ينتظر عشاق السينما حفل توزيع جوائز الأوسكار سنويًا، والذي يكون احتفالًا بالسينما وصناعتها، ورغم أهمية كل أقسام جوائز الأوسكار إلّا أنّه من المتعارف عليه أنّ هناك بعض الجوائز أكثر أهميةً من غيرها، مثل: أفضل ممثل وممثلة وسيناريو ومخرج، ويأتي في مقدمتها جائزة أفضل فيلم، ولذلك تُقدّم في نهاية الحفل كل عام.
في هذا المقال نقدم لكم أفضل 15 مرةً كانت الأفلام المنافسة على هذه الجائزة قويةً وأيقونيةً بمرور الزمن، وهو المقال المنشور هنا، وليُظهر لنا بصورة سريعة كيفية تفكير لجنة الأوسكار التي تختار الفيلم الفائز بهذه الجائزة تحديدًا وتطورها مع الزمن، فالأمر لا يكون عادةً مرتبطًا بجودة الفيلم نفسه، بل يكون متعلقًا بمدى ملاءمة موضوع الفيلم للتوقيت الذي يُعرض فيه، بالإضافة إلى الأحداث السياسية الجارية والتغيرات الاجتماعية التي تحدث في المجتمع.
1940
Gone With the Wind: إخراج فيكتور فليمنج، سيناريو سيدني هوارد، من بطولة كلارك جيبل وفيفيان لي.
Mr. Smith Goes to Washington: إخراج فرانك كابرا، سيناريو لويس فوستر، من بطولة جيمس ستيوارت وجين آرثر.
Ninotchka: إخراج إرنست لوبيتش، سيناريو بيلي وايلدر وتشارلز براكيت، من بطولة جريتا جاربو وملفين دوجلاس.
Stagecoach: إخراج جون فورد، سيناريو ددلي نيكولز وبن هشت، من بطولة جون واين وكلير تريفور.
The Wizard of Oz: إخراج فيكتور فليمنج، وكينج فيدور، وجورج كوكر ونورمان تروج، سيناريو نويل لانجلي، وفلونس ريرسون وإدجار آلان وولف، من بطولة جودي جارلاند، وفرانك مورجان، وراي بولجر وبيرت لار.
يعتقد الكثيرون في هوليوود الآن أنّ هذا العام كان هو الأفضل سينمائيًا على الإطلاق، فبنظرة على الأفلام المرشحة للأوسكار والأفلام التي نافست بقوة على جائزة أفضل فيلم، نجد أنّها أفلام صامدة حتى الآن ويمكن إعادة مشاهدتها مئات المرات دون ملل.
تعددت أنواع الأفلام هذا العام بين الكوميدي والدرامي، وحتى أنّ الأوسكار هذه المرة شهدت ترشح أول فيلم من نوع الغرب الأمريكي موجه للكبار، ولكن ليس خفيًا على أحد أنّ الأكاديمية كانت بالتأكيد ستفضل أيقونة فليمنج التي دارت حول الحرب الأهلية الأمريكية بطريقة قزّمت كل الأفلام الأخرى التي تناولته.
فالأفلام المنافسة كانت بالرغم من أهميتها إلّا أنّها تنتمي إلى الأنواع التي لا تفضلها الأكاديمية، فعلى سبيل المثال فيلم ساحر أوز الذي اشترك في إخراجه عدد كبير من المخرجين كان في إطار فانتازي، بينما فيلم جون فورد تناول الغرب الأمريكي، ورغم أنّ إرنست لوبيتش أخرج فيلمًا من بطولة جريتا جاربو وهي تضحك بعيدًا عن دراميتها المشهورة، فإنّ أفلام الرومانسية الكوميدية أبعد ما تكون عن اختيارات الأوسكار، ونفس الأمر يقع على فيلم كابرا الذي حمل طابعًا كوميديًا واضحًا.
1941
Rebecca: إخراج ألفريد هتشكوك، سيناريو دافني دو مورييه، من بطولة جون فونتين ولورانس أوليفر.
The Grapes of Wrath: إخراج جون فورد، سيناريو نونالي جونسون، من بطولة هنري فوندا، وجون كارادين وإيدي كويلان.
