كنتُ أزور قرية نائية حيث تحدثتُ إلى امرأة كانت على عِلم بإصابتها بفيروس الإيدز، قالت لي إن الإرشادات الصحية المعمول بها في ذلك الوقت تؤكد أنها لم تستطع تلقي العلاج حتى انخفض عدد خلايا الدم المساعدة (cd4) -وهي نوع من خلايا الدم البيضاء التي يستخدمها الجهاز المناعي– إلى ما دون عتبة معينة.
وعندما ذهبَت إلى العيادة لإجراء الفحص، وجدت آلة الاختبار لديهم معطلة. كانت الآلة معطلة للمرة الثانية التي قامت فيها بزيارة العيادة. وبعد عدة شهور، بعد رحلتها الثالثة إلى العيادة سيرا على الأقدام، حصلت على عدد الخلايا لديها: لكن مستوياتها كانت أقل بكثير من العتبة الضرورية.. كان ينبغي أن تتلقى علاجها قبل شهور.
ومنذ تحديده أول مرة عام 1984، أودى فيروس الإيدز بحياة أكثر من 35 مليون شخص. ورغم أن عدد الوفيات المتصلة بالإيدز انخفض بمقدار النصف تقريبا منذ بلوغه ذروته عام 2005، فإنه لا يزال هناك عدد كبير جدا من الناس يموتون بسبب هذا المرض الذي يمكن الوقاية منه.
وفي عام 2016، توفي مليون شخص في جميع أنحاء العالم بسبب الأسباب المرتبطة بفيروس نقص المناعة البشرية، في حين أصيب 1.8 مليون آخرون بالعدوى. وخلافا للأسطورة الشائعة، لم نتغلب على الإيدز؛ ليس لفترة كافية.
إن اليوم العالمي للإيدز في الأول من ديسمبر/كانون الأول، مناسبة لتكريم الملايين من الضحايا، وإعادة الالتزام بالقضاء على هذا المرض المدمر.
فيروس "إتش.آي.في" (بيكسابي)
نقص التغطية
ووفقا لبرنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس الإيدز فإن 54% فقط من البالغين، و43% فقط من الأطفال يتلقون حاليا العلاجات المضادة للفيروسات القهقرية التي تنقذ الأرواح وتمنع الإصابات الجديدة. ومع الكثير من المرضى غير المعالجين، سيستمر الفيروس في الانتشار.
وبصفتي الرئيس التنفيذي لشركة أدوية عالمية، فإنني فخور بالمجهود الذي بذلناه لمكافحة فيروس الإيدز في جميع أنحاء العالم. واليوم، يعتمد أكثر من ثمانية ملايين شخص -أي قرابة نصف جميع المرضى الذين يتلقون العلاج ضد الفيروس في البلدان النامية- على العلاجات المضادة للفيروسات القهقرية التي ننتجها.
ولكن بالنسبة لأولئك الذين يواجهون هذا الصراع فإن عملنا لم ينته بعد. وتتحمل صناعة المستحضرات الصيدلانية مسؤولية توسيع فرص الحصول على التجارب والعلاج، والمساعدة على وقف انتشار فيروس الإيدز نهائيا. وسيؤدي تنفيذ أربعة التزامات رئيسية إلى تحقيق هذا الهدف.
بداية، ينبغي للشركات الصيدلانية أن تفعل المزيد من أجل زيادة توافر الأدوية ذات الوصفات العامة. وقد قدمت شركتا "ميلان" للبلدان النامية عام 2009 أول عقار شامل يُؤخذ مرة واحدة يوميا، وقمنا باستمرار بخفض سعره لجعله في متناول الجميع. مع هذا العلاج وحده، توفر "ميلان" وغيرها من الشركات المصنعة العامة للحكومة الأميركية والمانحين الدوليين، والبرامج الصحية الوطنية، أكثر من 4.5 مليارات دولار سنويا.
