المباني المستدامة
the green houses
المباني المستدامة هي المباني التي تصمم وتنفذ وتشغل ويتم صيانتها والتخلص منها بعد انتهاء عمرها بأساليب تحترم البيئة مع الأخذ في الاعتبار تقليل استهلاك الطاقة والمواد والموارد بالإضافة إلى تقليل تأثيرات الإنشاء والاستعمال على البيئة مع تعظيم الانسجام مع الطبيعة.
لقد بدأت فكرة المباني المستدامة بعد أزمة الطاقة الأولى في السبعينات من القرن العشرين حيث تساءل المهندسون عن الحكمة من وجود مباني صندوقية محاطة بالزجاج والفولاذ وتتطلب تدفئة هائلة وأنظمة تبريد مكلفة. وتعالت الأصوات من أجل مباني أكثر كفاءة في استهلاك الطاقة. وبدأ التركيز على التأثير البيئي طويل المدى أثناء تشغيل وصيانة المباني، وكانت النظرة لما هو أبعد من هم "التكاليف الأولية" (Initial Costs) للبناء. هذه النظرة ومنذ ذلك الحين تأصلت في بعض أنظمة تقييم المباني مثل معيار (BREEAM) الذي تم تطبيقه في بريطانيا في العام 1990م. ومعايير رئاسة الطاقة والتصميم البيئي (LEED) في الولايات المتحدة الأمريكية وهي اختصار لـ (.in Energy and Environmental DesignLeadership)، وهذا المعيار الأخير تم تطويره بواسطة المجلس الأمريكي للبناء الأخضر (USGBC)، وتم البدء بتطبيقه في عام 2000م.
إن أهم التوصيات لإرساء مفهوم المباني المستدامة هي الترشيد لسبل الإعمار والسكن ومراعاة التنمية المستدامة التي تتطلب استخدام الموارد الحالية دون المساومة على الموارد اللازمة للأجيال القادمة.
والمباني المستدامة لا تهتم فقط في وضع إستراتيجية البناء المتكامل من الوجهة البيئية وحسب بل تهتم أيضاً باستخدام الطاقة الخضراء أي الطاقة المتجددة خاصة طاقة الشمس والرياح حيث أن مددنا العربية تمتلك مخزون كبير من الطاقة الشمسية.
والمباني المستدامة تحقق التوافق بين الإنسان ومجتمعه وبيئته من خلال الربط بين ثلاثة عناصر أساسية وهي:
•كفاءة استخدام الموارد والمواد.
•التعامل الأمثل مع الظروف المناخية والجغرافية والاجتماعية السائدة.
•الاستجابة للاحتياجات البشرية المادية والاجتماعية مع الحفاظ على حقوق واحتياجات الأجيال القادمة.
1- المبادئ الأساسية للمباني المستدامة:
تعتبر المباني المستدامة مباني صديقة للبيئة لأنها تستهلك كميات اقل من الطاقة والمياه كما أن المقيم داخلها يظل بصحة جيدة وإنتاج وفير نظراً لوجود كثير من الإضاءة الطبيعية والتهوية الجيدة والقليل من الدهانات والمواد اللاصقة السامة.
ومن أهم المبادئ للمباني المستدامة:
أ-الحفاظ على الطاقة.
ب-التكيف مع المناخ.
ج- التقليل من استخدام الموارد المتجددة والمواد الجديدة.
وتطبيق هذه المبادئ يقلل التأثير السلبي على البيئة الطبيعية والمشيدة من حيث المباني ومحيطها المباشر والإقليمي فالمبنى المستدام انطلاقا من هذه المبادئ يعرف بأنه ممارسات البناء التي تسعى إلى الجودة المتكاملة ( الاقتصادية – الاجتماعية – البيئية ) بطريق واضحة ، فالاستخدام المنطقي للموارد الطبيعية والإدارة الملائمة للمباني يسهم في إنقاذ الموارد النادرة وتقليل استهلاك الطاقة وتحسين البيئة مع الأخذ في الاعتبار دورة حياة المبنى كاملة (التصميم، الإنشاء، الإشغال، التشغيل، الصيانة، الهدم وإعادة الاستخدام وكذلك الجودة البيئية ، والوظيفية ، والجمالية والقيم المستقبلية[1].
2- أهداف المباني المستدامة :
نظراً لتغير الاتجاه العالمي من الاهتمام بالكم إلى الكيف والتي شكلت أهداف جديدة لقطاع الإنشاء ومطالب المستهلك والصحوة العالمية للاستدامة والتي شكلت الأهداف الرئيسية للمباني المستدامة :
§فاعلية الموارد
§فاعلية الطاقة
§الوقاية من التلوث
§التوافق مع البيئة
§الأعمال النظامية والمتكاملة
و المباني المستدامة يبدأ تكوينها من مرحلة تصميم حيث يكون التصميم مستدام. وللوصول إلى التصميم المستدام لابد من التكامل التام بين العمارة و التخصصات الهندسية الأخرى (الإنشائية -الكهربائية – الميكانيكية) بالإضافة إلى القيم الجمالية والتناسب والتركيب والظل والنور والدراسات المكملة من تكلفة مستقبلية للنواحي المختلفة ( البيئية – الاقتصادية – البشرية ) وقد حددت خمس عوامل للوصول إلى التصميم المستدام [2].
·تكامل التخطيط والتصميم ويكون التصميم ( ذاتي التشغيل ) إذا ما قورن بالتصميم التقليدي وتكون للقرارات التصميمية المبكرة تأثير قوى على فاعلية الطاقة .
· اعتماد التصميم على الشمس وضوء النهار كمصادر طبيعية للإمداد وتهيئة الجو المناسب للمستخدم، كما في الشكل 1. واستخدام الستائر والزجاج العاكس للحرارة. ويمكن تحقيق تبريد المبنى بشكل طبيعي( التهوية الطبيعية، واستخدام الملاقف، وغيرها).
الشكل 2:الاستفادة من الطاقة الشمسية في تأمين الكهرباء والراحة لسكان المباني.
3-3- ترشيد استخدام الموارد المتجددة والمواد الجديدة واستخدام مواد صديقة للبيئة:
تراعي المباني المستدامة التقليل من استخدام الموارد المتجددة والمواد الجديدة في البناء وفي نفس الوقت تصميم وإنشاء بناء بأسلوب يجعله هو نفسه أو بعض عناصره في نهاية عمره الافتراضي مصدر ومورد للمباني الأخرى.
ويوجد طريقة أخرى للتقليل من استخدام الموارد والمواد الجديدة وهي إعادة تدوير المواد والنفايات وبقايا المباني.
