نابلس في كتب الجغرافيين والرحالة العرب والمسلمين
إعداد: د. جبر خضير
جامعة النجاح الوطنية/نابلس-فلسطين
من المعلوم أن نابُلُس مدينة فلسطينية عربية كنعانية من أقدم مدن العالم، ونابلس بفتح النون وضم الباء الموحدة اللام والسين مهملة. ورد ذكرها في نصوص التوارة باسم شكيم: "ثم أتى يعقوب سالماً إلى مدينة شكيم التي في أرض كنعان"(1)وتعني المنكب والمكان المرتفع، وهي تسمية أطلقها الكنعانيون عندما قاموا بتأسيسها وبنائها في أواسط الألف الثالث قبل الميلاد".(2) ومن تسمياتها نابُلُس: أي ناب الحية، كما ذكر "ياقوت الحموي" المتوفى سنة 626هـ/1228م : "كان في نابلس واد فيه حية عظيمة جداً، يسمونها لُس فاحتالوا عليها حتى قتلوها، وانتزعوا نابها وجاءوا بها فعلقوها على باب هذه المدينة، فقيل: هذا نابُ لُس" كما وردت باسم نابلس في التوراة السامرية "وقال إسرائيل ليونس، أليس اخوتك مرتعين بنابلس، فقال: لأرسلك إليهم،… وأرسله من مرج حبرون، فجاء نابلس"(3) ومن تسمياتها نيابولس بمعنى نابلس الجديدة، وهي تسمية رومانية، ومن تسمياتها سوفار بمعنى السكر(4). عرفت نابلس بجبل النار لقهرها الغزاة والمحتلين. تحتل نابلس موقعاً متوسطاً بالنسبة لمدن فلسطين، وقد أكسبها ذلك شهرة وأهمية. وحظيت مدينة نابلس باهتمام الجغرافيين والرحالة العرب والمسلمين، الذين أَظهروا لنا جوانب مهمّة من حياة المدينة السياسية والدينيّة والفكريّة، وبينت مواقف أهلها ورجالها وعلمائها. والمدينة لا زالت تفخر بتراثها وأمجادها ومواقف رجالها المتسمة بالمحافظة على القيم والتقاليد العربية والإسلامية وشدة بأسهم بالجهاد والمقاومة. وبوصفها مدينة قديمة أيضاً فقد تعاقب على السكن على أرضها أقوام عربية عصراً بعد عصر. وبرز العديد من رجالها على مسرح الأحداث السياسية والدينية والثقافية والعلمية وكانوا مصابيح لامعة في سجل التاريخ العربي والإسلامي. وقد أوردت التوراة أهمية مدينة نابلس الزراعية والدينية فاتخذها يعقوب عليه السلام مسكناً له ولأبنائه: "ومضى أخوتُهُ ليرعوا غنم أبيهم عند شكيم، فقال إسرائيل ليوسف أليس أخوتك يرعون عند شكيم، تعال فأرسلك إليهم. فقال: له هاأنذا. فقال له اذهب انظر سلامة أخوتك وسلامة الغنم ورُدَّ لي خبراً، فأرسله من وَطاء حَبرُونَ فأتى إلى شكيم"(5). كذلك فإن نابلس من الأرض التي باركها الله تعالى، حيث قال تعالى: "سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع العليم"(6). أما أول إشارة من المؤرخين العرب والمسلمين إلى مدينة نابلس فكانت من "البلاذري" صاحب كتاب "فتوح البلدان"، فقد أشار إلى فتحها من قبل القائد عمرو بن العاص عام 15هـ/636م فقال: "وقد فتح عمرو بن العاص كلا من سبسطية ونابلس بعد أن أعطى أهلها الأمان على أنفسهم وأموالهم ومنازلهم، وأن الجزية على رقابهم والخراج على أرضهم"(7). أما الجغرافيون والرحالة العرب والمسلمون فقد كان "اليعقوبي" ( المتوفى سنة 278هـ/891م ) أول من أوردها في كتابه "البلدان" حيث ركز على موقعها الجغرافي الذي يقع بين جبلين مقدسين. وأشار إلى وجود مدينة محفورة في الصخر تحت المدينة، مما يؤكد قدمها وعراقتها. ووصف أهلها بأنهم من العرب والسمرة. فقال: "نابلس مدينة قديمة فيها الجبلان المقدسان. وتحت المدينة مدينة منقورة في حجر وبها اختلاط من العرب والسامرة"(8) أما الإصطخري (المتوفى سنة 340/ 951م ) وهو رحالة جغرافي، فقد أشار إلى ارتباط السامرة بنابلس، وكذلك كثرة مياهها الجارية، ذكر ذلك في كتابه: "المسالك والممالك"فقال: "نابلس مدينة السامرة يزعمون أن بيت المقدس هو نابلس وليس للسامرة مكان من الأرض إلا بها، وليس بفلسطين بلدة فيها ماء جار سواها، وباقي شرب أهلها من المطر، وزرعهم عليه"(9). أما "ابن حوقل" ( المتوفى سنة 367هـ/978م ) فقد أورد بأن نابلس مدينة السامرية وذلك في كتابه "صورة الأرض"، وهو يكرر ما ذكره "الإصطخري"(10). ويبدو أن البشاري المقدسي ( المتوفى سنة 387هـ/977م ) صاحب كتاب "أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم" وهو رحالة وجغرافي مشهور، فكان أول جغرافي ورحالة تحدث بشيء من التفصيل عن مدينة نابلس، ووصفها بأنها مدينة مضغوطة بين جبلين. ووصف شهرة المدينة التجارية، وكثرة أسواقها، وبنائها الحجري فقال: "نابلس في الجبال كثيرة الزيتون، يسمونها دمشق الصغرى، وهي في واد قد ضغطها جبلان، سوقها من الباب إلى الباب وآخر إلى نصف البلد، الجامع في وسطها، مبلطة نظيفة، لها نهر جار، بناؤهم حجارة، ولها دواميس(11) عجيبة(12). ويمكن أن نستنتج من النص الذي قدمه البشاري المقدسي عن مدينة نابلس:
1. أطلق على نابلس دمشق الصغرى لكثرة التشابه بين أهالي دمشق ونابلس في العادات والتقاليد.
2. نابلس مدينة مضغوطة تقع بين جبلين. تشتهر بكثرة أشجار الزيتون فيها.
3. احتواء المدينة على أسواق طويلة وعامرة.
4. وصف لنا مسجدها الجامع، وركز على نظافة المدينة وانها مبلطة بالحجارة.
5. كشف لنا البشاري المقدسي من خلال النص مواد البناء المستخدمة في المدينة وكثرة أزقتها وشوارعها الضيقة المظلمة.
ويأتي السمعاني ( المتوفى سنة 562هـ/1167م )، الرّحالة والمحدث والمؤرخ المشهور إلى ذكر نابلس في مؤلفه: "الأنساب" فيورد أنها من أمهات بلاد فلسطين وحسانها، وأورد لنا ذكر العالم "أبو بكر بن سهل النابلسي" المعروف بـ"الشيخ الشهيد"(13)، وأورد لنا أنه بات عنده ليلتين، وفي ذلك يقول: "نابلس: بلدة من بلاد فلسطين، بتُ فيها ليلتين في توجهي وسيري من بيت المقدس، استولى عليها الفرنج والسلطنة لهم. غير أن بها جماعة كثيرة من المسلمين وبها الجامع، ومسجد آخر للمسلمين(14). وهي من أمهات بلاد فلسطين وحسانها. والمنتسب إليها أبو بكر محمد بن أحمد بن سهل النابلسي الشيخ الشهيد"(15).
ونستنتج من هذا النص ما يلي:
1. أورد ضبط نابُلُس بقوله بفتح النون المنقوطة وضم اللام وكسر السين المهملة.
2. ركز السمعاني على أهمية نابلس وأنها من أمهات بلاد فلسطين.
3. أشار إلى شهرة علمائها وصلابتهم بالحق أمثال أبو بكر النابلسي الذي أفتى بقتال الفاطميين.
4. وصف كثرة مساجدها. وركز على كثرة سكانها المسلمين. أما "أسامة بن منقذ" ( المتوفى سنة 584هـ/1188م ) صاحب كتاب "الاعتبار" فقد ركز على وصف شجاعة أهلها المسلمين وهم تحت يد الفرنج، وكيف كانوا يحتالون على قتلهم وكبس ضياعهم وتخريبها، حيث أورد ذلك أسامة بن منقذ فقال: "وشهدت يوماً نابلس، وقد احضروا اثنين للمبارزة. وكان سبب ذلك أن حرامية من المسلمين كبسوا ضيعة من ضياع نابلس فاتهموا بها رجلاً من الفلاحين. وقالوا هو دلّ الحرامية على الضيعة"(15). كذلك فقد نقل إلينا أسامة بن منقذ أن أهل نابلس من الرجال والنساء كانوا يتعاونون على قتل الفرنج وحجاجهم. فقال: "ومضيت مرة مع الأمير معين الدين رحمه الله، فنـزلنا نابلس فخرج إلى عنده رجل أعمى وهو شاب مسلم، وسألت عنه فخبرّت أن أمه كانت مزوّجة لرجل إفرنجي فقتله،، وكان ابنها يحتال على حجاجهم ويتعاون هو وأمة على قتلهم"(16). نستنتج من ذلك أن أهل نابلس كانوا يدافعون عن أرضهم من الغرباء المغتصبين، فكانوا أنموذج الجهاد والفداء ضد الفرنج، فحق أن يطلق على هذه المدينة وجبالها "جبل النار" التي تحرق الغزاة المحتلين. أما ابن جبير ( المتوفى سنة 614هـ/1217م ). فقد وصف في رحلته المشهورة غزو صلاح الدين الأيوبي لمدينة نابلس عندما كانت تحت يد الفرنج سنة 581هـ/1184م، والتي اعتبرها من أهم غزوات صلاح الدين، والتي حدثت قبل سنتين من فتح صلاح الدين لبيت المقدس سنة 583هـ/1187م. فقد داهمها صلاح الدين وهجم عليها بعسكره، فتمكن من الاستيلاء عليها، وسبى من فيها، واخذ حصونها وضياعاً فيها، وفي ذلك يقول: "فدهم مدينة نابلس وهاجمها بعسكره واستولى عليها وسبى كل من فيها وأخذ منها حصوناً وضياعاً"(17) كذلك فقد أورد فيها كيف تمكن المسلمون من سبي كثيراً من الفرنج وحصلوا على غنائم كثيرة من الأمتعة والذخائر والنعم والمواشي كما وأنهم تمكنوا من تخليص عدد كبير من أسرى المسلمين وفي ذلك يقول: " وامتلأت أيدي المسلمين سبياً لا يحصى عدده من الفرنج، وحصل المسمون منها على غنائم يضيق الحصر عنها، إلى ما اكتفت من المتعة والذخائر والأسباب والأثاث إلى النعم والكُراع، إلى غير ذلك"(18). وقد وزع تلك الغنائم على المسلمين وعلى الجند فامتلأت الأيدي يساراً وغنى، وفي ذلك يقول: "وكان من فعل هذا السلطان الموفق أن أطلق أيدي المسلمين على جميع ما احتازته وسلم لهم ذلك. فاحتازت كل يد ما حوت وامتلأت غنى ويساراً. وعفى الجيش على رسوم تلك الجهات التي مرّ عليها من بلاد الفرنج، وآبوا غانمين فائزين بالسلامة. والغنيمة والإياب. وخلصوا من أيدي الفرنج عدداً كثيراً من أسرى المسلمين وكانت غزوة لم يسمع مثلها في البلاد"(19). ويمكن أن نستنتج من رواية ابن جبير ما يلي:
1. أهمية مدينة نابلس العسكرية والاقتصادية والسياسية.