The Great Dictator: سيناريو وإخراج تشارلي شابلن، ومن بطولته مع بوليت جودارد.
ترشح هذا العام 10 أفلام في فئة أفضل فيلم، ولكن كان السباق الحقيقي بين هذه الأفلام الثلاثة، ففيلم جون فورد المأخوذ عن رواية بنفس الاسم حاز على إعجاب النقاد وحصل فورد على جائزة أفضل مخرج، ولكن الفيلم كان يثير الإحباط في النفوس فلم يفضلوا حصوله على الجائزة، أمّا فيلم الأسطورة تشارلي شابلن فرغم أهميته التاريخية كونه أول فيلم غير صامت له، فقد تخوف أعضاء الأكاديمية من حصوله على الجائزة لكونه يتناول السياسة بطريقة كوميدية وهزلية، وكانت الولايات المتحدة وقتها لا تزال على الحياد أثناء الحرب العالمية الثانية.
لذا، فاز فيلم هتشكوك بالجائزة، فهو فيلمه الأول الذي يخرجه داخل الولايات المتحدة ويدور في إطار من الدرامية والرومانسية القوطية وشديد الاختلاف عن أفلامه اللاحقة، وبذلك حصل منتج الفيلم ديفيد أوه سيلزنيك على الجائزة للعام الثاني على التوالي.
1951
All About Eve : سيناريو وإخراج جوزيف مانكيويكز، من بطولة بيتي دافيس، آن باسكتر وسيليست هوم.
Sunset Boulevard: إخراج بيلي وايلدر الذي شارك في كتابة السيناريو مع تشارلز براكت، من بطولة جلوريا سوانسون، وويليام هولدن ونانسي أولسن.
كانت المنافسة محتدمةً هذا العام بين فيلمين دارت أحداثهما في إطار السينما بأمريكا، حيث ناقش فيلم بيلي وايلدر حال ممثلي السينما الصامتة بعد انتهاء أيامها، ورغم أنّ وايلدر كان محبوبًا من الجمهور والنقاد على حدٍ سواء في أربعينات وخمسينات القرن الماضي، إلّا أنّ الأكاديمة لم تعطِ الجائزة لفيلمه؛ لأنّها وجدت الفيلم يظهر الكثير من سلبيات هوليوود وهو ما كانت غنيةً عنه في وقتها.
أمّا فيلم مانكيويكز الذي حصل على جائزة أفضل فيلم، حاز عنه مانكيويكز على جائزتي أفضل مخرج وأفضل سيناريو، وهما نفس الجائزتين اللّتين حصل عليهما في العام السابق أيضًا. الفيلم يحكي عن رحلة صعود ممثلة صاعدة تظهر عكس ما يعتمل حقًا في نفسها، ويعد الفيلم أيقونةً من أيقونات سينما الأبيض والأسود.
1952
An American in Paris: إخراج فنسنت مينيلي، سيناريو ألان جاي لرنر، ومن بطولة جين كيلي، وليزلي كارون وأوسكار ليفانت.
A Place in the Sun: إخراج جورج ستيفنز، سيناريو هاري براون ومايكل ويلسون، ومن بطولة مونتجمري كليفت، وإليزابيث تايلور وشيلي وينترز، مأخوذ عن رواية An American Tragedy.
A Streetcar Named Desire: إخراج إيليا كازان، سيناريو تينيسي ويليامز، ومن بطولة فيفيان لي، ومارلون براندو وكيم هنتر، مأخوذ عن رواية بنفس الاسم.
حظت الأفلام الثلاثة بجماهيرية كبيرة واستحسان نقدي، وكانت الأفلام الثلاثة نقلةً تاريخيةً في نوعية الأفلام المعروضة بالسينما وقتها، حيث حاول صانعوها الغوص في مناطق أكثر جرأةً ولكن مع محاولة تجنب الاصطدام الحاد بمنظومة القيم الكاثوليكية، والمعايير الأخلاقية التي تؤثر على جماهيرية الأفلام والعائد المادي المتحقق من عرضها. توقع الجميع أن يحصل فيلم ستيفنز على جائزة أفضل فيلم بعدما حصل على جائزتي أفضل مخرج وأفضل سيناريو، وبينما حصل فيلم كازان على معظم جوائز التمثيل بالرغم من كونه أكثر هذه الأفلام سوداويةً، حصد فيلم مينيلي الاستعراضي على جائزة أفضل فيلم.