وتستخدم في المباني المستدامة مواد البناء صديقة للبيئة لا تكون من المواد عالية الاستهلاك للطاقة سواء في مرحلة التصنيع أو التركيب أو الصيانة و لا تساهم في زيادة التلوث الداخلي للبناء وهي غالباً ما تكون مواد البناء الطبيعية كالطين والقش وغيرها من المواد. وان كمية الطاقة المستخدمة في مواد البناء لمبنى ما تعتبر مقياس لمدى صداقته للبيئة.
ولقد ثبت إن الطاقة المستخدمة لإنشاء مبنى تكون اكبر من الطاقة المستخدمة في تشغليه لمدة تتراوح من 10-15 سنة لذلك يجب التدقيق في اختيار المواد من وجهة نظر محتوى الطاقة بعناية فائقة.
ويجب استبعاد مواد الإنشاء التي يثبت تأثيرها الضار على صحة الإنسان والبيئة ومنها الاسبستوس و الفورم الدهيد الذي يدخل في تركيب عدد كبير من مواد البناء وفي تصنيع الخشب المضغوط (الفورميكا) وبلاط الأرضيات وخشب الديكورات، ويزيد انبعاث أبخرة الفورم الدهيد داخل المباني مع ارتفاعات درجات الحرارة و الرطوبة[3]. لذلك يجب استخدام المواد الطبيعية والدهانات التي تعتمد في تكوينها على الزيوت الطبيعية مع استبعاد الدهانات الكيماوية والتي ينبعث منها مركبات عضوية متطايرة تضر بصحة الإنسان.
3-4- الحفاظ على المياه داخل المبنى :
إن للماء أهمية كبيرة داخل المبنى فهو لا يستخدم للشرب والاستحمام وطهي الطعام فقط بل في سقي الحدائق وتجميل المبنى وترطيبه وذلك عن طريق النوافير وأحواض المياه والشلالات. فللماء أهمية جمالية وبيئية حيث انه يساعد على ضبط الرطوبة النسبية ويؤدي إلى تنقية وتبريد الهواء المار عليه. ويتم فقد كمية من الماء خلال رحلة الماء في الأنابيب من محطة التنقية و حتى وصوله إلى داخل البناء وخاصة في حالة تلف الأنابيب وتسرب الماء منها. وبالنسبة إلى داخل البناء فيتم فقد الماء عن طريق:
- الحنفيات غير المحكمة الإغلاق أو التالفة حيث أن تنقيط الحنفية يستهلك 90 لتراً من الماء يومياً، وإذا كان الفقد من الماء الساخن فانه يؤدي إلى زيادة الطاقة المهدورة والتي استخدمت في تسخين الماء.
- الإهمال وعدم تصليح الأجهزة الصحية والسلوك الخاطئ في استعمال الماء [4].
- صناديق الطرد الملحقة بالمراحيض، حيث تستهلك حوالي 26% من كمية الماء الواصلة للبناء وعليه تعتبر من أكثر الأجهزة التي تستخدم الماء.
إن عاداتنا اليومية في استخدام الماء هي انعكاس لسلوكنا الحضاري والترشيد هو الاستخدام الأمثل للمياه بحيث نستفيد منها بأقل كمية وارخص تكاليف مالية.
ومن العوامل التي تؤدي إلى تقليل استهلاك المياه في المباني:
تجميع مياه الأمطار من سطح البناء وتخزينها واستخدامها بنظام مباشر أو بنظام الثقالة في كسح المراحيض و سقاية الحدائق وغيرها من الاستعمالات ، كما في الشكل 3.
الشكل 4: معالجة المياه الرمادية وإعادة استخدامها في سقاية الحدائق وكسح المراحيض.
3-5- الحفاظ على جودة الهواء داخل المبنى:
للتهوية الجيدة أهمية كبيرة للتغلب على تركيز الملوثات داخل البناء، ويتم ذلك من خلال توجيه الفتحات إلى اتجاه الرياح السائدة لكل منطقة مع مراعاة وجود أكثر من فتحة لكل فراغ لخلق تيار هوائي مناسب، وفي حالة الفراغات غير المواجهة للرياح السائدة يمكن أن نستعين بملاقف الهواء كما يمكن أن يحدث في مباني عمارة التراث حيث تسحب الرياح إلى داخل البناء.
3-6- أساليب الإضاءة داخل المبنى:
للإضاءة أهمية كبيرة وخاصة في ترشيد استهلاك الطاقة، ويتم توفير الإضاءة بطريقتين:
الإضاءة الطبيعية:
وتعتبر الشمس المصدر الوحيد للإضاءة الطبيعية، وان للإضاءة الطبيعية عدة أشكال:
الضوء المباشر: وهو الذي يأتي من الشمس مباشرة ويدخل من النوافذ أو فتحات البناء وهو أقوى أنواع الإضاءة ويسبب الإبهار البصري.
الضوء المنعكس: وهو الضوء المنعكس من الواجهات والأرضيات المحيطة بالبناء.
الضوء المشتت: بسبب مروره من زجاج مصنفر أو ستارة موضوعة خلف النافذة وتكون على صورة ضوء ناعم وخافت بدون أي ظلال مصاحبة له.
إن التصميم الجيد يجب أن يشمل على:
- أن يكون بكل فراغ نافذتين موزعتان على جدارين لتجنب ظاهرة الزغللة .
- توزيع الشبابيك واختيار أماكنها لغرض الحصول على اكبر كمية من الضوء الطبيعي وخاصة المنعكس ومحاولة تجنب الضوء المباشر.
تخصيص فراغات مكشوفة مثل الأفنية بالبناء تسمح بالاستفادة من الأشعة البنفسجية مع مراعاة عامل الخصوصية. ويراعى في تخطيط الموقع ارتفاعات المباني والمسافات بينها بحيث لا يحجب مبنى الضوء الطبيعي عن مبنى آخر قريب منه أو يواجهه.
وللحصول على الإضاءة الجيدة يجب مراعاة اختيار الموقع وتوجيه البناء ويختلف التوجيه من منطقة إلى أخرى حسب مناخ المنطقة[5].
وقد تستخدم الإضاءة الصناعية عندما تكون الإضاءة الطبيعية غير كافية وعندما تغرب الشمس ويحل الظلام. وغالبا ما تكون وظيفة الإضاءة تحت التصنيفات التالية :
إضاءة عامة : وهي التي تضئ المكان وتحقق الضوء العام للفراغ .
إضاءة مركزة: وهي التي تعطي مزيد من الضوء المباشر لمراكز العمل والنشاط في الفراغ.