2. كثرة خيرات نابلس واعتبارها مركزاً مهماً للفرنج لحصانتها ومنعتها.
3. إن انتصار صلاح الأيوبي على الفرنج في غزوة نابلس قد أضعف معنويات الفرنج؛ لكثرة السبي الذي حصل لهم.
4. كما أن هذه الغزوة قد قوت معنويات المسلمين وشجعتهم على التقدم إلى بقية المدن ولاسيما بيت المقدس.
5. كان صلاح الدين يركز على تماسك الجيش والشعب الذي يعتبر أهم ركيزة من ركائز الانتصار. ومن الجغرافيين العرب والمسلمين الذين ترجموا لنابلس "ياقوت الحموي" ( المتوفى سنة 626هـ/1228م ) في كتابه "معجم البلدان" فيشير إلى أسباب تسمية نابلس بهذا الاسم بأنه ترجع إلى أن حية عظيمة كانت في واد المدينة. وكانوا يسمونها "لُس". فاحتالوا عليها حتى قتلوها وعلقوا نابها على باب المدينة فقيل هذا نابُ لُس، أي نابُ الحية، فيقول: "نابُلُس: بضم الباء الموحدة واللام والسين مهملة، وسئل شيخ من أهل المعرفة من أهل نابلس لِمَ سميت بذلك فقال: إنه كان ههنا واد فيه حيّة قد امتنعت فيه، وكانت عظيمة جداً وكانوا يسمونها بلغتهم لُس، فاحتالوا عليها حتى قتلوها وانتزعوا نابها وجاءوا بها فعلقوها على باب هذه المدينة فقيل هذا نابُ لُس أي ناب الحية. ثم كثر استعمالها حتى كتبوها متصلة نابُلُس هكذا غلب هذا الاسم عليها"(20). وقد أشار إلى أنها مدينة معروفة ومشهورة بأرض فلسطين تقع بين جبلين مستطيلة لا عرض لها. وتتميز بكثرة مياهها. وفي ذلك يقول: "وهي مدينة مشهورة بأرض فلسطين بين جبلين مستطيلة لا عرض لها كثيرة المياه لأنها لصيقة في جبل، أرضها حجر"(21). ويشير ياقوت الحموي بأن بظاهر المدينة جبلاً ذكروا أن آدم سجد فيه، ويذكر كذلك جبل جرزيم فيشير إلى أن اليهود يعتقدون بأن الذبيح كان إسحاق عليه السلام وأنّه تمَّ فيه، ويشير إلى أن السمرة تصلي إليه، وهذا السبب في كثرة تواجدهم في المدينة. وفي هذا يقول: "وبظاهر نابلس جبل ذكروا أن آدم عليه السلام سجد فيه، وبها الجبل الذي تعتقد اليهود أن الذبح كان عليه، وغرهم أن الذبيح إسحاق عليه السلام، والسمرة تصلي إليه"(22). وينسب إلى نابلس كثير من العلماء منهم: أحمد بن سهل بن نصر أبو بكر الرملي ويعرف بابن النابلسي وأبو سليمان النابلسي وغيرهما. ونستنتج مما ذكره ياقوت الحموي عن نابلس:
1. نابلس مدينة عريقة كثرت حولها الأساطير.
2. وهي مدينة مشهورة بأرض فلسطين.
3. تتميز بكثرة المياه والينابيع فيها.
4. وهي مدينة مقدسة.
5. يكثر فيها العلماء العاملون الذين رفضوا حكم الفاطميين وأعلنوا الجهاد والمقاومة ضدهم أمثال ابن النابلسي. أما الإدريسي، أبو عبد الله محمد بن عبد الله ( المتوفى سنة 646هـ/1165م ). فقد تحدث عن مدينة نابلس في كتابه "نزهة المشتاق في اختراق الآفاق"، فقال: "ونابلس مدينة السامرية، وبها البئر التي حفرها يعقوب عليه السلام، وبها جلس السيد المسيح وطلب من المرأة السامرية الماء ليشرب وعليه الآن كنيسة حسنة"(23). فقد تناول نابلس بأنها مدينة السامرية وذكر أن بها بئر يعقوب عليه السلام، وأن السيد المسيح مرّ بها فقط دون أن يتعرض لشيء من خصائصها أو وصف للمدينة. أما القزويني، زكرياء بن محمد بن محمود ( المتوفى سنة 682هـ/1282م ) الذي كان رحالة، فقد جمع كل ما وقع له وعرفه، وسمع به وشاهده من أحوال البلاد والعباد، وصنفه في كتاب أطلق عليه "آثار البلاد وأخبار العباد"، فقد وصف نابلس بأنها مدينة مشهورة بأرض فلسطين. وهي مدينة مستطيلة تقع بين جبلين فقال: نابُلُس مدينة مشهورة بأرض فلسطين بين جبلين مستطيلين لا عرض لها. وأورد كذلك بأنها مكان اجتماع السامرة، حيث يصفهم بأنهم طائفة من اليهود، الذين يعتبرونهم طائفة مبتدعة ومنهم من يرى في السامرة كفار ملة اليهود. وفي ذلك يقول عنهم: "وبها اجتماع السامرة، وهم طائفة من اليهود، واليهود بعضهم يقول: إنهم مبتدعة لملتنا! ومنهم من يقول إنهم كفار ملتنا"(24). وأشار القزويني إلى تسمية نابُلُس بهذا الاسم فيذكر عن مشايخ أهل نابلس أنها تُنسب إلى ظهور تنين عظيم له ناب ضخم، فتوسل الناس إلى الله بالصلاة والدعاء حتى أراحهم منه فعلقوا هذا الناب على باب المدينة ليتعجب الناس منه وفي هذه التسمية يقول: "ذكر بعض مشايخ نابُلُس أنّه ظهر هناك تنين عظيم فتوسل الناس في هلاكه وكان شيئاً هائلاً له ناب عظيم، فعلّقوا نابه هناك ليتعجب الناس من عظمها"(25). ويقدم القرطبي ( المتوفى سنة 693هـ/1293م )، المؤرخ والمحدث والمفسر وصفاً لحياء نساء نابلس وعفافهن في كتابه "الجامع لأحكام القرآن" في نصٍ نقله عن ابن العربي(26) ( المتوفى سنة 543هـ/1148م ) فيورد أنه ما رأى في رحلاته أصون ولا أعف من نساء نابلس. وانه لم يشاهد أحداً منهن إلا وهن ذاهبات إلى الصلاة يوم الجمعة فقط، برغم أنه زار ألف قرية، وعن ذلك يقول: في تفسير قوله تعالى: "وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرُجَ الجاهلية وأقمن الصلاة وآتين الزكاة، واطعن الله ورسوله"(27). "لقد دخلت نيفاً على ألف قرية، فما رأيت نساءً أصون عيالاً، ولا أعف نساءً من نساء نابلس، التي رُمي بها الخليل صلى الله عليه وسلم، فما رأيت امرأة في طريق نهاراً إلا يوم الجمعة، فإنهن يخرجن إليها حتى يمتلئ المسجد منهن فإذا قضيت الصلاة، وانقلبن على منازلهن لم تقع عيني على واحدة منهن إلى يوم الجمعة الأخرى. وقد رأيت بالمسجد الأقصى عفائف ما خرجن من معتكفهن حتى استشهدن فيه"(28). ومن أشهر المؤلفين الذين تحدثوا عن نابلس "شيخ الربوة الدمشقي"، شمس الدين أبو عبد الله محمد أبو طالب الأنصاري، ( ت 727هـ/1327م ) في كتابه "نخبة الدهر في عجائب البر والبحر" أورد فيها وصفاً دقيقاً لهذه المدينة في عصره، وما تتميز به من كثرة مياهها وينابيعها وحماماتها، ومن السمات العامة التي أوردها عن نابلس:
1. نابلس عاصمة إقليم السامرة.
2. تتميز بخصوبة أرضها وكثرة أشجارها وخضرتها.
3. مدينة واسعة بين جبلين.
4. تكثر بها الينابيع والمياه الجارية.
5. تتصف نابلس بكثرة حماماتها الجميلة والمريحة.
6. يميل أهلها إلى التدين والاشتغال بقراءة القرآن الكريم ليلاً ونهاراً، وكثرة حلقات العلم .
7. وصفها بأنها عبارة عن قصر فسيح تكثر فيه البساتين والجنات.
8. خصها الله بالشجرة المباركة وهي الزيتون.
9. أكثر بلدة في فلسطين تشتهر بشجرة الزيتون، ولذا فهي تصدر الزيت إلى الديار المصرية والشامية والحجاز.