ومع ذلك، يمكن توسيع خيارات العلاج بشكل أكبر. وفي سبتمبر/أيلول الماضي أعلنت شركة ميلان عن تعاونها مع برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس الإيدز، ومؤسسة بيل وميليندا غيتس، ومبادرة الخدمات الصحية لكلينتون، وشركاء آخرين؛ لمنح الجيل القادم نظام دواء من حبة واحدة لدى مرضى الإيدز في أكثر من 90 بلدا من البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل بأقل من 75 دولارا في السنة.
وتستخدم هذه الأدوية على نطاق واسع في البلدان ذات الدخل المرتفع لأنها تنتج آثارا جانبية أقل. وينبغي لمثل هذه المبادرات القادرة على تحمل التكاليف أن تكون مضاعفة.
وبعد ذلك، ينبغي على صانعي الأدوية مواصلة الاستثمار في قدرات وموثوقية آليات التزويد. ومنذ عام 2005، ازداد عدد الأشخاص الذين يتلقون علاجات مضادات الفيروسات القهقرية في جميع أنحاء العالم بعشر مرات، أي 21 مليون شخص.
ولكن يوجد قرابة ضعف عدد المصابين حاليا بفيروس الإيدز. وعلى مدى العقد الماضي، استثمرت شركة "ميلان" أكثر من 250 مليون دولار في توسيع الطاقة الإنتاجية، ونحن الآن ننتج أربعة مليارات قرص وكبسولة كل عام. ولكن هناك حاجة إلى مزيد من الاستثمارات إذا أردنا توفير إمكانية علاج 21 مليون شخص آخرين في حاجة إلى العلاج.
التزام
ويتمثل الالتزام الثالث في زيادة الدعم للبحوث التي تعجل بتطوير ابتكارات جديدة في مجال تقديم العلاج بفعالية وكفاءة. على سبيل المثال، تقدم ميلان أدوية الدراسة إلى التجارب البحثية، مثل تجربة ماكسارت في سوازيلند، التي أظهرت أن توفير العلاج لجميع المصابين بفيروس الإيدز أفضل وسيلة لإبطاء انتشار المرض.
كما أيدنا تجربة معهد "إنكوري1" في معهد كيربي لتطوير نسخة مخفضة من جرعة العلاج الأكثر شيوعا في علاج فيروس الإيدز. ونحن نعمل حاليا مع الوكالة الأميركية للتنمية الدولية كجزء من شراكة تسمى "أوبتيميز" التي تستهدف تسريع الوصول إلى العلاجات الجديدة.
نحن لا نؤيد مثل هذه التجارب بغرض الحصول على الملكية الفكرية القابلة للتسويق، ولن نؤيدها في المستقبل. لكن بدلا من ذلك، ندعمها لأنها الطريقة الصحيحة للنهوض بالعلوم وتحسين العلاج.
وأخيرا، تتطلب المكاسب الحقيقية في مكافحة فيروس الإيدز من صانعي الأدوية مراعاة القيود المفروضة على نظم الرعاية الصحية وشبكات التوزيع في البلدان النامية التي يخدمونها.
وتعتبر العلاجات المضادة للفيروسات القهقرية مثالا جيدا على هذه التحديات. وكثيرا ما تكون أدوية الشباب المنتجة في الغرب سوائل تتطلب التبريد. ولكن البلدان النامية غالبا ما تكون لديها قدرات محدودة للتخزينالبارد، أو عدم القدرة على نقل السوائل بكميات كبيرة. ولهذا صنعت "ميلان" أقراصا مستقرة الحرارة، ليس لها طعم، قابلة للتشتت بحيث يسهل دمجها في الغذاء.
ويعمل علماؤنا الآن على صيغة الجيل التالي التي تعادل علبة السكر التي يسمح حتى للمواليد الجدد بتناولها. وستكون هناك حاجة إلى المزيد من الابتكارات من هذا القبيل لحل القضايا الخاصة بكل بلد والتي يواجهها المرضى.
وقد أحرزت الأوساط الصحية العالمية تقدما ملحوظا في التغلب على فيروس الإيدز، وإدخال منتجات جديدة والدعوة إلى العلاج المبكر. ولكن التفكير في المرأة التي التقيتُ بها في تنزانيا، يذكرني بالعمل الذي لا يزال يتعين القيام به. كما يلعب صناع الأدوية العامة دورا هاما في هذه المعركة، ولن نتوقف عن العمل إلى حين توفر العلاج لكل مريض في العالم.