إضاءة موجهة: هي التي تستخدم لتبرز النقاط الجمالية في الفراغ وتلفت النظر إليها كالتحف أو اللوحات الديكورات.
عند اختيار وحدات الإضاءة الصناعية يجب مراعاة جانبين وهما :
- أن يكون نوع الإضاءة اقرب ما يمكن للضوء الطبيعي.
- استخدام نوعيات توفر في استهلاك الطاقة الكهربائية .
ونلاحظ أن لمبات الفلورسانت تستهلك 20% من الطاقة في صورة انبعاث حراري والكمية الباقية تستخدم في الإضاءة مما يجعلها أفضل من اللمبات المتوهجة من وجهة نظر الترشيد في استخدام الطاقة الكهربائية.
إن عمليات التصنيع طورت لمبات موفرة للطاقة حيث أن اللمبة الموفرة للطاقة باستطاعة 20 وات تعطي نفس شدة الإضاءة للمبة المتوهجة استطاعة 100 وات مما يخفض الاستهلاك الشهري للإضاءة بنسبة قريبة من 80% من الطاقة المستهلكة. وللمساهمة في ترشيد استهلاك الطاقة ضمن المبنى يتم اختيار الأجهزة الكهربائية ذات الكفاءة العالية.
3-7- التصميم الصوتي وتجنب الضوضاء :
إن للصوت تأثيرات على الصحة النفسية والجسدية للإنسان ويكون لها نوعين من التأثيرات:
تأثيرات جيدة: وهي الناتجة عن الأصوات الجميلة.
تأثيرات ضارة: وهي الناتجة عن الأصوات العالية و الضوضاء .
ومن أهم مصادر الضوضاء داخل المبنى نذكر استخدام الأجهزة الكهربائية الكبيرة كغسالات الملابس والصحون وأجهزة التلفزيون. أما الضوضاء من خارج المبنى فيحملها الهواء وتدخل المبنى عن طريق النوافذ والأبواب المفتوحة أو الفتحات الصغيرة. وهي على أنواع :
- الضوضاء الشاملة: وتشمل كل الأصوات المزعجة وغير المرغوب بها والناتجة عن البيئة الخارجية.
- الضوضاء العابرة: وهي الضوضاء المستمرة والمتواصلة والتي تنقطع بعد فترة زمنية والتي تحل محلها أصوات أخرى بعد فترة وجيزة (القطارات، الطائرات، السيارات ).
- الضوضاء النبضية: وهي كل الأصوات المزعجة وغير المرغوب بها والتي تتوالى على فترات وجيزة متقطعة وتكون أكثر وقعا على الإنسان لان منسوبها عالي.
إن كفاءة الجدران في منع انتقال الضوضاء تعتمد على كتلتها فكلما كانت أكثر سمكاً تكون أفضل في منع انتقال الضوضاء. ويمكن استخدام مواد العزل الصوتي. أما بالنسبة للأرضيات فكلما كانت درجة امتصاص سطوحها للصوت أكثر تكون أفضل فيجب استخدام أرضيات أو تشطيبات أو كسوات تكون ماصة للصوت كالسجاد.
ومن طرق تجنب الضوضاء وتجنب وصولها لداخل المبنى:
- زيادة المسافة بين مصدر الضوضاء والبناء المراد حمايته من الضوضاء.
- وضع الفراغات التي لا تتأثر بالضوضاء من الجهة القريبة من مصدر الضوضاء.
- زراعة الأشجار من جهة مصدر الضوضاء .
- إنشاء حواجز للصوت من جهة مصدر الضجيج كالطرقات السريعة حيث تقوم هذه الحواجز بامتصاص الضوضاء والتقليل من درجتها.
ونجد انه في مباني التراث قد تم مراعاة تجنب الضوضاء وذلك في أسلوب ترتيب الفراغات واستخدام الجدران السميكة والأفنية الداخلية ونستطيع أن نستفيد منها في تصاميمنا وبأسلوب حديث.
3-8-الحديقة والمبنى:
إن للحدائق فوائد صحية فهي تعمل على تنقية الهواء وتساعد على تلطيف الجو عن طريق زراعة الأشجار متساقطة الأوراق قرب المباني لتوفير الظل صيفاً والسماح بدخول أشعة الشمس شتاءاً.
وهناك عدة عناصر يجب أن تتألف منها الحديقة الملحقة بالمباني المستدامة وهي :
- النباتات والأشجار: لتوفير الظلال وكذلك لغرض الحصول على الفواكه والخضراوات ولتحقيق الخصوصية والمتعة البصرية.
- أماكن الجلوس: وقد تكون مظللة بالأشجار أو مكشوفة.
- الماء: ويستخدم بأشكال مختلفة، حيث يستخدم إما على شكل نوافير تساعد على تلطيف الجو وترطيبه أو على شلالات ينبعث منها صوت جميل أو على هيئة مسطحات مائية.
- الأرضيات: ويجب أن تكون من مواد لا تحتاج إلى صيانة كبيرة وسهلة التنظيف، وان لا تساعد على انعكاس الأشعة الشمسية الساقطة عليها بل تمتصها.
وللحكم على درجة تحقيق أي مبنى لمعايير المباني المستدامة ظهر في الولايات المتحدة الأمريكية شهادة (LEED) للمشاريع المتميزة في تطبيقات المباني المستدامة. إن معايير (LEED) تهدف إلى إنتاج بيئة مشيدة أكثر صداقة للبيئة، ومباني ذات أداء اقتصادي أفضل، وهذه المعايير التي يتم تزويد المهندسين والمطورين والمستثمرين بها تتكون من قائمة بسيطة من المعايير المستخدمة في الحكم على مدى التزام المبنى بضوابط الاستدامة ، ووفقاً لهذه المعايير يتم منح نقاط للمبنى في جوانب مختلفة، فكفاءة استهلاك الطاقة في المبنى تمنح في حدود (17 نقطة)، وكفاءة استخدام المياه تمنح في حدود (5 نقاط)، في حين تصل نقاط جودة وسلامة البيئة الداخلية في المبنى إلى حدود (15 نقطة)، أما النقاط الإضافية فيمكن اكتسابها عند إضافة مزايا محددة للمبنى مثل: مصادر الطاقة المتجددة، أو أنظمة مراقبة غاز ثاني أكسيد الكربون. وبعد تقدير النقاط لكل جانب من قبل اللجنة المعنية يتم حساب مجموع النقاط الذي يعكس تقدير (LEED) وتصنيفها للمبنى المقصود، فالمبنى الذي يحقق مجموع نقاط يبلغ (39 نقطة) يحصل على تصنيف (ذهبي)، وهذا التصنيف يعني أن المبنى يخفض التأثيرات على البيئة بنسبة (50%) على الأقل مقارنة بمبنى تقليدي مماثل له، أما المبنى الذي يحقق مجموع نقاط يبلغ (52 نقطة) فيحوز على تصنيف (بلاتيني)، وهذا التصنيف يعني أن المبنى يحقق خفض في التأثيرات البيئية بنسبة (70%) على الأقل مقارنة بمبنى تقليدي مماثل.