10. تشتهر نابلس بصناعة الصابون الذي يصدر إلى بلاد كثيرة.
11. تعتبر ثمارها ومنها البطيخ من أحلى ثمار بقاع الأرض.
12. يوجد بها طائفة السمرة وعلاقتهم جيدة مع أهلها المسلمين. وفي وصف مدينة نابلس وصفاتها يقول شيخ الربوة الدمشقي في كتابه "نخبة الدهر في عجائب البر والبحر": "وإقليم سامرة ومدينته نابلس مدينة خصبة نزهة بين جبلين متسعة ما بينهما ذات مياه وحمامات طيّبة وجامع حسن تقام فيه الصلوات وكثير قراءة القرآن به ليلاً ونهاراً والاشتغال فيه كثير. وهي كأنها قصر في بستان، وقد خصّها الله تبارك وتعالى بالشجرة المباركة وهي الزيتون ويحمل زيتها إلى الديار المصرية والشامية والحجاز والبراري مع العربان ويحمل إلى جامع بني أمية منه ألف قنطار بالدمشقي، ويعمل فيه الصابون الرقي، الذي يحمل إلى سائر البلاد التي ذكرنا وإلى جزائر البحر الرومي. ولها البطيخ الأصفر الزائد الحلاوة على جميع بطيخ الأرض. ولها الجبلان طور زيتا وإليهما حج السامرة {وقربانهم على الطور، يذبحون الخرفان ويحرقون لحومها}. ولا توجد في بلد من البلدان من السامرة ما يوجد منهم بها ويقولون إنهم لا يبلغون في بلد منهم الألف أصلاً، ويقال أنه إذا اجتمع في طريق مسلم ويهودي وسامري ونصراني رافق السامري المسلم"(29). ويصف ابن بطوطة ( المتوفى سنة 779هـ/1377م ) نابلس في رحلته حينما وصل إليها بأنها مدينة عظيمة تكثر بها الأشجار والأنهار والينابيع فقال: "ثم خرجت منها إلى مدينة نابلس. وهي مدينة عظيمة، كثيرة الأشجار، مطردة الأنهار"(30). كما وصفها باشتهارها بشجرة الزيتون الذي يحمل زيتها إلى مصر والشام، كذلك تشتهر بصناعة الحلوى من الخروب، وكذا البطيخ، وفي ذلك يقول: "من أكثر بلاد الشام زيتوناً، ومنها يحمل الزيت إلى مصر ودمشق. وبها تصنع حلواء الخروب وتجلب إلى دمشق وغيرها. وكيفية عملها أن يطبخ الخروب ثم يعصر ويؤخذ ما يخرج منه من الرب فتصنع منه الحلواء، ويجلب ذلك الرب إلى مصر والشام، وبها البطيخ المنسوب إليها وهو طيب وعجيب"(31) وقد وصف كذلك مسجدها الجامع الذي يتميز بغاية الإتقان والحسن، يتوسطه بركة ماء. وهو الجامع المعروف الآن بـ "الجامع الصلاحي الكبير" وفي وصفه يقول: "والمسجد الجامع في نهاية الإتقان والحسن، وفي وسطه بركة ماء"(32). ويمكن أن نستنتج من النص الذي قدمه ابن بطوطة عن مدينة نابلس:
1. نابلس مدينة وليست بلدة أو قرية، وهي ليست مدينة فحسب، بل وصفها بأنها مدينة عظيمة كثيرة الأشجار والمياه.
2. مدينة من أشهر مدن الشام في الزيتون. فهي تنتج الزيت وتصدره إلى مصر والشام.
3. مدينة صناعية تجارية ولا سيما صناعة الحلويات الذي ينتج محلياً من الخروب وغيره، ويُصدّر إلى الشام ومصر وغيرها.
4. مدينة زراعية حتى أن هناك ثماراً تنسب إليها مثل البطيخ النابلسي.
5. مدينة إسلامية تكثر بها المساجد، وبها مسجد جامع كبير وهو المسجد الصلاحي الكبير حالياً. أما القلقشندي ( المتوفى سنة 821هـ/1418م ) الكاتب والناقد المعروف فقد ذكر نابلس في كتابه "صبح الأعشى في صناعة الإنشاء" فوصفها بأنها مدينة عظيمة فهي مدينة تكفي ذاتها لذلك فهي مدينة يحتاج إليها ولا تحتاج إلى غيرها. وقد وصف ابن حوقل نابلس اشتهارها بكثرة المياه والينابيع فيها.كما ذكر بأنها مدينة السامري فقال: "نابلس من جند الأردن، وهي مدينة يحتاج إليها ولا تحتاج إلى غيرها. قال ابن حوقل: وليس بفلسطين بلدة فيها ماء جارٍ سواها، وباقي ذلك شرب أهلها من المطر، وزرعهم عليه. وكانت السامرة في الزمن المتقدم لا توجد إلا بها، وبها الجبل الذي يحج إليه السامرة"(33) ويصف مجير الدين الحنبلي المؤرخ في كتابه "الأنس الجليل في تاريخ القدس والخليل" ( المتوفى سنة 927هـ/1521م ) نابلس بكثرة مياهها وعيونها الجارية، كذلك كثرة أشجارها ولاسيما الزيتون، إضافة لكثرة فواكهها. وقد ركز على أهميتها الدينية والتاريخية وكثرة علمائها. وفي ذلك يقول: "نابلس مدينة بالأرض المقدسة مقابل بيت المقدس من جهة الشمال مسافة يومين بسير الأثقال، خرج منها كثير من العلماء والأعيان، وهي كثيرة الأعين والأشجار والفواكه، ومعظم الأشجار بضواحيها الزيتون، وبها كثير من السمرة وقد قيل أن سيدنا يوسف عليه السلام قبرة بالقرب من نابلس وبمدينة نابلس مشهد يقال أنّ به أولاد يعقوب عليه السلام أجمعين"(34). فقد ركز المؤلف على فضائل نابلس فأورد رواية لكعب الأحبار، من ذلك حديث المشرف الذي رواه بسنده عن كعب قال: "أَحبُ البلاد إلى الله الشّام. وأحبُ الشّام إلى الله تعالى القدس. وأحبُ القدس إلى الله تعالى جبال نابلس، ليأتينَّ على النّاس زمان يتماسحونه بالجبال بينهم"(35) ونختم حديثنا عن مدينة نابلس في كتب الجغرافيين والرحالة العرب والمسلمين بعرض المادة القيمة التي زودنا بها الشيخ عبد الغني النابلسي الرحالة والمتصوفة المشهور ( المتوفى سنة 1143هـ/1732م ) في "رحلته الحضرة الأنسية في الرحلة القدسية" و "الرحلة الحجازية". كذلك وصف المدينة بأنها بلدة مباركة، وأورد كذلك الطواحين المحفوفة بالمياه والبساتين. كذلك حسن استقبال أهلها للضيف فقال فيها: "فلما أقبلنا على ذلك الوادي المبارك، ونفح علينا ذلك النسيم الذي في طيبه لا يُشارك، وأقبلنا على تلك الطواحين المحفوفة بالمياه والبساتين، استقبلنا جماعة من أهلها، كانوا هناك لنا منتظرين، بقصد اللقاء والاجتماع على عادة المحبين". وقد خرجوا للقائنا بأجمعهم وأرفعهم وأوضاعهم من كبير وصغير وشريف وحقير وخطير، وهم يتلون أمامنا البرأة الشريفة(36). وقد ذكر لنا في رحلته كثراً علمائها وأعيانها واشتهارها بكثرة مساجدها والمقامات فيها. وختاماً فقد مدحها الشيخ عبد الغني النابلسي بهذه الأبيات الشعرية: زرتُ في بلدتنـا نـابلس أهـل أصل في العلا منغرس أهـل إكرام وجود وتقى ما لهم غير الهوى من حدس عندهم آنست نوراُ لائماً مثل مـوسى طـالباً للقبس(37)
المصادر والمراجع
1.القرآن الكريم.
2.ابن بطوطة، أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن إبراهيم الطنجي (ت779هـ/1377م)، تحفة النظار في غرائب الأمصار، تحقيق علي المنتصر الكناني، بيروت، مؤسسة الرسالة، 1405هـ/1985م، 2ج .
3.ابن جبير ( ت 614هـ/1217م )، تذكرة بالأخبار عن اتفاقات بالأسفار، بيروت، دار بيروت للطباعة والنشر، 1399هـ/1979م .
4.ابن حوقل، أبو القاسم محمد النصيبي ( ت 367هـ/978م )،صورة الأرض، بيروت، منشورات دار مكتبة الحياة، ( -19 ) .
5.ابن منظور، جمال الدين محمد بن مكرم، ( ت 711هـ/ 1311م )، لسان العرب، بيروت، دار صادر، 1990م، 15ج .
6.أسامة بن منقذ، ( ت 584هـ/ 1188م )، الاعتبار، تحقيق قاسم السامرائي، الرياض، دار الأصالة للثقافة، 1987م .
7.الإدريسي، أبو عبد الله محمد بن عبد الله، ( ت 646هـ/1165م )، نزهة المشتاق في اختراق الآفاق، بيروت، عالم الكتب، 1409هـ/1989م .
8.الإصطخري، أبو إسحاق إبراهيم بن محمد ( 367هـ/ 978م )، المسالك والممالك، نشره دي غوي، بيروت، د.ت، (-19) .
9.البشاري المقدسي، ( ت 387هـ/ 977م )، أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم، القاهرة، مكتبة مدبولي، 1995م .
10.البلاذري، أبو الحسن أحمد بن يحيى ( ت 229هـ/892م )، فتوح البلدان، تحقيق محمد رضوان، بيروت، المكتبة التجارية الكبرى، 1932م .
11.البيشاوي، سعيد، نابلس في عصر الحروب الصليبية، عمان، د. ن، 1990م .
12.السمعاني، أبو سعيد عبد الكريم بن محمد ( ت 562هـ/1167م )، الأنساب، تحقيق عبد الله البارودي، بيروت، دار الكتاب العلمي، 1408هـ/1988م .
