في حالة نادرة الوجود في الطبيعة الفلسطينية:
جمعية الحياة البرية تكتشف الوبر الصخري في قرية أرطاس/محافظة بيت لحم
الذي لا ينتمي لمناخ البحر المتوسط
جمعية الحياة البرية تكتشف الوبر الصخري في قرية أرطاس/محافظة بيت لحم
الذي لا ينتمي لمناخ البحر المتوسط
ضمن سلسلة ومتابعة دراسة الحياة البرية والتي يقوم بها ميدانيا باحثوا جمعية الحياة البرية، تم مؤخرا اكتشاف وتسجيل حالة نادرة جدا في طبيعة فلسطين بعد مراقبتها لفترة من عدة أسابيع.. والتي تعتبر غير عادية..ففي الفترة القليلة الماضية تم تسجيل حيوان بري يطلق عليه اسم الوبر الصخريProcavia capensis الذي ينتمي إلى المناخ المداري والجاف أو كما هو معروف عن انتمائه لمنطقة حفرة الانهدام والصحراء العربية ...والذي يتواجد في فلسطين ضمن مناطق متشابهه لبرية القدس ضمن نظام مناخ السفوح الشرقية المتميزة بالصخور والكهوف والحرارة العالية والتي تعتبر مناطق شبه غورية أو قريبة لمنطقة الأغوار وتقع ما بين جبال القدس والأغوار...والتي تتصف بقلة الأمطار فيها ووعرتها الصخرية ..وعلى غير عادته المعيشية، فقد تم اكتشاف وتسجيل "الوبر الصخري السوري" في منطقة تتبع مناخ البحر المتوسط الذي يختلف موئله اختلافا كليا عن مناخ مناطق السفوح الشرقية"برية القدس"..حيث تبعد منطقة اكتشافه في قرية أرطاس في محافظة بيت لحم إلى تقريبا 20 كم هوائي عن أقرب موقع لموئله الأصلي وهي منطقة دير مار سابا شرقي بلدة العبيدية" .
والوبر الصخري نادر الوجود في طبيعة فلسطين في مختلف نظمها المناخية إلا أن تواجده في مناطق السفوح الشرقية/برية القدس ومنطقة شرق طوباس في نهاية حدود المحافظات الشمالية، ولا يتواجد نهائيا في منطقة قطاع غزة.. ويعيش الوبر الصخري بين الصخور وعلى المنحدرات الصخرية في الجبال والمرتفعات الشرقية وحتى منطقة جبال البحر الميت وينتشر بشكل جيد في مناطق السفوح الشرقية وعلى طولها، وفي مناطق برية القدس والظاهرية/ ومسافر بني نعيم في منطقة الجنوب "واد القلط، ودير مار سابا في الوسط والعوجا وحتى مناطق جبال طوباس في شمال محافظات الضفة....والتي تعتبر محاذية للمنطقة الأغوار أو هي جزء لا تتجزأ من منطقة حفرة الانهدام.. وكما يعيش في أي مكان يكفل له المأوى الظليل الآمن وفيه الصخور والجحور أيضا ضمن هذا النظام المناخي والموئل الجاف....
يتبع رتبة الوبريات وهي عائلة واحدة فقط هي عائلة الوبر التي تعتبر من العوائل الفريدة في الثدييات في العالم. وتضم العائلة ثلاثة أجناس هي وبر الصخر ووبر الشجر ووبر الأدغال، وأحد عشر نوعا من الأوبار. والوبر الصخري هو النوع الوحيد منها الموجود في فلسطين، وهو أكبر الأنواع حجما، يبلغ طول الجسم بما فيه الرأس من 41 إلى 56 سنتيمترا. ورغم الشبه الواضح بين الوبر والقوارض إلا أنه ينتمي إلى مجموعة الظلفيات.
والوبر الصخري هو حيوان حجمه صغير في حجم الأرانب الصغيرة ويزن الفرد البالغ من ثلاثة ونصف إلى أربعة كيلوجرامات وقد يصل إلى خمسة كيلوجرامات وجسمه مغطى بفراء قصير لونه بني فاتح أو داكن مما يجعلها أكثر شبها في الشكل بالقوارض. وهو من الناحية التشريحية قريب الشبه بالفيلة حيث يشاركها صفة وجود أظافر على أصابع القدم تعمل بمثابة حافر، ولذلك يطلق الأفارقة على الوبر اسم: «الأخ الأصغر للفيل». ويعتقد العلماء أن الوبر والفيل هما أبناء عمومة قديمة انحدرا من أصل واحد يرجع إلى 55 مليون عام مضى وان تصنيفه من نفس العائلة للفيل راجع إلى تشابه الهيكل العظمي من حيث الشكل ولكن بصورة مصغرة للفيل.
وكما يعيش الوبر معيشة اجتماعية في مجموعات تضم كل مجموعة عددا يتراوح من أربعة إلى ستين حيوانا، وذلك في مستعمرات تعيش بالقرب من مصادر المياه. حيث تتميز جميع أنواع الأوبار بوجود غدد خاصة على الظهر تفرز مادة ذات رائحة معينة يستخدمها الوبر في تحديد منطقة نفوذه ليمنع دخولها من الأوبار الأخرى.,وللوبر صيحات قوية متنوعة تضم نحو 21 صيحة مختلفة لكل منها دلالتها ودورها في تحقيق الاتصال بين أفراد المجموعة وكما يقوم أفراد معينون بحراسة القطيع أثناء قيامه بالتغذية ويطلق الحراس إشارات وصيحات قصيرة قوية تشبه النباح لتحذير باقي أفراد المجموعة عند اقتراب أي مصدر للخطر منها.
والوبر حيوان عاشب يتغذى بالحشائش والأعشاب وأوراق الشجيرات ذوات السوق القصيرة والمجموع الخضري المنتشر وبراعمها وبذورها وثمارها ولحائها وربما يأكل الحشرات، وهو يحصل على معظم احتياجاته اليومية من الماء من النباتات التي يأكلها. ويعتبر وقت التغذية اليومي قصير قد لا يتعدى ساعة واحدة إما صباحا أو مساءا وكما يذهب إلى القيلولة في فترة الظهر... ويبقى الوبر قريبا من الكهوف التي يعيش فيها ومن الأمكنة الظليلة نظرا لضعف قدرته على تنظيم درجة حرارة جسمه، ولذلك فإن تعرضه لدرجات الحرارة المتطرفة من البرد القارس أو الحرارة الملتهبة قد يقضي عليه.
يتميز وبر الصخر برطوبة خفه ذي السطح المشابه للمطاط مما يمكنه من الجري على الصخور الملساء والمنحدرات الصعبة وتسلقها. ويعيش الوبر من تسعة إلى اثني عشر عاما. وهو يلد صغارا يتراوح عددها من اثنين إلى ستة في المرة الواحدة. ويبلغ طول فترة الحمل من 210 إلى 240 يوم. وتتعاون الإناث معا في إرضاع الصغار ورعايتها.
علامات استدلال مميزة
يتحول لون بول وبر الصخر إلى اللون الجيري عند إلقائه على الصخور. ويقوم جميع أفراد المستعمرة بإلقاء بولها وبرازها في مكان واحد مما يجعلها تتركز عليها مكونة ما يشبه العجينة التي تميز مواقع معيشة الوبر وهي ذات رائحة خاصة مميزة .
تعليق