1958
The Bridge on the River Kwai: إخراج ديفيد لين، سيناريو كارل فورمان ومايكل ويلسون، من بطولة ويليام هولدين وجاك هوكينز.
Witness for the Prosecution: إخراج بيلي وايلدر، سيناريو هاري كورنيتز ولاري ماركوس وبيلي وايلدر، من بطولة تايرون باور تشارلز لوتون.
12Angry Men : إخراج سيدني لوميت، سيناريو ريجنالد روز، من بطولة جين فوندا إيد بجلي مع 10 ممثلين غاضبين آخرين.
كان هذا عامًا جيدًا لصناعة السينما، وتضمنت قائمة الأوسكار لجائزة أفضل فيلم خمسة أفلام اُختير ثلاثة منها ليكونوا أقوى 3 أفلام عُرضوا في هذا العام، وللصدفة اثنين منهما دارت أحداثهما في قاعات المحاكم وإن كان لكل فيلم قصة بعيدة عن الآخر.
تناول بيلي وايلدر في فيلمه قصةً قصيرةً لأجاثا كريستي وحولها إلى فيلم متميز، ورغم أنّ الفيلم مكتمل العناصر إلّا أنّه لم يفز بهذه الجائزة، وقد يرجع السبب في ذلك أنّ أعضاء الأكاديمية اعتبروه فيلمًا بريطانيًا، ولو كان أُصدر قبل 10 أعوام من تاريخ صدوره لكان فاز بالجائزة بالتأكيد، أمّا فيلم سيدني لوميت المأخوذ عن مسرحية عُرضت في برودواي فقد وُجد أنّه فقير في التنوع البصري؛ لأنّ كل الأحداث تدور في غرفة المداولة. لذا، كان يجب أن يكون فيلم لين هو الفائز؛ لأنّه فيلم مليء بالأكشن كما أنّه يدور حول الحرب بعد مرور فترة معقولة من انتهائِها تسمح بتناولها في السينما بدون إيذاء مشاعر أحد.
1968
In the Heat of the Night: إخراج نورمان جويسون، سيناريو ستيرلينج سيليفانت، من بطولة سيدني بواتيه ورود ستايجر.
Bonnie and Clyde: إخراج آرثر بن، سيناريو روبرت بنتون وروبرت تاون، من بطولة فاي دوناواي ووارن بيتي.
The Graduate: إخراج مايك نيكولز، سيناريو بك هنري وكالدر ويلينجهام، من بطولة داستن هوفمان، كاثرين روز وآن بانكروفت.
سعت الأكاديمية هذا العام إلى ترشيح المزيد من الأفلام الموجهة للجمهور الأكبر سنًا، فاختارت أفلام ذات مواضيع جريئة وقوية. على سبيل المثال، فإنّ فيلم نيكولز ناقش علاقة شاب متخرج حديثًا مع امرأة أكبر سنًا وابنتها، كان الفيلم هو البطولة الأولى لداستن هوفمان ولكن نظرًا لأنّه يحمل طابعًا كوميديًا خفيفًا لم تفضل الأكاديمية حصوله على الأوسكار في هذه الفئة، وعلى العكس فإنّ العنف الزائد في فيلم آثر بن كان السبب في عدم حصوله على الجائزة، وهو مأخوذ عن السيرة الحقيقة لبوني وكلايد الخارجين عن القانون.
حصل فيلم جويسون في النهاية على جائزة أفضل فيلم؛ وهذا لأنّ هذه النوعية من الأفلام تكون مفضلةً عادةً للأكاديمية، كما أنّها رغبت في إعطاء المزيد من الجوائز للأفلام من بطولة ممثلين داكني البشرة لدعم حقوقهم المدنية.
1972
The French Connection: إخراج ويليام فريدكن، سيناريو هوارد هوكس وإرنست تيديمان، ومن بطولة جين هاكمان وفرناندو راي.
A Clockwork Orange: إخراج ستانلي كوبريك، سيناريو أنطوني بيرجس، ومن بطولة مالكوم ماكدويل، وباتريك ماجي ووارن كلارك.