13.شيخ الربوة الدمشقي، شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أبي طالب الأنصاري الصوفي، كتاب نخبة الدهر في عجائب البر والبحر، بيروت، د.ن ، ( -19 ) .
14.عبد الله الأصفهاني أبو نعيم أحمد ابن عبد الله (ت 430ه/ 1031م) : حلية الأولياء ، بيروت ، المكتبة السلفية دار الفكر ، (-19) ، 10ج .
15.عبد الغني النابلسي، عبد الغني بن إسماعيل بن إبراهيم الدمشقي، ( 1143هـ/1730م )، الحضرة الأنسية في الرحلة القدسية، تحقيق أكرم الحلبي، بيروت، دار صادر، 1411هـ/1990م .
16.الكتاب المقدس، التوراة، سفر التكوين.
17.كحالة، عمر رضا، معجم المؤلفين، بيروت، مكتبة المثنى، ( -19 )، 15 ج .
18.كلبونة، عبد الله، تاريخ مدينة نابلس، د.ن ، 1992م .
19. ، المساجد الأثرية في مدينة نابلس ،رسالة ماجستير غير منشورة ، جامعة القدس ، المعهد العالي للآثار الإسلامية، 1998 .
20.القرطبي، أبو عبد الله محمد بن احمد الأنصاري ( ت 693هـ/1293م )، الجامع لأحكام القرآن، القاهرة، دار الكتاب العربي، 1387هـ/1967م.
21.القزويني، زكريا محمد بن محمود ( ت 682هـ/ 1282م )، آثار البلاد وأخبار العباد، بيروت، دار صادر، ( -19 ).
22. القلقشندي، أحمد بن علي بن عمر بن صالح ( ت 821هـ/1118م )، صبح الأعشى في صناعة الإنشاء، تحقيق محمد شمس الدين، بيروت، دار الكتب العلمية، 1407هـ/1987م، 15ج .
23. مجير الدين الحنبلي ( ت 927هـ/1118م )، الأنس الجليل في تاريخ القدس والخليل، عمان، ، مكتبة المحتسب، 1973م .
24.ياقوت الحموي، ( ت 662هـ/ 1282م )، معجم البلدان، تحقيق فريد الجندي، بيروت، دار الكتب العلمية، 1410هـ/ 1990م .
25.اليعقوبي، أحمد بن يعقوب، ( ت 278هـ/891م ) كتاب البلدان، ليدن، مطبعة ليدن، نشرة دي غوي، 1892م .
26.يوسف المزي جمال الدين أبو الحجاج ، (ت742ه /1314م) : تهذيب الكمال في أسماء الرجال ، بيروت ، دار الفكر ، 1994م ، 22ج .
(1) الكتاب المقدس: سفر التكوين "33"، بيروت: دار الكتاب المقدس، ص55 .
(2) سعيد البيشاوي: نابلس في عصر الحروب الصليبية، عمان (د.ن) 1990،ص35 .
(3) ياقوت الحموي:معجم البلدان، 5/288 . عبد الله كلبونة: تاريخ مدينة نابلس، نابلس: د.ن،1992 ،ص4 ، ترجمة التوراة السامرية، الكاهن عبد المعين صدقه السامري، نابلس ( د.ن )، 1978، ص49-50 .
(4) عبد الله كلبونة، مرجع سابق، ص4 .
(5) التوراة، سفر التكوين 37، ص62 .
(6) سورة الإسراء آية: 1 .
(7) البلاذري أبو الحسن احمد بن يحيى بن جابر ( ت 229هـ 892م ) فتوح البلدان، تحقيق رضوان محمد رضوان، بيروت: 1983م، ص34 .
(8) اليعقوبي: احمد بن يعقوب ( ت 278هـ/ 891م ): كتاب البلدان، مطبعة ليدن ، نشرة دي غوي، 1892م, ص116 .
(9) الاصطخري: أبوا إسحق إبراهيم بن محمد (ت 340هـ/951م )، المسالك والممالك. نشره دي غوي، 1987، ص58 .
(10) ابن حوقل أبو القاسم محمد النصيبي ( ت 367هـ/978م ): صورة الأرض، بيروت، منشورات دار مكتبة الحياة، ص159 .
(11) دواميس: دَمَس الظلامُ وادمس وليل دامس إذا اشتد وأظلم، وقد دمس الليل يدمِس ويدمُس دمساً وداموساً وأدمس: أظلم، وقيل اختلط ظلامه. والدمس ما غُطي، والديماس: السرداب المظلم –وهو المكان العميق المظلم وهذا يعني كثرة ازقتها المغطاة المظلمة- ابن منظور: لسان العرب، 6م87-88. بيروت، دار صادر، 1990 ط3 .
(12) البشاري المقدسي: ( ت 387هـ/977م ): أحسن التقاسم في معرفة الأقاليم. القاهرة، مكتبة مدبولي، 1995م، ص174 .
(13) هو أبو بكر محمد بن أحمد بن سهل المعروف بابن النابلسي عرف بزهده وتعبده وصلاحه، ، فقد كان ذا قوة وصلابة في الرأي، كما كان شديد العداء للفاطميين وهو العداء الذي كلفه حياته سنه 362هـ/876م ، ياقوت الحموي: معجم البلدان، 5/288.
(14) وتدل هذه العبارة على وجود مسجدين في هذه المدينة في تلك الفترة، وهما مسجد الجامع الصلاحي الكبير، وهو المسجد الذي كانت تقام فيه صلاة الجمعة، إضافة الى بقية الصلوات. أما المسجد الآخر فهو مسجد الساطون،
وهو اول مسجد أنشيْ في المدينة بعد الفتح الإسلامي، كما جاء في النقش الرخامي الواقع في ساحة المسجد، وفيه عبارة المسجد العمري، مما يعني أنه كان يعود بأصوله التاريخية الى عهد الخليفة عمر بن الخطاب، كلبونة، المساجد الأثرية، رسالة ماجستير غير منشورة.
(15) السمعاني، الأنساب، 5/441 .
(15) أسامة بن منقذ (ت 584هـ/1188م ): الاعتبار، تحقيق قاسم السامرائي، الرياض، دار الأصالة للثقافة، ص157 .
(16) أسامة بن منقذ: المصدر السابق، ص158 .
(17) ابن جبير ( ت 614هـ/1217م ): تذكرة بالأخبار عن اتفاقات بالأسفار، بيروت، دار بيروت للطباعة والنشر، 1399هـ/1979م، ص272 .
(18) ابن جبير: المصدر السابق، ص272 .
(19) ابن جبير المصدر نفسه، ص272 .
(20) ياقوت الحموي ( ت 662هـ/1228م )، معجم البلدان، تحقيق فريد الجندي، بيروت، دار الكتب العلمية، 1410هـ/1990م ج5، ص288-289 .
(21) ياقوت الحموي: المصدر السابق، ج5، ص288 .
(22) ياقوت الحموي: المصدر نفسه، ج5/288 .
(23) الإدريسي، أبو عبد الله محمد بن عبد الله ( ت646/1165م )، نزهة المشتاق في اختراق الآفاق، بيروت، عالم الكتب، 1409هـ/1989م، ج1/356 .
(24) القزويني، زكرياء محمد بن محمود ( ت 682هـ/1282م )، آثار البلاد وأخبار العباد، بيروت، دار صادر، ص203،ص277 .
(25) القزويني: المصدر السابق، ص277 .
(26) ابن العربي: أبو بكر محمد بن عبد الله المعروف بابن العربي، فقيه ومحدث ومؤرخ أندلسي توفي سنة 543هـ/1148م .
(27) سورة الأحزاب، آية 32 .
(28) القرطبي: أبو عبد الله محمد بن احمد الأنصاري ( ت 693هـ/1293م )،الجامع لأحكام القرآن، القاهرة، دار الكتاب العربي، 1387هـ/1967م .
(29) شيخ الربوة الدمشقي، شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أبي طالب الأنصاري الصوفي: كتاب نخبة الدهر في عجائب البر والبحر، د.ن. لا ت ،ص200-201 .
(30) ابن بطوطة، أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن إبراهيم الطنجي ( ت779هـ/1377م ) تحفة النظار في غرائب الأمصار، تحقيق علي المنتصر الكناني، بيروت، مؤسسة الرسالة، 1405هـ/1985م، ج1، ص80 .
(31) ابن بطوطة: المصدر السابق، ص80 .
(32) ابن بطوطة: المصدر، ص80 .
(33) القلقشندي، أحمد بن علي بن عمر بن صالح ( ت 821هـ/1118م ) صبح الأعشى في صناعة الإنشاء
(34) مجير الدين الحنبلي ( ت 927هـ/1118م ): الأنس الجليل في تاريخ القدس والخليل، عمان، ، مكتبة المحتسب، 1973م، 2/75 .
(35) مجير الدين الحنبلي : المصدر نفسه ، 2 /75 .
حاولت جاهداً التعرف إلى المصدر الأول الذي استند عليه مجير الدين الحنبلي في نقل هذه الرواية ،فلم أعثر عليها سواءً في كتب السنن أو في كتب التاريخ أو كتب التفسير المختلفة ، ولعل مجير الدين الحنبلي سمعها مشافهة ، من غيره فسجلها في كتابه . =
(36)عبد الغني النابلسي ( ت 1143هـ/1732م ): الحضرة الأنسية في الرحلة القدسية، تحقيق أكرم الحلبي، بيروت دار المصادر، 1411هـ/1990م ، ص74 .
