تويت
هل تؤثر التكنولوجيا في عقولنا ؟
يبقي المراهقون في معظم أنحاء العالم ساعات طويلة على الإنترنت يوميا ، فما أثر هذا الأمر في عقولهم ؟
وهل ممكن أن يؤدي بهم هذا الأمر إلى أن يستجيبوا عاطفيا للأيقونات وعبارات الشات أكثر من استجابتهم للتعامل مع الأشخاص الحقيقيين ؟
تبدو هذه كأسئلة صادرة عن والدَين قلقَين ، لكنها ليست كذلك ، فهذه الأسئلة هي موضع بحث يقوم عليه حاليا عدد من العلماء والباحثين .
جذب العنف البالغ الذي تحتوي عليه ألعاب الفيديو الحديثة انتباه الرأي العام في معظم أنحاء العالم ، وقد علت كثير من الأصوات تطالب بالحدّ من الدماء والعنف في ألعاب الفيديو ، ووصل الأمر الآن إلى أن أصبحت العاب الفيديو تحصُلُ تصنيفات رقابيّة تتراوح بين فئات مختلفة ، ومنها ألعاب يُمنع شرائها وتداولها إلا للبالغين فقط .
لكن ليست العاب الفيديو فقط هي التي تنطوي على المشكلة ، لكن من المعتقد أن عالم الإنترنت نفسه بكل ما يحتويه يقوم بتغيير تركيبة عقولنا بشكل ما ، ويغير من الطريقة التي نمارس بها القراءة والتعلم ، بل وطريقة تعاملنا بعضنا مع بعض .
يقول د.جرايس مول من جامعة كاليفورنيا بلس أنجلوس أن التعرض اليومي للتكنولوجيات الرقميّة مثل الإنترنت والهواتف المحمولة قد يغير من الطريقة التي تعمل بها أمخاخنا .
فعندما يقضي المخ وقتا طويلا في التعامل مع الوسائل التكنولوجيّة ، ووقتا أقل في التعامل مع الأشخاص الحقيقيين ،
فإنه يفقد تدريجيّا المهارات الأساسية للتعامل الاجتماعيّ مع الناس ، كما يفقد القدرة على قراءة وفهم التعبيرات على وجوه الناس والتي تظهر أثناء المحادثة معهم .
ويضيف د. سمول أن الوَصَلات العصبيّة في المخ المسئولة عن التعامل مع العلاقات التي تتم وجها لوجه تصبح أضعف ، ويؤدي هذا إلى أن يصبح الشخص اقل لباقة في التعاملات الاجتماعيّة ، وأقل قدرة على التعامل مع الناس ،
ويؤدي هذا به إلى العزلة الاجتماعيّة ، وبالنسبة للطلبة فإنهم يصبحون أقل قدرة على التعلم والاستيعاب في الفصول الدراسيّة .
وتصل هذه الظاهرة إلى أثرها الأكبر بين الأطفال في سن المراهقة ، والشباب الذين في العشرينيات من عمرهم .
ويرى د.سمول أنه من الضروري جدا أن نساعد هؤلاء الأشخاص على التواصل الاجتماعي وإعادة الاندماج في المجتمع المحيط .
أما ماريان وولف من جامعة تافتس فتقوم بإجراء أبحاث حول كيف غيّرت الحياة في عصر "جوجل" من عاداتنا أثناء القراءة .
عندما يتعلم الطفل القراءة ، يقوم مخه بتكوين مسارات منطقيّة لتحليل الكلام وفهمه ، وتطلق ماريان على عمليّة التحليل والفهم " القراءة العميقة " وتستغرق هذه القراءة العميقة وقتا أطول من المخ ليتمكن من الاستيعاب الكامل لما قرأه .
لكن ما الذي سيحدث لأطفال اليوم الذين يقرأون كثيرا جدا على الشبكة العنكبوتية ، ومعظمها معلومات سطحية تتم قراءتها بسرعة كبيرة .لكن ما الذي يحدث للأطفال عندما يتعلمون في سن مبكرة أن يقرأو بسرعة على الإنترنت ، وهل يؤثر هذا الأمر في قدرتهم على الوصول إلى مرحلة القراءة العميقة ؟ وبالتالي استيعابهم الكامل لما يقرؤونه بما يجعلهم يستفيدون منه فعلا ؟
على الجانب الآخر يرى الباحث ميزوكو إيتو من جامعة كاليفورنيا أن تواصل الشباب والمراهقين عن طريق الشات وإجادتهم المبكرة للكمبيوتر ومفردات العالم الرقمي يسهل عليهم فيما بعد الحصول على وظائف تتطلب هذه المهارات المبكرة التي اكتسبوها .
منذ نحوي ألفي عام تنبأ سقراط بثورة معلوماتيّة من نوع مختلف ، حيث رأى أن ظهور الكلمة المكتوبة سيغير كلياً من طريقة التعلم التي ظلت تتم بطريقة شفهيّة منذ أن ظهر الإنسان على الأرض .
بظهور التلفزيون وانتشاره كانت ثروة جديدة تماما قد بدأت ، ورأى علماء الاجتماع أنها ستجعل الأطفال أكثر انعزالا وعنفاً وسلبيّة .
واليوم نحن نعيش ثورة معلومات واتصالات أخرى أكثر شدة وأعظم أثرا تهدد بانعزالنا عزلا اجتماعياً كاملاً .
فإذا استمر الطوفان العاتي لهذه الثورة المعلوماتية يجرفنا معه ، فربما يأتي ذلك اليوم الذي نجلس فيه متجاورين أمام الشاشات دون الالتفات ليرى بعضنا بعضا .