the green houses
المباني المستدامة هي المباني التي تصمم وتنفذ وتشغل ويتم صيانتها والتخلص منها بعد انتهاء عمرها بأساليب تحترم البيئة مع الأخذ في الاعتبار تقليل استهلاك الطاقة والمواد والموارد بالإضافة إلى تقليل تأثيرات الإنشاء والاستعمال على البيئة مع تعظيم الانسجام مع الطبيعة.
لقد بدأت فكرة المباني المستدامة بعد أزمة الطاقة الأولى في السبعينات من القرن العشرين حيث تساءل المهندسون عن الحكمة من وجود مباني صندوقية محاطة بالزجاج والفولاذ وتتطلب تدفئة هائلة وأنظمة تبريد مكلفة. وتعالت الأصوات من أجل مباني أكثر كفاءة في استهلاك الطاقة. وبدأ التركيز على التأثير البيئي طويل المدى أثناء تشغيل وصيانة المباني، وكانت النظرة لما هو أبعد من هم "التكاليف الأولية" (Initial Costs) للبناء. هذه النظرة ومنذ ذلك الحين تأصلت في بعض أنظمة تقييم المباني مثل معيار (BREEAM) الذي تم تطبيقه في بريطانيا في العام 1990م. ومعايير رئاسة الطاقة والتصميم البيئي (LEED) في الولايات المتحدة الأمريكية وهي اختصار لـ (.in Energy and Environmental DesignLeadership)، وهذا المعيار الأخير تم تطويره بواسطة المجلس الأمريكي للبناء الأخضر (USGBC)، وتم البدء بتطبيقه في عام 2000م.
إن أهم التوصيات لإرساء مفهوم المباني المستدامة هي الترشيد لسبل الإعمار والسكن ومراعاة التنمية المستدامة التي تتطلب استخدام الموارد الحالية دون المساومة على الموارد اللازمة للأجيال القادمة.
والمباني المستدامة لا تهتم فقط في وضع إستراتيجية البناء المتكامل من الوجهة البيئية وحسب بل تهتم أيضاً باستخدام الطاقة الخضراء أي الطاقة المتجددة خاصة طاقة الشمس والرياح حيث أن مددنا العربية تمتلك مخزون كبير من الطاقة الشمسية.
والمباني المستدامة تحقق التوافق بين الإنسان ومجتمعه وبيئته من خلال الربط بين ثلاثة عناصر أساسية وهي:
•كفاءة استخدام الموارد والمواد.
•التعامل الأمثل مع الظروف المناخية والجغرافية والاجتماعية السائدة.
•الاستجابة للاحتياجات البشرية المادية والاجتماعية مع الحفاظ على حقوق واحتياجات الأجيال القادمة.
1- المبادئ الأساسية للمباني المستدامة:
تعتبر المباني المستدامة مباني صديقة للبيئة لأنها تستهلك كميات اقل من الطاقة والمياه كما أن المقيم داخلها يظل بصحة جيدة وإنتاج وفير نظراً لوجود كثير من الإضاءة الطبيعية والتهوية الجيدة والقليل من الدهانات والمواد اللاصقة السامة.
ومن أهم المبادئ للمباني المستدامة:
أ-الحفاظ على الطاقة.
ب-التكيف مع المناخ.
ج- التقليل من استخدام الموارد المتجددة والمواد الجديدة.
وتطبيق هذه المبادئ يقلل التأثير السلبي على البيئة الطبيعية والمشيدة من حيث المباني ومحيطها المباشر والإقليمي فالمبنى المستدام انطلاقا من هذه المبادئ يعرف بأنه ممارسات البناء التي تسعى إلى الجودة المتكاملة ( الاقتصادية – الاجتماعية – البيئية ) بطريق واضحة ، فالاستخدام المنطقي للموارد الطبيعية والإدارة الملائمة للمباني يسهم في إنقاذ الموارد النادرة وتقليل استهلاك الطاقة وتحسين البيئة مع الأخذ في الاعتبار دورة حياة المبنى كاملة (التصميم، الإنشاء، الإشغال، التشغيل، الصيانة، الهدم وإعادة الاستخدام وكذلك الجودة البيئية ، والوظيفية ، والجمالية والقيم المستقبلية[1].
2- أهداف المباني المستدامة :
نظراً لتغير الاتجاه العالمي من الاهتمام بالكم إلى الكيف والتي شكلت أهداف جديدة لقطاع الإنشاء ومطالب المستهلك والصحوة العالمية للاستدامة والتي شكلت الأهداف الرئيسية للمباني المستدامة :
§فاعلية الموارد
§فاعلية الطاقة
§الوقاية من التلوث
§التوافق مع البيئة
§الأعمال النظامية والمتكاملة
و المباني المستدامة يبدأ تكوينها من مرحلة تصميم حيث يكون التصميم مستدام. وللوصول إلى التصميم المستدام لابد من التكامل التام بين العمارة و التخصصات الهندسية الأخرى (الإنشائية -الكهربائية – الميكانيكية) بالإضافة إلى القيم الجمالية والتناسب والتركيب والظل والنور والدراسات المكملة من تكلفة مستقبلية للنواحي المختلفة ( البيئية – الاقتصادية – البشرية ) وقد حددت خمس عوامل للوصول إلى التصميم المستدام [2].
·تكامل التخطيط والتصميم ويكون التصميم ( ذاتي التشغيل ) إذا ما قورن بالتصميم التقليدي وتكون للقرارات التصميمية المبكرة تأثير قوى على فاعلية الطاقة .
· اعتماد التصميم على الشمس وضوء النهار كمصادر طبيعية للإمداد وتهيئة الجو المناسب للمستخدم، كما في الشكل 1. واستخدام الستائر والزجاج العاكس للحرارة. ويمكن تحقيق تبريد المبنى بشكل طبيعي( التهوية الطبيعية، واستخدام الملاقف، وغيرها).
الشكل 1:الاستفادة من ضوء الشمس في تأمين إنارة المباني.