منقووووووووووووووووووووووووول
إعداد: د. جبر خضير
جامعة النجاح الوطنية/نابلس-فلسطين
من المعلوم أن نابُلُس مدينة فلسطينية عربية كنعانية من أقدم مدن العالم، ونابلس بفتح النون وضم الباء الموحدة اللام والسين مهملة. ورد ذكرها في نصوص التوارة باسم شكيم: "ثم أتى يعقوب سالماً إلى مدينة شكيم التي في أرض كنعان"(1)وتعني المنكب والمكان المرتفع، وهي تسمية أطلقها الكنعانيون عندما قاموا بتأسيسها وبنائها في أواسط الألف الثالث قبل الميلاد".(2) ومن تسمياتها نابُلُس: أي ناب الحية، كما ذكر "ياقوت الحموي" المتوفى سنة 626هـ/1228م : "كان في نابلس واد فيه حية عظيمة جداً، يسمونها لُس فاحتالوا عليها حتى قتلوها، وانتزعوا نابها وجاءوا بها فعلقوها على باب هذه المدينة، فقيل: هذا نابُ لُس" كما وردت باسم نابلس في التوراة السامرية "وقال إسرائيل ليونس، أليس اخوتك مرتعين بنابلس، فقال: لأرسلك إليهم،… وأرسله من مرج حبرون، فجاء نابلس"(3) ومن تسمياتها نيابولس بمعنى نابلس الجديدة، وهي تسمية رومانية، ومن تسمياتها سوفار بمعنى السكر(4). عرفت نابلس بجبل النار لقهرها الغزاة والمحتلين. تحتل نابلس موقعاً متوسطاً بالنسبة لمدن فلسطين، وقد أكسبها ذلك شهرة وأهمية. وحظيت مدينة نابلس باهتمام الجغرافيين والرحالة العرب والمسلمين، الذين أَظهروا لنا جوانب مهمّة من حياة المدينة السياسية والدينيّة والفكريّة، وبينت مواقف أهلها ورجالها وعلمائها. والمدينة لا زالت تفخر بتراثها وأمجادها ومواقف رجالها المتسمة بالمحافظة على القيم والتقاليد العربية والإسلامية وشدة بأسهم بالجهاد والمقاومة. وبوصفها مدينة قديمة أيضاً فقد تعاقب على السكن على أرضها أقوام عربية عصراً بعد عصر. وبرز العديد من رجالها على مسرح الأحداث السياسية والدينية والثقافية والعلمية وكانوا مصابيح لامعة في سجل التاريخ العربي والإسلامي. وقد أوردت التوراة أهمية مدينة نابلس الزراعية والدينية فاتخذها يعقوب عليه السلام مسكناً له ولأبنائه: "ومضى أخوتُهُ ليرعوا غنم أبيهم عند شكيم، فقال إسرائيل ليوسف أليس أخوتك يرعون عند شكيم، تعال فأرسلك إليهم. فقال: له هاأنذا. فقال له اذهب انظر سلامة أخوتك وسلامة الغنم ورُدَّ لي خبراً، فأرسله من وَطاء حَبرُونَ فأتى إلى شكيم"(5). كذلك فإن نابلس من الأرض التي باركها الله تعالى، حيث قال تعالى: "سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع العليم"(6). أما أول إشارة من المؤرخين العرب والمسلمين إلى مدينة نابلس فكانت من "البلاذري" صاحب كتاب "فتوح البلدان"، فقد أشار إلى فتحها من قبل القائد عمرو بن العاص عام 15هـ/636م فقال: "وقد فتح عمرو بن العاص كلا من سبسطية ونابلس بعد أن أعطى أهلها الأمان على أنفسهم وأموالهم ومنازلهم، وأن الجزية على رقابهم والخراج على أرضهم"(7). أما الجغرافيون والرحالة العرب والمسلمون فقد كان "اليعقوبي" ( المتوفى سنة 278هـ/891م ) أول من أوردها في كتابه "البلدان" حيث ركز على موقعها الجغرافي الذي يقع بين جبلين مقدسين. وأشار إلى وجود مدينة محفورة في الصخر تحت المدينة، مما يؤكد قدمها وعراقتها. ووصف أهلها بأنهم من العرب والسمرة. فقال: "نابلس مدينة قديمة فيها الجبلان المقدسان. وتحت المدينة مدينة منقورة في حجر وبها اختلاط من العرب والسامرة"(8) أما الإصطخري (المتوفى سنة 340/ 951م ) وهو رحالة جغرافي، فقد أشار إلى ارتباط السامرة بنابلس، وكذلك كثرة مياهها الجارية، ذكر ذلك في كتابه: "المسالك والممالك"فقال: "نابلس مدينة السامرة يزعمون أن بيت المقدس هو نابلس وليس للسامرة مكان من الأرض إلا بها، وليس بفلسطين بلدة فيها ماء جار سواها، وباقي شرب أهلها من المطر، وزرعهم عليه"(9). أما "ابن حوقل" ( المتوفى سنة 367هـ/978م ) فقد أورد بأن نابلس مدينة السامرية وذلك في كتابه "صورة الأرض"، وهو يكرر ما ذكره "الإصطخري"(10). ويبدو أن البشاري المقدسي ( المتوفى سنة 387هـ/977م ) صاحب كتاب "أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم" وهو رحالة وجغرافي مشهور، فكان أول جغرافي ورحالة تحدث بشيء من التفصيل عن مدينة نابلس، ووصفها بأنها مدينة مضغوطة بين جبلين. ووصف شهرة المدينة التجارية، وكثرة أسواقها، وبنائها الحجري فقال: "نابلس في الجبال كثيرة الزيتون، يسمونها دمشق الصغرى، وهي في واد قد ضغطها جبلان، سوقها من الباب إلى الباب وآخر إلى نصف البلد، الجامع في وسطها، مبلطة نظيفة، لها نهر جار، بناؤهم حجارة، ولها دواميس(11) عجيبة(12). ويمكن أن نستنتج من النص الذي قدمه البشاري المقدسي عن مدينة نابلس:
1. أطلق على نابلس دمشق الصغرى لكثرة التشابه بين أهالي دمشق ونابلس في العادات والتقاليد.
2. نابلس مدينة مضغوطة تقع بين جبلين. تشتهر بكثرة أشجار الزيتون فيها.
3. احتواء المدينة على أسواق طويلة وعامرة.
4. وصف لنا مسجدها الجامع، وركز على نظافة المدينة وانها مبلطة بالحجارة.
5. كشف لنا البشاري المقدسي من خلال النص مواد البناء المستخدمة في المدينة وكثرة أزقتها وشوارعها الضيقة المظلمة.
ويأتي السمعاني ( المتوفى سنة 562هـ/1167م )، الرّحالة والمحدث والمؤرخ المشهور إلى ذكر نابلس في مؤلفه: "الأنساب" فيورد أنها من أمهات بلاد فلسطين وحسانها، وأورد لنا ذكر العالم "أبو بكر بن سهل النابلسي" المعروف بـ"الشيخ الشهيد"(13)، وأورد لنا أنه بات عنده ليلتين، وفي ذلك يقول: "نابلس: بلدة من بلاد فلسطين، بتُ فيها ليلتين في توجهي وسيري من بيت المقدس، استولى عليها الفرنج والسلطنة لهم. غير أن بها جماعة كثيرة من المسلمين وبها الجامع، ومسجد آخر للمسلمين(14). وهي من أمهات بلاد فلسطين وحسانها. والمنتسب إليها أبو بكر محمد بن أحمد بن سهل النابلسي الشيخ الشهيد"(15).
ونستنتج من هذا النص ما يلي:
1. أورد ضبط نابُلُس بقوله بفتح النون المنقوطة وضم اللام وكسر السين المهملة.
2. ركز السمعاني على أهمية نابلس وأنها من أمهات بلاد فلسطين.
3. أشار إلى شهرة علمائها وصلابتهم بالحق أمثال أبو بكر النابلسي الذي أفتى بقتال الفاطميين.
4. وصف كثرة مساجدها. وركز على كثرة سكانها المسلمين. أما "أسامة بن منقذ" ( المتوفى سنة 584هـ/1188م ) صاحب كتاب "الاعتبار" فقد ركز على وصف شجاعة أهلها المسلمين وهم تحت يد الفرنج، وكيف كانوا يحتالون على قتلهم وكبس ضياعهم وتخريبها، حيث أورد ذلك أسامة بن منقذ فقال: "وشهدت يوماً نابلس، وقد احضروا اثنين للمبارزة. وكان سبب ذلك أن حرامية من المسلمين كبسوا ضيعة من ضياع نابلس فاتهموا بها رجلاً من الفلاحين. وقالوا هو دلّ الحرامية على الضيعة"(15). كذلك فقد نقل إلينا أسامة بن منقذ أن أهل نابلس من الرجال والنساء كانوا يتعاونون على قتل الفرنج وحجاجهم. فقال: "ومضيت مرة مع الأمير معين الدين رحمه الله، فنـزلنا نابلس فخرج إلى عنده رجل أعمى وهو شاب مسلم، وسألت عنه فخبرّت أن أمه كانت مزوّجة لرجل إفرنجي فقتله،، وكان ابنها يحتال على حجاجهم ويتعاون هو وأمة على قتلهم"(16). نستنتج من ذلك أن أهل نابلس كانوا يدافعون عن أرضهم من الغرباء المغتصبين، فكانوا أنموذج الجهاد والفداء ضد الفرنج، فحق أن يطلق على هذه المدينة وجبالها "جبل النار" التي تحرق الغزاة المحتلين. أما ابن جبير ( المتوفى سنة 614هـ/1217م ). فقد وصف في رحلته المشهورة غزو صلاح الدين الأيوبي لمدينة نابلس عندما كانت تحت يد الفرنج سنة 581هـ/1184م، والتي اعتبرها من أهم غزوات صلاح الدين، والتي حدثت قبل سنتين من فتح صلاح الدين لبيت المقدس سنة 583هـ/1187م. فقد داهمها صلاح الدين وهجم عليها بعسكره، فتمكن من الاستيلاء عليها، وسبى من فيها، واخذ حصونها وضياعاً فيها، وفي ذلك يقول: "فدهم مدينة نابلس وهاجمها بعسكره واستولى عليها وسبى كل من فيها وأخذ منها حصوناً وضياعاً"(17) كذلك فقد أورد فيها كيف تمكن المسلمون من سبي كثيراً من الفرنج وحصلوا على غنائم كثيرة من الأمتعة والذخائر والنعم والمواشي كما وأنهم تمكنوا من تخليص عدد كبير من أسرى المسلمين وفي ذلك يقول: " وامتلأت أيدي المسلمين سبياً لا يحصى عدده من الفرنج، وحصل المسمون منها على غنائم يضيق الحصر عنها، إلى ما اكتفت من المتعة والذخائر والأسباب والأثاث إلى النعم والكُراع، إلى غير ذلك"(18). وقد وزع تلك الغنائم على المسلمين وعلى الجند فامتلأت الأيدي يساراً وغنى، وفي ذلك يقول: "وكان من فعل هذا السلطان الموفق أن أطلق أيدي المسلمين على جميع ما احتازته وسلم لهم ذلك. فاحتازت كل يد ما حوت وامتلأت غنى ويساراً. وعفى الجيش على رسوم تلك الجهات التي مرّ عليها من بلاد الفرنج، وآبوا غانمين فائزين بالسلامة. والغنيمة والإياب. وخلصوا من أيدي الفرنج عدداً كثيراً من أسرى المسلمين وكانت غزوة لم يسمع مثلها في البلاد"(19). ويمكن أن نستنتج من رواية ابن جبير ما يلي:
1. أهمية مدينة نابلس العسكرية والاقتصادية والسياسية.