Fiddler on the Roof: إخراج نورمان جويسون، سيناريو جوزيف ستين، ومن بطولة توبول، ونورما كرين ومولي بيكون.
The Last Picture Show: إخراج بيتر بوجدانوفيتش، سيناريو لاري مكمارتي وبيتر بوجدانوفيتش، من بطولة تيموثي بوتومس وجيف بريدجز.
يبدو أنّ الأفلام في هذا العام انقسمت إلى نوعين، نوع يدور في عالم الجريمة والمخدرات والعنف، ونوع على النقيض تمامًا ويدور في عالم الدراما والرومانسية. رغم الإشادة بفيلم كوبريك إلّا أنّه بسبب احتوائه على العديد من مشاهد العنف والجنس العنيفة لم ترحّب الأكاديمية بإعطائِه جائزة أفضل فيلم، أمّا فيلم جويسون الغنائي فهو مأخوذ عن مسرحية بنفس الاسم ولم تفضّل الأكاديمية أن يحصل على الجائزة لهذا السبب، كما بدى وكأنّه قديم الطراز وغير مواكب للعصر.
استبعدت اللجنة كذلك فيلم بوجدانوفيتش من الجائزة رغم حصوله على جائزتين في التمثيل، لأنّه غير موائم تمامًا للعصر وليس من نوعية الأفلام المفضلة في الأوسكار. لذا، حاز فيلم فريدكن الذي يدور في إطار من الإثارة والجريمة على الجائزة.
1975
The Godfather, Part II: إخراج فرانسيس فورد كوبولا، سيناريو كوبولا وماريو بوزو، من بطولة آل باتشينو، وروبرت دي نيرو وروبرت دوفال.
Chinatown: إخراج رومان بولانسكي، سيناريو بولانسكي مع روبرت تاون، من بطولة جاك نيكلسون وفاي دوناواي.
The Conversation: سيناريو وإخراج فرانسيس فورد كوبولا، من بطولة جين هاكمان، وهاريسون فورد وسيندي ويليامز.
حفرت هذه الأفلام الثلاثة مكانتها في ذاكرة عشاق السينما، رغم الحفاوة التي قوبل بها فيلم بولانسكي، إلّا أنّ الفيلم الذي يدور في إطار من الدراما والغموض حول محقق خاص يقع في متاعب كبيرة دون أن ينتبه، لم يحصل على الأوسكار نظرًا لأنّ مخرجه لم يترشح لفئة أفضل مخرج.
شهد هذا العام واحدًا من الأمور نادرة الحدوث في الأوسكار، بأن يكون السباق محتدمًا بين ثلاثة أفلام، اثنين منهما أخرجهما نفس المخرج وهو كوبولا، فبينما تابع في الأب الروحي الجزء الثاني مسيرة عائلة كورليوني، فإنّ الفيلم الآخر قال عنه البعض أنّه مستوحى من فضيحة ووتر جيت، وبما أنّ المفاضلة كانت بين فيلمين لنفس المخرج، اتجه الاختيار إلى فيلم الأب الروحي لكونه أكثر تميزًا وأصالةً.
1976
One Flew Over the Cuckoo’s Nest: إخراج ميلوس فورمان، سيناريو لورانس هوبن وبو جولدمان، من بطولة جاك نيكلسون، ولويز فليتشر وويليام ردفيلد.
Barry Lyndon: سيناريو وإخراج ستانلي كوبريك، من بطولة ريان أونيل، وماريسا برنسون وباتريك ماجي.
Dog Day Afternoon: إخراج سيدني لوميت، سيناريو فرانك بيرسون، من بطولة آل باتتشينو، وجون كازالي وجيمس برودريك.
Jaws: إخراج ستيفن سبيلبرج، سيناريو بيتر بينشلي وكارل جوتليب، من بطولة روي شايدر وروبرت شو.
Nashville: إخراج روبرت ألتمان، سيناريو جون تيوكبسري، من بطولة نيد بيتي، وروني بليكلي وجيرادين شابلين.