· اعتماد التصميم المستدام على فلسفة بنائية وليس شكل معين أكثر من اللجوء إلى الأشكال المألوفة .
·يعتبر التصميم المتكامل الذي يكون فيه كل عنصر جزء من كل أكبر منه عنصراً هاماً لنجاح التصميم المستدام .
· اعتبار ترشيد استهلاك الطاقة وتحسين صحة المستخدم من العناصر الأساسية في التصميم تليها العناصر الأخرى ، فالاتجاهات التصميمية المستدامة توجه إلى الأشكال المحافظة على الطاقة وفاعليتها وإدماج التكنولوجيا المتوافقة المحافظة على الإنسان والبيئة .
إن التصميم المستدام يهتم بعدة عناصر أهمها:
دراسة المكان: يبدأ أي تصميم مستدام بدراسة المكان فإذا اهتممنا بأبعاد المكان المختلفة يمكن لنا العيش فيه دون تدميره، وتساعد دراسة المكان المصممين في عمل التصميم المناسب كالتوجيه والحفاظ على البيئة الطبيعية وتوافقها مع التصميم والوصول إلى التكامل بين المبنى وبيئته المبنية والخدمات المتاحة.
دراسة التأثير البيئي: يسعى التصميم المستدام إلى إدراك التأثير البيئي للتصميم. بتقييم الموقع ، الطاقة ،المواد ، فعالية أساليب البناء ومعرفة الجوانب السلبية ومحاولة تخفيفها عن طريق استخدام مواد مستدامة ومعدات ومكملات قليلة السمية.
دراسة الطبيعة البشرية: يهتم التصميم المستدام بدراسة طبيعة المستخدمين وخصائص البيئة المشيدة وإدراك متطلبات السكان والمجتمع و الخلفية الثقافية والعادات والتقاليد حيث تتطلب العمارة المستدامة دمج القيم الجمالية والبيئية والاجتماعية والسياسية والأخلاقية واستخدام توقعات المستخدمين والتكنولوجيا للمشاركة في العملية التصميمية المناسبة للبيئة.
يفترض أن تكون تكلفة المباني المستدامة في مرحلة الإنشاء مرتفعة مقارنة مع المباني التقليدية ولكنها اقتصادية في مرحلة التشغيل ولا تكون أكثر تعقيداً من المباني التقليدية، ويتم استرداد الزيادة في تكلفة الإنشاء خلال استثمار المبنى لعدة سنوات.
3- المعايير و الأساليب الأساسية لتصميم المباني المستدامة :
يوجد مجموعة من المعايير التصميمية التي عن طريق تطبيقها يتم التوصل إلى المباني المستدامة وتلافي عيوب المباني المريضة:
3-1- التكيف مع المناخ:
تصمم المباني المستدامة بحيث تراعي المناخ وتتكيف معه لذلك تعتبر المباني المستدامة وسيلة لتقليل التأثير السلبي حيث أنه عندما يتم الانتهاء من البناء يصبح البناء جزءاً من البيئة ويصبح معرضاً لنفس تأثيرات الشمس والإمطار والرياح. و يستطيع البناء المستدام أن يواجه المشكلات المناخية وفي الوقت نفسه يستعمل جميع الموارد المناخية والطبيعية المتاحة من اجل تحقيق راحة الإنسان داخل البناء لذلك فهو متوازن مناخياً.
3-2- الحفاظ على الطاقة و استخدام الطاقات الطبيعية:
تصمم و تشيد المباني بأسلوب يتم فيه تقليل الاحتياج للطاقة اللازمة لتكيف المباني وكذلك تقليل استهلاك الطاقة أو الوقود اللازم لعملية التدفئة شتاءً عن طريق العزل الحراري للمباني و يلزم الاعتماد بصورة اكبر على الطاقات الطبيعية والمتجددة وخاصة الطاقة الشمسية كما في الشكل 2.
إن تأثير العوامل المناخية على الإنسان والبيئة المبنية يظهر من خلال الحاجة إلى استخدام الطاقة من اجل التدفئة و التبريد وحسب المنطقة المناخية لتوفير الراحة الحرارية داخل البناء.
ولكي تتم تدفئة أو تبريد البناء فسيلزم وسائل ونظم سواء تعتمد على الطاقة الكهربائية أو الطبيعية، ولو نظرنا للمباني الحديثة نجد إن اغلبها يعتمد على الطاقة الكهربائية المتمثلة في مكيفات الهواء بالرغم من الكثير من السلبيات الناتجة من استعمالها والمتمثلة في التأثير على صحة الإنسان حيث تنبعث منها أتربة غنية بالمواد العضوية وتمثل هذه المواد العضوية بيئة مناسبة لنمو الفطريات والميكروبات، ويمكن إن تتراكم هذه الكائنات في أنابيب أجهزة التكييف، ومن ثم تتدفق مع تيارات الهواء وتتوزع في جميع إنحاء البناء هذا وبالإضافة إلى تكاليف الطاقة الكهربائية اللازمة لتشغيلها. وبالنسبة إلى استخدام الطاقة الطبيعية والمتمثلة بالشمس والرياح والإمطار فان خير مثال لاستخدامها يتمثل بالأساليب التصميمية والعناصر المستخدمة في المباني التقليدية القديمة. ولقد تنبه العديد من الباحثين إلى أهمية وإمكانية استخدام هذه العناصر ولو بأساليب معدلة لتحقيق الراحة الحرارية داخل البناء مع توفير استهلاك الطاقة الكهربائية في الوقت نفسه.
· اعتماد التصميم المستدام على فلسفة بنائية وليس شكل معين أكثر من اللجوء إلى الأشكال المألوفة .
·يعتبر التصميم المتكامل الذي يكون فيه كل عنصر جزء من كل أكبر منه عنصراً هاماً لنجاح التصميم المستدام .
· اعتبار ترشيد استهلاك الطاقة وتحسين صحة المستخدم من العناصر الأساسية في التصميم تليها العناصر الأخرى ، فالاتجاهات التصميمية المستدامة توجه إلى الأشكال المحافظة على الطاقة وفاعليتها وإدماج التكنولوجيا المتوافقة المحافظة على الإنسان والبيئة .
إن التصميم المستدام يهتم بعدة عناصر أهمها:
دراسة المكان: يبدأ أي تصميم مستدام بدراسة المكان فإذا اهتممنا بأبعاد المكان المختلفة يمكن لنا العيش فيه دون تدميره، وتساعد دراسة المكان المصممين في عمل التصميم المناسب كالتوجيه والحفاظ على البيئة الطبيعية وتوافقها مع التصميم والوصول إلى التكامل بين المبنى وبيئته المبنية والخدمات المتاحة.