2. كثرة خيرات نابلس واعتبارها مركزاً مهماً للفرنج لحصانتها ومنعتها.
3. إن انتصار صلاح الأيوبي على الفرنج في غزوة نابلس قد أضعف معنويات الفرنج؛ لكثرة السبي الذي حصل لهم.
4. كما أن هذه الغزوة قد قوت معنويات المسلمين وشجعتهم على التقدم إلى بقية المدن ولاسيما بيت المقدس.
5. كان صلاح الدين يركز على تماسك الجيش والشعب الذي يعتبر أهم ركيزة من ركائز الانتصار. ومن الجغرافيين العرب والمسلمين الذين ترجموا لنابلس "ياقوت الحموي" ( المتوفى سنة 626هـ/1228م ) في كتابه "معجم البلدان" فيشير إلى أسباب تسمية نابلس بهذا الاسم بأنه ترجع إلى أن حية عظيمة كانت في واد المدينة. وكانوا يسمونها "لُس". فاحتالوا عليها حتى قتلوها وعلقوا نابها على باب المدينة فقيل هذا نابُ لُس، أي نابُ الحية، فيقول: "نابُلُس: بضم الباء الموحدة واللام والسين مهملة، وسئل شيخ من أهل المعرفة من أهل نابلس لِمَ سميت بذلك فقال: إنه كان ههنا واد فيه حيّة قد امتنعت فيه، وكانت عظيمة جداً وكانوا يسمونها بلغتهم لُس، فاحتالوا عليها حتى قتلوها وانتزعوا نابها وجاءوا بها فعلقوها على باب هذه المدينة فقيل هذا نابُ لُس أي ناب الحية. ثم كثر استعمالها حتى كتبوها متصلة نابُلُس هكذا غلب هذا الاسم عليها"(20). وقد أشار إلى أنها مدينة معروفة ومشهورة بأرض فلسطين تقع بين جبلين مستطيلة لا عرض لها. وتتميز بكثرة مياهها. وفي ذلك يقول: "وهي مدينة مشهورة بأرض فلسطين بين جبلين مستطيلة لا عرض لها كثيرة المياه لأنها لصيقة في جبل، أرضها حجر"(21). ويشير ياقوت الحموي بأن بظاهر المدينة جبلاً ذكروا أن آدم سجد فيه، ويذكر كذلك جبل جرزيم فيشير إلى أن اليهود يعتقدون بأن الذبيح كان إسحاق عليه السلام وأنّه تمَّ فيه، ويشير إلى أن السمرة تصلي إليه، وهذا السبب في كثرة تواجدهم في المدينة. وفي هذا يقول: "وبظاهر نابلس جبل ذكروا أن آدم عليه السلام سجد فيه، وبها الجبل الذي تعتقد اليهود أن الذبح كان عليه، وغرهم أن الذبيح إسحاق عليه السلام، والسمرة تصلي إليه"(22). وينسب إلى نابلس كثير من العلماء منهم: أحمد بن سهل بن نصر أبو بكر الرملي ويعرف بابن النابلسي وأبو سليمان النابلسي وغيرهما. ونستنتج مما ذكره ياقوت الحموي عن نابلس:
1. نابلس مدينة عريقة كثرت حولها الأساطير.
2. وهي مدينة مشهورة بأرض فلسطين.
3. تتميز بكثرة المياه والينابيع فيها.
4. وهي مدينة مقدسة.
5. يكثر فيها العلماء العاملون الذين رفضوا حكم الفاطميين وأعلنوا الجهاد والمقاومة ضدهم أمثال ابن النابلسي. أما الإدريسي، أبو عبد الله محمد بن عبد الله ( المتوفى سنة 646هـ/1165م ). فقد تحدث عن مدينة نابلس في كتابه "نزهة المشتاق في اختراق الآفاق"، فقال: "ونابلس مدينة السامرية، وبها البئر التي حفرها يعقوب عليه السلام، وبها جلس السيد المسيح وطلب من المرأة السامرية الماء ليشرب وعليه الآن كنيسة حسنة"(23). فقد تناول نابلس بأنها مدينة السامرية وذكر أن بها بئر يعقوب عليه السلام، وأن السيد المسيح مرّ بها فقط دون أن يتعرض لشيء من خصائصها أو وصف للمدينة. أما القزويني، زكرياء بن محمد بن محمود ( المتوفى سنة 682هـ/1282م ) الذي كان رحالة، فقد جمع كل ما وقع له وعرفه، وسمع به وشاهده من أحوال البلاد والعباد، وصنفه في كتاب أطلق عليه "آثار البلاد وأخبار العباد"، فقد وصف نابلس بأنها مدينة مشهورة بأرض فلسطين. وهي مدينة مستطيلة تقع بين جبلين فقال: نابُلُس مدينة مشهورة بأرض فلسطين بين جبلين مستطيلين لا عرض لها. وأورد كذلك بأنها مكان اجتماع السامرة، حيث يصفهم بأنهم طائفة من اليهود، الذين يعتبرونهم طائفة مبتدعة ومنهم من يرى في السامرة كفار ملة اليهود. وفي ذلك يقول عنهم: "وبها اجتماع السامرة، وهم طائفة من اليهود، واليهود بعضهم يقول: إنهم مبتدعة لملتنا! ومنهم من يقول إنهم كفار ملتنا"(24). وأشار القزويني إلى تسمية نابُلُس بهذا الاسم فيذكر عن مشايخ أهل نابلس أنها تُنسب إلى ظهور تنين عظيم له ناب ضخم، فتوسل الناس إلى الله بالصلاة والدعاء حتى أراحهم منه فعلقوا هذا الناب على باب المدينة ليتعجب الناس منه وفي هذه التسمية يقول: "ذكر بعض مشايخ نابُلُس أنّه ظهر هناك تنين عظيم فتوسل الناس في هلاكه وكان شيئاً هائلاً له ناب عظيم، فعلّقوا نابه هناك ليتعجب الناس من عظمها"(25). ويقدم القرطبي ( المتوفى سنة 693هـ/1293م )، المؤرخ والمحدث والمفسر وصفاً لحياء نساء نابلس وعفافهن في كتابه "الجامع لأحكام القرآن" في نصٍ نقله عن ابن العربي(26) ( المتوفى سنة 543هـ/1148م ) فيورد أنه ما رأى في رحلاته أصون ولا أعف من نساء نابلس. وانه لم يشاهد أحداً منهن إلا وهن ذاهبات إلى الصلاة يوم الجمعة فقط، برغم أنه زار ألف قرية، وعن ذلك يقول: في تفسير قوله تعالى: "وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرُجَ الجاهلية وأقمن الصلاة وآتين الزكاة، واطعن الله ورسوله"(27). "لقد دخلت نيفاً على ألف قرية، فما رأيت نساءً أصون عيالاً، ولا أعف نساءً من نساء نابلس، التي رُمي بها الخليل صلى الله عليه وسلم، فما رأيت امرأة في طريق نهاراً إلا يوم الجمعة، فإنهن يخرجن إليها حتى يمتلئ المسجد منهن فإذا قضيت الصلاة، وانقلبن على منازلهن لم تقع عيني على واحدة منهن إلى يوم الجمعة الأخرى. وقد رأيت بالمسجد الأقصى عفائف ما خرجن من معتكفهن حتى استشهدن فيه"(28). ومن أشهر المؤلفين الذين تحدثوا عن نابلس "شيخ الربوة الدمشقي"، شمس الدين أبو عبد الله محمد أبو طالب الأنصاري، ( ت 727هـ/1327م ) في كتابه "نخبة الدهر في عجائب البر والبحر" أورد فيها وصفاً دقيقاً لهذه المدينة في عصره، وما تتميز به من كثرة مياهها وينابيعها وحماماتها، ومن السمات العامة التي أوردها عن نابلس:
1. نابلس عاصمة إقليم السامرة.
2. تتميز بخصوبة أرضها وكثرة أشجارها وخضرتها.
3. مدينة واسعة بين جبلين.
4. تكثر بها الينابيع والمياه الجارية.
5. تتصف نابلس بكثرة حماماتها الجميلة والمريحة.
6. يميل أهلها إلى التدين والاشتغال بقراءة القرآن الكريم ليلاً ونهاراً، وكثرة حلقات العلم .
7. وصفها بأنها عبارة عن قصر فسيح تكثر فيه البساتين والجنات.
8. خصها الله بالشجرة المباركة وهي الزيتون.
9. أكثر بلدة في فلسطين تشتهر بشجرة الزيتون، ولذا فهي تصدر الزيت إلى الديار المصرية والشامية والحجاز.
10. تشتهر نابلس بصناعة الصابون الذي يصدر إلى بلاد كثيرة.
11. تعتبر ثمارها ومنها البطيخ من أحلى ثمار بقاع الأرض.
