يأجوج ومأجوج عبارة عن قومٍ يخرجون بأمر الله تعالى في آخر الزمان من جهة الشرق من جهة الصين الشعبية، وهم عبارة عن قوم همجي فقير لا يؤمن بكتاب، وخروجهم علامة من من العلامات الكبرى ليوم القيامة يوم الحساب يوم لا ينفع مال ولا بنون إلّا من أتى الله بقلب سليم، وجاء بحديث النّواس بن سمعان رضي الله عنه " إذ أوحى الله إلى عيسى إنّي قد أخرجت عباداً لي لا يدان لأحد بقتالهم، فحرز عبادي إلى الطور"...
يرجع سبب تسمية يأجوج ومأجوج بذلك: إلى الأجيج، المأخوذ من أجيج النّار، فإن النّار إذا اضطرمت اضطربت وصار لهَبُها يتداخل بعضه في بعض، وذلك كناية عن اشتداد لهيبها وتوقدها، وقيل: سُمّوا بذلك لكثرتهم وشدَّتهم وقوّتهم وشدة بأسهم، وقيل: من الأُجاج والذي هو الماء المالح جداً، وقيل: إنّ يأجوج ومأجوج هما اسمان أعْجَميّان، وقيل: وهم لكثرتهم هكذا، ويرجع نسب يأجوج ومأجوج إلى يافِث بن نوح باتّفاق النَسّابين.
أين يقع سد يأجوج ومأجوج
أمّا عن المكان الذي يوجد فيه السّدّ فقد اختلف المؤرّخون والباحثون فيه، فقد تحدّثت الرّوايات عن إرسال الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان بعثةٍ إليه، فهو بين بلاد أرمينيا وأذربيجان، كما أرسل الخليفة العبّاسي الواثق بالله كذلك بعثة إليه، ولكن لا تصحّ القصّتان ولا تعطينا دلالةً حقيقيّة على مكانّ السّدّ. وقد تحدّثت بعض الرّوايات أنّ مكان السّد هو بين بحر قزوين والبحر الأسود في سلسلة جبال توقان، حيث يوجد هناك جدار طبيعيّ كأنّه من صنع البشر، وهي كذلك رواية لا تُعطي دلالة على مكانه حقيقة .
وقد أخفى الله عز وجل هذا السد ومكان يأجوج ومأجوج عن الناس فلا أحد منهم يعلم بمكانه فلا هم يروننا ولا نحن نراهم وسيظل هذا المكان مخفياً عن أعيننا بقدرة الله عز وجل حتى يشاء فظهرهم أكيد عندنا وهو من علامات الساع الكبرى فبعد أن ينزل عيسى عليه السلانم مرة أخرى ويقتل المسيح الدجال يخرج يأجوج ومأجوج ويعيثون في الأرض فساداً فيتحصن عيسى عليه السلام ومن معه إلى جبل الطور ويلجؤون إلى الله بدعائهم لأنّ لا طاقة لهم بهؤلاء الأقوام ويصيبهم ما يصيبهم من القحط والجوع والجدب حتى لا يكون من معين لهم إلا الله عز وجل فيستجيب الله عز وجل لهم ويرسل على يأجوج ومأجوج النغف وهو دود يكون في أنوف الغنم والإبل فيبيد به الله عز وجل هذين القومين ويرسل بعدها مطراً يغسل به الأرض ويعيد عز وجل الخيرات إلى الأرض من زرع ورمانٍ ولبن وغيرها من النعيم.
كيف يموت يأجوج ومأجوج
إذا جاء أمر الله واقتربت السّاعة خرج يأجوج ومأجوج من محبسهم وبدأوا الإفساد في الأرض، ويكون ظهورهم ترتيباً بعد ظهور المسيح الدجّال، وبعد نزول عيسى بن مريم -عليه السّلام- وكذلك بعد ظهور المهديّ الذي يملأ الأرض عدلاً بعد ظلم، ثم يظهر في تلك الأثناء قوم يأجوج ومأجوج؛ فيوحي الله -عزّ وجل- إلى عيسى -عليه السّلام- أنّهم قد انتشروا في الأرض وبدأوا يُفسدون فيها، وأنّه لا قُدرة لأحدٍ على قتالهم ومواجهتهم، فيذهب المسيح عيسى -عليه السّلام- ومن معه من المُؤمنين بأمر الله وحمايته، ويحتمون في جبل الطّور، فيقتل يأجوج ومأجوج كلّ من يلقونه ويبقى الصّالحون مع عيسى عليه السّلام مُحتَمين في جبل الطّور ومُلتفّين حوله.
بعد ذلك يُرسل الله عز وجلّ مطراً غزيراً إلى الأرض لتطهيرها من أجساد يأجوج ومأجوج بعد هلاكهم، فتُغسل الأرض منهم وتزول آثارهم بأمر الله سبحانه، ثم يأمر الله عزّ وجلّ الأرض بعد ذلك بأن تُرجِع بركاتها إليها فتُرجِعها.