دراسة التأثير البيئي: يسعى التصميم المستدام إلى إدراك التأثير البيئي للتصميم. بتقييم الموقع ، الطاقة ،المواد ، فعالية أساليب البناء ومعرفة الجوانب السلبية ومحاولة تخفيفها عن طريق استخدام مواد مستدامة ومعدات ومكملات قليلة السمية.
دراسة الطبيعة البشرية: يهتم التصميم المستدام بدراسة طبيعة المستخدمين وخصائص البيئة المشيدة وإدراك متطلبات السكان والمجتمع و الخلفية الثقافية والعادات والتقاليد حيث تتطلب العمارة المستدامة دمج القيم الجمالية والبيئية والاجتماعية والسياسية والأخلاقية واستخدام توقعات المستخدمين والتكنولوجيا للمشاركة في العملية التصميمية المناسبة للبيئة.
يفترض أن تكون تكلفة المباني المستدامة في مرحلة الإنشاء مرتفعة مقارنة مع المباني التقليدية ولكنها اقتصادية في مرحلة التشغيل ولا تكون أكثر تعقيداً من المباني التقليدية، ويتم استرداد الزيادة في تكلفة الإنشاء خلال استثمار المبنى لعدة سنوات.
3- المعايير و الأساليب الأساسية لتصميم المباني المستدامة :
يوجد مجموعة من المعايير التصميمية التي عن طريق تطبيقها يتم التوصل إلى المباني المستدامة وتلافي عيوب المباني المريضة:
3-1- التكيف مع المناخ:
تصمم المباني المستدامة بحيث تراعي المناخ وتتكيف معه لذلك تعتبر المباني المستدامة وسيلة لتقليل التأثير السلبي حيث أنه عندما يتم الانتهاء من البناء يصبح البناء جزءاً من البيئة ويصبح معرضاً لنفس تأثيرات الشمس والإمطار والرياح. و يستطيع البناء المستدام أن يواجه المشكلات المناخية وفي الوقت نفسه يستعمل جميع الموارد المناخية والطبيعية المتاحة من اجل تحقيق راحة الإنسان داخل البناء لذلك فهو متوازن مناخياً.
3-2- الحفاظ على الطاقة و استخدام الطاقات الطبيعية:
تصمم و تشيد المباني بأسلوب يتم فيه تقليل الاحتياج للطاقة اللازمة لتكيف المباني وكذلك تقليل استهلاك الطاقة أو الوقود اللازم لعملية التدفئة شتاءً عن طريق العزل الحراري للمباني و يلزم الاعتماد بصورة اكبر على الطاقات الطبيعية والمتجددة وخاصة الطاقة الشمسية كما في الشكل 2.
إن تأثير العوامل المناخية على الإنسان والبيئة المبنية يظهر من خلال الحاجة إلى استخدام الطاقة من اجل التدفئة و التبريد وحسب المنطقة المناخية لتوفير الراحة الحرارية داخل البناء.
ولكي تتم تدفئة أو تبريد البناء فسيلزم وسائل ونظم سواء تعتمد على الطاقة الكهربائية أو الطبيعية، ولو نظرنا للمباني الحديثة نجد إن اغلبها يعتمد على الطاقة الكهربائية المتمثلة في مكيفات الهواء بالرغم من الكثير من السلبيات الناتجة من استعمالها والمتمثلة في التأثير على صحة الإنسان حيث تنبعث منها أتربة غنية بالمواد العضوية وتمثل هذه المواد العضوية بيئة مناسبة لنمو الفطريات والميكروبات، ويمكن إن تتراكم هذه الكائنات في أنابيب أجهزة التكييف، ومن ثم تتدفق مع تيارات الهواء وتتوزع في جميع إنحاء البناء هذا وبالإضافة إلى تكاليف الطاقة الكهربائية اللازمة لتشغيلها. وبالنسبة إلى استخدام الطاقة الطبيعية والمتمثلة بالشمس والرياح والإمطار فان خير مثال لاستخدامها يتمثل بالأساليب التصميمية والعناصر المستخدمة في المباني التقليدية القديمة. ولقد تنبه العديد من الباحثين إلى أهمية وإمكانية استخدام هذه العناصر ولو بأساليب معدلة لتحقيق الراحة الحرارية داخل البناء مع توفير استهلاك الطاقة الكهربائية في الوقت نفسه.
الشكل 2:الاستفادة من الطاقة الشمسية في تأمين الكهرباء والراحة لسكان المباني.
3-3- ترشيد استخدام الموارد المتجددة والمواد الجديدة واستخدام مواد صديقة للبيئة:
تراعي المباني المستدامة التقليل من استخدام الموارد المتجددة والمواد الجديدة في البناء وفي نفس الوقت تصميم وإنشاء بناء بأسلوب يجعله هو نفسه أو بعض عناصره في نهاية عمره الافتراضي مصدر ومورد للمباني الأخرى.
ويوجد طريقة أخرى للتقليل من استخدام الموارد والمواد الجديدة وهي إعادة تدوير المواد والنفايات وبقايا المباني.
وتستخدم في المباني المستدامة مواد البناء صديقة للبيئة لا تكون من المواد عالية الاستهلاك للطاقة سواء في مرحلة التصنيع أو التركيب أو الصيانة و لا تساهم في زيادة التلوث الداخلي للبناء وهي غالباً ما تكون مواد البناء الطبيعية كالطين والقش وغيرها من المواد. وان كمية الطاقة المستخدمة في مواد البناء لمبنى ما تعتبر مقياس لمدى صداقته للبيئة.
ولقد ثبت إن الطاقة المستخدمة لإنشاء مبنى تكون اكبر من الطاقة المستخدمة في تشغليه لمدة تتراوح من 10-15 سنة لذلك يجب التدقيق في اختيار المواد من وجهة نظر محتوى الطاقة بعناية فائقة.
ويجب استبعاد مواد الإنشاء التي يثبت تأثيرها الضار على صحة الإنسان والبيئة ومنها الاسبستوس و الفورم الدهيد الذي يدخل في تركيب عدد كبير من مواد البناء وفي تصنيع الخشب المضغوط (الفورميكا) وبلاط الأرضيات وخشب الديكورات، ويزيد انبعاث أبخرة الفورم الدهيد داخل المباني مع ارتفاعات درجات الحرارة و الرطوبة[3]. لذلك يجب استخدام المواد الطبيعية والدهانات التي تعتمد في تكوينها على الزيوت الطبيعية مع استبعاد الدهانات الكيماوية والتي ينبعث منها مركبات عضوية متطايرة تضر بصحة الإنسان.