12. يوجد بها طائفة السمرة وعلاقتهم جيدة مع أهلها المسلمين. وفي وصف مدينة نابلس وصفاتها يقول شيخ الربوة الدمشقي في كتابه "نخبة الدهر في عجائب البر والبحر": "وإقليم سامرة ومدينته نابلس مدينة خصبة نزهة بين جبلين متسعة ما بينهما ذات مياه وحمامات طيّبة وجامع حسن تقام فيه الصلوات وكثير قراءة القرآن به ليلاً ونهاراً والاشتغال فيه كثير. وهي كأنها قصر في بستان، وقد خصّها الله تبارك وتعالى بالشجرة المباركة وهي الزيتون ويحمل زيتها إلى الديار المصرية والشامية والحجاز والبراري مع العربان ويحمل إلى جامع بني أمية منه ألف قنطار بالدمشقي، ويعمل فيه الصابون الرقي، الذي يحمل إلى سائر البلاد التي ذكرنا وإلى جزائر البحر الرومي. ولها البطيخ الأصفر الزائد الحلاوة على جميع بطيخ الأرض. ولها الجبلان طور زيتا وإليهما حج السامرة {وقربانهم على الطور، يذبحون الخرفان ويحرقون لحومها}. ولا توجد في بلد من البلدان من السامرة ما يوجد منهم بها ويقولون إنهم لا يبلغون في بلد منهم الألف أصلاً، ويقال أنه إذا اجتمع في طريق مسلم ويهودي وسامري ونصراني رافق السامري المسلم"(29). ويصف ابن بطوطة ( المتوفى سنة 779هـ/1377م ) نابلس في رحلته حينما وصل إليها بأنها مدينة عظيمة تكثر بها الأشجار والأنهار والينابيع فقال: "ثم خرجت منها إلى مدينة نابلس. وهي مدينة عظيمة، كثيرة الأشجار، مطردة الأنهار"(30). كما وصفها باشتهارها بشجرة الزيتون الذي يحمل زيتها إلى مصر والشام، كذلك تشتهر بصناعة الحلوى من الخروب، وكذا البطيخ، وفي ذلك يقول: "من أكثر بلاد الشام زيتوناً، ومنها يحمل الزيت إلى مصر ودمشق. وبها تصنع حلواء الخروب وتجلب إلى دمشق وغيرها. وكيفية عملها أن يطبخ الخروب ثم يعصر ويؤخذ ما يخرج منه من الرب فتصنع منه الحلواء، ويجلب ذلك الرب إلى مصر والشام، وبها البطيخ المنسوب إليها وهو طيب وعجيب"(31) وقد وصف كذلك مسجدها الجامع الذي يتميز بغاية الإتقان والحسن، يتوسطه بركة ماء. وهو الجامع المعروف الآن بـ "الجامع الصلاحي الكبير" وفي وصفه يقول: "والمسجد الجامع في نهاية الإتقان والحسن، وفي وسطه بركة ماء"(32). ويمكن أن نستنتج من النص الذي قدمه ابن بطوطة عن مدينة نابلس:
1. نابلس مدينة وليست بلدة أو قرية، وهي ليست مدينة فحسب، بل وصفها بأنها مدينة عظيمة كثيرة الأشجار والمياه.
2. مدينة من أشهر مدن الشام في الزيتون. فهي تنتج الزيت وتصدره إلى مصر والشام.
3. مدينة صناعية تجارية ولا سيما صناعة الحلويات الذي ينتج محلياً من الخروب وغيره، ويُصدّر إلى الشام ومصر وغيرها.
4. مدينة زراعية حتى أن هناك ثماراً تنسب إليها مثل البطيخ النابلسي.
5. مدينة إسلامية تكثر بها المساجد، وبها مسجد جامع كبير وهو المسجد الصلاحي الكبير حالياً. أما القلقشندي ( المتوفى سنة 821هـ/1418م ) الكاتب والناقد المعروف فقد ذكر نابلس في كتابه "صبح الأعشى في صناعة الإنشاء" فوصفها بأنها مدينة عظيمة فهي مدينة تكفي ذاتها لذلك فهي مدينة يحتاج إليها ولا تحتاج إلى غيرها. وقد وصف ابن حوقل نابلس اشتهارها بكثرة المياه والينابيع فيها.كما ذكر بأنها مدينة السامري فقال: "نابلس من جند الأردن، وهي مدينة يحتاج إليها ولا تحتاج إلى غيرها. قال ابن حوقل: وليس بفلسطين بلدة فيها ماء جارٍ سواها، وباقي ذلك شرب أهلها من المطر، وزرعهم عليه. وكانت السامرة في الزمن المتقدم لا توجد إلا بها، وبها الجبل الذي يحج إليه السامرة"(33) ويصف مجير الدين الحنبلي المؤرخ في كتابه "الأنس الجليل في تاريخ القدس والخليل" ( المتوفى سنة 927هـ/1521م ) نابلس بكثرة مياهها وعيونها الجارية، كذلك كثرة أشجارها ولاسيما الزيتون، إضافة لكثرة فواكهها. وقد ركز على أهميتها الدينية والتاريخية وكثرة علمائها. وفي ذلك يقول: "نابلس مدينة بالأرض المقدسة مقابل بيت المقدس من جهة الشمال مسافة يومين بسير الأثقال، خرج منها كثير من العلماء والأعيان، وهي كثيرة الأعين والأشجار والفواكه، ومعظم الأشجار بضواحيها الزيتون، وبها كثير من السمرة وقد قيل أن سيدنا يوسف عليه السلام قبرة بالقرب من نابلس وبمدينة نابلس مشهد يقال أنّ به أولاد يعقوب عليه السلام أجمعين"(34). فقد ركز المؤلف على فضائل نابلس فأورد رواية لكعب الأحبار، من ذلك حديث المشرف الذي رواه بسنده عن كعب قال: "أَحبُ البلاد إلى الله الشّام. وأحبُ الشّام إلى الله تعالى القدس. وأحبُ القدس إلى الله تعالى جبال نابلس، ليأتينَّ على النّاس زمان يتماسحونه بالجبال بينهم"(35) ونختم حديثنا عن مدينة نابلس في كتب الجغرافيين والرحالة العرب والمسلمين بعرض المادة القيمة التي زودنا بها الشيخ عبد الغني النابلسي الرحالة والمتصوفة المشهور ( المتوفى سنة 1143هـ/1732م ) في "رحلته الحضرة الأنسية في الرحلة القدسية" و "الرحلة الحجازية". كذلك وصف المدينة بأنها بلدة مباركة، وأورد كذلك الطواحين المحفوفة بالمياه والبساتين. كذلك حسن استقبال أهلها للضيف فقال فيها: "فلما أقبلنا على ذلك الوادي المبارك، ونفح علينا ذلك النسيم الذي في طيبه لا يُشارك، وأقبلنا على تلك الطواحين المحفوفة بالمياه والبساتين، استقبلنا جماعة من أهلها، كانوا هناك لنا منتظرين، بقصد اللقاء والاجتماع على عادة المحبين". وقد خرجوا للقائنا بأجمعهم وأرفعهم وأوضاعهم من كبير وصغير وشريف وحقير وخطير، وهم يتلون أمامنا البرأة الشريفة(36). وقد ذكر لنا في رحلته كثراً علمائها وأعيانها واشتهارها بكثرة مساجدها والمقامات فيها. وختاماً فقد مدحها الشيخ عبد الغني النابلسي بهذه الأبيات الشعرية: زرتُ في بلدتنـا نـابلس أهـل أصل في العلا منغرس أهـل إكرام وجود وتقى ما لهم غير الهوى من حدس عندهم آنست نوراُ لائماً مثل مـوسى طـالباً للقبس(37)
المصادر والمراجع
1.القرآن الكريم.
2.ابن بطوطة، أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن إبراهيم الطنجي (ت779هـ/1377م)، تحفة النظار في غرائب الأمصار، تحقيق علي المنتصر الكناني، بيروت، مؤسسة الرسالة، 1405هـ/1985م، 2ج .
3.ابن جبير ( ت 614هـ/1217م )، تذكرة بالأخبار عن اتفاقات بالأسفار، بيروت، دار بيروت للطباعة والنشر، 1399هـ/1979م .
4.ابن حوقل، أبو القاسم محمد النصيبي ( ت 367هـ/978م )،صورة الأرض، بيروت، منشورات دار مكتبة الحياة، ( -19 ) .
5.ابن منظور، جمال الدين محمد بن مكرم، ( ت 711هـ/ 1311م )، لسان العرب، بيروت، دار صادر، 1990م، 15ج .
6.أسامة بن منقذ، ( ت 584هـ/ 1188م )، الاعتبار، تحقيق قاسم السامرائي، الرياض، دار الأصالة للثقافة، 1987م .
7.الإدريسي، أبو عبد الله محمد بن عبد الله، ( ت 646هـ/1165م )، نزهة المشتاق في اختراق الآفاق، بيروت، عالم الكتب، 1409هـ/1989م .
8.الإصطخري، أبو إسحاق إبراهيم بن محمد ( 367هـ/ 978م )، المسالك والممالك، نشره دي غوي، بيروت، د.ت، (-19) .
9.البشاري المقدسي، ( ت 387هـ/ 977م )، أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم، القاهرة، مكتبة مدبولي، 1995م .
10.البلاذري، أبو الحسن أحمد بن يحيى ( ت 229هـ/892م )، فتوح البلدان، تحقيق محمد رضوان، بيروت، المكتبة التجارية الكبرى، 1932م .
11.البيشاوي، سعيد، نابلس في عصر الحروب الصليبية، عمان، د. ن، 1990م .
12.السمعاني، أبو سعيد عبد الكريم بن محمد ( ت 562هـ/1167م )، الأنساب، تحقيق عبد الله البارودي، بيروت، دار الكتاب العلمي، 1408هـ/1988م .
13.شيخ الربوة الدمشقي، شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أبي طالب الأنصاري الصوفي، كتاب نخبة الدهر في عجائب البر والبحر، بيروت، د.ن ، ( -19 ) .
14.عبد الله الأصفهاني أبو نعيم أحمد ابن عبد الله (ت 430ه/ 1031م) : حلية الأولياء ، بيروت ، المكتبة السلفية دار الفكر ، (-19) ، 10ج .
15.عبد الغني النابلسي، عبد الغني بن إسماعيل بن إبراهيم الدمشقي، ( 1143هـ/1730م )، الحضرة الأنسية في الرحلة القدسية، تحقيق أكرم الحلبي، بيروت، دار صادر، 1411هـ/1990م .
16.الكتاب المقدس، التوراة، سفر التكوين.
17.كحالة، عمر رضا، معجم المؤلفين، بيروت، مكتبة المثنى، ( -19 )، 15 ج .
