
فبدأ بالدكتور غسان بدران والمحاضر في قسم الشريعة بجامعة النجاح الوطنية الذي يقول :" ان المسلم منهي عن كل شيئ من شأنه ايذاء الاخرين من شتم وقذف وضرب فما بالنا بإزواجنا واهالينا , فقول الله عزوجل" وجعل بينكم مودة ورحمة " وقوله " لتسكنوا اليها " (بطمأنينة وراحة النفسية) وإذا كان غيرذلك فإن هناك من يخالف امر الله عزوجل فتتحول المودة والرحمة الى حقد وكراهية , والنبي عليه الصلاة والسلام يقول " خيركم لنسائكم" وفي حديث اخر يقول " خيركم خيركم لأهله وانا خيركم لأهلي " فعلى المسلم ان يسعى للحصول على الخيرة التي وعده الرسول بها ومعنى هذا ان من يسيئ لأهله يتجاوز ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم , وبالتالي من يتعرض بالاذى لزوجته وال بيته بأي ضرر يكون قد خالف شريعة الله وسنة نبيه الكريم و يستحق عليه الحساب الشديد " .
اما عن الاسباب التي تؤدي الى شيوع هذه الظاهرة في مجتماعاتنا فقد اكد بدران على ان الجهل بالدين يؤدي الى ممارسة العنف دون معرفة المسلم انه يخالف اموار الله عزوجل وسنة نبيه اضافة الى ضغوطات نفسية واقتصادية واجتماعية عديدة مؤكدا ان لا مبرر ابدا لممارسة العنف ضد المرأة التي انزلها الله منزلة كريمة ورفيعة .
ومن جانبه يؤكد الدكتور ماهر ابو زنط رئيس قسم علم الاجتماع في النجاح الوطنية عن الاسباب التي من شأنها تعزيز هذه الظاهرة الفهم الخاطئ للدين فيعتقد البعض ان ضرب المرأة من ضمن الاخلاقيات الدينية منوها الى ان هذا الامر لا يتعدى الا عرفا خاطئا في المجتمعات العربية ,ويضيف الى ان المراة نفسها تتحمل جزء من العبء فقبولها بالواقع وعدم الوعي الكافي بحقوقها هو الذي جعل بعض الرجال يتمادون ويمارسون العنف بحقها , اضافة الى الجهل والامية المنتشرة في مجتماعاتنا خاصة بين الاناث والخلل في النظام التربوي والتنشئة الاجتماعية القائمة على اساس العنف والكبت والتلقين .
وعند الحديث عن الحلول :
يقول ا.غسان بدارن ان علاج هذه الظاهرة يكمن بالالتزام بما شرعه الله تعالى والفهم الصحيح لسنة نبيه الكريم فعلى المسلم ادراك ان الاحسان لزوجته واهله والابتعاد عن ما يؤذي الاخرين هو عمل يرضي الله سبحانه يؤجر عليه بعكس من يتجاوزويخالف اوامره ,أما ا.د. ماهر ابو زنط يرى " انه لا بد من اعادة هيكلة النظام التربوي والتنشئة الاجتماعية في مجتمعاتنا على اسس الفهم الصحيح للأسلام وقائم على التفاهم والحوار بعيدا عن اي مظهر من مظاهر العنف منوها الى ان هذه المهمة تقع على عاتق علماء الدين والمساجد وقادة الرأي العام والمجتمع كل من موقعه ووفق طاقته"
بدأت حكاية شام في جمالها الفتان وتميزها عن نظيراتها في القرية مما جعلها ككل الفتيات الفلسطينيات الرائعات محط انظار جميع الخطابات " النساء التي توفق بين عائلة الشاب والفتاة للزواج " ولسوء حظ صدقيتنا شام كان نصيبها قيس شاب طويل القامة وعمل منذ صغره في اماكن كثيرة والمضحك المبكي انه قبل ايام قليلة بلغ العشرين من عمره .
مرت مرحلة الخطوبة على خير وجاء الزواج وارتدت صديقتي شام الثوب الابيض والطرحة ورقصت " slow" وذهبت الى بيت زوجها , مرت الايام وقيس وشام على خير مايرام يحدث سوء تفاهم بين الفترة والاخرة بسبب عدم خبرتهم ومعرفتهم بالامور الحياتية , صبرت كثيرا على اوضاع زوجها المالية وعدم قدرته على التحكم في مصروفاته الناتج عن عدم احساسه بالمسؤولية , واحتملت تدخل الاخرين بها وبزوجها وحياتها الا ان وصل السيل الزبا عندما بدأ والد زوجها والذي سأسميه " الجاهل " من الان فصاعدا بضربها وابعاد اطفالها " علي , عرين " عنها , فلا يسمح لها بجزائهم ولا عقابهم .