3-4- الحفاظ على المياه داخل المبنى :
إن للماء أهمية كبيرة داخل المبنى فهو لا يستخدم للشرب والاستحمام وطهي الطعام فقط بل في سقي الحدائق وتجميل المبنى وترطيبه وذلك عن طريق النوافير وأحواض المياه والشلالات. فللماء أهمية جمالية وبيئية حيث انه يساعد على ضبط الرطوبة النسبية ويؤدي إلى تنقية وتبريد الهواء المار عليه. ويتم فقد كمية من الماء خلال رحلة الماء في الأنابيب من محطة التنقية و حتى وصوله إلى داخل البناء وخاصة في حالة تلف الأنابيب وتسرب الماء منها. وبالنسبة إلى داخل البناء فيتم فقد الماء عن طريق:
- الحنفيات غير المحكمة الإغلاق أو التالفة حيث أن تنقيط الحنفية يستهلك 90 لتراً من الماء يومياً، وإذا كان الفقد من الماء الساخن فانه يؤدي إلى زيادة الطاقة المهدورة والتي استخدمت في تسخين الماء.
- الإهمال وعدم تصليح الأجهزة الصحية والسلوك الخاطئ في استعمال الماء [4].
- صناديق الطرد الملحقة بالمراحيض، حيث تستهلك حوالي 26% من كمية الماء الواصلة للبناء وعليه تعتبر من أكثر الأجهزة التي تستخدم الماء.
إن عاداتنا اليومية في استخدام الماء هي انعكاس لسلوكنا الحضاري والترشيد هو الاستخدام الأمثل للمياه بحيث نستفيد منها بأقل كمية وارخص تكاليف مالية.
ومن العوامل التي تؤدي إلى تقليل استهلاك المياه في المباني:
تجميع مياه الأمطار من سطح البناء وتخزينها واستخدامها بنظام مباشر أو بنظام الثقالة في كسح المراحيض و سقاية الحدائق وغيرها من الاستعمالات ، كما في الشكل 3.
الشكل 3: تجميع مياه الأمطار واستخدامها في سقاية الحدائق وكسح المراحيض.
وإعادة استخدام المياه الرمادية وهي المياه الناتجة عن استعمال الحمامات والمطابخ والمغاسل والغسالات حيث يتم تجميعها في خزان ارضي ومن ثم معالجتها وإعادة استخدامها في ري الحدائق، أو في صناديق الطرد، كما في الشكل 4. وإنها قد توفر حوالي 35 % من إجمالي احتياج البناء للمياه.
وإعادة استخدام المياه الرمادية وهي المياه الناتجة عن استعمال الحمامات والمطابخ والمغاسل والغسالات حيث يتم تجميعها في خزان ارضي ومن ثم معالجتها وإعادة استخدامها في ري الحدائق، أو في صناديق الطرد، كما في الشكل 4. وإنها قد توفر حوالي 35 % من إجمالي احتياج البناء للمياه.
الشكل 4: معالجة المياه الرمادية وإعادة استخدامها في سقاية الحدائق وكسح المراحيض.
3-5- الحفاظ على جودة الهواء داخل المبنى:
للتهوية الجيدة أهمية كبيرة للتغلب على تركيز الملوثات داخل البناء، ويتم ذلك من خلال توجيه الفتحات إلى اتجاه الرياح السائدة لكل منطقة مع مراعاة وجود أكثر من فتحة لكل فراغ لخلق تيار هوائي مناسب، وفي حالة الفراغات غير المواجهة للرياح السائدة يمكن أن نستعين بملاقف الهواء كما يمكن أن يحدث في مباني عمارة التراث حيث تسحب الرياح إلى داخل البناء.
3-6- أساليب الإضاءة داخل المبنى:
للإضاءة أهمية كبيرة وخاصة في ترشيد استهلاك الطاقة، ويتم توفير الإضاءة بطريقتين:
الإضاءة الطبيعية:
وتعتبر الشمس المصدر الوحيد للإضاءة الطبيعية، وان للإضاءة الطبيعية عدة أشكال:
الضوء المباشر: وهو الذي يأتي من الشمس مباشرة ويدخل من النوافذ أو فتحات البناء وهو أقوى أنواع الإضاءة ويسبب الإبهار البصري.
الضوء المنعكس: وهو الضوء المنعكس من الواجهات والأرضيات المحيطة بالبناء.
الضوء المشتت: بسبب مروره من زجاج مصنفر أو ستارة موضوعة خلف النافذة وتكون على صورة ضوء ناعم وخافت بدون أي ظلال مصاحبة له.
إن التصميم الجيد يجب أن يشمل على:
- أن يكون بكل فراغ نافذتين موزعتان على جدارين لتجنب ظاهرة الزغللة .
- توزيع الشبابيك واختيار أماكنها لغرض الحصول على اكبر كمية من الضوء الطبيعي وخاصة المنعكس ومحاولة تجنب الضوء المباشر.
تخصيص فراغات مكشوفة مثل الأفنية بالبناء تسمح بالاستفادة من الأشعة البنفسجية مع مراعاة عامل الخصوصية. ويراعى في تخطيط الموقع ارتفاعات المباني والمسافات بينها بحيث لا يحجب مبنى الضوء الطبيعي عن مبنى آخر قريب منه أو يواجهه.
وللحصول على الإضاءة الجيدة يجب مراعاة اختيار الموقع وتوجيه البناء ويختلف التوجيه من منطقة إلى أخرى حسب مناخ المنطقة[5].
وقد تستخدم الإضاءة الصناعية عندما تكون الإضاءة الطبيعية غير كافية وعندما تغرب الشمس ويحل الظلام. وغالبا ما تكون وظيفة الإضاءة تحت التصنيفات التالية :
إضاءة عامة : وهي التي تضئ المكان وتحقق الضوء العام للفراغ .
إضاءة مركزة: وهي التي تعطي مزيد من الضوء المباشر لمراكز العمل والنشاط في الفراغ.
إضاءة موجهة: هي التي تستخدم لتبرز النقاط الجمالية في الفراغ وتلفت النظر إليها كالتحف أو اللوحات الديكورات.
عند اختيار وحدات الإضاءة الصناعية يجب مراعاة جانبين وهما :
- أن يكون نوع الإضاءة اقرب ما يمكن للضوء الطبيعي.
- استخدام نوعيات توفر في استهلاك الطاقة الكهربائية .