يبقي المراهقون في معظم أنحاء العالم ساعات طويلة على الإنترنت يوميا ، فما أثر هذا الأمر في عقولهم ؟
وهل ممكن أن يؤدي بهم هذا الأمر إلى أن يستجيبوا عاطفيا للأيقونات وعبارات الشات أكثر من استجابتهم للتعامل مع الأشخاص الحقيقيين ؟
تبدو هذه كأسئلة صادرة عن والدَين قلقَين ، لكنها ليست كذلك ، فهذه الأسئلة هي موضع بحث يقوم عليه حاليا عدد من العلماء والباحثين .
جذب العنف البالغ الذي تحتوي عليه ألعاب الفيديو الحديثة انتباه الرأي العام في معظم أنحاء العالم ، وقد علت كثير من الأصوات تطالب بالحدّ من الدماء والعنف في ألعاب الفيديو ، ووصل الأمر الآن إلى أن أصبحت العاب الفيديو تحصُلُ تصنيفات رقابيّة تتراوح بين فئات مختلفة ، ومنها ألعاب يُمنع شرائها وتداولها إلا للبالغين فقط .
لكن ليست العاب الفيديو فقط هي التي تنطوي على المشكلة ، لكن من المعتقد أن عالم الإنترنت نفسه بكل ما يحتويه يقوم بتغيير تركيبة عقولنا بشكل ما ، ويغير من الطريقة التي نمارس بها القراءة والتعلم ، بل وطريقة تعاملنا بعضنا مع بعض .
يقول د.جرايس مول من جامعة كاليفورنيا بلس أنجلوس أن التعرض اليومي للتكنولوجيات الرقميّة مثل الإنترنت والهواتف المحمولة قد يغير من الطريقة التي تعمل بها أمخاخنا .
فعندما يقضي المخ وقتا طويلا في التعامل مع الوسائل التكنولوجيّة ، ووقتا أقل في التعامل مع الأشخاص الحقيقيين ،
فإنه يفقد تدريجيّا المهارات الأساسية للتعامل الاجتماعيّ مع الناس ، كما يفقد القدرة على قراءة وفهم التعبيرات على وجوه الناس والتي تظهر أثناء المحادثة معهم .
ويضيف د. سمول أن الوَصَلات العصبيّة في المخ المسئولة عن التعامل مع العلاقات التي تتم وجها لوجه تصبح أضعف ، ويؤدي هذا إلى أن يصبح الشخص اقل لباقة في التعاملات الاجتماعيّة ، وأقل قدرة على التعامل مع الناس ،
ويؤدي هذا به إلى العزلة الاجتماعيّة ، وبالنسبة للطلبة فإنهم يصبحون أقل قدرة على التعلم والاستيعاب في الفصول الدراسيّة .
وتصل هذه الظاهرة إلى أثرها الأكبر بين الأطفال في سن المراهقة ، والشباب الذين في العشرينيات من عمرهم .
ويرى د.سمول أنه من الضروري جدا أن نساعد هؤلاء الأشخاص على التواصل الاجتماعي وإعادة الاندماج في المجتمع المحيط .
أما ماريان وولف من جامعة تافتس فتقوم بإجراء أبحاث حول كيف غيّرت الحياة في عصر "جوجل" من عاداتنا أثناء القراءة .
عندما يتعلم الطفل القراءة ، يقوم مخه بتكوين مسارات منطقيّة لتحليل الكلام وفهمه ، وتطلق ماريان على عمليّة التحليل والفهم " القراءة العميقة " وتستغرق هذه القراءة العميقة وقتا أطول من المخ ليتمكن من الاستيعاب الكامل لما قرأه .
لكن ما الذي سيحدث لأطفال اليوم الذين يقرأون كثيرا جدا على الشبكة العنكبوتية ، ومعظمها معلومات سطحية تتم قراءتها بسرعة كبيرة .لكن ما الذي يحدث للأطفال عندما يتعلمون في سن مبكرة أن يقرأو بسرعة على الإنترنت ، وهل يؤثر هذا الأمر في قدرتهم على الوصول إلى مرحلة القراءة العميقة ؟ وبالتالي استيعابهم الكامل لما يقرؤونه بما يجعلهم يستفيدون منه فعلا ؟
على الجانب الآخر يرى الباحث ميزوكو إيتو من جامعة كاليفورنيا أن تواصل الشباب والمراهقين عن طريق الشات وإجادتهم المبكرة للكمبيوتر ومفردات العالم الرقمي يسهل عليهم فيما بعد الحصول على وظائف تتطلب هذه المهارات المبكرة التي اكتسبوها .
منذ نحوي ألفي عام تنبأ سقراط بثورة معلوماتيّة من نوع مختلف ، حيث رأى أن ظهور الكلمة المكتوبة سيغير كلياً من طريقة التعلم التي ظلت تتم بطريقة شفهيّة منذ أن ظهر الإنسان على الأرض .
بظهور التلفزيون وانتشاره كانت ثروة جديدة تماما قد بدأت ، ورأى علماء الاجتماع أنها ستجعل الأطفال أكثر انعزالا وعنفاً وسلبيّة .
واليوم نحن نعيش ثورة معلومات واتصالات أخرى أكثر شدة وأعظم أثرا تهدد بانعزالنا عزلا اجتماعياً كاملاً .
فإذا استمر الطوفان العاتي لهذه الثورة المعلوماتية يجرفنا معه ، فربما يأتي ذلك اليوم الذي نجلس فيه متجاورين أمام الشاشات دون الالتفات ليرى بعضنا بعضا .
تعليق