تقول :" اليس من حقي تربية ابنائي وتنشئتهم كما اريد في المستقبل سيعشرون بتقصيري معهم ولن يشعرو بحنان الام واهتمامها ",
الليلة تجرأت شام وعاقبت طفلها فما كان الا ان اقتحم الجاهل منزلها وقام بضربها على وجهها ورأسها حتى وصل به الامر خبط رأسها بجدار المنزل لم يسعفها صراخها ولا استغاثاتها وزوجها فقد وعيه عندما رأى ذاك المشهد .؟
والجاهل الان ذهب الى النوم .....!! "
ولأن مثيلات صديقتنا شام كثر ذهبنا الى اصحاب الاختصاص لعلهم يزودونا بأسباب وجود هذه الظاهرة في مجتمعنا :-
فبدأ بالدكتور غسان بدران والمحاضر في قسم الشريعة بجامعة النجاح الوطنية الذي يقول :" ان المسلم منهي عن كل شيئ من شأنه ايذاء الاخرين من شتم وقذف وضرب فما بالنا بإزواجنا واهالينا , فقول الله عزوجل" وجعل بينكم مودة ورحمة " وقوله " لتسكنوا اليها " (بطمأنينة وراحة النفسية) وإذا كان غيرذلك فإن هناك من يخالف امر الله عزوجل فتتحول المودة والرحمة الى حقد وكراهية , والنبي عليه الصلاة والسلام يقول " خيركم لنسائكم" وفي حديث اخر يقول " خيركم خيركم لأهله وانا خيركم لأهلي " فعلى المسلم ان يسعى للحصول على الخيرة التي وعده الرسول بها ومعنى هذا ان من يسيئ لأهله يتجاوز ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم , وبالتالي من يتعرض بالاذى لزوجته وال بيته بأي ضرر يكون قد خالف شريعة الله وسنة نبيه الكريم و يستحق عليه الحساب الشديد " .
اما عن الاسباب التي تؤدي الى شيوع هذه الظاهرة في مجتماعاتنا فقد اكد بدران على ان الجهل بالدين يؤدي الى ممارسة العنف دون معرفة المسلم انه يخالف اموار الله عزوجل وسنة نبيه اضافة الى ضغوطات نفسية واقتصادية واجتماعية عديدة مؤكدا ان لا مبرر ابدا لممارسة العنف ضد المرأة التي انزلها الله منزلة كريمة ورفيعة .
ومن جانبه يؤكد الدكتور ماهر ابو زنط رئيس قسم علم الاجتماع في النجاح الوطنية عن الاسباب التي من شأنها تعزيز هذه الظاهرة الفهم الخاطئ للدين فيعتقد البعض ان ضرب المرأة من ضمن الاخلاقيات الدينية منوها الى ان هذا الامر لا يتعدى الا عرفا خاطئا في المجتمعات العربية ,ويضيف الى ان المراة نفسها تتحمل جزء من العبء فقبولها بالواقع وعدم الوعي الكافي بحقوقها هو الذي جعل بعض الرجال يتمادون ويمارسون العنف بحقها , اضافة الى الجهل والامية المنتشرة في مجتماعاتنا خاصة بين الاناث والخلل في النظام التربوي والتنشئة الاجتماعية القائمة على اساس العنف والكبت والتلقين .
وعند الحديث عن الحلول :
يقول ا.غسان بدارن ان علاج هذه الظاهرة يكمن بالالتزام بما شرعه الله تعالى والفهم الصحيح لسنة نبيه الكريم فعلى المسلم ادراك ان الاحسان لزوجته واهله والابتعاد عن ما يؤذي الاخرين هو عمل يرضي الله سبحانه يؤجر عليه بعكس من يتجاوزويخالف اوامره ,أما ا.د. ماهر ابو زنط يرى " انه لا بد من اعادة هيكلة النظام التربوي والتنشئة الاجتماعية في مجتمعاتنا على اسس الفهم الصحيح للأسلام وقائم على التفاهم والحوار بعيدا عن اي مظهر من مظاهر العنف منوها الى ان هذه المهمة تقع على عاتق علماء الدين والمساجد وقادة الرأي العام والمجتمع كل من موقعه ووفق طاقته"
تعليق