ونلاحظ أن لمبات الفلورسانت تستهلك 20% من الطاقة في صورة انبعاث حراري والكمية الباقية تستخدم في الإضاءة مما يجعلها أفضل من اللمبات المتوهجة من وجهة نظر الترشيد في استخدام الطاقة الكهربائية.
إن عمليات التصنيع طورت لمبات موفرة للطاقة حيث أن اللمبة الموفرة للطاقة باستطاعة 20 وات تعطي نفس شدة الإضاءة للمبة المتوهجة استطاعة 100 وات مما يخفض الاستهلاك الشهري للإضاءة بنسبة قريبة من 80% من الطاقة المستهلكة. وللمساهمة في ترشيد استهلاك الطاقة ضمن المبنى يتم اختيار الأجهزة الكهربائية ذات الكفاءة العالية.
3-7- التصميم الصوتي وتجنب الضوضاء :
إن للصوت تأثيرات على الصحة النفسية والجسدية للإنسان ويكون لها نوعين من التأثيرات:
تأثيرات جيدة: وهي الناتجة عن الأصوات الجميلة.
تأثيرات ضارة: وهي الناتجة عن الأصوات العالية و الضوضاء .
ومن أهم مصادر الضوضاء داخل المبنى نذكر استخدام الأجهزة الكهربائية الكبيرة كغسالات الملابس والصحون وأجهزة التلفزيون. أما الضوضاء من خارج المبنى فيحملها الهواء وتدخل المبنى عن طريق النوافذ والأبواب المفتوحة أو الفتحات الصغيرة. وهي على أنواع :
- الضوضاء الشاملة: وتشمل كل الأصوات المزعجة وغير المرغوب بها والناتجة عن البيئة الخارجية.
- الضوضاء العابرة: وهي الضوضاء المستمرة والمتواصلة والتي تنقطع بعد فترة زمنية والتي تحل محلها أصوات أخرى بعد فترة وجيزة (القطارات، الطائرات، السيارات ).
- الضوضاء النبضية: وهي كل الأصوات المزعجة وغير المرغوب بها والتي تتوالى على فترات وجيزة متقطعة وتكون أكثر وقعا على الإنسان لان منسوبها عالي.
إن كفاءة الجدران في منع انتقال الضوضاء تعتمد على كتلتها فكلما كانت أكثر سمكاً تكون أفضل في منع انتقال الضوضاء. ويمكن استخدام مواد العزل الصوتي. أما بالنسبة للأرضيات فكلما كانت درجة امتصاص سطوحها للصوت أكثر تكون أفضل فيجب استخدام أرضيات أو تشطيبات أو كسوات تكون ماصة للصوت كالسجاد.
ومن طرق تجنب الضوضاء وتجنب وصولها لداخل المبنى:
- زيادة المسافة بين مصدر الضوضاء والبناء المراد حمايته من الضوضاء.
- وضع الفراغات التي لا تتأثر بالضوضاء من الجهة القريبة من مصدر الضوضاء.
- زراعة الأشجار من جهة مصدر الضوضاء .
- إنشاء حواجز للصوت من جهة مصدر الضجيج كالطرقات السريعة حيث تقوم هذه الحواجز بامتصاص الضوضاء والتقليل من درجتها.
ونجد انه في مباني التراث قد تم مراعاة تجنب الضوضاء وذلك في أسلوب ترتيب الفراغات واستخدام الجدران السميكة والأفنية الداخلية ونستطيع أن نستفيد منها في تصاميمنا وبأسلوب حديث.
3-8-الحديقة والمبنى:
إن للحدائق فوائد صحية فهي تعمل على تنقية الهواء وتساعد على تلطيف الجو عن طريق زراعة الأشجار متساقطة الأوراق قرب المباني لتوفير الظل صيفاً والسماح بدخول أشعة الشمس شتاءاً.
وهناك عدة عناصر يجب أن تتألف منها الحديقة الملحقة بالمباني المستدامة وهي :
- النباتات والأشجار: لتوفير الظلال وكذلك لغرض الحصول على الفواكه والخضراوات ولتحقيق الخصوصية والمتعة البصرية.
- أماكن الجلوس: وقد تكون مظللة بالأشجار أو مكشوفة.
- الماء: ويستخدم بأشكال مختلفة، حيث يستخدم إما على شكل نوافير تساعد على تلطيف الجو وترطيبه أو على شلالات ينبعث منها صوت جميل أو على هيئة مسطحات مائية.
- الأرضيات: ويجب أن تكون من مواد لا تحتاج إلى صيانة كبيرة وسهلة التنظيف، وان لا تساعد على انعكاس الأشعة الشمسية الساقطة عليها بل تمتصها.
وللحكم على درجة تحقيق أي مبنى لمعايير المباني المستدامة ظهر في الولايات المتحدة الأمريكية شهادة (LEED) للمشاريع المتميزة في تطبيقات المباني المستدامة. إن معايير (LEED) تهدف إلى إنتاج بيئة مشيدة أكثر صداقة للبيئة، ومباني ذات أداء اقتصادي أفضل، وهذه المعايير التي يتم تزويد المهندسين والمطورين والمستثمرين بها تتكون من قائمة بسيطة من المعايير المستخدمة في الحكم على مدى التزام المبنى بضوابط الاستدامة ، ووفقاً لهذه المعايير يتم منح نقاط للمبنى في جوانب مختلفة، فكفاءة استهلاك الطاقة في المبنى تمنح في حدود (17 نقطة)، وكفاءة استخدام المياه تمنح في حدود (5 نقاط)، في حين تصل نقاط جودة وسلامة البيئة الداخلية في المبنى إلى حدود (15 نقطة)، أما النقاط الإضافية فيمكن اكتسابها عند إضافة مزايا محددة للمبنى مثل: مصادر الطاقة المتجددة، أو أنظمة مراقبة غاز ثاني أكسيد الكربون. وبعد تقدير النقاط لكل جانب من قبل اللجنة المعنية يتم حساب مجموع النقاط الذي يعكس تقدير (LEED) وتصنيفها للمبنى المقصود، فالمبنى الذي يحقق مجموع نقاط يبلغ (39 نقطة) يحصل على تصنيف (ذهبي)، وهذا التصنيف يعني أن المبنى يخفض التأثيرات على البيئة بنسبة (50%) على الأقل مقارنة بمبنى تقليدي مماثل له، أما المبنى الذي يحقق مجموع نقاط يبلغ (52 نقطة) فيحوز على تصنيف (بلاتيني)، وهذا التصنيف يعني أن المبنى يحقق خفض في التأثيرات البيئية بنسبة (70%) على الأقل مقارنة بمبنى تقليدي مماثل.
تعليق