كان هذا العام من الأعوام شديدة التميز وهو ما يظهر في اختيار خمسة أفلام لتكون من الأفلام المنافسة بقوة على جائزة أفضل فيلم، يستحق كل فيلم منهم أن يحصل على جائزة الأوسكار عن هذه الفئة، ففيلم كوبريك الذي يدور حول قصة نجاح وفشل أحد الرجال لم يتم تقديره في زمنه رغم أنّه يعد الآن واحدًا من أهم كلاسيكيات السينما الهوليوودية.
وناقش فيلم سيدني لوميت بعض القضايا التي لم تكن الأكاديمية على استعداد لمناصرتها في هذا الوقت بإعطائِها جائزة أوسكار، أمّا فيلم سبيلبيرج فقد حطمت إيراداته شباك التذاكر بشكل مذهل وهو ما اعتبرته لجنة الأوسكار أمرًا كافيًا لتقديره، كما أنّ سبيلبرج لم يُرشح لجائزة أفضل مخرج مما صعب أمر حصول الفيلم على جائزة أفضل فيلم.
رغم أنّ فيلم ألتمان هو فيلم درامي، إلّا أنّ اللجنة عندما صنفته كفيلم موسيقي أضعفت فرص حصوله على الجائزة، وبهذا حصل فيلم فورمان على جائزة أفضل فيلم، وهي لم تكن الجائزة الوحيدة التي يحصل عليها، فقد حصل على الخمس جوائز الكبرى في الأوسكار، وهو الأمر الذي لم يفعله أي فيلم منذ عام 1935.
1977
Rocky: إخراج جون أفيلدسن، سيناريو سيلفستر ستالون الذي قام ببطولة الفيلم بالمشاركة مع تاليا شير وبيرت يونج.
Network: إخراج سيدني لوميت، سيناريو بادي شايفسكي، من بطولة بيتر فينس، وويليام هولدن، فاي دوناواي.
All the President’s Men: إخراج آلان جيه باكولا، سيناريو ويليام جولدمان، من بطولة روبرت ردفورد، وداستن هوفمان وجيسون روباردس.
Taxi Driver: إخراج مارتن سكورسيزي، سيناريو بول شريدر، من بطولة روبرت دي نيرو وجودي فوستر.
هذا العام أيضًا كان عامًا مميزًا لصناعة السينما، وهذه الأفلام الأربعة أظهرت الوجوه المختلفة لأمريكا في وقتها وعلقت في ذاكرة المشاهدين حتى يومنا هذا. فيلم سيدني لوميت ترشح لخمس جوائز تمثيل وحصد ثلاث منهم، ولكنه كان يحمل بصمةً تشاؤميةً حول كواليس شبكات التلفزيون الخاصة منعته من الحصول على جائزة أفضل فيلم.
أمّا فيلم باكولا فرغم كونه متكامل العناصر إلّا أنّه بحلول عام 1977 كان الجميع قد ملّ من الحديث عن فضيحة ووترجيت الخاصة بالرئيس نكسون، وفيلم سكورسيزي الذي يدور حول سائق تاكسي يحاول تطبيق العدالة بنفسه، فهو لم يترشح في فئة أفضل مخرج فكان من الصعب فوزه بجائزة أفضل فيلم، ولم يكن أمامهم سوى إعطاء الجائزة لفيلم أفيلدسن، والذي شهد سطوع نجم الأكشن سلفستر ستالون في قصة صعود ملاكم مغمور، وهو الفيلم الوحيد الذي أثار التفاؤل في مجموعة الأفلام المرشحة بقوة.
1981
Ordinary People: إخراج روبرت ردفورد، سيناريو مارفن هامليش، من بطولة ماري تايلر مور وتيموثي هوتون.
Raging Bull: إخراج مارتن سكورسيزي، سيناريو مايكل شابمان، من بطولة روبرت دي نيرو وجو بسكي.
The Elephant Man: إخراج ديفيد لينش، سيناريو لينش مع كريستوفر ديفور وإريك بيرجرن، من بطولة جون هارت وأنتوني هوبكنز.
Tess: إخراج رومان بولانسكي، سيناريو توماس هاردي، من بطولة ناستازيا كينسكي وبيتر فيرث.