18.كلبونة، عبد الله، تاريخ مدينة نابلس، د.ن ، 1992م .
19. ، المساجد الأثرية في مدينة نابلس ،رسالة ماجستير غير منشورة ، جامعة القدس ، المعهد العالي للآثار الإسلامية، 1998 .
20.القرطبي، أبو عبد الله محمد بن احمد الأنصاري ( ت 693هـ/1293م )، الجامع لأحكام القرآن، القاهرة، دار الكتاب العربي، 1387هـ/1967م.
21.القزويني، زكريا محمد بن محمود ( ت 682هـ/ 1282م )، آثار البلاد وأخبار العباد، بيروت، دار صادر، ( -19 ).
22. القلقشندي، أحمد بن علي بن عمر بن صالح ( ت 821هـ/1118م )، صبح الأعشى في صناعة الإنشاء، تحقيق محمد شمس الدين، بيروت، دار الكتب العلمية، 1407هـ/1987م، 15ج .
23. مجير الدين الحنبلي ( ت 927هـ/1118م )، الأنس الجليل في تاريخ القدس والخليل، عمان، ، مكتبة المحتسب، 1973م .
24.ياقوت الحموي، ( ت 662هـ/ 1282م )، معجم البلدان، تحقيق فريد الجندي، بيروت، دار الكتب العلمية، 1410هـ/ 1990م .
25.اليعقوبي، أحمد بن يعقوب، ( ت 278هـ/891م ) كتاب البلدان، ليدن، مطبعة ليدن، نشرة دي غوي، 1892م .
26.يوسف المزي جمال الدين أبو الحجاج ، (ت742ه /1314م) : تهذيب الكمال في أسماء الرجال ، بيروت ، دار الفكر ، 1994م ، 22ج .
(1) الكتاب المقدس: سفر التكوين "33"، بيروت: دار الكتاب المقدس، ص55 .
(2) سعيد البيشاوي: نابلس في عصر الحروب الصليبية، عمان (د.ن) 1990،ص35 .
(3) ياقوت الحموي:معجم البلدان، 5/288 . عبد الله كلبونة: تاريخ مدينة نابلس، نابلس: د.ن،1992 ،ص4 ، ترجمة التوراة السامرية، الكاهن عبد المعين صدقه السامري، نابلس ( د.ن )، 1978، ص49-50 .
(4) عبد الله كلبونة، مرجع سابق، ص4 .
(5) التوراة، سفر التكوين 37، ص62 .
(6) سورة الإسراء آية: 1 .
(7) البلاذري أبو الحسن احمد بن يحيى بن جابر ( ت 229هـ 892م ) فتوح البلدان، تحقيق رضوان محمد رضوان، بيروت: 1983م، ص34 .
(8) اليعقوبي: احمد بن يعقوب ( ت 278هـ/ 891م ): كتاب البلدان، مطبعة ليدن ، نشرة دي غوي، 1892م, ص116 .
(9) الاصطخري: أبوا إسحق إبراهيم بن محمد (ت 340هـ/951م )، المسالك والممالك. نشره دي غوي، 1987، ص58 .
(10) ابن حوقل أبو القاسم محمد النصيبي ( ت 367هـ/978م ): صورة الأرض، بيروت، منشورات دار مكتبة الحياة، ص159 .
(11) دواميس: دَمَس الظلامُ وادمس وليل دامس إذا اشتد وأظلم، وقد دمس الليل يدمِس ويدمُس دمساً وداموساً وأدمس: أظلم، وقيل اختلط ظلامه. والدمس ما غُطي، والديماس: السرداب المظلم –وهو المكان العميق المظلم وهذا يعني كثرة ازقتها المغطاة المظلمة- ابن منظور: لسان العرب، 6م87-88. بيروت، دار صادر، 1990 ط3 .
(12) البشاري المقدسي: ( ت 387هـ/977م ): أحسن التقاسم في معرفة الأقاليم. القاهرة، مكتبة مدبولي، 1995م، ص174 .
(13) هو أبو بكر محمد بن أحمد بن سهل المعروف بابن النابلسي عرف بزهده وتعبده وصلاحه، ، فقد كان ذا قوة وصلابة في الرأي، كما كان شديد العداء للفاطميين وهو العداء الذي كلفه حياته سنه 362هـ/876م ، ياقوت الحموي: معجم البلدان، 5/288.
(14) وتدل هذه العبارة على وجود مسجدين في هذه المدينة في تلك الفترة، وهما مسجد الجامع الصلاحي الكبير، وهو المسجد الذي كانت تقام فيه صلاة الجمعة، إضافة الى بقية الصلوات. أما المسجد الآخر فهو مسجد الساطون،
وهو اول مسجد أنشيْ في المدينة بعد الفتح الإسلامي، كما جاء في النقش الرخامي الواقع في ساحة المسجد، وفيه عبارة المسجد العمري، مما يعني أنه كان يعود بأصوله التاريخية الى عهد الخليفة عمر بن الخطاب، كلبونة، المساجد الأثرية، رسالة ماجستير غير منشورة.
(15) السمعاني، الأنساب، 5/441 .
(15) أسامة بن منقذ (ت 584هـ/1188م ): الاعتبار، تحقيق قاسم السامرائي، الرياض، دار الأصالة للثقافة، ص157 .
(16) أسامة بن منقذ: المصدر السابق، ص158 .
(17) ابن جبير ( ت 614هـ/1217م ): تذكرة بالأخبار عن اتفاقات بالأسفار، بيروت، دار بيروت للطباعة والنشر، 1399هـ/1979م، ص272 .
(18) ابن جبير: المصدر السابق، ص272 .
(19) ابن جبير المصدر نفسه، ص272 .
(20) ياقوت الحموي ( ت 662هـ/1228م )، معجم البلدان، تحقيق فريد الجندي، بيروت، دار الكتب العلمية، 1410هـ/1990م ج5، ص288-289 .
(21) ياقوت الحموي: المصدر السابق، ج5، ص288 .
(22) ياقوت الحموي: المصدر نفسه، ج5/288 .
(23) الإدريسي، أبو عبد الله محمد بن عبد الله ( ت646/1165م )، نزهة المشتاق في اختراق الآفاق، بيروت، عالم الكتب، 1409هـ/1989م، ج1/356 .
(24) القزويني، زكرياء محمد بن محمود ( ت 682هـ/1282م )، آثار البلاد وأخبار العباد، بيروت، دار صادر، ص203،ص277 .
(25) القزويني: المصدر السابق، ص277 .
(26) ابن العربي: أبو بكر محمد بن عبد الله المعروف بابن العربي، فقيه ومحدث ومؤرخ أندلسي توفي سنة 543هـ/1148م .
(27) سورة الأحزاب، آية 32 .
(28) القرطبي: أبو عبد الله محمد بن احمد الأنصاري ( ت 693هـ/1293م )،الجامع لأحكام القرآن، القاهرة، دار الكتاب العربي، 1387هـ/1967م .
(29) شيخ الربوة الدمشقي، شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أبي طالب الأنصاري الصوفي: كتاب نخبة الدهر في عجائب البر والبحر، د.ن. لا ت ،ص200-201 .
(30) ابن بطوطة، أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن إبراهيم الطنجي ( ت779هـ/1377م ) تحفة النظار في غرائب الأمصار، تحقيق علي المنتصر الكناني، بيروت، مؤسسة الرسالة، 1405هـ/1985م، ج1، ص80 .
(31) ابن بطوطة: المصدر السابق، ص80 .
(32) ابن بطوطة: المصدر، ص80 .
(33) القلقشندي، أحمد بن علي بن عمر بن صالح ( ت 821هـ/1118م ) صبح الأعشى في صناعة الإنشاء
(34) مجير الدين الحنبلي ( ت 927هـ/1118م ): الأنس الجليل في تاريخ القدس والخليل، عمان، ، مكتبة المحتسب، 1973م، 2/75 .
(35) مجير الدين الحنبلي : المصدر نفسه ، 2 /75 .
حاولت جاهداً التعرف إلى المصدر الأول الذي استند عليه مجير الدين الحنبلي في نقل هذه الرواية ،فلم أعثر عليها سواءً في كتب السنن أو في كتب التاريخ أو كتب التفسير المختلفة ، ولعل مجير الدين الحنبلي سمعها مشافهة ، من غيره فسجلها في كتابه . =
= وسياق هذه العبارة يشير إلى قدسية نابلس وجبالها ، فهي أرض مباركة من الله يتبرك بها الناس . وقد كان مسكن كثير من الأنبياء والعلماء والصالحين . وهذه الرواية تؤخذ من باب فضائل البلدان والأعمال وليس في مجال العقيدة ، أو الحلال والحرام وهذه الرواية لكعب ابن ماتع الحميري المعروف بكعب الأحبار أسلم في خلافة أبي بكر ويقال في خلافة عمر ابن الخطاب وروى أحاديث كثيرة أخذها عن صهيب الرومي وعمر ابن الخطاب وروى له كثير من رواة الحديث .
وأكثر من ذكر فضائل بيت المقدس في مروياته . وكان على دين اليهود فأسلم ، وقدم المدينة ، ثم خرج إلى الشام وسكن حمص وتوفي بها سنة32 ه . انظر، أبو نعيم الأصفهاني : حلية الأولياء ، 6 / 1-48 ، ياقوت الحموي : معجم البلدان ، 5 / 288- 289 ، المزي تهذيب الكمال، 15 / 399 - 402 .
وأكثر من ذكر فضائل بيت المقدس في مروياته . وكان على دين اليهود فأسلم ، وقدم المدينة ، ثم خرج إلى الشام وسكن حمص وتوفي بها سنة32 ه . انظر، أبو نعيم الأصفهاني : حلية الأولياء ، 6 / 1-48 ، ياقوت الحموي : معجم البلدان ، 5 / 288- 289 ، المزي تهذيب الكمال، 15 / 399 - 402 .
(36)عبد الغني النابلسي ( ت 1143هـ/1732م ): الحضرة الأنسية في الرحلة القدسية، تحقيق أكرم الحلبي، بيروت دار المصادر، 1411هـ/1990م ، ص74 .
منقووووووووووووووووووووووووول
تعليق