وعندما ذهبَت إلى العيادة لإجراء الفحص، وجدت آلة الاختبار لديهم معطلة. كانت الآلة معطلة للمرة الثانية التي قامت فيها بزيارة العيادة. وبعد عدة شهور، بعد رحلتها الثالثة إلى العيادة سيرا على الأقدام، حصلت على عدد الخلايا لديها: لكن مستوياتها كانت أقل بكثير من العتبة الضرورية.. كان ينبغي أن تتلقى علاجها قبل شهور.
ومنذ تحديده أول مرة عام 1984، أودى فيروس الإيدز بحياة أكثر من 35 مليون شخص. ورغم أن عدد الوفيات المتصلة بالإيدز انخفض بمقدار النصف تقريبا منذ بلوغه ذروته عام 2005، فإنه لا يزال هناك عدد كبير جدا من الناس يموتون بسبب هذا المرض الذي يمكن الوقاية منه.
وفي عام 2016، توفي مليون شخص في جميع أنحاء العالم بسبب الأسباب المرتبطة بفيروس نقص المناعة البشرية، في حين أصيب 1.8 مليون آخرون بالعدوى. وخلافا للأسطورة الشائعة، لم نتغلب على الإيدز؛ ليس لفترة كافية.
إن اليوم العالمي للإيدز في الأول من ديسمبر/كانون الأول، مناسبة لتكريم الملايين من الضحايا، وإعادة الالتزام بالقضاء على هذا المرض المدمر.
فيروس "إتش.آي.في" (بيكسابي)
نقص التغطية
ووفقا لبرنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس الإيدز فإن 54% فقط من البالغين، و43% فقط من الأطفال يتلقون حاليا العلاجات المضادة للفيروسات القهقرية التي تنقذ الأرواح وتمنع الإصابات الجديدة. ومع الكثير من المرضى غير المعالجين، سيستمر الفيروس في الانتشار.
وبصفتي الرئيس التنفيذي لشركة أدوية عالمية، فإنني فخور بالمجهود الذي بذلناه لمكافحة فيروس الإيدز في جميع أنحاء العالم. واليوم، يعتمد أكثر من ثمانية ملايين شخص -أي قرابة نصف جميع المرضى الذين يتلقون العلاج ضد الفيروس في البلدان النامية- على العلاجات المضادة للفيروسات القهقرية التي ننتجها.
ولكن بالنسبة لأولئك الذين يواجهون هذا الصراع فإن عملنا لم ينته بعد. وتتحمل صناعة المستحضرات الصيدلانية مسؤولية توسيع فرص الحصول على التجارب والعلاج، والمساعدة على وقف انتشار فيروس الإيدز نهائيا. وسيؤدي تنفيذ أربعة التزامات رئيسية إلى تحقيق هذا الهدف.
بداية، ينبغي للشركات الصيدلانية أن تفعل المزيد من أجل زيادة توافر الأدوية ذات الوصفات العامة. وقد قدمت شركتا "ميلان" للبلدان النامية عام 2009 أول عقار شامل يُؤخذ مرة واحدة يوميا، وقمنا باستمرار بخفض سعره لجعله في متناول الجميع. مع هذا العلاج وحده، توفر "ميلان" وغيرها من الشركات المصنعة العامة للحكومة الأميركية والمانحين الدوليين، والبرامج الصحية الوطنية، أكثر من 4.5 مليارات دولار سنويا.
ومع ذلك، يمكن توسيع خيارات العلاج بشكل أكبر. وفي سبتمبر/أيلول الماضي أعلنت شركة ميلان عن تعاونها مع برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس الإيدز، ومؤسسة بيل وميليندا غيتس، ومبادرة الخدمات الصحية لكلينتون، وشركاء آخرين؛ لمنح الجيل القادم نظام دواء من حبة واحدة لدى مرضى الإيدز في أكثر من 90 بلدا من البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل بأقل من 75 دولارا في السنة.