اختارت الأكاديمية هذا العام اختيارات بعيدة عن اختياراتها في الستينات والسبعينات وركزت أكثر على اختيار الأفلام الدرامية، ففيلم بولانسكي يحكي عن رحلة فتاة إنجليزية فقيرة للبحث عن عائلتها، ولكن الدراما بالفيلم بدت غير ملائمة لهذه الحقبة الزمنية، وفيلم لينش المأخوذ عن مسرحية يدور حول رجل يعاني من تشوهات خلقية ويعمل بالسيرك، حتى يكتشفه أحد الأطباء ويعامله كآدمي وليس كأعجوبة، توصلت الأكاديمية إلى أنّ الفيلم لا يزال محكومًا بالبناء المسرحي.
فيلم سكورسيزي مستوحى من السيرة الذاتية لملاكم أمريكي، ورغم الأداء التمثيلي المميز الذي أشادت به الأكاديمية إلّا أنهّم شعروا ببعض التكلّف، والادعاء في الفيلم جعلهم يمتنعون عن إعطائه الجائزة، بينما جاء فيلم ردفورد الذي يدور حول خروج فتى من المصحة النفسية بعد محاولته الانتحار، وهو الموضوع الذي وجدته الأكاديمية عصريًا ومناسبًا.
1995
Forrest Gump: إخراج روبرت زيميكس، سيناريو وينستون جروم، من بطولة توم هانكس، وروبن رايت وسالي فيلد.
Pulp Fiction: سيناريو وإخراج كوينتن تارانتينو، من بطولة بروس ويليز، وجون ترافولتا، وأوما ثورمان وصامويل إل جاكسون.
The Shawshank Redemption: سيناريو وإخراج فرانك دارابونت، من بطولة تيم روبنز ومورجان فريمان.
تقدمت هذه الأفلام الثلاثة في سباق الأوسكار واحتدم الصراع بينها، فالأفلام الثلاثة رائعة ولا يزال الجميع يشاهدها بشغف حتى الآن، ففيلم تارانتينو الذي يدور حول ثلاث قصص متداخلة لقتلة مأجورين في إطار كوميديا سوداء، والحاصل على جائزة أفضل سيناريو لاتفاق الجميع أن ّسيناريو وحوار الفيلم هو نقطة تفوقه، لم يحصل في النهاية على أوسكار أفضل فيلم.
رغم تميز فيلم دارابونت والمأخوذ عن رواية لستيفن كينج، ويدور حول محاسب يُسجن مدى الحياة بتهمة قتل زوجته وعشيقها، كان من أهم أسباب عدم حصوله على الأوسكار هو أنّه غير معروف للجميع، ولم يشاهده أحد إلّا بنزوله في نوادي الفيديو وقتها.
لكن على العكس من الفيلمين السابقين فإنّ فيلم زيميكس شاهده وتفاعل معه الجميع، فهو فيلم بسيط وعميق في الوقت ذاته، ويستطيع كل شخص أن يشاهد لمحةً ما من حياته في جزء من الفيلم، يمكن القول أنّ اختيار أفضل فيلم في هذا العام كان سهلًا على الأكاديمية حتى وإن شعرنا بالظلم الواقع على أفلام ممتازة أخرى نافسته عندما ننظر الآن للوراء.
2004
The Lord of the Rings: The Return of the King: إخراج بيتر جاكسون، سيناريو جاسكون بمشاركة فران والش وفيليبا بوينز، من بطولة إليجاه وود، وإيان ماكلين، وليف تايلر وشين أستين.
Lost in Translation : سيناريو وإخراج صوفيا كوبولا، من بطولة بيل موراي وسكارليت جوهانسن.
Mystic River: إخراج كلينت إيستوود، سيناريو براين هايلاند، من بطولة شون بن، وتيم روبينز وكيفن بيكون.
يعد هذا العام استثنائيًا لجوائز الأوسكار، فقد اختارت الأكاديمية أكثر من فيلم لا يكون عادةً ضمن اختياراتها، ففيلم صوفيا كوبولا التي استطاعت الحصول على جائزة أفضل سيناريو عليه، يدور حول علاقة أفلاطونية تجمع بين ممثل أمريكي كبير في السن مع زوجة شابة في مدينة غريبة عليهما هما الاثنان، رغم إشادة النقاد بالفيلم إلّا أنّه كان فيلمًا بميزانية محدودة ولا يمكن إعطائه جائزة أخرى.
أمّا فيلم كلينت إيستوود الذي أُعجب به الجميع لم يستطع أن يحصل على الجائزة؛ وهذا لأنّ بعض المشاركين في التصويت وجدوا أنّ الفيلمَ مثيرٌ للتوتر بدرجة لا يستطيعون التغاضي عنها. المفاجأة الحقيقية كانت منح الجزء الثاني من ثلاثية مملكة الخواتم المأخوذ عن سلسلة روايات بنفس الاسم جائزة أفضل فيلم، فعادةً ما ترفض الأكاديمية منح هذه الفئة من الأفلام التي تدور في أجواء فانتازيا وأسطورية جوائز مهمة، ولكن كانت هذه المرة من المرات القليلة التي حادت فيها الأكاديمية عن عادتها.
2008
No Country for Old Men: سيناريو وإخراج الأخوين كوين، من بطولة خافيير باردام، وتومي لي جونز وجوش برولين.
There Will Be Blood: سيناريو وإخراج بول توماس أندرسون، من بطولة دانيال داي لويس وبول دانو.
تميز هذا العام بابتعاد اختيارات الأكاديمية عن ترشيح الأفلام التي حققت نجاحًا جماهيريًا كبيرًا واتجهت إلى الأفلام ذات الإنتاج المستقل، حيث تصدر في نهاية السباق هذان الفيلمان اللّذان يمكن اعتبارهما أفضل ما قدمت السينما الأمريكية في السنوات الأخيرة. يحب عشاق السينما أفلام بول توماس أندرسون لكونها متفردةً، وهذا ما ظهر جليًا في الفيلم بدايةً من اختياره للقصة، وحتى الأداء التمثيلي الهائل من كل المشاركين بالفيلم.
لكن فضّلت الأكاديمية إعطاء الجائزة لفيلم الأخوين كوين الذي يدور حول مطاردة حول المال بين صيّاد وقاتل مأجور، فبعيدًا عن أنّ الفيلم ممتاز ومميز في صناعة السينما، لطالما أحب أعضاء الأكاديمية الأخوين كوين. لذا، لم يكن اختيار فيلمهما بالأمر الغريب.
2014
12Years a Slave: إخراج ستيف ماكوين، سيناريو جون ريدلي، من بطولة شيوتيل إيجيوفور ولوبيتا نيونجو.
Dallas Buyers Club: إخراج جين مارك فالي، سيناريو كريج بورتن ومليسا والاك، من بطولة ماثيو ماكونهي، جاريد ليتو وجنيفر جاردنر.
Gravity: إخراج ألفونسو كوارون الذي كتب السيناريو بالمشاركة مع جوناس كوارون، من بطولة ساندرا بولوك وجورج كولوني.
Her: سيناريو وحوار سبايك جونز، من بطولة خواكين فونيكس، وإيمي آدامز وسكارليت جوهانسن.
تنافس هذا العام على هذه الفئة تسعة أفلام، ومن بين التسعة أفلام كان السباق محتدمًا بين هذه الأفلام الأربعة التي تميزت بكونها أفلامًا رائعةً بميزانية قليلة نسبيًا، وتحديدًا فيلم جين مارك فالي الذي تميز بأداء تمثيلي ممتاز وميزانيته هي الأكثر انخفاضًا في جميع الأفلام المرشحة، ووجدته لجنة الأوسكار يطرح موضوعًا رغم كونه هامًا إلّا أنّه لم يعد على قائمة المواضيع التي يهتم بها الناس، أمّا فيلم سبايك جونز فهو مصنف كفيلم خيال علمي وهي الفئة التي لا يُنظر لها عادةً في الأوسكار، وهو نفس الحال مع فيلم كوارون الذي يدور حول علاقة غير اعتيادية بين رجل ونظام تفاعل آلي.
يرى الكثيرون أنّ صدور مذكرات لينكولن في وقت قريب من الأوسكار، كان من الأسباب التي أدت إلى فوز فيلم ماكوين المأخوذ عن مذكرات سولومون نورثب الشخصية، والتي حكى فيها عن حياته كعبد لمدة 12 عامًا، وأُرخ كواحد من أفضل الأفلام التي تناولت موضوع العبودية.