وتستخدم هذه الأدوية على نطاق واسع في البلدان ذات الدخل المرتفع لأنها تنتج آثارا جانبية أقل. وينبغي لمثل هذه المبادرات القادرة على تحمل التكاليف أن تكون مضاعفة.
وبعد ذلك، ينبغي على صانعي الأدوية مواصلة الاستثمار في قدرات وموثوقية آليات التزويد. ومنذ عام 2005، ازداد عدد الأشخاص الذين يتلقون علاجات مضادات الفيروسات القهقرية في جميع أنحاء العالم بعشر مرات، أي 21 مليون شخص.
ولكن يوجد قرابة ضعف عدد المصابين حاليا بفيروس الإيدز. وعلى مدى العقد الماضي، استثمرت شركة "ميلان" أكثر من 250 مليون دولار في توسيع الطاقة الإنتاجية، ونحن الآن ننتج أربعة مليارات قرص وكبسولة كل عام. ولكن هناك حاجة إلى مزيد من الاستثمارات إذا أردنا توفير إمكانية علاج 21 مليون شخص آخرين في حاجة إلى العلاج.
التزام
ويتمثل الالتزام الثالث في زيادة الدعم للبحوث التي تعجل بتطوير ابتكارات جديدة في مجال تقديم العلاج بفعالية وكفاءة. على سبيل المثال، تقدم ميلان أدوية الدراسة إلى التجارب البحثية، مثل تجربة ماكسارت في سوازيلند، التي أظهرت أن توفير العلاج لجميع المصابين بفيروس الإيدز أفضل وسيلة لإبطاء انتشار المرض.
كما أيدنا تجربة معهد "إنكوري1" في معهد كيربي لتطوير نسخة مخفضة من جرعة العلاج الأكثر شيوعا في علاج فيروس الإيدز. ونحن نعمل حاليا مع الوكالة الأميركية للتنمية الدولية كجزء من شراكة تسمى "أوبتيميز" التي تستهدف تسريع الوصول إلى العلاجات الجديدة.
نحن لا نؤيد مثل هذه التجارب بغرض الحصول على الملكية الفكرية القابلة للتسويق، ولن نؤيدها في المستقبل. لكن بدلا من ذلك، ندعمها لأنها الطريقة الصحيحة للنهوض بالعلوم وتحسين العلاج.
وأخيرا، تتطلب المكاسب الحقيقية في مكافحة فيروس الإيدز من صانعي الأدوية مراعاة القيود المفروضة على نظم الرعاية الصحية وشبكات التوزيع في البلدان النامية التي يخدمونها.
وتعتبر العلاجات المضادة للفيروسات القهقرية مثالا جيدا على هذه التحديات. وكثيرا ما تكون أدوية الشباب المنتجة في الغرب سوائل تتطلب التبريد. ولكن البلدان النامية غالبا ما تكون لديها قدرات محدودة للتخزينالبارد، أو عدم القدرة على نقل السوائل بكميات كبيرة. ولهذا صنعت "ميلان" أقراصا مستقرة الحرارة، ليس لها طعم، قابلة للتشتت بحيث يسهل دمجها في الغذاء.
ويعمل علماؤنا الآن على صيغة الجيل التالي التي تعادل علبة السكر التي يسمح حتى للمواليد الجدد بتناولها. وستكون هناك حاجة إلى المزيد من الابتكارات من هذا القبيل لحل القضايا الخاصة بكل بلد والتي يواجهها المرضى.
وقد أحرزت الأوساط الصحية العالمية تقدما ملحوظا في التغلب على فيروس الإيدز، وإدخال منتجات جديدة والدعوة إلى العلاج المبكر. ولكن التفكير في المرأة التي التقيتُ بها في تنزانيا، يذكرني بالعمل الذي لا يزال يتعين القيام به. كما يلعب صناع الأدوية العامة دورا هاما في هذه المعركة، ولن نتوقف عن العمل إلى حين توفر العلاج لكل مريض في العالم.